المصالحة أم المعالجة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في مقال سابق تحدثنا عن تجربة إقليم كوردستان العراق وكيفية تعاطيه مع مخلفات النظام السابق من مؤسسات وميليشيات عسكرية ومئات الآلاف من المرتزقة والوكلاء الذين فضلوا البقاء في الإقليم المحرر بدلا من الهروب إلى مناطق نفوذ النظام سواء بنية حسنة أو بأمل عودة النظام السابق. فقد كانت الأمور في غاية التعقيد عشية انتصار الانتفاضة أمام الإدارة الجديدة في الإقليم قبل إجراء الانتخابات وانبثاق المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية وأول تلك الأمور كيفية التعامل مع هؤلاء الذين أفرزهم النظام وتركهم في الإقليم بعد هروبه وانسحاب إداراته سواء من مرتزقة أو من أعضاء في حزبه ممن اختاروا البقاء كما ذكرنا آنفا.
حقيقة كانت الأمور تجري باتجاه الانتقام وتصفية الحسابات على خلفية تلك الجرائم التي اقترفها هذا الحزب ومنظماته وأجهزته الخاصة وتاريخهم المعروف في بالدموية والعنف والإرهاب، وقد حصلت فعلا بعض عمليات الانتقام من ذوي الضحايا أثناء الانتفاضة واقتحام أوكار ومقرات البعث وأجهزته ولكن سرعان ما تمت السيطرة عليها وإيقاف تلك العمليات ومنح القضاء فرصته لممارسة صلاحياته القانونية، بل إن الكثير من منتسبي ذلك النظام وأجهزته ممن لم يقترفوا أعمالا إرهابية واضطهادا للسكان تمت حمايتهم من قبل قوات الانتفاضة ونقلهم إلى مناطقهم خارج الإقليم مع ذويهم وما يمتلكون بسلام وأمان.
إن تجربة الإقليم مع ارث النظام السابق لا تقع في تقديري تحت سقف المصالحة الوطنية بل هي معالجة وطنية لكيفية التخلص من ذلك الإرث ومعالجة تلك البقايا بعيدا عن الانتقام وبأسلوب تربوي أو قضائي لاستئصال تلك الأورام وتنقية الجسد وتطهيره، ولذلك فان ما حدث في الإقليم لم يك تصالحا مع تلك القوى أو تفاوضا معها على أي شيء بل إنه عالجها كحالات مرضية تحتاج إلى علاج وإعادة تأهيل لكي تعاود دورة حياتها بشكل طبيعي بعيدا عن سلوكيات وعقلية ذلك النظام وأمراضه وعقده، حيث اشترطت العملية أصلا التخلي كليا عن ذلك النهج واعتباره أثم وعار شخصي واجتماعي وأن العودة إليه تعتبر خيانة عظمى للشعب والوطن ومما شجع على ذلك هي القناعة الشعبية لدى أوساط واسعة من الناس على اعتبار تلك السلوكيات عار شخصي يصيب صاحبه بالخزي، وإن ما يجري من ترتيب الأوضاع مع تلك البقايا والأجهزة ليس مصالحة كما يتصورها البعض، إذ أن المصالحة تأتي بين أطراف وطنية مختلفة في أدائها وطريقتها ووجهات نظرها لتحقيق نفس الأهداف أو على الأقل من اجل مشتركات وثوابت كثيرة وليست بين نظامين مختلفين تماما ونموذجين متباعدين بل ومتصارعين على طول الخط أولهما حزب البعث بكل تعريفاته المعروفة عبر أربعين عاما من تجربته في العراق وأسلوبه الدكتاتوري والشوفيني والثاني هو النظام المناقض له تماما في النهج والفكر والممارسة والذي يعمل العراقيون جميعا لبنائه منذ انهيار وهزيمة ذلك النظام ومن ثم سقوطه.
إن ما يطلق عليه بالمصالحة الوطنية ربما يعني تقاربا بين أطراف العملية السياسية وفعالياتها المختلفة في ما بينها بسياقات الإدارة أو الحكم والبعيدة كل البعد عن النظام السابق والطاهرة من آثامه وعاراته ونهجه التدميري وليس تصالحا مع أولئك الذي دمروا البلاد وقدموها على طبق من ذهب للمحتلين وعصابات الإرهاب والجريمة المنظمة في كل العالم، وأي محاولة لإعادة تصنيع الماضي ومنح النظام السابق أو بقاياه تحت أي ذريعة كانت فرصة اختراق أو الاندساس إلى العملية السياسية ستؤدي إلى تشتيت العراق وتمزيقه وربما إلى قيام صراعات حادة تؤدي إلى حرب أهلية تجهز على ما تبقى من البلاد.
ما يحتاجه العراق اليوم هو معالجة وطنية لبقايا النظام السابق وليست مصالحة وطنية كما يتصور البعض أو انتقام وتصفيات لا تحقق الهدف السامي للتحول الذي يجري في المجتمع العراقي، معالجة لتطهير تلك الأنفس من شرورها ونزعاتها العدوانية وسلوكياتها المنحرفة بأسلوب تربوي يبعدها تماما عن مصادر إعادة الحياة لثقافتها الهدامة في الإدارة أو الجيش أو الأمن الداخلي، أو بأسلوب قانوني قضائي بعيد عن ثقافة الانتقام والعنف والإرهاب، بما يؤهلها أي تلك البقايا من الحزبيين العقائديين أو المرتزقة من موظفي حزب البعث ومؤسساته الخاصة في الدولة والتي عرفت بالأجهزة الخاصة ومعظمها قوات أمنية ومخابراتية بحتة، لإكمال دورة حياتها بعيدا عن تلك الأمراض والسلوكيات التي كادت أن تدمرها وتدمر البلاد معها.
التعليقات
اجتثاث البعث؟
ايروك عزوز -السؤال هل سينجح العراقيون بانهاء تلك المرحلة وما افرزت سواء بالاجتثاث او المعالجة او المصالحة؟ليس من الهين ان يتم انهاء الملايين من اعضاء ومنتسبي تلك المرحلة بقانون مثل المسائلة والمصالحة او حتى في موضوع المعالجة التي تستلزم وضع غير هذه الاوضاع في العراق، فلا يمكن لطبيب أن يعمل او يعالج مريضه تحت هكذا ضروف امنية واقتصادية ونفسية؟انها واحدة من اخطر المراحل التي يعيشها العراقيون في تاريخهم منذ تأسيس دولتهم وحتى يومنا هذا.
المصالحة مع المستحيل
عزام عزام -مثلما اقترنت لازمات معينه ببعض الفنانين مثل (البتاع ) لعادل امام و(ياحلاوة) مظهر ابو النجا و(يا خراشي) لنور الشريف ,و لمعلقين ايضا مثل ياسلام ولاحلى ولاروع ليوسف سيف .وغيرها الكثير .....اصبح للكثير من السياسيين لازمات مشابهه مثل (فديرالية الوسط والجنوب )للحكيم ويردهها خلفه جميع اعظاء المجلس الادنى , وكذلك لازمة الدكتور الجعفري الشهيرة ايام استوزاره هي (الشفافيه ) حتى يقال انه مرة في بيته اي الجعفري همت زوجته تهم و بيد ها مكناسة امسكتها لضرب قط (عتوي بالعراقي )اغبر اربد كث الشعر مشاكس حطم اواني المطبخ , عند ذات ركض الاستاذ اجعفري خلف زوجته وامسك يدها في اللحظة الاخيرة قائلا بهدوء ووقار ووجهه (حيعيط ) من كثر التاثر والتقوى : لاتضربيه بل عامليه بشفافيه ...........واخر الازمات هي لازمة المالكي (المصالحه ) وتحقيق (المصالحة ) والتأمر على (المصالحه) , ومؤتمرات عدة بهذا الشأن ,صرف فيها الكثير من المال والجهد ووجبات فاخرة للطعام ,وبيع الهواء في قناني ,ولم نشاهد فيها سوى نفس وجوه العملية السياسية الكالحة وكانهم هم من بحاجة الى المصالحة وليس ملايين المهجريين والمغيبين قسرنا ومن كان التغيير على حسابهم وحساب مصالحهم واموالهم التي صودرت و(حوسمت ) وغير ذاك الكثير الكثير في هذا الشأن لذلك اقول ,المصالحة وحقن دماء العراقيين أمر لايتحقق في الوقت الحاضر لعدة أسباب أهممها 1-المشروع الأمريكي الذي احد أعمدته الفتنه الطائفية(فرق تسد)2- ارتباط اغلب القوى السياسية بأجندات خارجية وهي معروفه للجميع 3- لايريد اغلب رجال السلطة من يشاركهم مجدهم الجديد سيما وقد تحول الأميين والجهلة إلى ضباط ورجال دوله وإعمال بقدرة قادر4- إعمال العنف مع الأسف تحصد أرواح الأبرياء فقط ولو وصل العنف الى أقارب وأرواح ومصالح المسؤؤلين لكانوا ا وقفوا وقفه مسؤؤله من الامر4- قد تنقلب الطاولة على اللاعبين الحاليين واغلبهم متورط بعمال عنف وقتل وفساد.......وغير ذلك .ولكن المصالحة تحتاج إلى وقفه شجاعة تفتح فيها كل الملفات من حزب البعث وايام حكمه والأحزاب الحالية سنيه أم شيعيه أم كرديه وماذا فعلوا وحقيقة المقابر الجماعية والإعدامات والعنف والتهجير الطائفي والفساد المالي والعمالة للأجنبي .... لكي يعرف العراقيون الحقيقة ولا يسمعوا فقط إلى وجهة نضر صاحب المصلحة والمستفيد من أمور قوتها في غموضها . وتنتهي اسطوانة المل
خوش مصالحة
جاكوج -مصالحة مع من اذ كان السياسين العراقين متخاصمون مع أنفسهم فكيف يتصالحون مع الغير وحسب ماتدعي الحكومة العراقية كل عام تصرف الملاين من الدولارات على المصالحة ولم نرى لحد الان احد تصالح مع احد فلمهاترات والاتهامات والخطابات الرنانة مستمرةالمسؤلون على المصالحة يصرفون الاموال على دعواتهم في فنادق اوربا والعالم بلعافية عليكم
وهل يعقل؟
د. أحمد العبيدي -اتفق معك اخي الكاتب القدير في ما ذهبت اليه في كيفية التعامل مع النظام السابق في الشمال لأسباب كثيرة من ابرزها ان البعث وقع في خطأ قاتل حينما نظم الاكراد والتركمان في صفوفه وهو حزب عرقي وقومي متشدد لا يعترف بوجود الاخر السياسي فكيق سيقبل بالاخر من عرق وقوم مختلف ما لم يتم صهره في بودقة الامة العربية.ولذلك فان الاكراد البعثيين وغيرهم من غير العرب لم يكونوا اكثر من وكلاء وعملاء لتنفيذ مآرب وخطط النظام في تعريب وتبعيث المنطقة واذابتها، وعليه كانت خطط الادارة بعد انسحاب النظام من الشمال في عام 1991 ناجحة جدا في بناء المجتمع ولملمة اطرافه المشتتة.اما في العراق فالامور تختلف اخي الكاتب وهناك ما لا يقل من ثلاثة ملايين بعثي معظمهم من الا=جهزة الخاصة او القيادات المهمة في الدولة ومؤسساتها العسكرية والمدنية، ولا يمكن ان يتم تهميش كل هذه الاعداد من البشر خصوصا اذا ما عرفنا انه كل الاحزاب الفاعلة اليوم في الساحة العراقية لا تمتلك هذا الرقم من المنتسبين حتى وان اجتمعت مع بعضها، فكيف سيتم تهميشهما او اجتثاثها او معاجتها؟بحق انا ضد النظام السابق وجرائمه لكنني اجد ان عملية تهميش هذا الكم الهائل من البشر أو اعتبارهم مرضى عملية غير واقعية وغير مجدية وعلينا أن نفكر بجدية عن بدائل عملية ووسائل متحضرة للتعامل مع هذا الارث المزعج.
أيام زمان
معالج -طالما ان كاتبنا المحترم كفاح محمود كريم تحدث في هذه المقالة عن المعالجة التي هي غير المصالحة مصالحة وطنية لبقايا النظام السابق وليست مصالحة وطنية كما يتصور البعض كما يقول، فليجيبنا هو الذي يكتب لنا اليوم عن بقايا النظام وجوقته البائدة ترى أين كان هو قبل انتفاضة شعب كردستان%%ليتصارح الكاتب مع قرائه في مقال واحد ويتحدث إليهم ماذا كان يفعل هو مع النظام السابق ويصول ويجول في دهاليزه أيام الأب القائد صدام حسين% الكاتب يمدح هنا في كردستان السلطة وأزلامها تماماً مثلما كان يفعل أيام البعث حين كان يكتب ويرسم في مدح الأب القائد صدام حسين..ياريت تتحفنا أيها الكاتب المحترم بمقال عن ماذا كتبت أيام زمان عن القائد الذي تسميه اليوم بالمقبور وكم صورة رسمت له ياكاتب يا كريم%%ربما يعتبر بعض القراء الكرام هذه تهمة اتهم الكاتب بها ولكنها الحقيقة ويعلم الكل هنا في كردستان أنه كان من بين أولئك الأفواج التي صالحتها الأحزاب الكردية. أرجو أن يكون صدر الكاتب واسعاً لهذا التاريخ الذي أذكره به لا سيما أن موضوعه له علاقة بالتاريخ ومعالجة أمراضهأخيراً شكراً للعزيزة إيلاف على سعة صدرها لكل الآراء ووجهات النظر المختلفة
اتق الله يا معالج؟
تاهدة جرجيس -في البداية عرفنا الكاتب عام 1995م يوم الاستفتاء على رئاسة الجمهورية ايام النظام السابق حينما اشتهر ببطاقته التي كتب عليها لا لصدام حسين يوم الاستفتاء وكاد البعث أن يدمره لولا لطف الخالق والشرفاء من المسؤولين آنذاك ومنهم احد اقاربي وكان رفيقا حزبيا مكلفا في مركز الانتخاب الذي شارك الكاتب فيه.والان اعود الى الاخ معالج الذي يبدو انه لا يعرف الكاتب اطلاقا فهو ليس برسام ابدا لكي يرسم صور الرئيس صدام حسين، ولم يعرف عنه الكتابة ايام النظام السابق في أي صحيفة او مجلة، وكان خطاطا بارعا استخدم الخط في لوحات الفن التشكيلي وبرع في الاوهام البصرية.كما انك تظلمه كذبا باتهامات باطلة فقد كان محكوما بالاعدام لأسباب سياسية معادية للحزب والثورة كما كانوا يقولون للمعارضين وكان وقتها في سجن بادوش واستطاع بمساعدة اشخاص معروفين في الموصل ان يهرب من السجن قبل عشرة ايام من سقوط النظام. وهذا موثق في مقابلات تلفزيونية وصحفية مع الكاتب بعد سقوط النظام مباشر، ووثائق امن الموصل وسنجار وفرع الحدباء وشعبة سنجار للحزب.اخي معالج ربما لا تتفق مع الكاتب في آرائه لكن لا يجوز أن تكيل التهم الباطلة والاكاذيب المختلقة عن انسان معروف بمواقفه الوطنية واتق الله.