كتَّاب إيلاف

كردستان والغضب الساطع

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في مقال سابق تحدثت عن تداعي الأحزاب التقليدية في العراق إثر قراءتي للنتائج النهائية لإنتخابات مجالس المحافظات العراقية. ويبدو أن العدوى أصابت الأحزاب الكردستانية أيضا، بعد أن هزت الإنتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة عرش الحزبين التقليديين في كردستان اللذان بالكاد تمكنا من تحقيق فوز ضعيف على قوائم المعارضة الناشئة.

باديء ذي بدء أعتقد بأن السقوط المريع لتلك الأحزاب في عيون الجماهير له علاقة قوية ومتينة بما أستطيع أن أصفه بالنهضة الديمقراطية التي يشهدها العراق ومعه إقليم كردستان منذ سقوط النظام السابق، فاليوم يتمتع الناخب العراقي بحرية أكبر في إختيار من يمثله، وأصبح صوته مسموعا ومؤثرا في العملية السياسية بما أتيح له من مساحة الحرية الواسعة في إيداع صوته بصناديق الإقتراع، وبذلك فقد إستعاد المواطن العراقي إرادته الحرة التي كانت مفقودة لسنوات طويلة في العراق الذي حكمته أحزاب ديكتاتورية منذ نشوء دولته الحديثة. فأصبح بإمكان المواطن أن يقيم بذاته أداء الأحزاب والقوى السياسية التي تخوض الإنتخابات رغما عن أنفها وليس بإرادتها، ولم يعد هناك متسع للأحزاب للتسلط مرة أخرى على رقاب غالبية الشعب، اللهم إلا في حال لجوئها الى التزوير أو التلاعب بالنتائج الإنتخابية، وهذا أيضا سوف لن يدوم الى الأبد، خصوصا وأن المواطن العراقي قد إستعاد وعيه السياسي والإنتخابي وبدأ يدرك أهمية الورقة التي يودعها في صناديق الإقتراع.

ما حصل في إنتخابات مجالس المحافظات في العراق، وما تلاها في الإنتخابات التشريعية والبرلمانية في كردستان يعد بكل المقاييس ثورة حقيقية في مستوى العقل العراقي المقموع منذ سنوات طويلة، ستدشن لمرحلة وتجربة جديدة في العراق تكون الأكثر إشعاعا وديمقراطية من تجارب معظم شعوب المنطقة التي ما زالت تخضع لأنظمة دكتاتورية متسلطة ومستبدة.

أظهرت الإنتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة جانبا مشرقا من التجربة الديمقراطية في كردستان تستحق أكثر من وقفة، فمن يتمعن في النتائج المعلنة قبل يومين لتلك الإنتخابات سيدرك للوهلة الأولى، بأن ديمقراطية حقيقية قد هبت نسماتها على الإقليم بعد سنوات طويلة من تسلط الحزبين الحاكمين عليها، ورغم ما شابت تلك الإنتخابات من تجاوزات وخروقات وما يثار حول حدوث عمليات التزوير أثناء عملية الإقتراع، وهذا ما تنفيه المفوضية العليا المستقلة والجامعة العربية والعديد من المراقبين الدوليين، ولكن مجرد النظر الى النتائج المعلنة تظهر أنه حتى لو جرى التزوير فيها فإنه لا يتجاوز الحدود المتعارف عليها في الأنظمة العربية التي إعتادت أن تلصق نسبة 99،99،99 % بجميع إنتخابات الرؤساء والأحزاب السلطوية..

نسبة 57% لحزبين أدارا الحكم في كردستان منذ 18 سنة وقدما تضحيات كبيرة أثناء الثورة النضالية للشعب الكردي في الجبال، قد تكون أقرب الى الحقيقة المجردة من الرتوش أو محاولة الإعلام الحزبي تجميل الصورة القاتمة لهما، وهي تعبر أيما تعبير عن الحال الذي وصل إليه الحزبان من حيث القطيعة الشعبية خصوصا في السنوات الأخيرة التي شهدت إنغماسا كاملا للحزبين في مستنقع الفساد، وحرمان شعبيهما من خيرات الإقليم التي تقدر بمليارات الدولارات سنويا بسبب الفساد.

وبالمقابل فإن ظهور قائمة التغيير بـ25 مقعدا وصعود الأحزاب الصغيرة بـ12 مقعدا، لهو دليل واضح على حاجة الإقليم الى تغيير جذري في العملية السياسية وفي إدارة الحكم أيضا. فالمعارضة التي قمعت في السنوات الماضية، أصبح لها اليوم حضورا فاعلا على المشهد السياسي الكردستاني وسيدفع بالتأكيد بإتجاه ترسيخ أسس جديدة غير متعارف عليها في العملية السياسية بالإقليم،وسيغير الكثير من المعادلات القائمة.

إن الشعب الذي صب جام غضبه في الإنتخابات الأخيرة على الحزبين الحاكمين، أكد من خلال الإقتراع لصالح قوى المعارضة الحاجة الملحة الى تغيير حقيقي يشمل كافة مجالات الحياة، فالتصويت لصالح قائمة لم يمض على نشوئها سوى شهرين، وفوزها بمقاعد تقترب مما حصل عليها الحزبان الحاكمان منفردين، وهما من هما من حيث الموروث والتاريخ النضالي العريق تستدعي أكثر من وقفة جادة من قادة الحزبين، وتتطلب مراجعة شاملة لأداء الجهازين الحزبي والحكومي، اللذين أصابهما الهرم، وأصبحتا بحاجة ماسة الى بعث الروح فيهما إن أراد الحزبان فعلا إستعادة ثقة الشعب بهما.

لقد نبهت مرارا من خلال كتاباتي المتكررة عن الفساد في الإقليم، سواء على منبر إيلاف أو المنابر الصحفية الكردية، أن حالة الفساد التي وصلت الى حد مصادرة أقوات الأطفال وحرمان الشعب وتجويعه، سيؤدي في نهاية المطاف بهذين الحزبين الحاكمين الى التهلكة، وقد تحقق ذلك اليوم بالفعل، فهبوط شعبية الحزبين بهذه الدرجة الحادة، ومقارنة مقاعدهما البرلمانية السابقة التي فاقت ثمانين مقعدا مع ما حصلا عليها في الإنتخابات الأخيرة،،وكذلك مقارنة الموروث النضالي للحزبين الذي لم يشفع لهما في الحصول على نسب مشرفة في تلك الإنتخابات، مع ما حصدته قوائم المعارضة التي ظهرت حديثا وإن كانت لا تقل عن الحزبين الحاكمين من حيث الموروث النضالي، سيقودنا كل ذلك الى تقدير حجم الكارثة التي حلت بالحزبين معا.

على كل حال أعتقد بأن السنوات الأربع القادمة ستكون حبلى بالمفاجئات، عليه أرى بأن هناك فرصة أخيرة أمام الحزبين الحاكمين لتدارك وضعيهما وتقليل وطأة ما حل بهما، ولا أقول درء الكارثة الواقعة عليهما والتي أصابت قيادتهما بصدمة كبيرة وغير متوقعة. ولعل من أهم الخطوات التي يفترض بقيادة الحزبين أن تخطوانها في مستهل تنفيذ برنامجهما الإنتخابي، هو الإتفاق على تداول سلمي للسلطة بينهما، وإفساح المجال أمام المرشح المحتمل لرئاسة الحكومة الدكتور برهم صالح ليبادر بقيادة عملية التغيير المطلوبة من الحزبين ولو في الفرصة الضائعة، وهي بحق فرصة أخيرة أمام الحزبين لتدارك شعبيتهما على الساحة الكردستانية وإستعادة ثقة الشعب بهما.

وأعتقد بأن برهم قادر على إجراء التغيير المطلوب فيما لو لقي مساندة حقيقية من قادة الحزبين،خصوصا وأنه قد تعهد بإعتباره رئيسا للقائمة الكردستانية الفائزة بالتحديث والتجديد وفق برنامج طموح لو قدر له الإيفاء بها سيتمكن عندها من إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل حلول العاصفة الأخيرة.

شيرزاد شيخاني

sherzadshekhani@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كردي
عربي -

المقال كله تملق. وبه نبرة عنصرية.. كنا نتمنى ان يكون الكاتب جادا وبعيدا عن التملق لرئيس الحكومة المقبل برهم صالح

To Arabi number 1
Mageed -

If there is a racist, then it is you sir and very clealry. You write under the name Arabi and accuse the writer of been racist. Where is the racist part in the article? Just ask yourself why should you not write your real name rather than the Arabi. May I say that you are a hypocrit and chauvinist and that as an advice I tell you that if your house is made of glass may be it is not wise to throw stones at others

الوطن والمواطن اولا
الباتيفي -

نعم علئ الحزبين انهاء الفساد المالي ومحاسبه كل مقصر ومن يمد يده الئ اموال الفقراء اقول توقفو عن التهب وتوزيع اموال المساكين بينكم والا سوف تذهبون الئ غير رجعه ودوام الحال من المحال لم نعد نثق بمن كانو والئ الان في الحكم يجب تطهير المؤسسات والدوائر من اللصوص واعاده اموال المسروقه وكلنا يعرف ان مسؤلي واعضاء الحزبين وعوائلهم اصبحو يملكون كل كوردستان فمثلا اصبح البارزانين يقومون بالسيطره علئ اراضي وممتلكات العامه والخاصه في مدينه زاخو بحجه انها تعود ملكيتها الئ عيسئ سيار الذي كان يحكم زاخو ايام الهدنه واتفاقيه اذار عام 1970 ولا احد يتجرء علئ الاعتراض ولا يوجد قوانين تحاسب المسؤلين وذويهم وهذا يجعلنا نشعر بالاشمئزاز والغضب منهم وان لم يعدل البارزاني اسلوب حكمه ويقيم العدل والمساوات فلا يلوم الئ نفسه ولم تعد العزف علئ اوتار الكوردايتي تفيدهم ولن نصوت لهم بعد الان وارحمو شعبكم اولا قبل ان تطالبو الغير بان يرحمكم

ستبقى!!
عمر كلاري -

ستبقى يا شيرزاد شيخاني تتملق في كتاباتك للحزب والعائلة البعثو_ بارزانية..ستبقى تخافظ على خطوط الرجعة وعدم عبور الخطوط الحمراء المعروفة سلفا عندك لئلا يصيبك غضب البرزاني الدكتاتور..تعرف جيدا في قرارة قلبك ان االنتخابات كانت مزورة بششكل شنيع في اربيل ودهوك وان قائمة التغير لولا السلطة الارهابية والامبراطويات المالية لعائلة البرزاني ونثر الدولارات على رؤوساء القبائءل والعشائر..لولا هذة الامور وامور اخرى كثيرة معروفة للجميع لكانت قد اكتسحت سلطة عائلة البرزاني ..على اية حال فان قائمة التغير فد رمت بحجرة ثقيلة في المياة الاسنة الراكدة في كوردستان وستكون هنالك فواجع كثيرة على العشب الكردي وسوف تطفح للسطح خلافات قديمة ولكن بمظاهر اخرى من شانها ان تهلك الحرث والنسل في كوردستان ان لم يتم الاستجابة لمطالب قائمة التغير في مسالة التزوير والمسائلة التاريخية عن خيانات الطالباني وعائلة البارزاني وسرقتهم لثروات الشعب الكردي.زشكرا لايلاف

ستبقى!!
عمر كلاري -

مكرر

لب المشكلة
مواطن كردستاني -

النظام السياسي في كردستان قائم على اساس وجود هيئة متمثلة بالمكتب السياسي للحزبين الذين يقودان الحكم في كردستان فوق السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وهذا الامر ادى الى خلق فوضى في شتى ميادين الحياة في كردستان وسوء ادارة ثروات البلاد وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.معالجة هذا الوضع يستوجب استقلالية السلطات الثلاث وعدم تدخل الحزب في هذه السلطات.المهم ان التغيير اتي باذن الله

برهم صالح
عبدالرضا الحمزاوي -

لا ادري سر التهجم على الاستاذ برهم صالح؟ ولم ار فيه الا شخصية عراقية قحة لا تعترف بالطائفية ولا بالعرقية ولا بالقومية سوى القومية العراقية و لطالما ذكرني بالاستاذ الشهيد سعيد القزاز اخر وزير داخلية عراقي وافضل وزير داخلية للعراق في العهد الملكي الزاهر وكان كردي العرق لكنه عراقي القومية ليت لو ان كل زعيم كردي كان مثل سعيد القزاز او برهم صالح اليوم

مجرد سؤال
سلوان كوران -

مجرد سؤال الى السيد عمر كلاري انت تدعي بانه حصل تزوير من قبل القائمه الكوردستانيه .هل تصويت السيدين مام روستم وفرهاد سنكاوي شرعي ؟ مع العلم انهم يعيشون في اوربا وهم من القياديين في قائمة التغيير.وبالنسبه للاتهامات والخيانات فمن الافضل ان يكون الجذر مستوركما يقال .اما بالنسبه لتهديداتك وعيد باهلاك الحرث والنسل .اقول لايكفيكم ماحل بالكورد خلال الاقتتال الداخلي اتمنى ان تفكر بلغة القلم لانها هي الرابحه في النهايه.مع التحيه

لكل بداية سيئة نهاية
كنعان -

الحل يكمن في بناء هيئات رقابية قانونية مستقلة لمراقبة الفساد والفاسدين وان تنتظرو السلطات الحالية تحاسب المفسدين لا اعتقد ان هناك لديهم القدرة على محاسبة انفسهم ورد حقوق الناس والاموال المسروقة .. لكنهم يجب ان يعرفو بان التاريخ لا يرحم ..ولا ظالم من دام... اعتقد الكورد سيغيرون الكثير والرياح اتية لتغير كل ما هو عفن .. يحتاج شوية وقت...الله والامريكان كرماء

الديموقراطية
يوحنا -

قيادة واحزاب فاسدة لشعب فاسد’ انا ارى الاكراد في اوربا بناتهم عاريات يقضين لياليهم في ديسكوات وشبابهم يتشبهون بالنساء ويدعون انهم تطوروا واصبحوا كالاوروبيون.قلة من الاكراد تراهم في الجامعات والمعاهد العلمية. العنصرية الغبية منتشرة في صفوفهم’هكذا حالهم.

القومية العراقية
joan -

عراقي القومية?

القومية العراقية ?
joan -

repeated

لا تفعلها يا برهم
ستران احمد -

عندما توحد الحزبان الرئيسان وشكلا حكومة شبه موحدة اصبح السيد عمر فتاح القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني نائبا لرئيس الوزراء اي نائبا لنيجيرفان.. حدث ما لم نتوقعه فبدل ان يكون هذا القيادي الاتحادي ندا قويا لشخص نيجيرفان بأعتباره اكبر عمرا واكثر حكمة الا انه وبفعل رنة الذهب وتأثير الدولار الذي اغدقه عليه السيد نيجير وادارته الفاسدة اصبح الكبير تابعا للصغير وصار القيادي عمر فتاح عبدا ذليلا للدولار وشخصية هشة لا سلطة له مقابل سلطة غريمه نيجيرفان حتى صار يطلق عليه لقب عمر مرتاح فقد بدا مرتاحا جدا لمنصبه الذليل والهامشي..وقد سقط الاتحاد الوطني في ورطة الادارة الفاسدة التي كانت بيد البارزاني ورجالاته الفاسدين حتى فقد الاتحاد جماهيره الواسعة وصار تابعا ذليلا لحكم البارزاني واطلق الناس هنا في اربيل ان الطالباني سينظم من جديد للبارتي ويشكل الفرع 66 الان وبعد ان مرت الانتخابات الكردستانية وحقق البارزاني نصره المزيف عبر التزوير صار من الممكن ان يترشح د. برهم صالح اخر رجال الساموراي من الاتحاد الوطني ليصبح رئيسا للوزراء.. ولكن سؤال مهم هو هل سيسمح البارزاني بظهور شخصية قوية مثل شخصية د. برهم تنافس سطوتهم في اربيل ودهوك ؟؟ لا يمكن ان يحدث هذا!! لذا ارجوا ان لا يتحول د. برهم الى د.برهم مرتاح جديد لا يحل ولا يربط.. وخير له ان لا يرأس حكومة كهذه ويحتفظ بما له من كبرياء.. لأن الشراكة مع البارزاني ورجاله لهي خسارة للكرامة ولا شئ غير ذلك.

من راقب الناس مات هم
ناظم -

يبدو ان بعض المعلقين السلبيين قد خرجوا عن طورهمونسوا جلودهم التي لازالت معلقة في السقف .وليحمدوا الباري على ماهم عليه بفضل الخيريين.التطور والبناء والتقدم التي جرت وتجري في مسافة قصيرة نسبيا في اقليم كوردستان لدليل على العمل مما يؤدي الى مستقبل زاهر.لكن ان لاتنسوا بان المخاطر لازالت على الابواب.فالازدهار الموجود موضع فخر واعتزاز.ودليل اخر التمكن من قيادةالدولة مما يغيظ الحاقدين.اما التعليق رقم 10 السيد يوحنا فليراجع نفسه بما يوجه الاساءة للاخرين وعليه ان لايمس الحرية الفردية لانه ملك شخصي وان جماعته ليس باحسن حالا.وعليه ان يكون في حدود الادب والاخلاق.