أصداء

الأحزاب العراقية.. من الصراع الى المنافسة..

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد أشهر قليلة يدخل العراق في مرحلة جديدة من التجربة الديمقراطية التي يمكن أعتبارها متخلفة مقارنة مع ما يتطلع اليه الشعب. تتمثل هذه المرحلة في إختبار آخر لإرادة العراقيين في مدى إشتغالهم على المفاهيم والمباديء التي تقوم عليها الديمقراطية ومستوى تفاعلهم مع التحديات والشروط التي يمليه عليهم أي نظام دولتي يعتبر نفسه نظاما ديمقراطيا أفرزته إرادة أبناء الشعب بكافة مكوناته.
هذه المرحلة التي نعنيها هنا هي الدخول في عملية إنتخابية جديدة لتجديد التمثيل السياسي والأتيان بجيل آخر من العراقيين الى المؤسسة التشريعية في البلد وبالتالي تشكيل حكومة أخرى على ضوء الإستحقاقات الإنتخابية وحجم ونفوذ القوى المنتَخَبة.
فهذه المناسبة الوطنية والديمقراطية في آن واحد، هي متضمنة، كما هو معلوم، لعدة مفاهيم أساسية نجد مضامينها في النظرية الديمقراطية عن الناخب والممثل والتمثيل السياسي فضلاً عن حرية الإختيار والدعاية الإنتخابية والمنافسة السياسية والبرامج المقترحة لخدمة الشعب والبلد وما الى ذلك.. وكل من يتأمل في حقيقة هذه المحطة من الحياة الديمقراطية سرعان ما يفهم أنها فعلاً وسيلة أساسية لتعميق ثقافة الديمقراطية وإختبار صحة تعاطي القوى السياسية والمجتمعية معها ومستوى إنتشارها في ربوع البلاد فضلاً عن أقبال الناس عليها وأخذها كأسلوب ونمط جديد للحياة.
والأمر مع العراقيين لا يتعدى سوى هذه التحدي رغم أنه ليس تحديا بسيطا، عنيت روح التفاعل مع ماهو جديد بالنسبة لتاريخ العراق المعاصر وما هو غريب عن ثقافة العراقيين سياسيا ومجتمعياً نتيجة لغرق المجتمع لعقودا طويلة في ظلمات النظام الشمولي الذي لم يشهد يوما ما أي مظاهر حقيقة للتعددية السياسية ولا لحرية الأختيار فما بالك بالمباديء الأخرى للديمقراطية التي بحاجة الى تغيير شامل وجذري في النظر الى الأنسان والمجتمع والعالم.
نعم أن الإنتخابات القادمة في العراق تشكل تحديا آخر أمام قدرة العراقيين لتجاوز عقلية الصراع القائم على الإستبعاد والإقصاء الى المنافسة الديمقراطية الشريفة، كما أنها تمثل شرطاً آخر من شروط التحول من الديكاتورية الفكرية الى الديمقراطية الإنفتاحية، عنيت هنا تخطي شوطا آخر من الأشواط الشاقة نحو تعزيز التجربة العراقية الجديدة والعملية السياسية في البلاد، فضلا عن أنها ستكون دون شك نقلة نوعية بإتجاه الخروج من المرحلة الإنتقالية الى مرحلة تسودها النضوج السياسي والشعور الأعمق بالمسؤوليات الوطنية من جهة والديمقراطية من جهة أخرى، يبقى الأمر دوما مرهون على كيفية أداء ومواقف التيارات السياسية مع هذا الحدث وما ينبغي أن يلتزموا به ويحترموه من أجل البلاد والعباد ومن أجل رفع شأن العراق أمام أنظار العالم، فإذا تعاملوا مع هذه الإمتحان بروح التحدي وخرجوا منها منتصرين كما فعلوها في كردستان العراق، سنكون دون أدنى شك أمام عرس ديمقراطي، أما إذا تمثل الأمر في صراعات حزبية وطائفية وقوموية متهورة ومتعصبة فحينئذٍ نخسر الرهان ونعود الى المربع الأول وهو ما لا نتمناه للعراق أبداً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقالة غير جيدة
منذر -

المقالة مليئة بالاخطاء اللغوية و فكرتها تافهة جدا، يا ايلاف حرام تنشروا هيك مقالات. في كتاب اكراد ممتازين متل شيرزاد شيخاني هوشنك بروكا مهدي مجيد عبدالله انشروا لهدول احسن منذر الملاح \ لبنان

هي ناقصة حتما
البراق -

الديمقراطية التي يتحدث عنها الكاتب ناقصة حتما لاعتبارات عديدة يأتي في مقدمتها عدم تشريع قانون للاحزاب وهذا ماعملت على منعه الاحزاب المسيطرة على الحكم والمدعومة من الخارج لكي لاتكشف مصادر تمويلها ولهذا فستكون ديمقراطية ناقصة كما لم يرع قانون للانتخابات جديد بضوء ماحصل لحد الان منذ ستة سنوات ولليوم ايضا تحاول تلك الاحزاب بالاستمرار بالتمييع والتسويف لكي يبقوا على القائمة المغلقة والدائرة الواحدة وهذا شرخ بالديمقراطية التي يتطلع لها العراقيون اما العامل المهم الذي يمثل نقصا في الديمقراطية العراقية هو ما جاء بالدستور الذي شرعه الاحتلال حيث منع البعثيين حتى غير مرتكبي الجرائم من الترشيح وبهذا منعوا الآلاف من المواطنين من مزاولة حقهم الديمقراطي انا لا ادعوا للسماح للبعثيين الذين ارتكبو الجرائم بحق العراقيين كلا الا ان التعميم فيه تجني على الاغلبية المطلقة من البعثيين وهم بالملايين كما يقول احمد الجلبي والسؤال اذا كان الشعب العراقي يبغض البعثيين فلماذا لايسمح لهم بالترشيح وليقرر الشعب العراقي من يريد تمثيله

شكرا للكاتب
كاردوخ سليماني -

تحية للكاتب على مقاله الجميل والتحليل الموضوعي للأحداث في العراق وارجو من الكاتب عدم المبالاة بما يكتبه بعض المبتدئين في الكتابة واقول له ان صاحب التعليق الاول باسم منذر يذكر اسماء ثلاثة كتاب آخرهم هو نفسه صاحب التعليق هل فهمت الآن من الذي كتب التعليق؟ أرجو ذلك وشكرا لايلاف على النشر

شكرا للكاتب
كاردوخ سليماني -

تحية للكاتب على مقاله الجميل والتحليل الموضوعي للأحداث في العراق وارجو من الكاتب عدم المبالاة بما يكتبه بعض المبتدئين في الكتابة واقول له ان صاحب التعليق الاول باسم منذر يذكر اسماء ثلاثة كتاب آخرهم هو نفسه صاحب التعليق هل فهمت الآن من الذي كتب التعليق؟ أرجو ذلك وشكرا لايلاف على النشر