السينما

فيلم تلفزيوني بريطاني عن التطرف الاسلامي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فيل هايزلوود من لندن:منذ هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، اقرت بريطانيا سلسلة من القوانين التي يعتبر بعض المسلمين انها تستهدفهم بشكل ظالم كما تدينها منظمات الدفاع عن حقوق الانسان باعتبارها قمعية. ويحمل فيلم تلفزيوني يعرض هذا الاسبوع جزئيا هذه القوانين مسؤولية تحول شابة بريطانية الى انتحارية، في محاولة صريحة لمعرفة اسباب التطرف الاسلامي. وفيلم "بريتز" الذي ستعرضه قناة "تشانيل فور" التلفزيونية يروي قصة شابين بريطانيين هما سهيل وشقيقته نسيمة تأخذهما تجربتهما بعد هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر باتجاهين مختلفين تماما.

من الفيلم سهيل الطالب الطموح في كلية الحقوق الذي لا تطرح له اصوله الباكستانية اي مشكلة هوية، ينضم الى جهاز الاستخبارات الداخلية "ام اي 5" ويشارك في عمليات تجسس على خلايا متطرفة.
اما نسيمة طالبة الطب والناشطة السياسية فهي تتظاهر ضد مشاركة بريطانيا في حربي افغانستان والعراق وضد تحالف رئيس الوزراء السابق توني بلير الوثيق مع الرئيس الاميركي جورج بوش.
لكن عندما تصدر في حق احدى صديقاتها "مذكرة مراقبة" وهو نوع من الاقامة الجبرية وتتعرض نسيمة بعد ذلك للايقاف بموجب قانون اخر لانها حاولت مساعدتها، تنجرف طالبة الطب هذه الى التطرف والى المشاركة في محاولة هجوم انتحاري في لندن.
وقال بيتر كوسمينسكي كاتب السيناريو ومخرج الفيلم بعد عرضه الخاص الاول الاسبوع الماضي انه يتوقع ان يثير جدلا تماما كما حصل مع عمله السابق "ذي غوفرنمنت اينسبكتور" الذي اثار غيظ الحكومة.
وكان هذا العمل تناول الاحداث التي ادت الى موت العالم ديفيد كيلي بعدما سمي على انه مصدر تقرير لل"بي بي سي" جاء فيه ان الحكومة ضخمت الوقائع حول امتلاك العراق اسلحة دمار شامل.
وقال المخرج انه من خلال "بريتز" الذي يعرض الثلاثاء يسعى الى ان يعكس غضب المسلمين البريطانيين الشباب واستياءهم فضلا عن تفسير الدوافع وراء التطرف.
واكد كوسمينسكي انه لا يمجد ولا يبرر اعمال نسيمة بل يدعو الى تفهم لماذا اخذت كما فعل غيرها ايضا، هذه الخطوة الراديكالية.
واضاف "انك لا تسدي خدمة الى ضحايا هجمات السابع من تموز/يوليو 2005 (الانتحارية في لندن) او الناجين منها او اقاربهم او المئات من الجرحى عبر وصف مواطنين بريطانيين بانهم مجانين او ملعونين".
واضاف "لم يكونوا كذلك. قد نختلف معهم لكنهم لم يكونوا مجانين". وعلى صعيد القوانين قال المخرج "اظن انها مثيرة كثيرا للقلق. القوانين التي نمررها لنشعر اننا اكثر امنا قد يكون لها نتائج عكسية". ويقول المخرج ان "مذكرات المراقبة" وهو نوع من الاقامة الجبرية لمشتبه فيهم لم يوجه اليهم الاتهام، "تشريع مخيف فعلا ولا مكان له في مجتمع ديموقراطي". واضاف "اردت ان اجعل شخصية او اكثر في الفيلم تقع ضحية هذا القانون لاقدم تفسيرا" لتصرفاتهم. وكانت جمعية "ليبرتي" للحقوق المدنية استخدمت كمستشارة خلال اعداد الفيلم. وقال "هدفنا كان الوصول الى فهم افضل للتشريعات التي تمرر باسمنا". وقبل ان تتوجه نسيمة لتنفيذ العلمية الانتحارية منهية بذلك حياتها وحياة عشرات الاخرين قيل لها انها "ستجلس قريبا الى يمين الله". لكنها تجيب "لا افعل ذلك من اجل هذا".
وقال كوسمينسكي ان استبعاد الدين كدافع للتطرف كان معتمدا اذ ان مقابلته لكثير من المسلمين الشباب اظهرت ان السياسة ولا سيما سياسة بريطانيا الخارجية هي مصدر الاستياء الاول. ويتم الاشارة الى ذلك من خلال محمد صديق خان زعيم الخلية التي شنت هجمات لندن في 2005 واسفرت عن مقتل 56 شخصا بينهم الانتحاريون الاربعة ومن خلال مخطط لتفجير قنبلة في وسط لندن تم احباطه.
وفي شريط فيديو بث بعد التفجيرات قال خان ان سياسة بريطانيا في العراق وافغانستان والشرق الاوسط وراء الهجمات. واظهر تقرير اخر لمجموعات مسلمة النتيجة ذاتها. لكن الحكومة اكدت مرارا وتكرار وبغضب احيانا ان لا رابط مباشرا بين الامرين.
ويضاف الى ذلك ايضا العنصرية التي تبديها الشرطة احيانا. ففي مشهد تهدد الشرطة نسيمة لارغامها على تناول لحم الخنزير. وقال كوسمينكي انه استند في ذلك الى شهادة احد المحامين. والجمعة قالت ادارة السجون ان نحو 200 سجين مسلم في سجن ليدز، شمال انكلترا، قدمت لهم سندويشات من لحم الخنزير خلال شهر رمضان لكن الخطأ عولج بسرعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف