أصداء

هل سينقل العراق أزمته للعمق السوري؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد لحظات إنفراج إقليمي قصيرة للغاية إكفهر الجو و تكهرب الموقف، و تشابكت كل الخطوط، وعادت حليمة لعادتها القديمة وبرز الخلاف العراقي / السوري المزمن المعقد ليطل بقرونه و يفرض نفسه بشدة على المشهد الإقليمي رغم تبدل المعطيات الستراتيجية و الظروف الميدانية لأسس و جذور ذلك الخلاف، و الطريف أن حزب البعث لا يزال هو السبب المباشر في كل التداعيات رغم إختلاف موقعه في ملف إدارة ألأزمة الأخيرة!!

فإصرار الحكومة العراقية حتى اللحظة على مطالبها المعلنة بضرورة تسليم النظام السوري لحفنة من اللاجئين البعثيين العراقيين في الشام في طليعتهم القيادي البعثي المنشق عن قيادة عزة الدوري في العراق محمد يونس ألأحمد و بعضا من رفاقه قيل أن عددهم 271 بعثيا، يقابله بالمثل إصرار سوري على رفض الطلب مالم تكون هنالك ملفات و قرائن و إدلة إتهامية واضحة لا تدحضها أية شكوك تثبت قيام هؤلاء بتنفيذ أعمال إرهابية في العراق!!

وهي عملية ليست سهلة أبدا في ظل تناطح الإتهامات خصوصا و أن دور دمشق ألأمني و التعبوي و المخابراتي في العراق بعد الإحتلال قد أثيرت حوله ملفات إتهام عديدة، كما أن الموقف الرسمي السوري مما يحصل في العراق معروف و موثق، فبرغم العلاقات الوثيقة جدا جدا للنظام السوري بالنخب و الأحزاب العراقية الحاكمة التي تمتلك تاريخا طويلا من العمل المشترك مع المؤسسات الأمنية السورية إلا أن للإعتبارات الإيديولوجية و المواقف الحزبية و ألأدوار الإقليمية رأيا آخر ومختلف عبر عنه تواجد قيادات المعارضة العراقية المسلحة وفصائل عديدة مما يسمى بالمقاومة الوطنية في الساحة السورية، ودمشق التي تستقبل المسؤولين العراقيين و تدخل في مفاوضات أمنية مع الأمريكيين و تأوي مئات الآلاف من العراقيين، هي نفسها دمشق التي تنسق مع الإيرانيين حول كل التفاصيل الإستخبارية، وهي نفسها التي تدعم القيادات البعثية السابقة و هي نفسها التي تغض النظر في أحايين كثيرة عن تسلل الجماعات الإرهابية الأصولية للعمق العراقي لتنفيذ عمليات إرهابية عشوائية و تستهدف المدنيين في أغلب الأحوال!، ودمشق التي تستثمر فيها أموال النخب العراقية الحاكمة الجديدة، هي نفسها دمشق التي تستثمر فيها أيضا الأموال العراقية المهربة العائدة لأتباع النظام السابق!!

هنالك وجوه عديدة ومختلفة للدور السياسي و الستراتيجي السوري الرسمي في الميدان العراقي وهي ملفات يحرص قادة النظام السوري على أن تكون أوراق مهمة للغاية في يدها في المفاوضات الدولية المتعلقة بمستقبل الشرق الأوسط و إرتباط ذلك بملف مفاوضات التسوية مع إسرائيل و ملف إسترجاع الجولان المحتل إضافة إلى إرتباط كل تلك العوامل بالملف اللبناني الحساس الذي لم تطو دمشق كل أوراقه بعد...! ولا شك إن الخاصرة العراقية الهشة و الوضع العراقي الركيك له أولوية كبرى في ملف إدارة الصراع الإقليمي من الجانب السوري، و إلتهاب الموقف مع العراق وفقا للصورة التي حدثت يشكل مفاجأة حقيقية للنظام السوري الذي كان مطمئنا لخطوط دفاعه الداخلية و التحالفية في العراق، فإصرار حكومة المالكي وهي تعيش هواجسها الإنتخابية على تصعيد الموقف السياسي وحتى العسكري و الأمني مع دمشق يعكس حالة جديدة من إنقلاب المواقف لم تكن منتظرة أبدا من جانب مجموعة الأحزاب الدينية العراقية القريبة لطهران و المتحالفة تاريخيا مع النظام السوري بل و المرتبطة معه بأكثر من ملف و ملف!، كما أن التصريحات العراقية المتكررة عن ضرورة نقل ملف الخلاف لمجلس ألأمن الدولي يدخل القضية في متاهات خطيرة ذات جوانب و أبعاد دولية يعلم النظام السوري جيدا طورة تداعياتها المباشرة وبما يؤكد بأن اللعبة الإستخبارية وهوامش المناورة التي باتت تضيق تدريجيا ستؤدي لا محالة لحالة صدام إقليمي كبرى!!

لا نعرف جدية ولاقدرة حكومة المالكي الحقيقية على تنفيذ تعهداتها و تهديداتها المعلنة في ضوء الأوضاع الداخلية القلقة و المتشابكة و الهشة في العراق الراهن، ولكن خروج النخب العراقية الحاكمة من تحت عباءة وخيوط الشرنقة السورية قد أضحت من مفاجآت المشهد الإقليمي المتحول، والغريب أن هنالك بعض الأصوات التي ترتفع في بغداد اليوم تدعو الحكومة العراقية للقيام بنشاطات إرهابية مماثلة في المدن السورية! كما تدعو إلى تقديم الدعم العلني و الواضح للمعارضة السورية المسلحة!! كجزء رئيسي من حملة الضغط العراقية لتسليم القياديين البعثيين، وهو ما يعيد إلى الأذهان كل ملفات وحكايات الماضي القريب حينما كان نظام البعث العراقي السابق يرسل السيارات المفخخة لدمشق وحلب ويدعم الإخوان المسلمين في حربهم المفتوحة، فيما يرد النظام السوري بدعم المعارضة العراقية السابقة و الحاكمة حاليا والتي تهدد اليوم باللجوء لنفس أساليب صدام حسين للرد على السوريين... إنها فعلا دنيا عجيبة وغريبة!! و تحولات مدهشة في إنقلابيتها...؟

و أزاء الرفض السوري الصريح لتقديم رؤوس البعثيين العراقيين كثمن واجب الدفع لإنهاء ألأزمة الجديدة هل ستقوم حكومة نوري المالكي بتفجير المدن السورية؟ وما هو موقف الحرس الثوري الإيراني الحليف لنظام دمشق وقتها؟ أم أن العملية برمتها ليست سوى ساحة واسعة للصراخ و العويل سرعان ما سيختفي سريعا في أقرب محطة عمل إرهابي قادم...؟ الشيء المؤكد لدينا هو أن دمشق لن تسلم رفاقها البعثيين لمقصلة ( حزب الدعوة )!! فرفاق البعث العراقي ليسوا عبدالله أوجلان؟ كما أن الحكومة العراقية لا تمتلك أبدا إمكانيات ووسائل الجنرالات الأتراك رغم المساندة الأميركية! وهي على الأغلب ستكتفي بالصراخ و البيانات و لن تتعدى في مواقفها نقطة اللاعودة.. فإلتهابات العراق الداخلية تجعلها عاجزة عن إلهاب الشرق الأوسط الذي دخل اليوم مرحلة جديدة ومختلفة في تاريخه ستكون حافلة بالمفاجآت الغريبة...!.
dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عودة الى الاصول
البراق -

ان مايشير اليه الكاتب في المطالبة بالمقابلة بالمثل اي بالتفجيرات في المدن السورية ليس ببعيد التحقيق فان المالكي كان مسؤولا عن احدى الكتائب الارهابية التي فجرت السفارة العراقية في لبنان وقتلت الفلسطينيين في لبنان وهذه مدعومة بالتصاوير والوثائق ولهذا فالعودة الى اصوله الارهابية ممكن ولاندري متى سيفتح الامريكان الملفات الخاصة بكل هؤلاء الذين دمروا العراق وشعبه فمن المؤكد ان لديهم ملفات حافلة بالجرائم والاختلاسات اضافة الى العمالة بالطبع

احمد الفراتي -

الحكومه السوريه لاتفهم الا القوه كعادة البعثيين فبدالله اوجلان سلمه السوريون بعد تحشيد فرقه عسكريه تركيه واحده على الحدود السوريه والانساب من لبنان تم باسرح من البرق لمجرد ان لاحظ نظام الارهاب السوري جدية الغرب بعد اغتيال الحريري.اتمنى من الحكومه العراقيه ان لم تستطيع هي الرد على نظام الارهاب السوري ان تتعاون مع المعارضه السوريه واعطاءها الاموال فقط لتنفيذ عمليات نوعية

syria
nasr -

كل الاعمال الارهابية في العراق مصدرها سورية

اسود وارانب
سامي -

عرب عندما يتحدثون عن جبن شخص أو عشيره أو بلد يصفونه بالارنب لكون ألارنب المسكين أضعف الحيوانات في الغابه . وسوريا هذا البلد الذي أبتلي بدولة البعث يطلق عليه الاعلام الرسمي للدوله السوريه بسوريا ( ألاسد ) ولاأعرف لماذا يصر البعثويون على لصق أسمائهم بالبلد الذي يحكومونه كما كان لدينا عندما أصبح العراق عراق ( صدام ) . سوريا وما أدراك ماسوريا . سوريا الدكتاتوريه . والعنصريه . . سوريا التي تتوسل للأمريكان من خلال رئيسها بشار كي تكون لديها علاقات مع أمريكا . سوريا التي دمرت لبنان وشعب لبنان وقتلتهم وهجرتهم وسرقتهم وقتلت قادتهم . سوريا التي تدعي العروبه وتقول أنها قلعة العروبه تراها تتأمر جهاراً نهارا على ألامه العربيه وشعوبها . سوريا التي تدعي الحريه تجد أن نصف الشعب السوري يقبع في زنزانات الموت البعثيه .وقادة سوريا يحمون الحدود السوريه ألاسرائيليه منذ أربعين عام بحيث لم تطلق رصاصه واحده على المحتل المزعوم في حين ترى قادة البعث النافق في سوريا يرسلون أطنان من المتفجرات الى بغداد ليقتلوا الابرياء من كافة أطياف الشعب العراقي دون رحمه . أن الذي يشاهد ( ألمسلسلات ) السوريه وهي تتحدث عن تاريخ سوريا وبطولاتها المزعومه ورجالها الافذاذ يصدق مايشاهده لكن الحقيقه غير ذلك تماماً فالسوريون رجال في المسلسلات فقط ) .

اسود وارانب
سامي -

مكرر

الرد الصحيح
ابو عرب -

يجب قيام العراق بالسماح للمعارضة السورية وغير السورية بكافة أطيافه باقامة معسكرات بمحاذاة الحدود وتقديم الدعم اللوجستي لها والسماح لها بفتح مكاتب سياسية في بغداد لتحرير بلدانهم الحكام الطغاة ومن حكم حزب البعث.

الحقد لا يعمر اوطانا
سبحان الله -

غاب عن ذهن البعض ان الذي يحكم العراق ايرانيين لا يستطيعون عمل شيء ضد سوريا حليفتهم وكل هذه المسرحيات لاشغال الراي العام باوهام البعث والبعثيه الجميع يعرف بان سوريا تدور في الفلك الايراني ولا يمكنها ان تفعل شيء بدون موافقة ايران

تعليق 4 والباقي
جساس -

فعلا ينطبق بيت الشعر هذا على كثير من العراقيين وهو اذا اكرمت الكريم ملكته واذا اكرمت اللئيم تمرد، مليوني عراقي تم استقبالهم في سوريا وايوائهم واطعامهم وتعليمهم وطبابتهم ، اما بالنسبة للرجال فنحن رجال ليس مثلكم عندما دخلت القوات العراقية خلال دقائق الى بغدادبس يا عيب الشوم عليكم

الرجال الرجال
ashour -

المعلق يقول نحن السوريين رجال لسنا مثل العراقيين هو يقول قوات العراقية ولكنه يقصد الاحتلال على مايبدو الاخ نسى جولان محتلة اماصبحت جولان اسرائيلية اما لواء اسكندرونة المحتل من قبل الاتراك لا احد يذكره واكثر ايلاما هو توسط المحتل التركي للوساطةبين سوريا والمحتل الاسرائيلي . صدقت انتم رجال من نوع ليس مثل العراقيين

الى التعليق 9
جساس -

انت يا اشور اذا كنت اشوريا فيجب ان تكون اخر من يتكلم عن سوريا وان تشكر سوريا ليل نهار هل تعلم لماذا لأن الكنائس في سوريا ممتلئة بالاشوريين والمسيحيين العراقيين المهجرين ، لم تسأل سوريا العراقيين عن دينهم او طائفتهم او اي شيء اخر فقط استقبلتهم ، وشكرا لتصحيحك تعليقي فأنا فعلا كنت اقصد قوات الاحتلال اما بالنسبة لجولان ولواء الاسكندرون قأقول لك كان من الحري بك ان تسأل عن عربستان (الاحواز) المحتلة من قبل ايران قبل سؤالك عن اراضي غيرك

المغفلين الدين كبرو
عزام عزام -

في فيلم جري الوحوش المصري بعدما يحصل نور الشريف على جزء من الفص الخلفي لدماغ محمود عبد العزيز, يفقد الاخير خصوبته او رجولته ان صح التعبير. ولكونه قد جنى الملايين من هده الصفقه حاول جاهدا ان يجد من يعطيه ما فقده من الفص الخلفي للغدة النخاميه ورغم ماقدمه من مغريات للناس الى ان الكل رفض وبقوة لان العمليه هي فتح (يافوخ)واخيرا قال قولته الشهيره التي تصورالياس والقنوط (كل المغفلين في الدنيا كبروا وكان اخرهم انا ). فعن اي معارضه سوريه تتحدثون او اي غزوا تريدون ,هل تعلمون ان الغادري المعارض السوري الشهير تاب الى الله واعتزل السياسه لانه ابى ان يكون احمد جلبي العراق والغزو باي طريقه ؟ واية اسلحة ؟ هل باسلحة صربا الفاسدة ام بقوات جيش الامام المهدي عجل فرجه الضاربه التي قد احيلت الى التقاعد وقائدها اسير في ايران وربما ان الخونه يتكاثرون فقط في العراق كما تتكاثر النمل على الحلويات

المغفلين الدين كبرو
عزام عزام -

مكرر