أصداء

من اجل هيئة شعبية عراقية لجمع المعلومات عن المفقودين الكويتيين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من السلبيات التي يمارسها السياسيون في منطقتنا بل ويصرون عليها غالبا، محاولاتهم المستمرة الربط بين القضايا الإنسانية والقضايا السياسية، من اجل الحصول على مكاسب معينة تزيد من غلتهم السياسية، فسياسيونا لم يتعلموا بعد التفريق بين الأساسي والثانوي في ما يواجههم من قضايا ، فيضعون في الغالب الجانب الإنساني على قدم المساواة مع الجانب السياسي، وهو ما يعد متاجرة كبيرة ومؤسفة بالمعاناة الإنسانية، دأبت معظم دول العالم الأخرى على تجنبها والابتعاد عنها قدر الإمكان، بحيث يتم غالبا تجنب أي ربط مجحف للعامل الإنساني مع جملة العوامل الأخرى يؤدي إلى التناقض مع المبدأ الإنساني العام، لان الأساس عندهم هو ذلك العامل الذي يمثل تاج الحضارة البشرية ومصدر إلهامها، العامل الذي سكبت البشرية من اجله أطنانا من الدماء وأهوالا من المعاناة ، لكن يبدوا أن منطقتنا لم تصل بعد إلى هذا الأمر، فهي مازالت تعيش عصر المساومات السلبية والقيم الغابية التي تجاوزها العصر وغدت جزءا من ذمة التاريخ في معظم بقاع العالم، حيث لم يعد لها وجود إلا في قلة من الدول أبرزها بالتأكيد دول منطقتنا الغارقة حتى أذنيها بالمساوئ والإشكالات المعقدة، والتي لم تبرح بعد سكونها التاريخي وتأخرها القيمي، وما ارتهان العامل الإنساني للأمزجة والإرادات المختلفة إلا دليلا دامغا على هذا التحجر الحضاري والإنساني الخطير، والذي تشهد عليه كثيرا محافلنا وأروقتنا السياسية، ولعل اقرب دليل على ذلك ما جرى من اعتماد الأسرى كورقة مساومة في المفاوضات العراقية الإيرانية عقب انتهاء حربهما الثمانينية الطويلة، الأمر الذي تسبب في بقاء آلاف الأسرى محجوزين في أقفاص الأسر لسنين طويلة، لم تنتهي إلا بعد جملة من التسويات السياسية المكلفة، كان الخاسر الأكبر فيها ذلك الأسير الذي فقد حريته وعومل معاملة غير لائقة لأسباب سياسية لا أكثر.
ولذلك من الضروري بمكان ونحن نثير ملفات العلاقة بين العراق والكويت، أن نفصل بين القضايا الإنسانية والقضايا السياسية ولا نضعهما في كفة واحدة عند مناقشة تفاصيل الحالة بين البلدين، فلا يجوز على الإطلاق المساس بالجانب الإنساني من هذه الملفات، أو وضعه كعنصر من عناصر المساومة في موضوع العلاقة بين العراق والكويت، فقضية المفقودين الكويتيين هي قضية إنسانية بحتة ، من واجبنا جميعا العمل على إنهائها بشتى الوسائل المتاحة دون التقيد بسقف سياسي معين ، وان لا نكتفي في ذلك بالجهد الحكومي، بل يجب أن نمارس جميعنا دورا مماثلا بشتى المستويات المتاحة، بما في ذلك المستويات الشخصية و منظمات المجتمع المدني والعشائر والمؤسسات الدينية المختلفة والإعلام، ليكون فعلنا قويا ونجاحنا أكثر احتمالا، فنحقق ما هو منشود ونصل إلى نتيجة أكثر ايجابية تضع حدا لهذا الملف، ولنؤسس في سبيل ذلك هيئة شعبية تطوعية من المواطنين لجمع المعلومات عن المفقودين الكويتيين، بحيث يمكنها الانزياح إلى أماكن قد يصعب على الدولة الوصول إليها بسهولة، ما يسمح بفك بعض الطلاسم المرتبطة بهذه القضية الشائكة، أو نتوصل إلى نتائج تنهي هذه المأساة الإنسانية .
فجهد كهذا هو بالتأكيد مؤشر حي على طبيعة ما يجمعنا بإخواننا في الكويت وبقاع الأرض الأخرى، انه الرباط الإنساني الذي لا يساويه أو يعدله أي رباط أخر، لأنه مرتبط بأعماق أعماق حقيقتنا وشعورنا الإنسانيين، فهل نستطيع أن نوفي لهذا الرباط؟ ونمارس دورنا الإنساني دون أي غايات أخرى؟ هذا ما سوف تجيب عنه بالتأكيد أفعالنا المرتبطة بهذا المسعى المهم .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعقيب عن العنوان .
عشتار -

ومن اجل هيئة دولية عالمية قطرية اقليمية لجمع المعلومات عن المنكوبين المشتتون الممزقون المطحونون الاحياء الاموات في بلدهم الام (العرااااااق) !!!!!!. رمضان كريم وكل عام وانتم بالف خير , عشتاركم

معسكر أشرف المقبرة
تميم -

مجاهدي خلق هم الأدرى ماذا حل بالمفقودين الكويتيين.

kssa
ghanm -

رمضان كريم وكل عام وانتم بالف خير , !!!!!!. معسكر أشرف

هيئة مقابل هيئه
عراقي انا -

ومتى تكون هناك هيئة شعبية كويتية لجمع المعلومات عن المفقودين العراقينين؟؟؟

قليلا من الحياء
سمير الاعظمي -

يحق للكويت ان تفزع لمن مات من شعبها وتحاول الحصول على اي معلومات بالطرق المناسبة اما ان تقيم الدنيا ولا تقعدها لان 600 او 700 نفر من شعبها قتلوا او فقدوا في بلد فيه لحد اليوم اكثر من ثلاثة ملايين مابين قتيل و شهيد ومفقود فان في ذلك تماديا في الغي فعلى الكويت ان تقدر ان الشعب العراقي اولى بان يبحث عن مفقوديه وقتلاه ثم يبحث عن القتلى الاجانب! اليس هذا هو منطق الاشياء في الكويت اولا؟ من مات فقد مات والاجدر البحث عن الاحياء اولا وابن البلد ثانيا ثم الاجانب اليس هذا ما يحدث في الكويت ايضا؟ فلم تطالبوا العراقيين بالمزيد؟ هل تظنون ان الكويتي دمه اغلى؟ ربما عندكم هذا ولو ان العراقيين يشعرون دوما ان كل الدماء غاليه عراقية كانت ام اجنبية ولكن اهل البيت اولى بالاهتمام فلا تحملوا العراقيين فوق طاقتهم ويكفي ما حصل للعراق من خراب بسبب اقتطاع منطقة الكويت منذ سنين طويلة

دوشتونا
خليجيه -

خلاص، فهمنا ان الكويت تفتقد اسراها و مفقوديها و و و و و.... و لكن الحرب على الكويت انتهت منذ 20 سنه، و العراق لازال تحت النار...خلاص، حان الوقت لنهتم بالعراق، كفاكم لعب دور الضحيه

ولم ..؟؟؟
ako akjaaf -

ولم لا يسألون ويحققون مع قائد الثورة الكويتية ورئيس الكويت المقدم علاء التميمي فبحسب علمي انه لا يزال على قيد الحياة هو ومعظم رفاقه في الدول الغربية وبما انه كان ر ئيسا ولمدة شهر بعد دخول القوات العراقية فانه يعرف اين ومتى تم أسرهم وخطفهم ... لقد ملأتم الجسد العراقي جروحا قاتلة ورضوضا مميتة .. كفانا الله شركم.

لماذا؟
abu ahhuda -

ياسيدي الكاتب لماذا لاتكتب عن تشكيل هيئة لمعرفة من في السجون العراقية على اختلاف تبعيتها واسماءها,هل يرضيك مئات الاف العراقيين يقبعون في سجون نازية اين انتم والقانون والدستور؟؟؟؟؟؟

معقوله؟
عماد -

لو كان كاتب موضوع كهذا **** لمااستغربنا لكن باسم محمد حبيب؟ اكيد في غلط