أصداء

إقتفاءً لأثر جبران: من واشنطن إلى نيويورك (جزيرة إليس)

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كانت الرحلة من واشنطن إلى جزيرة إليس Ellis Island سهلة وقصيرة. فلم يكن الطريق مزدحما كما عهده في السابق، ربما يكمن السبب في أنني انطلقت باكرا قبل السادسة صباحا بقليل يوم الأحد 5 يوليو وهو اليوم التالي ليوم الإستقلال وأن معظم المسافرين قد آثروا العودة إلى حيث أتوا في وقت متأخر من النهار. وصلت في حوالي الساعة الحادية عشر صباحا إلى مرفأ العبّارة التي ستقلني إلى جزيرة إليس والتي تقع على مرمى حجر منه. من المصادفة أن التذكرة للعبّارة - والتي قطعتها منذ حوالي الشهر - كانت لليوم الثاني لإعادة فتح تمثال الحرية للعامة من السياح والزوار. وفي الوقت المحدد عند الثانية بعد الظهر أخذتني العبارة إلى جزيرة إليس ثم إلى تمثال الحرية. لم أكن أدرك أن الصعود إلى أعلى تمثال الحرية سيكون بتسلق السلالم الـ 354 (ما يعادل 22 طابقا) فلم يكن هناك مصعد ولا سلالم متحركة وقد استغرق مني الصعود إلى أعلى حوالي ثلث ساعة (20 دقيقة) - على ما يبدو أن لياقتي البدنية ليست بذلك السوء ?.

لقد كان من الأسهل أن أبقى في نيويورك وأزور المعالم "الجبرانية" للمنازل التي حل بها والشوارع التي جال فيها والحدائق التي ألهبت خياله وغذت ابداعه. ولكنني قررت أن ألتزم بالتسلسل الزمني لحياة جبران في الدنيا الجديدة. فقد أبحر جبران خليل جبران إبن الثانية عشرة ربيعا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في صيف عام 1895 ليستقبله تمثال الحرية وليضع قدميه على جزيرة إليس Ellis Island المقابلة لبر مدينة نيويورك والتي كانت حينها نقطة العبور الرئيسية إلى أمريكا. وبما أنه لم يقض سوى ليلة واحدة في نيويورك برفقة أمه كاميلة رحمة وأخيه غير الشقيق بطرس وأختيه ماريانا وسلطانة قررت متابعة المسيرة إلى الشمال باتجاه مدينة بوسطن التي قضى فيها حوالي السنوات الثلاث القادمة لحياته.

بعد قرابة الخمس ساعات منذ مغادرتي لنيويورك وصلت إلى مدينة بوسطن - حوالي الساعة العاشرة مساءا - وقد كنت متعبا خاصة وأن "جولين" وهي "الدراجة النارية" أو ما يسمى "موترسايكل" التي كانت تنقلني في سفري لا توفر نفس القدر من الراحة التي توفرها السيارات. ومع ذلك وبعد إغفاءة المساء أسرعت في صباح اليوم التالي ليوم الإثنين 6/ يوليو / 2009 إلى المدرسة الابتدائية التي التحق بها فور استقراره في بوسطن. كانت تسمى تلك المدرسة الابتدائية للبنين بـ "كونزي" Quincy Elementary School for Boys وهنا وبسبب خطأ في التواصل سجلته المدرسة باسم "خليل جبران" ldquo;Kahlil Gibranrdquo; بدلا عن "جبران خليل جبران" وبرغم المحاولات العديدة لتصحيح الخطأ بقي ذلك الاسم علما عصيا على التصحيح. (الجزء الثاني في الأسبوع المقبل).

وليد جواد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
digitaloutreach@state.gov
http://walidjawad.maktoobblog.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف