بدعة حوار الأديان.. فيزيقياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبثاً يحاول السياسيون حل المشاكل الناتجة عن صراع وصدام الأديان عن طريق ما يسمى حوار الأديان.. فالأديان لا يمكن أن تتحاور بل هي وإلى الأبد في حالة صراع وصدام. وكان الأجدر بهم أن يشجعوا على حوار الأفكار بل وصدامها لأن الأفكار هي التي أنتجت لنا الحضارة الإنسانية التي نعيشها اليوم.
وقبل أن نقدم الدليل العلمي على صحة هذا الرأي دعونا نتفق أولاً أن نصوص الأديان هي ثوابت لا تخضع لعمليات التجزيء والانفصال أو النقد، وبالتالي لا يمكن لها أن تدخل فضاء الحوار ذو الطبيعة المتغيرة المرنة والذي يتصف بخاصية التنازلات ويخضع لعمليات التحليل والتركيب.
الدارس لعلم الأديان المقارن يؤكد أنه منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا والأديان في حالة تصادم مع بعضها البعض (حالة صدام الثوابت) فلم يحدث قط أن تنازل أي مؤمن عن جزء طفيف ـ ولو مثقال ذره ـ من ثوابت دينه أو معتقده لصالح الطرف الآخر، حتى ولو كان كليهما ينتميان إلى نفس الدين وذلك لأن حجر الزاوية لأي دين هو التسليم الكامل لما تعتبره كل جماعة أو طائفة الحق المطلق ولذلك فإن مجرد التفكير في حوار بين الأديان يكون مضيعة للوقت والجهد.
والأمثلة على ذلك تجدها بوضوح في علاقة المسلم الشيعي بالمسلم السني، والمسيحي الأرثوذكسي مع المسيحي البروتستانتي، واليهودي الإصلاحي مع اليهودي الأرثوذكسي أو ألسامري، وغيرها.... فما القول لو كانت الأديان مختلفة! ألا تدفعنا تلك الحقيقة الواقعية إلى تأكيد الرأي القائل أن العلاقة بين الأديان هي علاقة تصادمية.
وتصادم الأديان فيما بينها ناتج عن كونها نصوص ثابتة غير مرنة ولهذا السبب الأساسي تكون طبيعة تعاملها مع بعضها البعض طبيعة قوى تصادمية. هذا الاصطدام عادة ما ينتج عنه أما التدمير والفناء لثابت ديني على حساب الثابت الديني الآخر أو حالة تقهقر للثوابت الدينية المتصارعة كلها أو بعضها في اتجاه عكسي اعتمادا على قوى الدفع التي يمتلكها الثابت الديني مما يعني المزيد من الأصولية والسلفية والتطرف والعنف لكل الثوابت الدينية المتصارعة.
وكنتيجة حتمية للخوف من هذا الصدام تبدأ كل جماعة في البحث عن طرق الحماية والحفاظ على ثوابتها وذلك عن طريق فرض قوانين المنع الفكري في ماهية تلك الثوابت بهدف الحفاظ على الهوية.
صراع الأفكار واستنارة العقل من وجهة نظر فيزيقية
الأفكار ذات طبيعة متغيرة وقابلة للنقض والتحليل والتركيب.. والبشر جميعهم في حالة تفكير مستمر الفقير والغني العامل والعالم...الكل يبحث عن خريطة معرفية يحدد على أساسها موقعه في الحياة والكونِ الذي يعيش فيه. فهل الأفكار أيضاً يمكن أن تكون في حالة تصادمية؟
الأفكار عادة ما تتعامل بعضها مع البعض في فضاء الحوار الذي عادة ما يحسم الصراع لصالح جميع الأطراف بيد أن أفضل حالات صراع الأفكار هو حالة التصادم... إلا أن هناك فرق بين تصادم الأديان وتصادم الأفكار.
فالحالة التصادمية بين ثوابت جامدة تودي إلى الدمار بعكس صدام الأفكار الذي ينير العقول ويحررها لتصل بالبشرية إلى ما يمكن نسميه التعايش بين الأديان والعقائد المختلفة بألفة ومحبة منقطعة النظير. كيف نفسر هذا التحليل؟
تعلمنا في علم الفيزيقا أن الضوء طاقة مادية ينطلق من الذرة عندما تصطدم بذرة أخرى. فعندما يتم التصادم بين الذرات مع بعضها البعض تكتسب الالكترونات الطاقة الكافية لتنتقل إلى مستويات طاقة أعلى وعندها تصبح الذرة في حالة إثارة وهي حالة غير مستقرة فما تلبث أن تعود الالكترونات المثارة من المدارات ذات الطاقة العالية إلى مداراتها الأصلية وهنا ُتطلق الالكترونات أثناء عودتها كمية من الطاقة على شكل فوتونات ضوئية.
والأفكار أيضاً يمكن تشبيهها بالذرات تتصادم (تتحاور) مع بعضها البعض نتيجة تغير المكان والزمان والبيئة المادية وغير المادية التي يعيش فيها الإنسان. هذا الصدام بين الأفكار يحدث تغيير في مدرات بنات الأفكار حتى إذا ما وصلت إلى مداراتها الأصلية تنطلق كمية من الطاقة على شكل فوتونات ضوئية عقلية غير مادية تمتلك طاقة حركة عقلانية تكسب العقل طاقات الإبداع الحر غير المقيد فتنير للإنسان الطريق وتصل به إلى حالة الاستقرار والاتزان والأمان النفسي والجسدي والروحي، الأمر الذي يجعله في حالة وفاق وانسجام مع أخيه الإنسان بغض النظر عن معتقداته لأنه سيكتشف أن الحقيقة المطلقة موجودة عند كل سكان الأرض وأن كل إنسان يمتلك جزء منها وهنا يجد الإنسان نفسه بما يحمل من إبداعات فكرية واستنارة عقلية قادراً على التطوير والتحديث ليصل بالحياة إلى الأفضل.
إميل صبحي شكرالله
shoukrala@hotmail.com
التعليقات
هناك قواسم مشتركة
الايلافي -اظن ان هناك قواسم مشتركة بين اهل الاديان السماوية الكبرى الثلاث اذا اجتمع حولها حكماؤهم وعقلاؤهم اظن ان المسيحي واليهودي المتدين تدينا معتدلا يوافق المسلم المعتدل في قضايا من مثل محاربة الاجهاض ومحاربة المخدرات والبغاء والاعلام الفاسد وقضايا السلم والحرب والبيئة وحقوق الانسان الطبيعية وفي مسائل من نوع الاغاثة الانسانية ومحاربة الجوع والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية بالطبع اتوقع ان يقوم التيار الكنسي المتطرف بالرد سلبيا على هذا التعليق لقد عانت البشرية من العلمانية والالحادية التي ذهبت بالحروب والازمات وقتل واستغلال البشرية والخامات اشواطا غير مسبوقة .
تخبيص الحسن
بدوي أردني كافر -مخالف لشروط النشر
نفاق الايلافى
عين الصقر -ينافق الايلافى ذاته فكل هذه الصفات الحسنة التى ذكرها يلتزم بها التعليم المسيحى , فهل تتفق التعاليم الاسلامية مع طرحك ايها الايلافى السلفى , أين هى حقوق الانسان فى مصر والسعودية وأفغانستان وإيران وغيرها من الدول الاسلامية , دعك من الأقباط الذين يعانون أضعاف ما يعانيه المسلم الفقير , هل سمعت أو قرأت عن مدرسة للبنات فى السعودية شب فيها حريق فمنع أشاوس الأمر بالمنكر والنهى عن المعروف دخول الرجال لإنقاذهن بحجة أنه لا يجوز لهم أن يلمسوا البنات , ثم قاموا بإغلاق المدرسة لمنع الطالبات من الخروج لأنهن لايلبسن العباءة واحترقت من احترقت وختنقت من اختنقنت , ثم أين أنتم من المساهمة فى أى كارثة انسانية أو ظاهرة طبيعية مدمرة أو بلدان بها مجاعات إلا وأضع خطوطا تحت إلا ...إلا إذا كانت دولة إسلامية مثلهم , هل يفعل الغرب ذلك ؟؟؟؟ أليست هذه قمة العنصرية وقلة الدين ؟؟؟
الحل موجود
بن يحيا -اتفق مع الرد رقم 1 و لكن ازيد و اؤكد ان الغرب لا بريد الاستقرار في اي منطقة من العالم و مصلحته تكمن في إذكاء الحروب و الصراعات..لإنهم تجار الحروب و بائعي الاسلحة الفتاكة..و المصلحة تقتضي عندهم إشعال الفتن للسيطرة على مقدرات الشعوب الضعيفة و المغلوبة باقل ثمن.. اما حوار الاديان فهو واجهة فقط لاضاعة الوقت و لا طائل منه ما دامت سياسةالغرب تسير عكس التيار المعتدل عند اصحاب الاديان الثلاثة.. ولا مصلحة لها في نجاح هذا الحوار لانه ضد مصالحها الاستراتيجية في العالم كله...
لاعلاقة فيما ذكرت
عبد الظاهر العبيد -يبدو ان الكاتب اختلط عليه الامر فلم يعد يميز بين الاشياء المقارنة وبين الامور المادية او المعنوية وراح يضرب الحابل بالنابل فاضطربت بوصلة توجهه فلم يهتد ولم يتلمس الصواب وتداخل عليه نقيق الضفادع مع زقزقات العصافير او زئير الاسود. يااميل المقارنة بين الاديان عبارة مستحدثة وليست قديمة لان الاساس هو ان الدين عند الله الاسلام والدين هو الطريق المعلم ثم ان المقارنة فيما ذكرت انما هي لتطبيقات وفهوم اناس وسمتهم بمسميات ثم ارخيتها على اسم الدين فكيف صح لك ذلك؟ والاصل يقال انه قال: يااهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم... هل من احلى واعذب من هكذا خطاب واستدراك وحفظ للحقوق بين الناس؟! بينما من يطبق وتطبيقاته وفهومه فهذه امو رتعود عليه كائنا من كان ولا يوسم بها الدين فليعلم ذلك قبل ان تكتب على العلن ولتراجع معلوماتك ونفسك واساساتك الفكرية والعلمية ان كانت التي انطلقت منها. ولم ادر كيف تكون العلاقة بين الاديان تصادمية؟! اذا كانت الاديان السماوية تنهل من منبع واحد مع اختلاف نظرة وتبعة كل فريق فهل يلزم ان يتصادموا علمياً؟! ثم كيف تقارن الامور المعنوية بالامور المادية حول الذرة والتصادم والالكترونات والفوتونات والطاقة؟! هذا ان لم يكن تخبيص فهو عينه بلا مداراة ولا شك. لكل امر قانونه يااميل، اترى قانون النمو الذي يختلف بين كائن واخر تريد ان تنظر اليه على انه تصادم ايضاً!! ام تريد ان ترى ان البشر والكائنات الحية تريد ان تعاملها معاملة الذرة دون النظر الى الروح المحركة لكل حي!!!! اين الامور المعنوية والنفسية والروحية وتأثيراتها الجمة التي تسم كل كائن حي في طريقة التعامل معها ثم نتائجها على الكائن الحي في طريقة نموه وشخصه وتفاعله واخذه ورده!!! اراك تهزي في هذا الجانب بالمطلق لان مجال المقارنة غير وارد البتة. وتقول: تكسب العقل طاقات الإبداع الحر غير المقيد فتنير للإنسان الطريق وتصل به إلى حالة الاستقرار والاتزان والأمان النفسي والجسدي والروحي... هل رأيت اكثر من هذا عفاسا تحت يافطة بالية يقال لها علم وفكر؟! اي علم وفكر والجملة اعلاه متناقضة ايما تناقض؟! هل تدري ماهو العقل؟! ثم لتصف ب غير المقيد وتضيف لها الاتزان والامان.. اي استهزاء بالعقل هذا يااميل؟!!! العقل هو القيد بعينه لو علمت ذلك وليس كل قيد هو امر سلبي فكم من قيد اطلق ابداعا وانت تمارسه يوميا فلو لم تعقل نفسك لاشتط بك ا
القرضاوي وحوار الادي
يوسف ابراهيم -يعتبر الشيخ القرضاوي من اكبر الداعين الى حوار الاديان، وفي احد هذه المؤتمرات التي عقدت في الدوحة يقال انه خرج ذات مرة غاضباوعندما سئل عن السبب قال ان المسيحيين لا يريدون الاعتراف بأن محمد هو رسول الله مع اننا نحن المسلمين نؤمن بأن عيسى هو رسول الله. نلاحظ هنا ان القرضاوي يريد ان يفرض ايمانه الديني على الغير، دون ان يدرك ان من ثوابت الدين المسيحي هو ان عيسى هو ابن الله وهو الله وهو الروح القدس في نفس الوقت وهو ليس رسول الله كما يؤمن المسلمون.
الى التعقيب رقم ٥
محمد الجوراني -شكرا على اعطائك نموذج واضح يبين صحة ما ورد في المقال، و كآن المقال كان يحتاج ردك ......محمد الجوراني
سبب الحوار
د. رأفت جندى -السبب فى الدعوة لحوار الأديان أن يكف بعض المسلمين عن الأعتقاد أن قتل الناس المخالفين لهم هو طلب الهى. هل هناك اب يسر بأبن له يقوم ويقتل ابنه الآخر بدعوى عدم صلاحه(كافر ومشرك). الرب يسر بأن ابنه الصالح يحتضن ابنه الفاسد حتى يهديه للطريق السليم.
المعلق رقم 5 انتبه
فيلسوف عقر -الأستاذ / العبيد أنت في حاجة إلى قراءة مقال الكاتب بعيداً عن روح التعصب للدين لأنك فيما كتبت وقعت في المحظور وبرهنت على صحة الفكرة التي قدمها الكاتب في حتمية صدام الأديان عندما قلت أن الدين عند الله الإسلام. أليس هذا هو الصدام مع كل الأديان الأخرى.
العلم نور
إلى رقم 7 -المعلق رقم 5 لم يقرأ قي علم الأفكار الذي يدرسه طلاب قسم الفلسفة أن الأفكار طاقة كما أشار إلى ذلك بن خلدون وبن رشد من علماء القوقاز والأفكار كونها طاقة فهي تخضع لقوانين علم الفيزياء. بدلاً من الشتائم عليكم بالدراسة والفهم علكم تعقلون وتستنيرون بنور الفكر السليم .
تحالف اهل الاديان
الايلافي -من المؤسف التيار الكنسي المتطرف المنتشر في الفضاء الانترنتي ردا سلبا على موضوع حوار الاديان كما توقعت ولم يخبوا ظني ؟!! اغلب التعليقات خرمت على اشياء لا علاقة لها باصل الموضوع وهذا ديدن التيار الكنسي المتطرف تمنيت على ايلاف العزيزة حذفت التعليقات البعيدة عن اصل الموضوع والتي لا تؤسس الا للكراهية والاحقاد اما الشيخ العلامة القرضاوي والذي تعرض له احد السفهاء بالثلب فهو محق في رأيه اذ ان القاعدة الاولى في اي حوار هو اعتراف الاطراف بعضها ببعض ومع ذلك نتجاوز نحن المسلمون عن هذا الشرط لاننا نعلم ان المسيحيين الحاليين مشركين ولايمثلون المسيح الحقيقي الذي نحن المسلمين نعترف به ونواليه واقول واكرر ان تحالف اهل الاديان رغم ذلك ممكن ذلك ان القواسم المشتركة خارج منطقة الاعتقاد ممكنة وكما شرحتها في تعليقي رقم واحد وشكرا لايلاف على ليبراليتها التي يسيء استخدامها التيار المتطرف من اي جهة