اليمن صراع رؤوس الثعابين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسباب الصراع في اليمن
تعود الأسباب الأولية لهذا الصراع مع النظام الجمهوري اليمني عندما أطاح الانقلاب الجمهوري بحكم الإمامة الزيدية في اليمن الذي دام قرابة ألف سنة أو تزيد.
والإطاحة بالحكم الأمامي الزيدي هو النتيجة الحتمية للسخط الاجتماعي والعنف السياسي والقبضة الأمنية. وهي السياسة التي لم يتعظ منها النظام اليمني _ ويبدو أن كل الأنظمة العربية في الهواء يمن.
والزيدية قبائل قليلة بالنسبة للقبائل الشافعية وكان المجتمع اليمني بعيدا عن إملاءات الإمامة منسجما ومتعايشا مع كل المذاهب ومتسامحا وطنيا ومذهبيا قل مثيله.
إلا إن إحياء الظاهرة المذهبية والطائفية التي عمت بلواها كل العالم الإسلامي وبالذات بعد ثورة الخميني ومحاولتها تصدير الثورة والتبشير بالتشيع. أثار في الزيدية الحنين إلى إحياء نظام الإمامة الزيدية كردة فعل لاتساع وامتداد السلفية في اليمن.
وكان مقبل الوادعي الذي يقطن صعده - معقل الفكر الزيدي - رأس رؤوس المحرضين على توسع السلفية في المعاقل الزيدية مما أثار حفيظة مراجع الزيدية. وهو مجاهر عنيف في فكره حتى أنه كفر النظام السعودي رغم الدعم والتأييد له من قبل فئات متشددة في السعودية.
ثم زار فخامة الرئيس - وهو زيدي _محافظة صعده في يناير 2003 بعد زيارته لأمريكا وقت مؤتمر الثمانية الكبار، عندما فوجئ وهو متواجد في أحد المساجد بهتاف دوى في كل جنبات المسجد "الموت لأمريكا وإسرائيل " شعار إيران التقليدي.فسره الرئيس اليمني بأنه إحراج سياسي له أو معارضة مفتوحة لتوجهه مع أمريكا. وبعدها اغتيل زعيم الحركة حسين الحوثي فاشتعلت نار الثأر.
النتيجة
اليمن لا يوجد في أدبياته السياسية ما يعرف بهندسة المجتمعات وهو كغيره من الأنظمة العربية. وقد نشر الكاتب في مجلة إيلاف في هذا العام مقال عن الهندسة الاجتماعية موجهة للداخل السعودي.
فاليمن يحصد نتائج تراكم سياسي مذهبي عرقي اجتماعي منذ الدولة المتوكلية الامامية إلى هذه الساعة. فسياسة النظام المتوكلي الامامي المنهجية تعتمد على إذكاء الصراع القبلي: العدنانية والقحطانية: وعلى ذمة البيضاني أن الإمام أحمد حميد الدين كثيرا ما يردد ( ولو أني بليت بهاشمي خؤلته بنو عبد المنان لهان علي ولكن تعالوا وانظروا فيمن ابتلاني )
ومذهبيا الزيدي والشافعي والجهوي الشمال والجنوب. مع التدابير السياسية التي راكمت الجهل والفقر والإقصاء لكل أبناء الشعب اليمني بما فيهم الهاشميين أنفسهم.
مما أحدث السخط الاجتماعي المتواصل طيلة قرون انتهت بالثورة اليمنية عام 1962م. ولم تستقر الثورة اليمنية سياسيا الا في عهد الرئيس على عبد الله صالح الذي لم ينعتق هو كذلك من الترات السياسي اليمني.
فقرب قبائل همدان على قبائل قحطان وقرب حاشد على بكيل وقرب الزيدية على الشافعية وقرب الشمال على الجنوب وهو متقلب في هذا التقريب السياسي فتارة مع هذا وتارة مع ذاك. ولعب على كل الأوتار المذهبية والعرقية والفئوية والجهوية مستفيدا من براعته وقدرته في اللعب على المتناقضات. فهو بحق ثعلب السياسة اليمنية. ولكن هذه اللعبة لعبة تاجر الشنطة الذي لا يقابل نفس الزبون مرة ثانية.
وفي حربه مع الحوثيين أعطى إشارة المرور للسلفيين كما أعطى السادات الإشارة للإسلامويين وكما نحن في السعودية مع الأخوان المسلمين. وهي لعبة لها أعراضها الجانبية لا يستطيع أي لاعب سياسي تجنب أعراضها. ولا تجذر نظاما سياسيا آمنا يخلق نسيجا مجتمعيا متماسكا يرسخ السلم الاجتماعي ويديم التنمية المستدامة. وأخشى ما أخشاه أن يواجه كل بلد عربي نفس النتيجة اليمنية طالما السياسات والمنهجيات مخرجات مدرسة واحدة.
القائمة على تفتيت فئات المجتمع وتمزيق نسيجه. وهذه هي النتيجة: حرب أهلية وفقر وبطالة واقتصاد متدهور وتنمية لا تكاد تبين.
حرب اليمن الراهنة نار يوقدها الفقر والسخط الاجتماعي وانعدام التنمية والعدالة الاجتماعية وفقدان الهندسة الاجتماعية مردوفة بالفئوية والقبلية والمذهبية والإيديولوجية والقاعدية السلفية التي كان يديرها مقبل الوادعي بالريموت كنترول وحاضنتها وتربتها الخصبة جامعة الإيمان ومرجعيتها القاعدة الطالبية (انظر مقال زيد الفضيل في إيلاف: (اليمن في حربه السادسة). وفوق ذالك تدخلات خارجية سواء اقليمية ودولية.
وقد يستمر النظام اليمني بالاستعانة بالسلفية القاعدية إذا جر الحوثيين الجيش إلى حرب استنزاف وعصابات مستفيدين من تضاريس الجغرافيا والديموغرافيا القبلية الساخطة على النظام والمتعاطفة مع الحركة الزيدية. و سيرحب التيار السلفي القاعدي الذي سيجد له ملاذا آمنا ولا أستبعد وجود بن لادن والظواهري. حيث يجد فرصته في التمكين والتمترس وإنشاء قواعد للتدريب في وسط المجتمع (الجزيرة العربية) الذي يفرز التطرف. وبالتالي يصبح اليمن بأكثريته دوله طالبانية وصعده إمارة زيدية شيعية قد تجد دعما اقليميا مذهبيا لتنتظم مع الجيوب المذهبية في الخليج ليكتمل الهلال المذهبي. والجنوب إمارة شافعية حيث ينتظر الجنوب دوره في الدخول في الصراع وهكذا يواجه النظام أزمة برؤوس متعددة.
كما يمكن أن تدفع أمريكا في انتقال العناصر القاعدية لتخفيف الضغط عليها في أفغانستان باعتبارها مرحلة تكتيكية يمكن احتوائها. وهنا ستكرر أمريكا تجربة بريطانيا ومصر في اليمن. وتتحول كل جبال اليمن سيوفا مسلطة على رقاب الأمريكان ولات حين مناص. فاليمن مقبرة الجيوش الغازية وجباله أكثر مناعة من جبال تورا بورا التي لم تنفع معها كل القنابل الفراغية.
ومن هنا لنا أن نتصور كيف يواجه النظام اليمني ثلاث أزمات في ظرف واحد حرب الحوثيين وانفصال الجنوب وانتشار الفكر القاعدي في اليمن. ولابد من المراجعة حتى وإن كانت قاسية على النظام والرئيس علي عبد الله صالح يجيد التنازل والاحتواء ثم قلب ظهر المجن.
الخاتمة
قد يكون من ضمن الأسباب الجوهرية لأزمات اليمن بالإضافة إلى نظامه السياسي الفردي المركزي الذي دام قرابة ثلاثين عاما هو حالته الاقتصادية المتهالكة وهذا باعتراف الأيرياني في قناة الجزيرة واعتراف د- محمد التميمي رئيس اتحاد الغرف التجارية اليمنية.
وكذلك أقلمة القضايا اليمنية وتدويلها فقد دخلت قطر على الخط ودخل الإتحاد الأوروبي كذالك والدول المانحة وتتهم إيران كذلك.
فالبترول شحيح جدا والحريات تراجعت كثيرا والأسعار ارتفعت فوق قدرة المواطن اليمني.
ولن ينقذ الوطن الا التضحية من قبل النظام في جل المكاسب والتعلق في حبل العدالة الاجتماعية والتعددية والديمقراطية وانتهاج اللامركزية واطلاق يد المحافظات في إدارة شئونها المحلية والحيلولة دون التدخل الخارجي. مقابل بقاء النظام وحقن الدماء واستمرار الوحدة.
د. محمد بن صنيتان
التعليقات
أين مجلس التعاون..!!
مساعد الشلاحي -اذا كان اليمن الأن يواجه مشاكل جمة,قد تنتهي بكل أسف ومرارة الى تفتته لدويلات متناثرة صغيرة تتكالب عليها التدخلات الخارجية اللتي تضمر الشر والتمزق للجزيرة العربية ودورها الحضاري والتقدمي ,فلماذا لا تتحرك دول مجلس التعاون وتعقد مؤتمر تصالح او رعاية تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمنيين اللذين هم اخوتنا في العروبة ومصيرنا المشترك كوحدة جغرافية متكاملة (لئن تراب الجزيرة العربية لا يتجزأ ولا يباع في سوق النخاسة والاطماع الايرانية الطائفية) ,اين دور مجلس التعاون في دعم اليمن واخراجه من مشكلات الفقر والحروب بدلا من صرف الملايين على قضايا فلسطين وغيرها من قضايا خلسرة وعفى عليها الزمن,اذا حدث مكروه لليمن واشتعلت النار,فحتما ان شرار نارها سيطال باقي دول الخليج او التسمية الأصح والاقرب فهما وعلما واحتراما الجزيرة العربية
أين مجلس التعاون..!!
مساعد الشلاحي -repeated
ابادة طائفية
ابو عرب -المشكلة الاساسية اننا نسمع اعلاميا من طرف وهو الحكومة اليمنية بسبب امتلاكها لوسائل الاعلام الرسمية واتباعها اسلوب المباغة والتهويل وصنع انتصارات وهمية على طريقة محمد سعيد والصحاف مع مساندة واضحة من بعض الاعلام الرسمي العربي لاسباب معروفة ولكن ماهو راي ومطالب الاخرين لااحد يدري بسبب ضعف الامكانيات الاعلامية للحوثين مما يدل على عدم استعدادهم اعلاميا لهذه الحرب .ولكن عند متابعة الاخبار من مصادرها الاصلية عن طريق وسائل الاعلام الاجنبية لم نسمع اي مطلب باعادة حكم الامامة وهي مجرد تهمة اطلقتها الحكومة لكسب التعاطف الخليجي انما على العكس من ذالك نجد تصريح واضح للحوثي بالاعتراف بالجمهورية ونظامها واقتصرت المطالب على اهداف سياسية واقتصادية وممارسة حرية التعبير ولكن للاسف يبدو ان الحكومة اليمنية تعاملت مع هذه المطالب باسلوب الاستئصال العربي المعروف ضد الاخرين واللذي ستكون نتائجه وخيمة على اليمن كدولة موحدة.ان فشل الجيش في الحسم السريع جعل الحكومة تلجأ الى اكبر الاخطاء وهو الاستعانه بالتيار السلفي المتشدد وتحويل الحرب الى مبارزة مذهبية قاتلة باعتبار الحوثية روافض كفرة وهو نفس الاسلوب اللذي اتبعته الحكومة ضد اليمن الجنوبي في حرب 1994 عندما اجتاحت جموع السلفية عدن وتم نهبها كغنيمة باعتبار الجنوبيون اشتراكين كفرة وكنت شاهد عيان على ذالك.
الجهل واتكفير لخدمة.
مشكور -الجهل والتكفير والتطرف ونشر الفتنة بزعامة اصحابها الممؤلين للفتن في العالم لخدمة امريكا واسرائيل كما يحصل في حميع العلم بأسم القاعدة وطالبان ويتسمون في الظاهر بألسنة وفي الباطن الوهابية..والوكلاء في اليمن ازنداني ومقبل الوادعي وشركة التصنيع للأنتاج الارهابي المقلد في جامعة الائمان والاساس جامعة الائمام...ومن عرف التاريخ واليمن يحتضن جميع المذاهب با والديانات ولم يحصل ان سمع نقاش عن اطائفية إلا بعد ان وصلت الاوامر إلى مقبل وازنداني بتحريك الفتنة لكي تصل امريكا لمحاربة الارهاب وتقسيم اليمن والتقرب والسيطرة على الثروات الربع الخالي وهذا الفكر من تأسيسه من فبل الاستعمار لخدمة الاهداف وتشويه الاسلام بأسم السلفية والله أن السنة والسلفية والاسلام يبراؤن من هولا المظللين والمتنطعين مقابل الدولارات والمكانة على حساب تدمير الاسلام والمسلمين ونقول الله ينصر الحق والصدق واهله ويدمر الباطل والكذب واهله وحسبنا الله ونعم الوكيل على عملاء العصر وناشري الفتن والافتراء على عباد الله بأسم الدين ...
مقال متزن
الفراتي -مقال متزن وتحليل علمي بعيدا عن الاحقاد الطائفيه التي يلقيها اعراب النفاق كلما كتبوا عن موضوع فيه رائحه شيعيه
رجل يستحق كل التقدير
محمد الديلمي -الدكتور الصيتان رجل يستحق كل الاحترام لموضوعيته المتناهية ونصحه للحاكم فى اليمن ان يتدارة الوضع قبل ان يفلت الزمام وبعدها لن ينفع الترقيع فى الوقت الضايع وحتي لا يكون بنو الاحمر فى اليمن اخر ملوك اليمن كما الاندلس
حملة الصعدة
صلاح الدين الكردي -فعل صدام اكثر من الرئيس اليمني تجاه الكرد العزل ولم ينطق اي عربي من الخليج الى المحيط. قتل صدام و زمرنه اكثر من 182000 انسان خلال حملته ما يسمى بالانفال نهاية حربه مع ايران. اللهم ارحم و احفظ الابرياء في الصعدة, اللهم افتح باب رحمتك الى الشيوخ و النساء و الاطفال الصعدة انك الرحمن الرحيم ياالله في هذا الشهر الفضيل و نحن على ابواب عيدالفطر المبارك. الخزي والعار لقادة السفاحين!