أصداء

صديقي "أنا" وأسئلة ما قبل النوم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحياناً يجب علينا أن نترك كلَّ شيء ونمضي. هكذا قرر أن يفعلَ صديقي الوفي والوحيد "أنا" قرر أن يترك كلَّ شيء ويمضي، ولكن في سؤالٍ وجودي محير ظهر له فجأةً توقفَ عن كلِّ خطوةٍ كان بامكانه أن يخطوها بسهولةٍ برغم ما فيها من ذكرياتٍ ولحظاتِ نشوى لا يمكن لانسان أن ينساها. كان ذلك السؤال: هل أمتلكَ شيئاً كي أتركه؟


نحن في الحقيقة لا نمتلكُ شيئاً، وغالبا إذا ما امتلكنا شيئا ما، فلا نفطن إليه إلا عندما نفقده، بل تصبحُ كل الذكريات التي تخص ذلك الشيء دربا من الجنون الممزوج بالألم. غانيك عن سؤال آخر وهو أين سيمضي صديقي الوحيد والوفي؟


بدون دليل سوف يمضي إلى أمكنةٍ مجهولة، كلُّ ما عليه أن يبدأ خطوته الأولى الآن ليصبح من الصعب التراجع عنه،ا وإلى الأبد. هناك خطوات كثيرة تكون بالعادة في اتجاه واحد، بل إن كل الخطوات هي باتجاه واحد ولا يمكن التراجع عنها، فإن أمكننا أن نرجع إلى المكان، فنحن حتماً لا نستطيع الرجوع إلى الزمان، لا يمكننا مطلقاُ اكمال الابعاد الأربعة لأن الزمن بعداً لا يمكن للبشري تجاوزه حتى الآن فيزيائياً ولا روحياً حتى.


إذن صديقي في ورطة من نوعٍ خاص. أراه الآن يستعد لنوبة بكاءٍ في الصميم، نوبة بكاءٍ حادة تنغرس فيه بدل خطوته التي كان قد قرر أن يخطوها قبل لحظات.
كم أنت صديق ودود وطيب. لكن ماذا يمكن أن ينفع ذلك أيها الصديق؟ لا شيء انه جواب الجواب وليس جواباً فحسب نابعاً من عمق البئر الأولى "ليست بئر جبرا ابراهيم جبرا على أي حال بقدر ما هي بئرك الخاصة" حاولت أن تكون تقياً في الأيام الماضية واعتصرتك الصلاة حتى بكيت اليوم عند آيةٍ لا تذكرها الآن. كم كانت رقيقة، وحادة حتى أنها جرحت كيس الدموع في عينيك فانهمرت منها دمعتان بالعدد. رحت تعد دمعة، اثنتان... وتوقفت الدموع ولكن قلبك كان يبكي ايها الصديق، وهو يسأل سؤاله الوجودي هل نمتلك شيئاً؟ ما يهمك لو امتلكت أو لم تمتلك؟ انت نفسك تعلم أن امتلاك شيئ ما هو الزهد فيه، وليس التبعية له، وإلا يكون قد امتلكك هو.


انت لا تطيق أن يمتلكك شيء، ولكنك تسمح لبعض الناس أن يمتلكونك أحياناً. ربما كانت رغبة منك في المران على العبودية ايها الصديق. حقيقة أنا لا أعلم، بالضبط. لا أعلم حتى على وجه العموم. أنا مجرد صديقك أوتابعكَ النذل وانت صديقي اومليكي الوفي؟هل تمتلكني؟ حتى هذا السؤال يبدو مؤلما وعويصاً. انت تمتلكني لأنك زاهدٌ بي نعم. زاهدٌ بكل ما حققت منذ ولادتي وحتى هذه اللحظة، ترى لأن ما حققت يبقى تافهاً، وهل ينظر أحد عاقل بإجلال لما حققهُ؟ لا لا ينظر عاقل لما حققه بإجلال. عموماً عليك أن تنام الان لا ان تمتلك النوم دعه يمتلكك وكفى أسئلة لهذه الليلة كفى كفى وحسب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف