السينما

أشرف برهوم من الجليل إلى شوارع الرياض!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قصة الصدفة التي تصنع ابطالاً
أشرف برهوم من الجليل إلى شوارع الرياض!

اشرف برهوم مع جينيفر غارنر وجيمي فوكسزيد بنيامين من دبي: لطالما برزت الجليل كمدينة شهدت ابرز فصول الكتاب المقدس وحياة السيد المسيح عليه السلام، إلا أنها اليوم تبرز على الصعيد العالمي سينمائيًا حيث يأتي منها الممثل الفلسطيني اشرف برهوم ( 30 عامًا) الذي يعد من بين القلائل الذين استعانت بهم هووليود ليظهروا في أفلامها من الشرق الأوسط، المكان الذي لطالما عرف بالقلائل وتصدير المشاكل والعيش فيها بلا حدود. برهوم الذي قام بدور الكولونيل غازي في فيلم هوليود الحالي ( المملكة ) يقوم بدور ضابط سعودي يتحدى كل العوائق التي توضع في طريقه ليكون هو نفسه طريقًا من أجل محاربة الارهاب ليصل عبره العالم إلى الحقيقة. قبل الفيلم لم يكن برهوم يعلم من هو جيمي فوكس الذي قدم الى جانبه شخصية البطل الذي يقود فريقًا اميركيًا جاء من الولايات المتحدة الى الرياض للتحقيق او الانتقام من مجموعة قاموا بمهاجمة أحد المجمعات السكنية في العاصمة السعودية، وقتلوا فيه نحو 100 اميركي من رجال ونساء وأطفال... لم يكن برهوم يعلم أنه يقوم بالتمثيل مع نجم في هوليود سبق له إحراز جائزة الأوسكار.

برهوم لم يزر قبلاً الولايات المتحدة، وقام بتمثيل دور ضابط سعودي على الرغم من أنه من المستحيل عليه ان يتواجد في شوارع الرياض ايضًا (بعكس ما هو في الفيلم) لأنه ببساطة يحمل جوازًا اسرائيليًا، على الرغم من أن اعماله تسافر في جميع ارجاء العالم، وخصوصًا فيلمه الذي سبق فيلم (المملكة) والذي حمل عنوان (الجنة الآن).

واشرف كما يقول النقاد هو مجرد بداية في موجة عاصفة من الممثلين القادمين من الشرق الاوسط وجنوب آسيا مع انطلاق هوليود في انتاجاتها الكثيفة التي تعكس انقلاب الخريطة الجيوسياسية في العالم لصالح الشرق الأوسط بسبب وجود القوات الأميركية في العراق وافغانستان.

موجة من الأفلام بدأت تطرق شباك التذاكر الاميركي مثل يونايتد 93 وسيريانا وميونيخ الامر الذي اتاح الفرصة امام وجود ممثلين شرق اوسطيين امثال عمران خان وعمر متولي وايغال نايور نجحوا في تمثيل عدد من ادوار البطولة التي حفرت في ذاكرة السينما لهذا العام 2007.

يقول سكوت ستوبر الذي تابع فيديو الامتحان الذي قدمه برهوم والذي سجل في شقته من قبل اخته "خلف كتفيه يمكنك مشاهدة اسرائيل كلها وذلك عبر شرفة شقته، ومن هناك تعرف جيدًا كم من الثقافة يمكن ان يحمل بين جنباته"، وبعد متابعة شريط الاختيار قرر المخرج بيتر بيرغ لقاء برهوم في هونغ كونغ للحديث عن الخطوة التالية والتعرف عن هذه الشخصية عن قرب وبعد اللقاء اتصل بيرغ بسكوت، وقال له "هذا الرجل يشبه روبرت دينيرو في فيلم (سائق التاكسي) له القدرة الغنية نفسها على التعبير، لا يمكنك أن ترفع عينيك عنه".

سرعان ما بدأ العمل وكان على برهوم التأقلم مع الفريق الاميركي المكون من فوكس وجنيفير غارنر وكريس كوبر حيث يقود فوكس فريق من الاف بي اي يحقق في قضية تفجير مجمع سكني اميركي في المملكة العربية السعودية.

ومن منطلق معرفة الكولونيل الغازي بانظمة بلاده وخصوصًا النظام الامني سرعان ما يقرر ان يشارك الانسانية في تخطي جميع الصعاب من اجل الوصول الى الحقيقة كما ينجح في تعديل مهمة الفريق الاميركي من الانتقام الى التحقيق الفعلي في هذه الجريمة مما يضفي الكثير من البعد العاطفي للشخصية السعودية في الفيلم.

السعوديون فشلوا في ابطال الهجوم قبل وقوعه فكان عليهم (كما فكر الكولونيل الغازي) في التعويض في المرحلة التي تلت التفجير وربما هذا التفكير لم يكن قد وصل الى اذهاي اي من المسؤولين السعوديين الذين يتجاوزن الغازي في المكانة ولكن صلابة شخصيته يجعله يواجه كل العقبات الاجتماعية التي عرف بها المجتمع السعودي خصوصًا مع وجود امرأة في فريق التحقيق الاميركي كان عليها الجلوس وحدها مع عدد من الرجال السعوديين الذين يشاركون في التحقيقات او المشبته فيهم.

برهوم الذي ارتدى اثناء اللقاء تيشريت عليه شجرة ترمز الى الحياة ويتدلى عليها الصليب باعتباره مسيحي كانت ملامحه قد تبدلت تمامًا عما كانت عليه في الفيلم وبدت اكثر راحة وتحدث مدير اعماله ايهاب شاشين كونه يبيع السيارات في اكلاهوما لدول لم يكن يستطيع السفر اليها! ويشير اليه برهوم بالقول "انه اكبر مني بخمسة اعوام، نحن نعمل معًا ولكننا اخوة اكثر من كوننا ممثل ومدير اعمال، نحن نحب بعضنا بعضًا" ولم يكف برهوم عن التذكر حينما كان الاثنين صغارًا وكان برهوم قد التقط فأرًا ليركض به خلف صديق عمره من اجل اخافته.

ويبدو ان برهوم بحاجة الى ايهاب الى جانبه هذه الايام مع كل هذا الصخب الذي دخل الى حياته ومع وجوده المستمر في هولييود حيث لا يوجد من يتحدث العربية غير ايهاب وهي اللغة التي يجيدها برهوم، إضافة الى الحبرو والانكليزية. برهوم الذي ترعرع في اسرة متوسطة، قال انه لم يختر التمثيل "كنت اعيش ذلك، لقد ولدت واحسست انني اعشق هذه اللعبة، لقد بدأت معي كلعبة، ولم تبدأ معي بسبب قرار اتخذته!".

كانت بداية برهوم في عرض خاص بعيد الميلاد، غنى فيه لطفلة صغيرة، وسرعان ما انتهى به الامر طالبا في قسم المسرح بجامعة حيفا وقد قضى اخر عامين من حياته في ترجمة مسرحية روميو وجولييت الى العربية من اجل انتاجها للمسرح حيث ينوي اخراجها وتقديمها في المدينة التي ولد فيها.

برهوم قدم عدة اختبارات للسينما الاميركية في السنوات الستة الماضية لكنه لم يحظى بفرصة ليكون في اي فيلم قدمته تلك السينما ولم اكن مقنعًا انني اريد ان اقدم هذه الافلام" ويضيف منهيًا كلامه للواشطن بوست "نحن نقيم هنا مع اناس يختلفون عنا، وياكلون اكلا غير اكلنا ولكننا في النهاية قد بدأنا من شخص واحد بامر من اله واحد ولا اعتقد ان السياسة ستنجح في تحسين الأوضاع واعتقد ان السلام سيأتي من رجل عظيم قادر على فرض السلام .. وهو الله"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف