السينما

الفيلم الإنكليزي التكفير يفتتح المهرجان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد موسى من ابو ظبي: تسبق موظفة المكتب الصحافي مجموعات الفنانين على البساط الأحمر القصير لتخبر الصحافيّين والمصوّرين المتجمعين على الحاجز باسم الفنان القادم، لا يبدو أن الاسم قد ساعد الصحافيين في معرفة هوية الشاب الصغير والشابة القادمة التي كانت برفقته، مهرجان ابو ظبي أخذ الجميع على حين غرة كما يقولون ولم يمنح الوقت الكافي للصحافيين في أداء واجاباتهم البيتيّة!!
البساط الأحمر الذي أعد للنجوم بدا غريبًا قليلاً، فهو لا يبدأ مع مدخل قصر الامارات حيث أقيم حفل الإفتتاح البارحة، البساط وضع على مساحة قصيرة في وسط إحدى قاعات القصر الفخم، كان يمكن الاكتفاء بالبناء المذهل للقصر الذي من شأنه أن يجعل أي مناسبة تقام فيه مناسبة خاصة .

نشوى الرويني المديرة التنفيذية للمهرجان

بدأ الافتتاح بلوحة راقصة رافقتها لوحة كانت تعرض مشاهد سينمائية كلاسيكية، اللوحة تبدأ بصبي اماراتي صغير يضع قماشًا أبيض بين نخلتيين ويجلس ليشاهد افلام، الفكرة معبرة، اللوحة الراقصة لم تحمل الكثير من الجديد، لا يمكن لأي عرض ان ينافس المشاهد السينمائية الكلاسكية التي كانت تعرضها الشاشات، مشاهد من افلام لمخرجين كبار مثل بيرغمان ووبلز وشاهين لا يستطيع شيء آخر أن ينافسها.

الأفتتاح بدأ بالكلمات الترحيبية، الشيخ سلطان بن آلنهيان رئيس هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث تحدث عن دور الفن واهميتة في رقاء الشعوب، والدور الذي تريد ان تضطلع به مدينة ابو ظبي لتشجيع الفن والثقافة. نشوى الرويني المديرة التنفيذية للمهرجان، تحدثت عن التعب الذي عاناه الجميع في ادارة المهرجان لاعداد دورة اولى قوية للمهرجان، الذي تطمح ادارته ان يتحول الى واحد من اكبر المهرجانات السينمائية في العالم، مدير المهرجان الاميركي " جون فيتزغيرلرد" بدا التعب عليه حقًا، وشكا من قلة النوم للجميع بسبب التحضر للمهرجان الذي نجح وحسب قوله في اجتذاب افلام كبيرة منها الفيلم "التكفير" الذي يرشحه الكثيرين ليكون فيلم جوائز الاوسكار السينمائية القادم .
المهرجان سوف يستمر الى يوم التاسع عشر من شهر تشرين الأول/اكتوبر الجاري، جدول عروض المهرجان تحمل تنوعًا كبيرًا، هناك اضافة الى المسابقتين الرسميتين للافلام القصيرة والطويلة، مجموعة من التظاهرات السينمائية منها مسابقة للمخرجات العربيات واخرى لسينما مجلس التعاون الخليجي.
مهرجان ابو ظبي يبدو انه يواجه ومنذ دورته الاولى الكثير من التحديات، وقت المهرجان الذي يسبق الكثير من المهرجانات السينمائية العربية المكرسة تجهل مهمة المهرجان مضاعفة، ايجاد هوية خاصة لمهرجان ينظم في مدينة مثل ابو ظبي مهمة ليست سهلة ابدًا، كيف يمكن لمهرجان ان يجد رابطة وموقعًا فنيًا ثقافيًا في المدينة التي لم يعرف عنها اهتمامًا استثنائيًا بالسينما.

فيلم الإفتتاح التكفير
هذا الفيلم الذي عرض في مهرجان فينسيا الاخير يحمل كل العوامل التي تجعله فيلمًا كلاسيكيًا صغيرًا، الفيلم المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للروائي الانكليزي " Ian McEwan" (اين ميكون) وللمخرج الانكليزي الشاب " Joe Wright" (جو ورايت) بدا شديد المعاصرة على الرغم من القصة التي تجري قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، حياة العائلة الاستقراطية الانكليزية التي يعتني والدها بابن احدى طباخات العائلة ويرسله الى الدراسة في اكسفورد تتغير بالكامل بعد ايام صيفية بدت حاسمة ومجموعة من الحوادث الغريبة، الابنة المراهقة تتهم ابن الطباخة بالاعتداء على قريبة للعائلة و(مراهقة هي الاخرى)، الشاب المتهم يرسل الى السجن ويبعد عن حبيبته البنت الكبرى في العائلة الاستقراطية .

كيرا نايتلي من الفيلم في الجزء الاول من الفيلم، بدا وللحظات قليلة، انه سوف يتجه لمعالجة موضوع الطبقات الاجتماعية في بريطانيا قبل الحرب العالمية الثانية، الفيلم في الحقيقة لم يكن مهتمًا كثيرًا بذلك على الرغم من ان التاريخ العائلي ذلك ساهم في تشكيل مصائر ابطال الفيلم ونهاياتهم المفجعة، اهتم الفيلم اكثر في الشخصيات نفسها والحدود المحرمة قليلا التي تتجازها كل منها للوصول الى ما تريد، حتى الحرب العالمية الثانية التي قدمها الفيلم بدت واحدة من العثرات الانسانية الرهيبة .
النصف الاخر من الفيلم كان بالتاكيد اكثر خصوصية من الجزء الاول، الجزء الثاني تركز على الشخصيات الرئيسة، البطل ابن الطباخة الذي يذهب الى الحرب بعد ان اطلق سراحة من السجن، البنت الكبرى الغنية التي تقرر ان تعاقب عائلتها على فعلتهم بحبيبها، تهجرهم وتشتغل كممرضة وتعيش بشقة فقيرة، البنت المراهقة الصغرى التي ندمت على مافعلته بالشاب ووشايتها به تهجر عائلتها ايضًا وتلتحق في تمريض جرحى الحرب العالمية الثانية .
حيوات الشخصيات الثلاثة الرئيسية هيمنت على النصف الاكبر من الفيلم، طلب الغفران الذي كانت تطلبه الابنة الصغرى من اختها والشاب الذي ارسلته الى السجن لم يتحقق، الشابة الصغرى التي ارادت ان تسجل كل هذا في كناب لم تنجح، وكان عليها ان تنتظر اكثر من خمسين عامًا لتكتب عن حياة اختها وحياة الشاب وحياتها في كتاب كان الاخير في حياتها التي تقترب من النهاية.
السينما التي يقدمها الفيلم رفيعة، مشاهد الحرب وغربة البطل النفسية عنها وتعذبه للعودة لتعديل معركته الخاصة بدت اكثر من رائعة، الممثل " James McAvoy" (جيمس ميكفوري) قدم دورًا يذكر قليلاً بدوره المهم ايضًا في فيلم "اخر ملك في اسكلتندا" الممثل الشاب بارع في تمثيل دور الشباب والاندهاش الهش التي تحتويه شخصياتهم .
النجمة " Keira Knightley" (كيريا نايتلي) قدمت دورًا مهمًا ايضًا، الحب الذي كانت تحمله بدا واضحًا ومؤثرًا في كل المشاهد التي قدمتها . الممثلة فانيسيا ريدغريف قدمت في نهاية الفيلم مجموعة من المشاهد القصيرة الشديدة الاهمية، هي السيدة التي لم يعد يخيفها الزمن او الموت، كل ما ترغبه هو سرد الحكاية، الحكاية التي تجاوزت اصحابها وزمنهم و اكسبها الفيلم معنًى فلسفيًا عميقًا.


كلمات الافتتاح

كلمة الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان،رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، رئيس مجلس إدارة المهرجان

أصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي، الضيوف المحترمين، السادة الحضور .

يُسعدنا أن نرحب بكم اليوم في أبوظبي، العاصمة الثقافية للشرق الأوسط، وإحدى أروع المدن في العالم!، لنلتقي في هذه الأمسية التاريخية المنتظرة التي نعلن من خلالها انطلاق الدورة الأولى من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي.

هذا الحدث السينمائي العالمي الهام، الذي سيوفر وبالتعاون مع صندوق دعم الأفلام وأكاديمية أبوظبي للسينما ولجنة صناعة الفيلم، سيوفر مجالاً واسعًا من التدريب والخدمات والحوافز لجذب صناع الأفلام.

كما وسوف نستضيف أثناء المهرجان، مؤتمر تمويل الأفلام حيث تمت دعوة رجال الأعمال من كل أنحاء العالم للبحث عن فرص للاستثمار في الفن السابع.

وإننا لنفخر بحضوركم اليوم واستمتاعكم بهذا الأسبوع معنا..

وكل الشكر لاهتمامكم

كلمة نشوة الرويني ....
بسم الله الرحمن الرحيم... نفتتح اليوم مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الأول في أبوظبي .
أتوجه بخالص الشكر لسمو الشيخ محمد بن زايد على رعايته الكريمه للمهرجان ..،وأشكركم جمعياُ لحضوركم وأشكر أوتس سالد على تحفته الفنية التي شاهدناها منذ قليل ...
نرحب بكم جميعاً، وبكل المبدعين من كل مكان من ال38 دولة الذين يمثلون الخمس قارات... نحتفل معكم بمئوية السينما المصرية، وبـ60 سنة على استقلال الهند، وبعيد الميلاد الماسي (75 سنة) لفنان السينما الأسباني العالمي كارلوس ساورا، ونتذكر رائد السينما الأفريقية الأديب والمخرج السينمائي السنغالي عثمان سمبين الذي رحل عن عالمنا في يونيو الماضي.
ونرحب أيضاً بدول مجلس التعاون الخليجي الست الذين يُعرض لهم 17 فيلماً، ونعتز بأن يكون مهرجاننا أول مهرجان يعرض أفلاماً من كل دول المجلس.
نرحب بمبدعي دولة اللإمارات العربية المتحدة الذين يجتمعون معاً تحت شعار المهرجان فالفنان الإماراتي هو الذي سيصنع تاريخ السينما الإماراتية، وصناعة السينما الجديدة المنطلق من أبوظبي.
إننا نعلن مولد صفحة جديدة في تاريخ السينما في العالم بعد انتظار طويل دام أكثر من مائة سنة.
نرحب بمخرجات السينما من العالم العربي .

اسمحوا لي أن أشكر الرعاة المشاركين، وخاصة شركة صروح العقارية، وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث على دعمهم للمهرجان.
أشكر فريق المهرجان، وأشكر عائلاتهم التي تحملت غيابهم لفترة طويلة.
نرحب بكم مرة أخرى ونشكر لكم تلبية دعوتنا، ونتمنى لكم طيب الإقامة في أبوظبي والاستمتاع بأفلام المهرجان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ابو ظبي
ahmad -

ياريت يتحقق النجاح للمهرجان ويوصل للجمهور الحقيقي ، شكرا ايلاف على التغطية

بالتوفيق
علي المنصوري أبوظبي -

الفكرة المبتكرة للمهرجان وفعالياته كفيلة بانجاح هذا المهرجان

ليلى البدويه
فيصل من الامارات -

اليوم حضرت الفلم المصري الشهير, ليلى البدويهوهو بحق فلم كلاسيكي وراقي جدا.ولكن للاسف الظروف لم تسمحلي بانهاء النصف ساعه الاخيره من الفلم. عموما لنا تواصل مع مايقدمه المهرجان فالايام القادمه

تغطية رائعة
خسرو -

شكرا للزميل محمد موسى على هذه التغطية الممتازة

تغطية مميزة
أبو جنة -

كالعادة تغطية مميزة من الناقد المعروف محمد موسى، اتمنى المزيد من التفوق والاهتمام بقسم سينما ايلاف لانه من الاقسام المحترمة في الجريدة الكبيرة، وبانتظار تغطياتك المميزة لمهرجانات دبي والقاهرة ومراكش، فعلا احسنت ايلاف اختيار مراسلها