كتَّاب إيلاف

فرص الإتحاد الوطني في تسلم رئاسة حكومة كردستان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رغم وجود إتفاق مسبق بتداول رئاسة حكومة إقليم كردستان بين الحزبين الحاكمين في كردستان الإتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، ورغم تجديد الحزبين لتحالفهما الإٍستراتيجي،وما تسربت من أنباء داخل التركيبة القيادية للإتحاد الوطني بأن الحكومة الإقليمية القادمة سيقودها الإتحاد الوطني خلال السنوات الأربع المقبلة بعد تأكد فوز القائمة الكردستانية بأغلبية مقاعد البرلمان القادم، ولكن هناك شائعات تدور حول إبقاء رئاسة الحكومة القادمة بعهدة الديمقراطي الكردستاني.

وكان الحزبان قد وقعا إتفاقا عام 2005 يقضي بإنتقال رئاسة حكومة الإقليم الى الإتحاد الوطني قبل عامين، ولكن طالباني تكرم بإبقائها بعهدة نيجيرفان بارزاني بحجة أنه لم يستكمل برنامجه الحكومي، وأنه بحاجة الى المزيد من الوقت لإستكماله، لذلك فإن الإتحاد الوطني يتنازل عن هذا الإٍستحقاق لصالح الديمقراطي الكردستاني، ولكن رغم ذلك فقد عجز بارزاني عن إستكمال ذلك البرنامج، وبقي الكثير من إلتزاماته من دون تنفيذ، خصوصا لجهة محاربة الفساد وتشكيل هيئة النزاهة ومعالجة الأزمات الطاحنة التي واجهت المواطن الكردي من مشكلة الكهرباء والسكن والغلاء والوقود وغيرها من الأزمات المعيشية التي تحسنت بعضها ولكن لم تتم معالجتها بصورة جذرية لحد الآن.

ويعلل البعض من مروجي تلك الشائعات أسباب التراجع عن إتفاق تداول السلطة بين الحزبين الى النتائج التي تمخضت عنها الإنتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة.

فهناك من يشير الى أن الديمقراطي يأخذ على حليفه الوطني قلة الأصوات التي حصلت عليها قائمتهما المشتركة في الإنتخابات البرلمانية في المعقل التقليدي للإتحاد الوطني وهو محافظة السليمانية، بل أن هناك من يتحدث عن النسب المتدنية للأصوات التي حصل عليها بارزاني كمرشح لرئاسة الإقليم في نفس تلك المحافظة، رغم أن طالباني قاد بنفسه الحملة الدعائية لصالح ترشيح بارزاني وكرس جل جهود حزبه لذلك، ويعلل هؤلاء أسباب تدني نسب التصويت لصالح بارزاني الى إمتناع أنصار ومؤيدي الإتحاد الوطني عن التصويت لصالحه، ودعم منافسه الرئيسي الدكتور كمال ميراودلي، وبناءا على ذلك هناك حديث بأن الديمقراطي الكردستاني وكرد فعل على ذلك ينوي الإستئثار بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية من حصة التحالف البالغة 59 مقعدا على حساب الإتحاد الوطني، رغم أن بارزاني أكد مرارا أثناء الحملة الإنتخابية أن تحالفه الإستراتيجي مع الإتحاد الوطني لن يتأثر بظهور قائمة التغيير حتى لو نجحت في إستقطاب نسبا من حصة الإتحاد الوطني، وأن الحزبان سيخوضان الإنتخابات البرلمانية بقائمة موحدة وسيتقاسمان المقاعد والمناصب بشكل متوازن.

قبل يومين من إنتهاء الحملة الدعائية للإنتخابات أعلن الرئيس طالباني أن رئاسة الحكومة الإقليمية القادمة ستنتقل الى الإتحاد الوطني، وأن المرشح لها هو برهم صالح..

ورغم أن اللجنة القيادية للإتحاد الوطني قد سبقت طالباني، وقررت قبل ذلك بوقت طويل في آخر إجتماعاتها ترشيح صالح لرئاسة الحكومة القادمة، ولكن إعلان طالباني عن ذلك كان بمثابة مصادقة رسمية لترشيح برهم الذي أصبح ملزما، بإعتبارطالباني الأمين العام للحزب هو أعلى مصدر للقرار داخل الإتحاد الوطني.

في مساء متأخر من يوم مصادقة طالباني على ترشيح برهم لرئاسة الحكومة كان لي لقاء بأحد قادة الإتحاد الوطني، فأبلغته بأن إعلان طالباني إنتقال الحكومة الإقليمية الى الإتحاد الوطني وترشيح برهم لرئاستها سيلزم الإتحاد الوطني بعدم التنازل عن رئاسة الحكومة القادمة تحت أي ظرف كان، لأنه تحول من مجرد إتفاق ثنائي بين حزبه والديمقراطي الكردستاني لتداول السلطة، الى تعهد إنتخابي. بمعنى أنه في حال عدم الإيفاء بهذا التعهد فسيكون الأمر مجرد دعاية إنتخابية ستنقلب بنتائجها الخطيرة على الإتحاد الوطني.


فالناخبون الذين سيتوجهون الى صناديق الإقتراع بعد يومين قد يكون بينهم من يصوت لأجل إنتقال السلطة من الديمقراطي الى الإتحاد الوطني، وقد يكون بينهم أيضا من سيصوت بوجه خاص لصالح القائمة الكردستانية على إعتبار أن برهم سيكون رئيسا للحكومة القادمة على أمل حدوث تغييرعلى مستوى حكومة الإقليم، وفي حال تنازل الإتحاد الوطني عن إستحقاقه في رئاسة الحكومة فإن ذلك سيكون بمثابة خداع للناخب، وإعطائه أملا مزيفا، مما سيزعزع من ثقة المواطن الكردي بالإتحاد الوطني.

والحال أن مسألة رئاسة الحكومة لم تحسم بعد على الرغم من الإتفاق المسبق بشأنها، ولكن هناك من يخشى من المفاجئات غير السارة، قد تكون مفاجئات اللحظة الأخيرة، خصوصا وأنه من غير المستبعد أن يلجأ بارزاني مرة أخرى الى عقد صفقة سياسية مع طالباني بشأن دعمه للحصول على ولاية ثانية لرئاسة العراق مقابل الإبقاء على حكومة الإقليم تحت يد حزبه، ولكني أعتقد جازما بأن الإتحاد الوطني في حال تنازله مرة أخرى عن رئاسة الحكومة الإقليمية سيضيع على نفسه آخر فرصة لإستعادة شعبيته المتزعزعة أساسا، وسأوجز هنا أسباب حاجة الإتحاد الوطني الى تسلم رئاسة الحكومة:

1- أن هناك حاجة ملحة للتغيير الذي أصبح مطلبا شعبيا خلال الإنتخابات الأخيرة، وأن إستمرار الديمقراطي الكردستاني في إدارة الحكومة منذ 12 عاما متواصلة أصاب الوضع السياسي بركود واضح، وأن التحالف الإٍستراتيجي بين الحزبين منذ عام 2005 ساهم في إغراق الإقليم بحالة فظيعة من الفساد في ظل غياب المعارضة والرقابة، وأصبحت هناك حاجة ملحة لتحريك الوضع السياسي، بعد ثبوت سوء إدارة الحكومة الإقليمية السابقة، وفشلها في تلبية المطالب الشعبية ومعالجة أزماتها الطاحنة وغرق الإقليم في الفسادين الإداري والمالي.

2- بالمقابل هناك ضغوطات هائلة من قواعد الإتحاد الوطني للتمسك بهذا الإستحقاق لرئاسة الحكومة، خصوصا وأن الديمقراطي الكردستاني يتعامل بفوقية واضحة مع قواعد وكوادر الإتحاد الوطني في المناطق الخاضعة لسيطرته، فحتى التعيينات في وظائف الحكومة والمناصب في تلك المناطق أصبحت محصورة بشكل أساس بأنصار الديمقراطي على حساب الحزب الحليف له.

3- أهملت إدارة الإتحاد الوطني السابقة في حكومة الإقليم مدينة السليمانية بشكل كامل، وإستفردت تلك الإدارة الفاسدة بالميزانية المخصصة لمنطقة نفوذ الإتحاد الوطني على حساب المشاريع الخدمية والإنمائية،ولم تقدم شيئا للمحافظة مقارنة بالتقدم العمراني في مناطق نفوذ الديمقراطي خصوصا مدينة أربيل، ما أدى الى ذلك الغضب الشعبي المنفلت في الإنتخابات الأخيرة وأذهبت أصوات ناخبي المحافظة وجلهم من أنصار ومؤيدي الإتحاد الوطني الى القوى المعارضة الناشئة، ولكي يستعيد الإتحاد الوطني ثقة جماهير السليمانية به، فهو بحاجة الى تدارك وضعه من خلال قيادة حملة حكومية واسعة لتعويض المحافظة عن سنوات الحرمان، وهذه الحملة لن تتحقق في ظل وجود الديمقراطي الكردستاني على رأس السلطة في كردستان، فقد أظهرت السنوات الماضية الفرق الشاسع لمشاريع الإعمار والتنمية في مناطق نفوذ الحزبين، وكما هو معروف فأن الحزب الحاكم عادة يعمل من أجل مصلحته الشخصية أكثر من مصلحة الجماهير.

4- إن العملية الديمقراطية لن تستقيم في ظل إحتكار السلطة من قبل لون واحد، وأن تلك العملية بحاجة الى تغيير حقيقي أصبح كما قلت آنفا مطلبا شعبيا واسعا وملحا،وأن إبقاء الوضع على ما هو عليه سيؤدي الى نفور أكبر من سلطة الحزبين، وسيعظم بالتالي من الدعم الجماهيري لصالح قوى التغيير التي ظهرت مؤخرا، عندها سيصعب على الحزبين في الإنتخابات المقبلة وما أكثرها من الحصول مجددا على دعم وتعاطف الناخب الكردي مما سيجعل التغيير عندها أمرا حتميا رغم أنف الحزبين الحاكمين، فهل سيصر الحزبان على مواقفهما في إهمال المطالب الشعبية الملحة، أم أنهما سيمسكان بزمام المبادرة لإجراء التغيير المنشود، ذلك ما ستنبئنا به الأيام القادمة، فلننتظر إذن.

شيرزاد شيخاني

sherzadshekhani@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
A new PUK
Farhad Peerbal -

PUk is no longer a super party as used to be , now PDK is loosing its base in Hawler and in other parts of kurdistan after it lost its popularity in Suliemanyah,,kurdish people no longer are ready to spend thier life worshiping Barzani and his forefather,,Newshewrwan Mustafa is the new hope because he stands against corruption,irakism, and division..PUK leaders are now leaving Talabani wing and joining the Change movement and the upcoming conference which is intended to renew talabani throne will not change from the miserable situation , and the only for PUK to survive the wind of change is by electing a new ,young and uncorrupted leader who put the kurdish national interest before his family and iraki interest and one who should strongly believe in kurdistan independence, and there must be a new political agenda for the new PUK

مجرد إعتقاد
حسن صالح -

أعتقد أن معظم الأصوات التي كان يمكن للإتحاد أن يساهم بها في الفوز ضمن قائمة الكردستاني، (قائمة الفساد)، ذهبت الى قائمة كوران (التغيير). مما يعني أن الفوز الذي تحقق كان بنتيجة أكثرية الأصوات التي فاز بها بنزاهة أم بتزويرات، هي من حصة البارتي. و النتيجة المنطقية لهذه النتيجة هي أن البارتي يستحق الحكومة و الوزارات و حصة الإتحاد هي الحمص بلا مولي، مع الإعتذار للإخوة المصريين إن ذكرت المثل غير صحيحاً.

تغير مطلوب
Reber -

كنت من المعجبين جدا بمقالات السيد شيرزاد ولكنها الان اصبحت مجرد تكرارا لافكار سابقة طرحها مرات عديدةاي مقالاته اصبحت مملة فبعد ان كنت انتظر مقالاته بفارغ الصبر اصبحت اضغط على نفسي كثيرا لاستطيع تكملة قراءة المقال. غير يا اخي وابحث عن الجديد

لاول مره
برجس شويش -

لاول مره اتفق مع مقال كتبه السيد شيرزاد شيخاني، اعتقد حتى انه من مصلحة البارتي الديمقراطي الكوردستاني ان يقود الحكومة الكوردستانية السيد برهم صالح، فالتغير لا بد منه لان الظروف متغيره ولا بد من رئيس جديد لحكومة كوردستان، فما دام الرئيس برزاني يقود الاقليم سياسيا فهذا مهم على الصعيدين الداخلي والخارجي فليس من المهم الشؤون الادارية بيد اين من الحزبين او حتى من الاحزاب الاخرى، الشعب الكوردستاني اتفق على ثوابت فاي كان يقود الحكومة سيكون خاضعا لتلك الثوابت

Deserve
Rizgar -

Poor Kurdish nation, waiting a change from a movement that their leaders were involved in thievery, crime of war, localism, corruption,…..etc. Kurdish nation deserve a Goran a real Gorans, but not a Goran by aggressively criminals, militarism aspects, burning books, burning Kurdish flag. It is easy to encourage teenagers, students, to hooliganism, but it is much more difficult to challenge corruption, establish a healthy society with equal rights, equal opportunities, democratic values, free health care, good education system, reasonable social services...etc.

PUK-PDK bandet
Farhad Peerbal -

After all it is the Goran movement which opened the files of hundreds if not thousands of corrupted elites run by Massood and talabani and it is the Goran movement which created a mass consciouseness and productive awareness among the young kurdish citizines and it is the Goran movement which gave life to thousands forgotten villagers and opressed wives of martyrs and thousands of orphans and it is the voice of milions of kurds who live under the level of poverty while massood -talabani bandet and thier sons , grandsons ,nephews, uncles...etc live in luxury in London, Paris , Rome and every corner of this world. Goran movement was an earthquake shaked the earth under the feet of thieves, mafia-type buisenessmen, and militia running criminals of Salahadeen and Kalachwalan,,,We kurds have chosen a clean and corrupted leader, and we have made our voice be heard by international community that we no longer want to be ruled by Talabani-Barzani bandet, and we hate thier pan-irakism agenda,,we already won suliemanyah and we are on our way to sweep the land under youre shaky feet in Duhook and Hawler and sooner or latter we built a nation and a justice state under the banner of our uncorrupted leader, Newsherwan

العنب ام قتل الناطور
ناظم -

اعتقد جازما بان السيد برهم صالح لايبحث عن المسؤليات فهو السياسي المحنك والدبلوماسي الممتاز من الدرجة الاولى يستحق كل مركز في الدولة العراقة او الكردستانية العليا .وواثق بان المراكز تبحث عليه لانه لايحتاج الى وظائف بل يريد ان يخدم ويربي جيلا قادرا على تخطي الصعاب في المستقبل .من ناحية اخرى اذا كان نية الانسان تقديم خدمات فلا يهم اين , فالمواقع والوظائف كثيرة وكافية للجميع بدون زعل او جفاء.

Nawsherwan
Salah -

one thing is bothering me about GORRAN Nawsherwan''s history of hate and his wllingness to repeat the unforgiving Civil war''having said that the majoraty of Gorran''s supporters are very honest and good Kurds

Viva Newsherwan
saman hawrami -

Newsherwan is the best to lead kurdish nation,not barzani and talabani irakism