أصداء

من يريد أن يبقي أبواب الجحيم مفتوحة للعراقيين؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تلاحقت في الأيام الأخيرة تفجيرات إرهابية كبيرة في أحياء فقيرة شمال العراق وفي بغداد تاركة خلفها المئات من القتلى والجرحى من الشيعة التركمان والعرب والشبك، كما طالت قبلها مسيحيين ويزيديين، والبارحة صرح عبد الكريم خلف المسؤول الكبير في وزارة الداخلية أن هذه التفجيرات ستتواصل لفترة أخرى قادمة!

يهدف مصممو هذه الجرائم والمخططون لها إلى ما هو أبشع:إشعال حرب أهلية بين السنة والشيعة، وتمزيق المجتمع العراقي، ولكن ما يطمئن النفوس أن الشيعة والسنة في العراق قد أدركوا جيداً طبيعة هذه الفتنة القذرة، وحصنوا أنفسهم من الانجرار إليها متحملين الآلام والأحزان بصبر وشجاعة!

كثرت التكهنات حول القائمين بهذه الجرائم، حتى إن بعضهم أراد أن يفقد الناس بوصلتهم الفطرية، ويبعد بصيرتهم عن شراذم القاعدة ومن يحتضنهم ويسهل عملهم وينسق معهم من المجرمين العائدين للجريمة من شراذم البعث وأجهزة صدام المخابراتية المنهارة، والمدعومين من جهات عديدة سورية وإيرانية!

من المعروف أن القاعدة كلما منيت بضربة في مكان تتلفت باحثة عن مكان آخر تجده أكثر هشاشة وضعفاً لتضرب فيه، وهي تتشمم الأحداث وتفسرها على هواها، فحتى لو ألقت حماس صواريخ على الإسرائيليين ورد الإسرائيليون عليها، تقوم القاعدة بتفجير انتحاري بين فقراء العراقيين وتقتل النساء والأطفال تضامناً مع حماس!

هكذا تفهم القاعدة الجهاد في سبيل الله، وقبل أيام أعلنت حكومة باكستان وأيدتها الإدارة الأمريكية مقتل زعيم طالبان في باكستان مع زوجته ومجموعة من أنصاره، وكان لا بد للقاعدة من رد، فهي تعمل وفق قاعدة الأواني المستطرقة، بعد أن تملأها دماء ً، وقد جاء هذه المرة في مناطق الضعفاء المعدمين في بغداد وقرى الموصل! وغير بعيد عن قواعد جماعة أنصار الإسلام المتجمعين على الحدود العراقية الإيرانية، وهم من أكثر الفصائل حقداً على الوضع الجديد في العراق، غير ناسين إنهم تلقوا ضربات قاتلة من الأمريكان منذ الأيام الأولى لحرب إسقاط النظام، و ينسقون مع القاعدة ويتلقون العون والدعم من المخابرات الإيرانية لتستعملهم وقت الحاجة!

ولكن من هم المساهمون الآخرون في إبقاء أبواب الجحيم مفتوحة للعراقيين سواء في الحكومة العراقية أو في أطراف العملية السياسية؟ يمكن الإشارة بالإصبع الثابت غير المرتجف إلى ما يلي:
حين يصر قادة الشيعة على التخندق والعصبة الواحدة وتتصدر قائمتهم الوجوه الدينية المستفزة كجلال الدين الصغير وأمثاله، وحين يصر قادة السنة والكرد على نفس النهج!

حين تأخذ المنافسة والصراع الانتخابي طوراً مبالغاً فيه ويصير تصارعاً على المكاسب والمغانم لا صراعاً من أجل تحمل المسؤولية وأداء الواجب!

حين يتحدث رجال السلطة عن متانة الأجهزة الأمنية وهي ما تزال مخلخلة ومتعددة دون تنسيق بينها، ومتضاربة ومتنافسة!

حين يتصارع قادة العرب وقادة الكرد وقادة التركمان بعيداً عن روح الوطنية العراقية بل بروح الأثرة القومية والمصالح الضيقة!

حين تنشغل إدارة الموصل بصراع قائمة الحدباء مع القائمة المتنافسة الأخرى، وتغفل عيونها عن الإرهابيين ومخططاتهم!

حين يقوم البيشمركة بالسيطرة على ما يسمى بالأراضي المتنازع عليها دون انتظار لرأي الدستور، وحكم الشعب، فيأخذهم الإرهابيون بهذه الطريقة أو تلك حتى يصلوا إلى أهدافهم ويضربوا بها!

وحين تستشري السرقات والرشوة وتصير ثمة تسعيرة لتعيين ضابط الأمن والشرطي ورجل المخابرات ومستشار الوزير ورئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية!

وحين تفشل الحكومات المتعاقبة ولست سنوات عن توفير الكهرباء والماء والغذاء للناس!

وحين يتفاخر الحكام بالديمقراطية ثم لا يحتملون كاتباً قال كلمة حق وكلمة إخلاص ووطنية ، فيعزلونه ويجبرونه على الاختفاء كي لا يكسر رأسه بعد أن كسروا قلمه!

حين يتشفى من هو خارج السلطة بورطة ومأزق أهل السلطة والحكم، وحين يتشفى أهل السلطة والحكم بتخبط وتهالك من هم خارج السلطة والحكم!

حين لا يكون الشعب واعياً ومعتزاً بنفسه على أنه هو مصدر السلطات ولا ينبغي أن يمنحها إلا لمن يستحق!
حين يظهر أوباما مستعجلاً ومرتبكاً ومتخبطاً في تصريحاته ويريد الانسحاب من العراق حتى لو تركه لحرب أهلية طائفية أو قومية!

حين يحدث كل هذا ويتراكم ويتفاقم ثم يبدو أمراً عادياً، يتسلل الإرهابيون من خلاله ومن كل الثغرات والممرات التي تفتح لهم بغفلة وغباء وسوء نية ويضربون في القلب والخاصرة، مختارين بجبن وخسة الأماكن الرخوة والضعيفة!

متى ينتهي العنف والإرهاب؟ مادامت كل هذه الظواهر سالفة الذكر موجودة، وما دامت القاعدة والفصائل الإرهابية المتحالفة معها لم تهزم في شتى أنحاء العالم رغم الحرب العالمية على الإرهاب، والمجرمون من البعثيين لم ينالوا جزاءهم العادل، بل يغازلون ويكرمون فيما يهمل ضحاياهم، فأغلب الظن أن أبواب الجحيم ستطل لأمد طويل مفتوحة للعراقيين الذين سيبقون حتى في فترات الهدوء النسبي ينامون ويصحون على صناديق الديناميت!
ibrahimhit@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هؤلاء هم العصابه
مجد -

لم يكن الانفصال في يوم من الأيام محمدة يمدح عليها المرء في جماعة، أو يكن مقبولاً من حزب أو كيان في دولة، وجاءت أيام غرابيب سود صارت الأموال تدفع للفكر الانفصالي حتى أضحى عابراً للحدود الدولية ومتجاوزاً إلى القارات ،وأخذت أمريكا تتحرك كالثور الهائج الذي لا يقر له قرار تبحث عن كل الذين تنفق بضاعتها عندهم، من الانفصاليين الذين فقدوا الضمير وفقدوا الشعور بانتمائهم لأمتهم وبلدانهم، لتهبهم الأموال وتجيش جيوشها معهم ليؤدوا مهامهم بسلام في خدمة الاحتلال وتحقيق أهدافه في تمزيق دول المنطقة.. وفي الوقت الذي يعاب على مقاومة العراق البطلة وجهاد أبنائها بأنها لا تستجيب للحلول السلمية، وتأبى الانبطاح مع الانبطاحيين وترفض تمزيق البلد، شن الاحتلال الأمريكي و**** حملاتهم على القوى المناهضة للاحتلال وهي تتهمهم بأنهم قوى إرهاب وتطرف لأنهم لا يقبلون بالإصلاحات الديمقراطية الأمريكية ولا يقتنعون بالطبخات المسلفنة والأنظمة الدولية الجاهزة على الطاولات الأمريكية ويأبون تمزيق بلدهم وبيعها للاحتلال. ويوم تكشف خارجية حكومة المالكي المنص ه بأن الهمام حمودي قدم طلباً لها بفتح مكتب علني لرعاية قضية الحوثيين الانفصاليين اليمنيين واستقبالهم في العراق وهم يتآمرون على وحدة بلدهم، والغرابة كل الغرابة هو رواج سلعة الانفصال التي تتلقفها الأيادي الأمريكية وتسخر له كل طاقاتها وأجرائها للمسارعة في تقديم التسهيلات التي تعينهم على المضي في أهدافهم لزعزعة كيانات الدول وتهديد أمنها, وكم أثبتت الأيام بأن هذه الأعمال من الأهداف الاستراتيجية ومن أصول برنامجها وهي تخطو بخطوات مؤامراتها في تمزيق المنطقة، لأن ذلك من أكبر العوامل التي تجعلها في قوة دائمة أمام الدول، غير مراعية ذمة لحليف أو خدمة يقدمها أحد، وهذا يعطي دلالة واضحة أن أمريكا لا يهمها في المنطقة إلاّ مصالحها, ولا تكترث بأمن الدول ولا استقرارها ولا حقها في ممارسة سيادتها على أرضها، وأنها لا تتوانى في تأييد كل الحركات الانفصالية بحجة المظلومية وانتهاك حقوق الإنسان..اما من يريد الوضع مشتعل فهي هذه الحكومه العميله ونظامها الفاسد

الا واحدة
البراق -

شكرا للاستاذ ابراهيم احمد على هذا التحليل الصائب لمجريات الامور وللاسباب التي تبقي العنف في العراق الا ان موضوعا واحدا وهو حقيقة اصبحت معروفة فاتت عليه وهي ان جزء من اعمال العنف والتفجيرات التي تحدث يرتكبها بعض المساهمين في العملية السياسية وفي مقدمتهم الحزبين الكردستانيين ومجلس الحكيم وهذا لايعني الغاء او نفي ماتقوم به القاعدة ومجموعات حارث الضاري

الاحتلال
تيسير المفيد -

كل ما ذكره الاستاذ ابراهيم احمد له واقع ولكنه تناسى وتغاضى عن واقع اخر ملموس يدير اللعبة وينفذ مشروعه في العراق والمنطقة وهو الاحتلال الامريكي , ما خربه النظام الفاشي , تراكم خرابه بالحرب والغزو والاحتلال ونظام المحاصصة الطائفية والعرقية وبنزعة الفساد المالي وشهوة السلطةالتي ادت الى تراكم اعداد الضحابا , ضحايا العنف الطائفي والمذهبي وتحت خيمة الاحتلال الذي تناسى مسؤوليته الاخلاقية والضمييريةكدولة احتلال.. الاحتلال نمى وغذى كل وسائل واساليب العنف والارهاب والى وقت باتت الدولة العراقية فاقدة لمقومات دولة, فقط الحاضر سلطات مختلفة تتنازع على السلطة والجاه والمالوالعراق امسى يحتل كل مواقع الارقام القياسية بالفساد المالي بسؤ الخدمات بالبطالة بكثرة الايتام والارامل بالمهجرين داخليا وخارجيا , الاحتلال ومشروعه لايهمه من يتحارب ومن يموت ومن يجوع ومهما كان عدد الضحايا , الاحتلال ؟؟

الاحتلال
تيسير المفيد -

الرد مكرر

تحية للكاتب
رعد الحافظ -

وحين يخرج أي ملتحي بلحية مشتتة غريبة ويعلن تكفير الكاتب الفلاني لانه حصل على جائزة الدولة او قال كلمة حق ..ثم لايحاسب القانون ذلك الملتحي ,,فأقرأ على الدنيا السلام

كشف حساب ناقص
د . اياد الجصاني -

كشف مقبول وواقعي ولكن تجنب الواقع والحقائق التاريخية والاحداث الماثلة امام الجميع في هجوم التكفيريين من دول الجوار التي اقتصر الكاتب على ذكر شراذم البعث واجهزة صدام المدعومين من سوريا وايران فقط منها ، تلك الدول التي تواصل صدور فتاوى رجال الدين فيها الهادفة الى ابادة شيعة العراق والتي بانت بوضوح في دورها المفضوح والعلني ومن خلال الهجمات المتواصلة والاخيرة بالذات ضد هذه الطائفة ودورهم في دعم القوى المضادة للدولة الجديدة في العراق ، اصبح من الامور غير المشكوك فيها لجميع المراقبين والسياسيين والمثقفين وغيرهم . فيا ترى ما هو السبب الذي جعل الكاتب ان يتجنب ذكر ولو اشارة صغيرة لهذا الجانب ؟ هل انه من الذين يدفع لهم وله نصيب من الملايين التي تصب في العراق من دول الجوار ، ام انه نوع من السهو على كاتب مثل ابراهيم احمد الذي تغاضى عن قصد ان يشمل هذا الجانب في كشف حسابه ؟ لا يا سيد احمد الانصاف مطلوب وتجنب ذكر الحقائق يعرض الكاتب الى الحساب والادانة والريبة في دعوته.. مع خالص التحية !

ليس فقط
عادل البابلي -

لعل من حسن النية الساذجة الاعتقاد ان تنظيم القاعدة وحده فقط من يفجر وينفذ أعمالا إرهابية في العراق لان هناك افتراضا ان أحزابا طائفية وقومية تساهم هي أيضا في تنفيذ تفجيرات بهدف تحقيق مكاسب سياسية وفرض الوجود ، لنستغرب نيرئة كاتب المقال هذه الأحزاب الطائفية والقومية من احتمالات تورطها وضلوعها في مثل هذه التفجيرات .

ألم تعلم حنى الان!
عبد الرحمن -

انهما سورية و ايران اللتين أحرقتا لبنان ثم العراق والان غزةفي سبيل بقاء نظامهما اللذان يحكمان بالحديد والنار شعوبهما البائسة