السينمائيون الشباب في الاردن يبحثون عن النجومية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
احمد الخطيب من عمان: عندما فاز المخرج الاميركي براين دي بالما بجائزة افضل مخرج في مهرجان البندقية الدولي الرابع والستين في ايلول/سبتمبر عن فيلمه "ريداكتد" ابتهجت المملكة الاردنية حيث صورت احداث الفيلم. ووفرت المملكة التي تغطي الصحراء قسما كبيرا من اراضيها بجمالها الاخاذ المناظر الطبيعية اللازمة والخلفيات لعدد من افلام هوليوود بينها الملحمة التاريخية "لورانس العرب" عام 1962 لديفيد لين الذي حصد عددا من الجوائز وفيلم ستيفين سبيلبيرغ "انديانا جونز اند ذي لاست كروسيد" عام 1984.
وشجع ذلك عدد من السينمائيين الاردنيين الشباب على القيام بتجربتهم الخاصة وذلك من خلال فيلم "كابتن ابو رائد" الذي سيبدأ عرضه في الاول من كانون الاول/ديسمبر المقبل ليكون بذلك اول فيلم اردني "بالكامل" منذ عقود.
ويكشف الفيلم عن الفروقات بين الطبقات الاجتماعية في الأردن من خلال شخصية ابو رائد الذي يجمع بين عمله كعامل تنظيفات في المطار وبين حلمه بالسفر حول العالم، ويجد ان طريقته الوحيدة للتجوال حول العالم هي قراءة الكتب ولقاء المسافرين.
وتجمع ابو رائد الذي يؤدي دوره الفنان نديم صوالحة، وهو اردني يحمل الجنسية البريطانية، علاقة صداقة مع اطفال في الحي الفقير الذي يقطنه يظنون انه كابتن طائرة، ويطلبون منه ان يروي لهم قصصا تطير بهم الى اماكن بعيدة عن معاناتهم.
ويقول صوالحة انه "من خلال القصص، يكتشف ابو رائد حقيقة المشاكل التي تواجه هؤلاء الأطفال ويقرر ان يساعدهم في تغيير مجرى حياتهم والتغلب على ظروفهم الصعبة".
ويضيف صوالحة الذي سبق ان لعب دور الامير حمد السباعي في فيلم "سيريانا" الى جانب النجم جورج كلوني انه "اذا ما كان للفيلم رسالة، فهي رسالة الامل بالمستقبل".
والى جانب صوالحة، تقوم رنا سلطان، مقدمة برنامج "يسعد صباحك" الذي يعرض على التلفزيون الاردني، بدور كابتن طائرة شابة مثقفة في اول تجربة لها كممثلة حيث تساعد ابو رائد على احداث تغيير في حياة الاطفال.
وتقول رنا سلطان "انها تجربة جميلة جدا وفريدة".
وقال امين مطالقة مخرج الفيلم لوكالة فرانس برس من لوس انجليس حيث يقيم ان "لدى الفيلم القدرة على الهام جيل جديد من السينمائيين الاردنيين والفنانيين".
واضاف "يجب ان ينجح هذا الفيلم حتى يكون مثالا جديدا تحتذي به افلام اردنية اخرى قادمة".
اما صوالحة فيعتبر الفيلم "المحاولة الجدية الاولى في صناعة الافلام الاردنية".
ويقول صوالحة "اذا ما كتب للفيلم النجاح عالميا وانا واثق من ذلك فانه سيجذب الانتباه للاردن كمكان جيد لصناعة الافلام وايضا كمكان جدير بالزيارة وكلاهما عاملان مهمان للاقتصاد".
وكان مطالقة والمنتجة نادين طوقان بحثا عن اطفال للتمثيل في الفيلم من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الاردن حيث تم اختيار اطفال ليس لهم خبرة مسبقة بالتمثيل.
وبحسب طوقان فان "لدى الاطفال اللاجئين ملامح وتعابير ونظرات خام على وجوههم تختلف عن الاخرين".
وحظي فيلم "كابتن ابو رائد" كأي فيلم صور في الاردن بدعم من الهيئة الملكية الاردنية للافلام، وهي هيئة انشئت عام 2003 لدعم صناعة الافلام.
ويقول جورج داود مدير خدمات الانتاج في الهيئة التي وفرت المواقع وساعدت في التصوير ان "احد اهداف الفيلم الاساسية هو اظهار الاردن وحضارته".
واضاف لوكالة فرانس برس ان "هذا الفيلم وافلام اخرى سيتم انتاجها خلال العام القادم او العامين القادمين، سيلعب دورا اساسيا في تحديد الطريق امام صناعة الافلام الاردنية".
وكان للهيئة الملكية للافلام التي يترأسها الامير علي الاخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، دور واضح في استكشاف المواقع وتوفير الطواقم الفنية وتصوير فيلم "ريداكتد" الذي استوحيت احداثه من العنف الدائر في العراق.
ووفقا لبيان صادر عن الهيئة فانه "بالاضافة الى تحقيق مكانة للاردن كموقع جذاب لصناعة الافلام عالميا فان +ريداكتد+ وفر فرص عمل لنحو 250 شخصا وانفق ما يقارب مليوني دولار في المملكة".
ومولت فيلم ابو رائد شركة "افلام ورقة وقلم" المحلية وتقدم الفيلم الذي يخضع حاليا لعملية المنتجة، للمشاركة في مهرجان "صن دانس" احد اكبر المهرجانات المستقلة في الولايات المتحدة مطلع 2008.
ويقول مطالقة "اعتقد ان الأجواء حاليا في الاردن مليئة بالحماس تجاه صناعة الافلام. انها فرصة ضخمة لرواية القصص من خلال الفيلم ولدينا العديد من الاشخاص الموهوبين والمتحمسين".