أصداء

البعثيون العراقيون في الشام خط أحمر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هل تراجعت فعلا حدة المواجهة العلنية و المفتوحة بين حكومة نوري المالكي التي خذلها أهلها! و بين النظام الإستخباري السوري المسؤول الميداني و الفعلي عن العديد من الملفات الإرهابية في العراق وهو طبعا ليس النظام أو الجهة الوحيدة المتورطة في المستنقع العراقي؟ بل أن قائمة المتورطين واسعة للغاية تضم أطرافا متناقضة حتى الثمالة، تبدأ من عصابات القاعدة الإرهابية المدعومة لوجستيا من إستخبارات ( حرس الثورة ) الإيراني!! ولا تنتهي عند أطراف داخلية عراقية محضة تنتمي لصلب العملية السياسية التحاصصية و الطائفية في العراق فعدد الوزراء و النواب الهاربين بجرائمهم الإرهابية أكثر من الهم على القلب!! في نظام سياسي عراقي لم يأخذ صورته النهائية بعد! وفي دولة عراقية فاشلة لم تستطع أبدا حتى اليوم أن ترتقي لمستوى الدولة الحقيقية بمؤسساتها المهيبة و المحترمة، فكل شيء في العراق الراهن مفكك و ركيك و مشابه للصناعة الصينية الرخيصة و الصالحة للإستعمال لمرة واحدة فقط.

لقد إلتهب الشرق الأوسط فجأة على خلفية إتهامات عراقية رسمية واضحة للنظام السوري بوقوفه الداعم و العلني للإرهاب في العراق، وهي إتهامات ليست جديدة بالمرة بل أنها معروفة ويعرفها كل أقطاب النظام العراقي الحالي وهم من الخبراء في الشؤون السورية لكونهم قد عملوا لسنوات طويلة تحت رعاية وحماية المظلة الأمنية و الإستخبارية السورية و يعلمون جيدا وتفصيليا بطبيعة الأساليب الإستخبارية السورية في إدارة ملفات الصراع الإقليمي كما أنهم وهذه من الحقائق المعروفة قد شاركوا في تنفيذ العديد من المهام الإستخبارية سواءا من خلال تفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981 أو سلسلة التفجيرات و أعمال الإرهاب الأخرى التي ضربت الكويت إعتبارا من أواخر عام 1983 مرورا بمحاولة إغتيال أميرها الراحل الشيخ جابر الأحمد عام 1985 وحتى إختطاف طائرة الجابرية من مطار بانكوك عام 1988 ووصولا للغزو العراقي عام 1990 و الذي حقق الهدف وهو هروب الإرهابيين و المتورطين من سجنهم!!

لذلك فالملفات الإرهابية عامرة و متورمة للغاية، وكان لتهديد حكومة المالكي بنقل الصراع للرعاية الأممية من خلال الدعوة الصريحة و العلنية لتشكيل محكمة دولية لمحاكمة الإرهاب ومن يقف خلفه تأثيره الحاسم في تنشيط الوساطات الإقليمية و أهمها التركية و الإيرانية ثم دخول الجامعة العربية على الخط لمنع المحظور و تدويل القضية و بما يعنيه ذلك من تداعيات و كان للدور السري و الإستخباري الإيراني الضاغط أكبر الأثر في إفشال مشروع المحكمة الدولية بعد أن تدخلت مؤسسة الرئاسة العراقية وفرملت الموقف الحكومي وهو تدخل لم يكن غريبا و لا مفاجئا فللنظام السوري خطوط دفاعية مهمة و متقدمة في صلب النخب السياسية المهيمنة في العراق!.

لقد كان واضحا منذ بداية الأزمة من أن مطالب السيد نوري المالكي بتسلم بعض القيادات البعثية الهاربة و اللاجئة في دمشق من حكومة دمشق هي مطالب مستحيلة التحقيق، فالقائمة التي قدمها المالكي لبشار الأسد في لقائهما الأخير يوم 18/ آب المنصرم كانت تضم 277 إسم لبعثيين مطلوب تسلمهم وهؤلاء في البداية و النهاية هم جزء من المشروع الإستخباري السوري كما كان حزب الدعوة و جماعة الحكيم في ثمانينيات و تسعينيات القرن الماضي جزءا من نفس المشروع!، فليست العقيدة من يسير مصالح النظام السوري بل أشياء أخرى يعرف أهل الحكم العراقي جيدا كنهها و طبيعتها.

نظام دمشق و بعث العراق..!

على عكس مما هو سائد و معلن يخطأ كثيرا من يعتقد أن نظام دمشق البعثي يتعاطف من نظام البعث العراقي الذي كان أو حتى مع قياداته اللاجئة و الهاربة، فالنظام السوري عمل طويلا من أجل إسقاط نظام غريمه في بغداد بل ودخل الحرب مع إيران مؤيدا للجهد العسكري الإيراني عام 1980 و أستفاد كثيرا من تلك العلاقة الستراتيجية مع النظام الإيراني و التي تخالف أبسط المباديء المعروفة عن حزب البعث، وبعد إحتلال العراق أمريكيا عام 2003 لم تسمح دمشق بلجوء أبناء صدام عدي وقصي اللذين عادا للعراق ليواجها مصيرهما البشع فيما بعد!!

كما أن النظام السوري لم يسمح لعائلة صدام حسين ( زوجته و أبنتاه و أولادهما ) باللجوء لدمشق بل عمل على إخراجهم بأسرع وقت وحيث رتبت جملة من الوساطات و التدخلات كان أكثرها فاعلية تدخل طرف قريب للغاية من حزب الله اللبناني إستطاع أن يؤمن لجوء مريح لعائلة صدام حسين في دولة قطر!!

إذن فإن النظام السوري لم يكن حريصا على نظام البعث العراقي أبدا بل حريص على مصالحه الإقليمية و أوراقه التفاوضية و هو يحاول ألأخذ بسفينة البعث العراقي نحو مرافئه عبر إحداث إنقسام في الجسم البعثي العراقي وهو ما حصل فعلا، فقيادة عزة الدوري في العراق على خلاف ساخن و معلن مع جماعة محمد يونس الأحمد رغم حرص الطرفين على عدم التصعيد الإعلامي، فجماعة عزة الدوري لا تتخذ من الشام مقرا أو مستقرا و ساحة للعمل بل أنهم ينتشرون في ساحات عربية عديدة تبدأ من عمان الأردنية و تمتد للدوحة القطرية و لصنعاء اليمنية!

لذلك فإن ما هو موجود في دمشق من بعث إنما يمثل الأمن القومي و الخاص للنظام السوري و مهما عرض العراقيون من وثائق و أدلة تدين هؤلاء و تثبت علاقتهم بالإرهاب في العراق فإنهم لن يجدوا إي إستجابة مهما كانت الضغوط و حتى المغريات.. تسليم البعثيين للمقصلة المالكية أمر دونه خرط القتاد، وكل ما يحصل حاليا من مفاوضات أو مناورات أو صفقات ليست سوى حرث في الهواء.. فنظام دمشق ليس على إستعداد للإنتحار المجاني فالأمر أكبر من كل الأشخاص و القيادات.. إنها حرب و صراع الإرادات الإقليمية التي ستفرز في النهاية وقائعا غاية في الغرابة!.

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الادلة
سامي -

ان الادلة لاتسلم للمتهم وانما تعرض على القاضي او الحاكم والنظام السوري متهم لذالك من البديهي ان يرفض كل مايقدم اليه(قالوا للحرامي احلف قال جاني الفرج )ومن المعلوم ان الادلة في استشهاد الحريري لم تقدم للنظام السوري انما تم تقديمها الى المحكمة وهي اللتي قررت ان سوريا متهمة .

حلمك علينا
زبداوي -

مقالك يحمل الكثير من الدسائس وصنع الفتن @ تذكر اسماء دول وتتناسى اسماء دول اخرى @ على حدود العراق مجموعه من الدول من بينها سوريا فماذا عن السعوديه والكويت والاردن والباع الطويل لهم بالمساعده المباشره والغير مباشره باحتلال العراق ذكرت ايران ونفوذها الحالي بالعراق ولم تذكر الدور المصري وعبور الاساطيل بمياهها وصولا للخليج @ ولم تأتي على ذكر تركيا ودورها وموقفها من إحتلال العراق البلد العربي الحر @ وأقول لك ومن خلال متابعتي للأحداث لم أسمع ولم نسمع أن دخل العراق جندي من جيوش الاحتلال من ألأراضي السوريه وهذا شرف لسوريا وموقفها @ لم نسمع عن ايران انها قدمت اي مساعده من اي نوع لجيوش الاحتلال ابتداء من الحصار الظالم على العراق وشعبه وحتى احتلاله @ اما تركيا ومع وجود القواعد العسكريه الامريكيه والاوروبيه على ارضها منعت وبكل قوه تدخل هذه القواعد بالشأن العراقي ةهذا درس بالشرف والاخلاق منها لامتنا @ وهنا أتسأل عن الموقف الشريف والموقف المذل للدول التي ذكرت @ أعطني جوابا يريحنا أراحكم الله @ ولا أريد أن أجعل من مقالك مثالا للصناعه الصينيه التي تستعمل ولمره واحده كما ذكرت

جخافل ابن تيمية
ساهر الناي -

جحافل ابن تيمية والقرضاوي والشيخ الفضائي المليونير سلمان العودةوتنظيم القاعدة هم ادوات ... بيد الدكتاتوريات العربية لتحقيق هدفين خطيرين الاول ضرب القوات الاميركية في المنطقة ان فكر الامريكان في زعزعة نظام اي طاغية مسلم عربي من احفاد معاوية ابن ابي سفيان .. الهدف ........الثاني زعزعة الانظمة الديموقراطية الحديثة في اقليم الخليج وشبه الجزيرة العربية بواسطة الانتحاريين الامويين الجدد .... والغريب ان جهاز الموساد استخدم السلفية الوهابية المتمثلة في قاعدة ....في ضرب المصالح الامريكية في اماكن متفرقة من العالم وفي الاخص العراق لتصفية حسابات خطيرة من الولايات المتحدة تتعلق في عملية السلام في المنطقة وانتزاع تنازل من الاميركان في اطار عملية التوسع الاستيطاني وحق العودة والتوطين الفلسطيني مقابل تخفيف الضغط من قبل التطرف السفياني على القوات الامريكية في المنطقة .... انه تحالف الصهيونية الاموية وهو من علامات ظهو المهدي المنتظر مع اشراقة اول صباح جمعة عام 2012

الحرص واجب
لاجئ -

طبعا النظام السوري لم يكن حريصا على نظام البعث العراقي وهو بالطبع حريص على مصالحه الاقليميه لان اي نظام في العالم حريص اولا على مصالحه وبعدئذ تاتي مصالح الاخرين ,,الا تعرف انه لايوجد حبيب او قريب في العلاقات السياسيه وصديق اليوم قد يكون عدو الغد,,,والدليل على ذلك هوالتحالفات الكرتونيه التي يشهدها العراق فصديق الامس اصبح عدو اليوم وصديق اليوم سيصبح عدو الغد

اسد علي وفي الحروب ن
الفراتي -

البعث ...لايفهم الا منطق القوه فالسوريون سلموا اوجلان باسرع من البرق بعد ان حشدت تركيا دباباتها وهددت لاجتياح حارة الضبع او الاسد لافرق (اسد علي وفي الحروب نعامة)فالعراق اليوم ضعيف لذلك ستستمر سوريا بحرقه وسيكون لها حصة(الاسد) بدمار العراق ولكن على الحكومه العراقيه ان ترد بالمثل فالتفجيرات لاتحتاج الا الى خسه ونذاله واموال وشراء ذمم كما تفعل سوريا.

افارقة البصرة
ساهر الناي -

مخالف لشروط النشر

سن اليأس الفكري
ساهر الناي -

مخالف لشروط النشر ...

إلى ساهر النايم
عيسى بن هشام -

انه تحالف الصهيونية الاموية وهو من علامات ظهو المهدي المنتظر مع اشراقة اول صباح جمعة عام 2012..!! الله يهديك والله ضحّكتني ...لكْ لَتكون عم تحكي جدّ....!!؟؟ المصيبه الكبيره انّو فيه دول كبيره تُحكم من أشخاص لديهم نفس المعتقدات, والمصيبه الأكبر إنّو بدّهم نووي !!! قمْ بس قمْ

رأي
nazar -

البعثيون لاتوجد لديهم خطوط لا حمراء ولا خضراء فهم يبيعونك بأتفه الاثمان اذا ما تهددت مصالحهم وخير دليا عبد الله اوجلان وقتلهم وزير داخليتهم عندما انكشفت اوراق اغتيال الحريري وبعث العراق بقتلهم ابو نضال ومحاولة اغتيال ياسر عرفات التي نجا منهم بأعجوبة وهم اجبن واتفه وأجرم حزب عرفه التاريخ.

أمة عربية واحدة
رفيق -

ياشباب العرب هيا و انطلق ياموكبي , وارفع الصوت قويا عاش بعث العرب ,خندق الثوار واحد أو يقال الظلم زال, صامد يا بعث صامد أنت في ساح القتال,,,,,,

مطلبنا محكمة دولية
محمد الربيعي -

لا بديل عن المحكمة الدولية,, نطالب كعراقيين بمحكمة دولية تحقق فيما حصل لانها ليست حادثةواحدة و عبرت بل هو مسلسل قتل يومي جماعي ,,نطالب من الحكومة ان تتحمل مسؤولياتها و لا تساوم على دماؤنا ,,نريد محاكمة تفضح الجاني عن يوم الاربعاء و غير الاربعاء من مفخخات و ذبح و تفجيرات.

شعارات باليه
محمد -

عمركم لاتتوحدوا ياأزلام البعث أتركوا ألشعب العراقي يرتب حياته على طريقته التي يختارها ،لقد مل منكم ومن شعاراتكم التي لم يجلب لهم غير الذل والمهانه خلال سنوات حكمكم التي قضاها كلها بالحروب مع جيرانه بحجة تحرير فلسطين من البوابه الشرقيه .أذكروا لنا موقفا واحدا مشرفا لهذا الحزب تجاه الشعب العراقي منذ الأنقلاب المشووم ولحد الآن حيث يكملوها بالتفجيرات والسيارات المفخخه ليقتلوا الفقراء والأبرياء من العراقيين في سبيل أن يدخلوا العمليه السياسيه مرة أخرى علما أن العراقيين قد نبذهم من البدايه ، أفهموا ياقتله نحن لانريدكم .

زعيم الامة
راكع المذلة -

زعيم الامة العربية بشار الاسد يركع لسيده زعيم الفرس هاشمي رفسنجاني شوف الصورة:......

ويلاد القائد الضرورة
حسام جبار -

ياأيتام الصنم قائدكم الضرورة في حفرة مختبي, اخفضوا الصوت وألبسوا زي الحريم فالشعب يترصدكم وبيده دواء العقرب, مهزومين دوما في سوح القتال وهذا دين كل عفلقي, لعقتم كأس الهزيمة والذل مرارا وتفننتم في الاختباء في الحفر, فألعقوا كأس الذل ألعقوا !!

امين امين امين
هدهد -

خالف شروط النشر