أصداء

دعوة لإنهاء معاناة معتقلي أشرف بالعراق بمناسبة العيد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تصلني هذه الأيام العديد من الرسائل التي تتناول بشكل خاص معاناة سكان معسكر اشرف المعتقلين لدى الحكومة العراقية، وقد أبلغتني إحدى الرسائل بان هؤلاء المعتقلين مهددون بالموت بسبب قيامهم بالإضراب عن الطعام، حيث تدهورت إلى حد كبير حالتهم الصحية وبلغوا حالة إلا عودة التي قد تعني الموت الأكيد، الرسائل أبلغتني بصدور حكم قضائي يبرا ساحة هؤلاء المعتقلين أي أنهم غير مدانين بأي جرم أو جنحة، وبالتالي لابد لنا أن نسال الحكومة العراقية عن الداعي وراء إطالة فترة اعتقال هؤلاء، وهل يحمل اعتقالهم أي ضرورة؟ فان كان هؤلاء قد ارتكبوا جرائم ما كان الأحرى بالحكومة العراقية عرض الأمر على القضاء حتى يقول كلمته فيهم، وان كان هؤلاء أبرياء بل وتمت تبرئتهم فعلا كما تقول الرسائل، فالأحرى بالحكومة العراقية إطلاق سراحهم بالسرعة الممكنة حتى لا تتحمل عبا آلامهم ومعاناتهم.


إننا ندرك جيدا أن الحكومة العراقية تريد إرساء علاقات حسنة مع إيران بغية غلق كل الملفات العالقة بين الطرفين، ونحن نؤيد هذا الأمر جملة وتفصيلا، لكن لا يجب أن يتم ذلك على حساب الحق والمنطق، فرغم أن سكان اشرف من معارضي الحكومة الإيرانية وقد يكونون من الذين قاتلوها في وقت سابق، إلا أنهم قد التزموا منذ التغيير والى الآن بإيقاف كل النشاطات الموجهة إلى إيران من الأراضي العراقية، وبالتالي لم يعد هؤلاء يشكلون أي خطر على إيران، وبدلا من أن تمارس الحكومة العراقية أعمالا قد تضر بمصلحة العراق وبسمعته، عليها أن تتخذ إجراءات أكثر حكمة تتناسب مع مكانة العراق وسمعته الدولية، سيما وهو يخطوا خطوات بناء ديمقراطيته الوليدة.


أن ما نرجوه هو أن تستجيب الحكومة العراقية إلى هذه النداءات، فإطلاق سراح الرهائن ربما يساهم بشكل أو بأخر في حسم هذا الملف بعد أن تصل الأطراف المعنية إلى قناعات بشان الطريقة التي يمكن بها إنهاء هذه الأزمة بطريقة سلمية، فمثلما من حق إيران الحفاظ على أمنها واستقرارها، من حقنا أيضا الحفاظ على ما تحمله قيمنا وتقاليدنا من تقدير للدخيل والضيف، ما يفرض علينا واجب الدفاع عن كل من يحتمي بنا أو يلجا ألينا طلبا للأمن والسلامة.


قد يكون من مصلحة الحكومة العراقية حسم خلافاتها مع إيران، لكن في نفس الوقت يجب عليها أن تحافظ على التزاماتها الإنسانية بل وأزيد على ذلك أن هذه الالتزامات يجب أن تتقدم على أي هدف أخر، لان الديمقراطية التي نسعى لترسيخها في هذا البلد تنطلق من هذه المعايير، فهي قيمة إنسانية قبل أن تكون قيمة وطنية، ومن الواجب أخذها بالاعتبار عند مواجهتنا لأي موقف بما في ذلك المواقف المحرجة.


فلكي نكسب احترام العالم وتقدير الخيرين والمخلصين، لابد أن نضع الهدف الإنساني في مقدمة الأهداف التي نعمل لأجلها ونمارس دورنا في دعم وخدمة القضايا الإنسانية، فقضية اشرف هي بشكل أساس قضية إنسانية قبل أن تكون قضية سياسية، ومن واجبنا أن ننظر إلى بعدها الإنساني بذات القدر الذي ننظر فيه إلى بعدها السياسي حتى لا يكون الحل متعارضا مع احدهما.


وبما إننا على أبواب عيد إسلامي مهم هو عيد الفطر المبارك، لذا لا يسعنا إلا أن ندعوا الحكومة العراقية إلى استغلال هذه المناسبة ل إطلاق سراح معتقلي اشرف وإنهاء معاناتهم ومن ثم البحث عن حل سياسي لازمتهم التي طالت أكثر من اللازم، وبالتأكيد سنجد هذا الحل الذي سيرتكز بشكل أساس على معايير الحق والمنطق، هذا بالإضافة إلى هدفنا الأخر وهو العمل على إرساء علاقات طيبة ومتوازنة مع الجارة إيران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
علاقات متوازنه!
iran omidvar -

کل عید و انتم و السید الکاتب بخیر. دعوة طیبة تستدعی حسن الاجابة من جانب الحکومة العراقیة. و اضیف بان ای ;علاقات طیبه و متوازنه مع الغزو و الاحتلال المخابراتی ل قوات القدس و ;پاسداران ; لن یتحصل عبر الانصیاع لحکام تهران. لاسیما ان هناک انتخابات عراقیه خلال اشهر قلیلة، فسوف تعبر العراقیون الشرفاء عن نظرتهم الی ایدی الجار الشرقی الظالم الدموی او المساومة علی تجاوزاتها.

هل من اذان صاغية
سلام -

مقال جيد يسحق التقدير ان ما جرى في اقتحام مخيم اشرف وقتل سكان العزل وجرح المئات واختطاف 36 منهم وما رافقته من التدمير والتخريب في ممتلكاتهم وتهديد النساء المجاهدات باعتصابهن لا تمت اي صلة بهذا العصر والقيم الانسانية والاسلامية والاعراف الدولية انها فعلا مستورد من ملالي طهران واصبح الموقف من قضية اشرف معيار لولاء المالكي الى العراق ام الى ملالي طهران ونأمل ان يستمع المالكي ويفرج عن الرهائن عشية العيد الفطر

العراق اولا
سامي -

سيدي الكاتب ارجو ان توفر دعواتك لرفع المعاناة عن الشعب العراقي اولا

أين تعليقي ؟
حسام جبار -

للمرة الثالثة ايلاف أين تعليقي ؟

لماذا ؟
حسام جبار -

لماذا لم تنشروا تعليقي الذي أرسلته مساء أمس؟