أصداء

ولا يزال أوجلان زعيماً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لمعرفة ماهية التطورات التي تحدث فيها، هل يمكننا طرح سؤال : ما الذي يجري في تركيا؟
مبدئيا لا يسمح تشابك الملفات سواء تلك العالقة او تلك التي على وشك الحل في منطقة الشرق الأوسط بطرح مثل هذا السؤال وكأن كل دولة تعيش مشكلاتها باستقلالية عما يجاورها. وبالتالي تنطبق هذه الفرضية على تركيا كما على غيرها من الدول في الشرق الأوسط، وعليه فإنه لا يوجد ملف أو قضية ما تتمتع بالحكم والادارة الذاتية في تطورها تجاه التأزم أوالحل. وهذا ما ينطبق على القضية الكردية التي تشهد مقاربة رسمية تركية تجاه حلها حسب التصريحات التي أطلقت مؤخرا بدءا من رئيس الجمهورية عبد الله غول إلى رئيس حكومتها رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته احمد داوود اوغلو. حتى الان يمكن وضع هذه المقاربة الجديدة في خانة التصريحات التي يمكن المماطلة والتراجع عنها بسهولة ولأردوغان عدة سوابق تخص القضية الكردية باستخدامها في الاستحقاق الانتخابي.


لا يختلف حتى المعلقون الأتراك في ان زحمة التصريحات الرسمية غير المسبوقة من جانب الحكومة التركية هي محاولة لقطع الطريق على خارطة الحل المرتقب التي سيطرحها عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني من سجنه في جزيرة ايمرالي منتصف شهر آب الجاري، وهو توقيت له دلالته العميقة بالنسبة للعمال الكردستاني الذي بدأ كفاحه المسلح في 15 آب 1984. هذا الاعتراف بدور مشروع الحل الذي سيطرحه الزعيم الكردي يدلل أن الرجل رغم شح المعلومات التي ترده إلى السجن خلال لقاءات القصيرة مع محاميه او الصحف المقتطعة والقديمة التي تسمح إدارة السجن باطلاعه عليها بأنه أكثر من يقرا الأحداث التي تشهدها المنطقة وملاءمتها لانفراج في القضية التي تكلف كلا من تركيا والأكراد مليارات الدولارات سنويا سواء على شكل قروض يمول بها الجيش عملياته العسكرية او التدمير الذي تسببها العمليات عدا عن الغابات التي يتم حرقها من قبل الجيش لإجبار بعض عناصر العمال الكردستاني على الخروج. من هذه الرؤية الشاملة لمنطقة الشرق الأوسط فإن الحكومة التركية مضطرة على القبول بالحل لأسباب سنذكرها، وهي بدلا من ذلك تقوم بطرح وجهة نظرها للحل لتفادي الاعتراف بالجهة التي سيتم التباحث معها من الطرف الكردي المتمثل بالعمال الكردستاني وحزب المجتمع الديمقراطي الكردي ( 21 نائبا في البرلمان)، ومنذ فترة ليست بالقصيرة بدأ رؤساء تحرير الصحف التركية سواء تلك التي تؤيد الحل الذي يطرحه اوجلان كصحيفة طرف او راديكال والصحف التي تعارض رؤية أوجلان كجمهورييت وحرييت وزمان فإن تصريحات اوجلان أصبحت متناقلة على صفحات هذه الصحف بعد ان كان يتم تجاهلها لسنوات طويلة من سجنه.


الرؤية التركية الرسمية، وحسب مصادر مطلعة و مقربة من العمال الكردستاني، تعتمد على طرح حل مجتزأ للقضية الكردية ليتم الترويج له بأنه حل شامل، مثل فتح فروع للدراسة باللغة الكردية في بعض الجامعات، وهذا من شأنه ان يؤزم القضية اكثر لأنه لا يعترف بأي طرف عن الجانب الكردي، أي طرح احادي. فكيف سيعترفون بالحقوق الكردية وهم لا يعترفون بوجود مخاطب كردي يتفاوضون معه؟ هذه الرؤية تعتمد على معادلة ابتكرها وزير الخارجية احمد داوود أوغلو بأن أفضل طريقة لتجنب الجلوس مع ممثلي حزب العمال الكردستاني وبالتالي الاعتراف به هو حل المشكلة بدونهم.


لكن من خلال مراجعة اللقاءات الأخيرة لأوجلان مع محاميه نجد ان تجنب الحكومة للحل الذي يطرحه يعود للرؤية الشاملة التي يتضمنها حل اوجلان، فهو لا يهمل رؤية مصطفى كمال اتاتورك تجاه منح الأكراد للحكم الذاتي في الدستور الذي طرح عام 1923 وفي الميثاق المللي، ورغم اتهام جهات كردية عديد لأوجلان بان أصبح كماليا (نسبة لكمال اتاتورك) إلا أنه استطاع الكشف عن الجانب المحرج من شخصية اتاتورك للقوميين الأتراك والكماليين، بحيث لا يجرؤ احد منهم على القول ان اتاتورك كان على خطا لو فكر بذلك. وبالتالي الفرق بين حل الدولة الذي يعمل عليه أردوغان وخارطة الحل التي سيطرحها اوجلان قريبا أن الأول سيعتمد على تنفيذ إصلاحات تدريجية وتحت إشراف الدولة مباشرة دون السعي لطرح دستور بديل وعصري يعترف بالاتحاد الاختياري بين الشعب التركي الذي كان سيكون محمية يونانية وايطالية في الحرب العالمية الاولى لولا حرب التحرير التي قادها اتاتورك من المناطق الكردية حتى تحرير ازمير. وهذا ما يطرحه اوجلان. اماعن سر تهافت كل من الجانب الكردي او التركي على هذه التوقيت بالذات لطرح الحل، فيعود لعدة عوامل داخلية وإقليمية:


اولا : اقتراب موعد الانسحاب الأميركي من العراق الذي سيخلق فراغا امنيا كبيرا مما يؤثر سلبا على سيطرة تركيا على جوارها الاقليمي المحاذي لكردستان العراق والتي ينشط فيها حزب العمال الكردستاني إضافة إلى معظم الولايات الكردية داخل تركيا.


ثانيا : إن طرح الحل الذي لا يمكن ان يكون كاملا من الجانب التركي بسبب السرعة التي سيتم من خلالها تنفيذها، يهدف لاقناع الجانب الأميركي أن حزب العمال الكردستاني أصبح عائقا امام استمرار الحل المطروح، وبالتالي ستلجا لاقناع القوات الأميركية لتوجيه ضربة للعمال الكردستاني شبيهة بتلك التي حدث لنمور التاميل في سريلانكا مع فارق كبير في الجغرافيا والامكانيات لصالح الكردستاني.


ثالثا: الكشف عن شبكة أرغينكون التاريخية في تركيا ومسؤوليتها عن الكثير من الجرائم التي ألصقت بحزب العمال الكردستاني رفع من مصداقية الأخير سواء في الاوساط الكردية المعارضة له او حتى من جانب القوميين الأتراك الذين يشعرون بالحرج لوجود تنظيم أسوأ بكثير مما كانوا يصورن به العمال الكردستاني لأنصارهم.
بالنظر إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها العمال الكردستاني إلى حد زعزعة ثوابت الدولة التركية الرسمية حتى أعلى المستويات، فإنه من المستبعد نجاح أي حل احادي الجانب من الحكومة دون القبول بزعيم الحزب او ممثلي حزب المجتمع الديمقراطي كطرف كردي يمر الحل من خلالهم وليس من فوقهم او تحتهم، وهو ما وصفه أوجلان بأنه لو حدث ذلك ستكون تعبيرا عن "انعدام للأخلاق السياسية".

حسين جمو

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحليل صائب
ابو فاتح ميركه سوري -

كاكه حسين قرأت تعليقك. الحقيقة انت طرحت رأياً صائباً. حزب العمال الكردستاني يتقوى كثيراً وهو مايضطر الدولة التركية للتحاور معه. عكس اقليم كردستان الذي ضعفت احزابه الرئيسية كثيراً في الإنتخابات الأخيرة وذلك بسبب الفساد المتغلغل في بنيتها. الآن اخي حسين استعد لمزايدات التالاتي وغيره من كرد سوريا الذين يشتغلون على الشعور القومجي الفارغ والتخوين والشتم والردح. صباحكم عسل.

اوجلان الكبير
شاهين الحر -

ولايزال اوجلان كبيرا. ولايزال اوجلان شامخا ويقود الكرد من انتصار الى انتصار. في ملاحم زاب وفي انتخابات 29 آذار. عاشت ايدك كاك حسين. والدولة التركية سترضخ لصوت العقل عاجلا ام آجلا.

15هذا اليوم يخيفهم
أبو سمير -

في ليلة وضحاها تعترف أنقرة بوجود الكرد وقضيتهم ليستبقو مشروع السيد آبو الذي سيطرح للنقاش علىالأغلب يوم15آب الذي أعلن عنه السيد آبو في وقت سابق عن طريق محامييه على شكل خارطة طريق في 15آبذلك التاريخ الذي يعتبر يوما مقدساعند غالبية الكرد اليوم الذي تمرد فيه الكرد على الطغات وقالتكفى لطغيانكم بأعتقادي الدولة التركية الآن تعيش أصعب أوقاتها ليس باللأمر السهل أن تعقد مؤتمرات داخل تركيا وبأشراف الحكومة التركيا لتناقش المشكلة الكردية حتى الأمس القريب السيد أردوغانكان يرفض أن يصافح النواب الكرد ورفض مد يدهليسلم عليهم أن لم يعلنا حزب العمال الكردستانيمنضمة أرهابية أنهم في مأزق حقيقي أمام سياسة السيد آبو وعزيمة الشعب الكردي الذي لا يهدء لهمبال ألا بأنتزاع الحقوق المشروعة وتحرير قائدهم منالأسر وكافة معتقلي الشعب الكردي في سجون الدولة التركية ومعتقلاتها الرهيبةمن ناحية يعلنون عن نيتهم حل المشكلة الكردية ومن ناحية ثانية أرهابهم لم يتغير فيه شيئ أنهم مرعوبين من مشاريع السيد آبو لهذا يعلنون مشاريعهم يجب أخذ الحيطة والحذر من هولاء من الممكن أن أتيحت لهم الفرصةسيغدرون بالشعب الكردي كالسابق يجب أن يكون المرءحذراألف مرة قبل أن يخطو خطوة واحدة

حلم دولة مقابل حرية
محايد -

أسس عبد الله أوجلان حزب العمال الكردستاني مع نخبة من المثقفين الكرد في العام 1978 بهدف العمل من أجل استقلال ذاتي للأكراد في تركيا ، اضطر للعمل المسلح في العام 1984 ، متخذا دمشق كمركز انطلاق له حتى العام 1998 ، حيث هدد الرئيس التركي باجتياح سوريا ، فرحلته سوريا خارج أرضها متوجها إلى روسيا ومن هناك إلى إيطاليا و من ثم إلى اليونان ، في رحلة مطاردة منقولة على الهواء ، انتهت بها وبه أسيرا في يد الاستخبارات التركية في نيروبي عاصمة كينيا ، بعد أن تعاونت أجهزة استخباراتية عدة للقبض عليه وطردته عواصم العالم حرصا على مشاعر الأخ التركي وخوفا من غضبه . منذ يوم اعتقاله وأوجلان يردد معزوفة توبته عن العمل المسلح والانتقال إلى العمل السياسي ، مبادرات دائمة وهدنة من طرف واحد ، الطرف الكردي ، بشريطة إطلاق سراح أوجلان فقط . تخلى أوجلان وحزبه عن شعارات كثيرة بالتدريج أحيانا ، وأحيانا على دفعة واحدة ، حتى وصل الحال بحزب العمال الكردستاني من الثورية القتالية إلى الإصلاحية الممجوجة حسب مصطلحات كوادرهم ، فمن شعار حرب التحرير الشعبية حتى تحرير كردستان الكبرى إلى شعار واحد أوحد وهو إطلاق سراح الزعيم ، سقطت كل الأساسيات التي جمعت الناس حول الراية الحمراء لحزب العمال. أوجلان ومن حجزه الانفرادي في جزيرة ايمرالي في تركيا ، حيث حكم عليه بالإعدام أولا ومن ثم حول إلى سجن مدى الحياة تحت ضغط الشروط الأوروبية ـ غير البريئة ـ على تركيا الحالمة بدخول عالمها ، لا يتوقف عن بث رسائل النجوى للشعب التركي يؤكد فيها على هويته التركية وعن هواه بالقائد مصطفى كمال اتاتورك ، وعلى طلب السماح منه على ما بدر من السجين من أفعال تاب عليها ووعيد بعدم تكرارها لو خرج من سجنه هذه المرة . هكذا ضرب أوجلان قضية المبادئ والشعارات وأحلام الناس ودماء شهدائه من شباب الكرد وفتياته ; عرض الحائط ، متوسلا من جنرالات لم تأخذهم الشفقة على أكثر من 20 مليون كردي في تركيا ، بأن ينال أوجلان شفقتهم ورحمتهم ويخرج من أسره ، فيما مثاله ، الجنوب أفريقي ، نيلسون مانديلا رفض حريته الشخصية بشروط حكومة بريتوريا العنصرية ، متمما نضاله داخل زنازين أعدائه بصمود رفع من عزيمة أنصاره حتى تحقق لهم وله ما دفعوا ثمنه أرواحهم ، وهذا ما لم يقدر عليه أوجلان . واغلب الظن سيخرج اوجلان من زنزانته لان تركيا الطورانية لن تجد زعيما افضل منه قادرا على تب

الثوار الحقيقيون
احمد تالاتي -

اوجلان وثوار حزب العمال الكردستاني لم يفعلوا شيئا للكرد، بل قادة الكرد الحقيقيين ومناضليهم هم تالاتي ومحايد وايلافي وبقية الشلة من القومجيين والمريدين وثوار الإنترنت الذين يناضلون باسماء وهمية من وراء اجهزتهم في اوروبا، بعد قبض اموال المساعدة الاجتماعية السوسيال من الدولة الالمانية.

محاسد
زهير بامرني -

يامن تسمي نفسك محايد، اذا كان اوجلان بالصفات التي تتحدث عنها، فلماذا يسير الشعب الكردي وراءه ياترى؟. ولماذا انتخب الكرد حزبه في الانتخابات الأخيرة؟. ولماذا ترفع الملايين صوره؟ هل الكرد مغفلين ومخدوعين به وانت وحدك الذكي؟. اعتقد انك قومجي حاقد على حزب العمال.

شو وين عايش حضرتك
آياز يوسف -

كل عناصر حزب العمال 3الالاف وبرا كردستان تركيا شلون بدك تقنعنا بالخطر العمال على تركياشايفك اعلنت خريطة طريقة معلمك بس تاكد وتذكر هالكلمتين اذا الزعيم تبعك ما طالب باقل ما يعرضوه الاتراك نفسهم والايام بيناتنا

unfortunately
Rizgar -

butter up for Turks it means dead

لو
سياسي -

لو كنت مكان اردوغان او عبدالله غل لتنازلت عن كرسي الحكم لعبدالله اوجلان على الفور فهو من اوفى مريدي الجمهورية التركية الكمالية.