السينما

الفاضل الجزيري:سنقدم صورة لعذابات الناس وهمومهم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

- سنعرض الفيلم في التلفزيون التونسي يوم خروجه لقاعات السينما.
- الفيلم هو تحقيق لجانب من حلم الشباب.
- "ثلاثون" إعتراف بدور مثقف الأمس ومغازلة لمثقف اليوم حتى لا ينسى دوره.
- المهم أن نواجه المشروع بكثير من الجديّة لأن السينما هي صناعة وليست سحرا.
- سنقدم صورا عن عذابات الناس وهمومهم ومعاناتهم زمن الإستعمار.

علي إبراهيم من تونس : هو أحد أهم الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي التونسي منذ مايزيد عن ثلاثين سنة، كاتب ومخرج وممثل سابقا، في رصيده عديد الأعمال المسرحية منها : جحا و الشرق الحائر (1972)، سيرة محمد علي الحامي، البرني والعترة، الجازية الهلالية، الكرّيطة، العرس، الورثة، التّحقيق، غسّالة النوادر، عرب والعوّادة (1989) ... وعديد العروض الفنية، الموسيقية والفرجوية التي تنطلق من فكرة البحث في الموروث الصوفي والشعبي ومحاولة تقديمه بشكل جديد يسابق الزمن في القراءة الموسيقية والكتابة الجديدة له منها : النوبة (إنطلاقا من الموروث الشعبي)، الحضرة (إنطلاقا من الموروث الصوفي)، نجوم، زغندة وعزوز، باني باني، الصابة، مزود والزازا في إفتتاح مهرجان قرطاج الدولي سنة 2005. وقدّم للسينما مجموعة من الأعمال : العرس(1978)، عبور(1981) وعرب (1988).

الفاضل الجزيري

وحاز الفاضل الجزيري عديد الجوائز منها جائزة أفضل إخراج بأيام قرطاج السينمائية سنة 1988 عن فيلم عرب، إضافة إلى مشاركته في مهرجانات عالمية مثل البندقية وكان ... ويعود الفاضل الجزيري من خلال هذا الفيلم إلى السينما ليقدم مرحلة هامة جدّا من تاريخ تونس المعاصرة، تعود إلى فترة ثلاثينات القرن العشرين زمن الحركة الوطنية المناضلة ضدّ المستعمر الفرنسي من أجل الحرّية والإستقلال، ويتعرّض السّيناريو لمسيرة المصلح الطاهر الحدّاد في العشريّة الأخيرة من حياته حين خرج عن الحزب وانشغل بالحركة النّقابيّة رفقة صديقه محمّد علي الحامّي وعندما انهمك في تأليف كتاب "العمّال التونسيّون" بعد حلّ "جامعة عموم العملة التونسيين" ومحاكمة زعمائها ثمّ نفيهم. ويتواصل مسار الرّجل بنضاله الاجتماعي عند معالجته لأمراض المجتمع و إصداره لكتاب "امرأتنا في الشريعة والمجتمع " الذي لقي مناهضة كبيرة من طرف بعض عناصر الحزب وثلّة من أقطاب النظارة العلميّة لجامع الزّيتونة المعمور عرّضته لمهاجمات شرسة لردعه. وتتقاطع مسيرة الحدّاد في هذا العمل مع مسارات شخصيّات أدبيّة وفكريّة طبعت بحضورها وإبداعاتها فترة الثلاثينات الصّاخبة بالأحداث اللاّفتة كالمؤتمر الإفخارستي ومناورات سلطة الحماية لإحباط كل عمل نقابيّ أو سياسي يطالب بالحقّ في حياة كريمة. كما يركّز السّيناريو على أحداث أليمة أثــّرت في الحدّاد تأثيرا بالغا كموت صديقيه الحامي والشابي اللّذين منحهما من كيانه حيّزا هامّا. ويحرص السّيناريو أن يراوح ويمازح بين أطوار الحياة الخاصّة للشخصيّة وأطوار المجتمع في تلك الآونة نظرا لانصهار حياة الحدّاد في الخضمّ العام للبلاد. وينتهي العمل إلى تقديم قراءة للواقع الثقافي والسياسي والإجتماعي في تونس في فترة ثلاثينات القرن الماضي ويعرض لجوانب من حياة بعض أعلامها: الطاهر الحداد، محمد علي الحامي، أبو القاسم الشابي، علي الدوعاجي والزعيم الحبيب بورقيبة في فترة شباب هذه النخبة النيّرة باهتماماتها الثقافية ونضالها السياسي والإجتماعي الذي مثل مرحلة بداية الوعي في أوساط الشباب والعزم على إنهاء فترة الإستعمار. فيهذا الحوار الذي إقتطعنا زمنه من فترة التصوير المتواصلة هذه الأيام باح الفاضل الجزيري بأشياء كثيرة.


bull; لماذا العودة إلى السينما للخوض في فترة هامة من تاريخ تونس، هل هو إقرار بقدرة السينما على التأثير والوصول إلى الناس أكثر من المسرح والتلفزيون؟
bull; (ضاحكا) لعلّه غرام الطفولة، لأن أهم شيء عشته جماليا في علاقتي بالفنون هو عشقي للسينما. لكن قوّة السينما وقدرتها على التأثير هذا إكتشفته فيما بعد.

مشهد من الفيلم

bull; ماذا كنت تشاهد في فترة الصغر؟
bull; كان لدينا في المدرسة الصادقية (وهي من المدارس العريقة في تونس) موعد أسبوعي مع نادي السينما، كنّا نتسابق إلى حضورها ونتودد إلى أبائنا حتى نحصل على المعلوم الرمزي الذي يمكننا من حضور حصص المشاهدة والنقاش.
bull; وهذه النوادي تخرّج منها أغلب مخرجي السينما التونسية اليوم؟
bull; لكن أنا لم يكن يخطر ببالي في ذلك الوقت أن أكون مخرجا سينمائيا، بل كانت علاقتي بالموضوع على سبيل المتعة والراحة النفسية التي أعيشها عند مشاهدة الأفلام، لكن فعل الكتابة هو الذي أتي بي إلى هذا المجال من خلال التجربة المسرحية رفقة الفاضل الجعايبي وجليلة بكار ومحمد إدريس.
bull; يعني مجموعة المسرح الجديد أنذاك؟
bull; نعم، "الله يذكرهم بالخير" ومعهم الفنان الحبيب المسروقي كنّا نتحدث كثيرا عن السينما، ونحن في سنّ العشرين سنة كنّا نحلم بصناعة أفلام، ولعلّ ما أقوم به اليوم هو نوع من تحقيق أحلام الشباب.
bull; كنت قدمت سيرة النقابي محمد علي الحامي في عمل مسرحي سنة 1973 لماذا عدت إلى هذه الفترة من خلال هذا العمل السينمائي؟
bull; لأنها مرحلة هامة ودقيقة من تاريخ تونس، خلال هذه الفترة إتضحت عديد المسائل في تاريخ الحركة الوطنية.
bull; هل هي لحظة الوعي؟
bull; نعم، والمعاصرة أيضا.
bull; ماهو السياق العام الذي يتنزل فيه هذا الفيلم ورسالته؟
bull; هو من أجل إبراز الدور الذي لعبه المفكر في المجتمع التونسي، ولعلّه رسالة إلى المثقف التونسي اليوم حتى يعي أكثر واجبه ودوره في المجتمع من خلال الرجوع إلى فترة ناضل فيها المثقف من أجل واقع أفضل.
bull; هل أن المثقف اليوم هو دون واجبه الحقيقي؟
bull; عليه أن يعمل أكثر وأن يعي واقع الأمور أمام المتغيرات الحاصلة في عالمنا، وعليه أيضا أن يحسن التفاعل مع عصره وأن يجدد آلياته في البحث والتوعية حتى يصل إلى قلوب الناس وعقولهم.
bull; كان يفترض إنجاز العمل في مسلسل تلفزيوني بـ 15 حلقة، لماذا عدلتم عن الفكرة؟
bull; لأسباب مادية لا غير، لآن تكلفة مسلسل من هذا النوع كبيرة جدّا، خاصة وأنني أسعى إلى تقديم عمل يتوفر على حرفية عالية وتقنية متطورة، وهو ما لا نستطيع تحقيقه بالإمكانيات المادية المتاحة.
bull; لكنك صرحت أن الميزانية التي توفرت للفيلم إلى حدّ الآن في حدود 2 مليار من المليمات التونسية، فالفيلم محظوظ لأن عديد الأفلام التونسية تم إنجازها بميزانية أقلّ من هذا بكثير؟
bull; هذا صحيح، فنحن وجدنا دعما من وزارة الثقافة التونسية، ومؤسسة التلفزة التونسية مشكورة، وكذلك التلفزيون الجزائري والمنتج السينمائي العالمي التونسي طارق بن عمّار الذي وفر لنا وحدة تكييف الإنتاج، إلى جانب بعض الممولين الذين آمنوا بالمشروع وساندونا حتى نحقق هذا الحلم.

bull; كان لدينا في المدرسة الصادقية (وهي من المدارس العريقة في تونس) موعد أسبوعي مع نادي السينما، كنّا نتسابق إلى حضورها ونتودد إلى أبائنا حتى نحصل على المعلوم الرمزي الذي يمكننا من حضور حصص المشاهدة والنقاش. bull; لكن أنا لم يكن يخطر ببالي في ذلك الوقت أن أكون مخرجا سينمائيا، بل كانت علاقتي بالموضوع على سبيل المتعة والراحة النفسية التي أعيشها عند مشاهدة الأفلام، لكن فعل الكتابة هو الذي أتي بي إلى هذا المجال من خلال التجربة المسرحية رفقة الفاضل الجعايبي وجليلة بكار ومحمد إدريس. bull; نعم، "الله يذكرهم بالخير" ومعهم الفنان الحبيب المسروقي كنّا نتحدث كثيرا عن السينما، ونحن في سنّ العشرين سنة كنّا نحلم بصناعة أفلام، ولعلّ ما أقوم به اليوم هو نوع من تحقيق أحلام الشباب. bull; لأنها مرحلة هامة ودقيقة من تاريخ تونس، خلال هذه الفترة إتضحت عديد المسائل في تاريخ الحركة الوطنية. bull; نعم، والمعاصرة أيضا. bull; هو من أجل إبراز الدور الذي لعبه المفكر في المجتمع التونسي، ولعلّه رسالة إلى المثقف التونسي اليوم حتى يعي أكثر واجبه ودوره في المجتمع من خلال الرجوع إلى فترة ناضل فيها المثقف من أجل واقع أفضل. bull; عليه أن يعمل أكثر وأن يعي واقع الأمور أمام المتغيرات الحاصلة في عالمنا، وعليه أيضا أن يحسن التفاعل مع عصره وأن يجدد آلياته في البحث والتوعية حتى يصل إلى قلوب الناس وعقولهم. bull; لأسباب مادية لا غير، لآن تكلفة مسلسل من هذا النوع كبيرة جدّا، خاصة وأنني أسعى إلى تقديم عمل يتوفر على حرفية عالية وتقنية متطورة، وهو ما لا نستطيع تحقيقه بالإمكانيات المادية المتاحة. bull; هذا صحيح، فنحن وجدنا دعما من وزارة الثقافة التونسية، ومؤسسة التلفزة التونسية مشكورة، وكذلك التلفزيون الجزائري والمنتج السينمائي العالمي التونسي طارق بن عمّار الذي وفر لنا وحدة تكييف الإنتاج، إلى جانب بعض الممولين الذين آمنوا بالمشروع وساندونا حتى نحقق هذا الحلم.

علي الجزيري في احد أدوار البطولة

bull; في هذا العمل تقدم المصلح الطاهر الحداد كشخصية محورية، إلى جانب النقابي محمد علي الحامي والأديب علي الدوعاجي والشاعر الكبير أبو القاسم الشابي والزعيم الحبيب بورقيبة، واخترت لتقديم هذه الرموز الكبيرة في تاريخ تونس المعاصرة ممثلين من جيل الشباب الغير معروفين بالشكل الكافي، الجمهور سيحاسبك بشدّة؟
bull; نعم، لكن أبو القاسم الشابي عندما توفي كان عمره 24 سنة والحبيب بورقيبة نتحدث عنه وهو في سنّ 27 سنة، كلّهم شبان. وأنت تعرف أن الممثلين الشباب ليس لهم حظا في السينما التونسية وخاصة الذكور منهم عكس الممثلات اللواتي تحصلن على فرص وهن صغيرات السنّ وحققن نجاحا مهما. وعندما يكون العمل متقنا يحقق نجاحا وكذلك المشاركين فيه. فنحن عندما بدأنا صغارا لم يكن يعرفنا أحد، ومن خلال عمل غسّالة النوادر إشتهرت الممثلة جليلة بكار وكذلك محمد إدريس والحبيب المسروقي ... من خلال عمل مسرحي عرض في التلفزة . المهم أن نواجه المشروع بكثير من الجديّة لأن السينما هي صناعة وليست سحرا، لا بدّ من حفظ النصوص والنطق السليم والملابس المعدّة بعناية والإنارة الجيّدة والديكورات المقنعة الدالة على مضمون الحكاية التي لا بدّ من أن تكون متماسكة ومقنعة
bull; لماذا الإختيار على تصوير حوالي 70 في المائة من مشاهد الفيلم في الأستوديو، وفي ديكورات تم بناؤها خصيصا للغرض؟
bull; أولا لا بدّ من توجيه الشكر الخاص للشركة التونسية للكهرباء والغاز التي مكنتنا من أحد مستودعاتها لبناء الديكورات الخاصة بالعمل حتى نكون أكثر قربا ووفاء للفترة التي يتناولها الفيلم وهذا يمكننا أيضا من التصوير في ظروف حسنة لأن عملنا لا يتأثر بعوامل خارجية، لكننا سنصور بقية المشاهد في فضاءات موجودة ومازالت تحافظ على خصوصياتها ومميزاتها كجامع الزيتونة المعمور وبحيرة إشكل وجبل بوقرنين وتوزر ... كما أننا لأول مرّة سننجز فيلما في تونس بتقنية سينما سكوب وأغلب مشاهده في الأستوديو، ورهاننا فيلم متميّز.
bull; أسندت دور الطاهر الحداد الشخصية المحورية للعمل إلى إبنك علي الجزيري الذي عرفناه مغنّ وليست له تجربة لافتة في التمثيل، لماذا؟
bull; هو يتوفر على مواهب عدّة، وعاش معي مخاض العمل منذ سنوات وله قدرة لافتة على الإستيعاب وفهم الأشياء، ولم أسند له الدور في بداية المشروع لكنني أحسست منذ سنة أنه قادر على أداء الشخصية فعرضت عليه الأمر بعد أن تعبت في البحث عن الطاهر الحداد. وطلبت منه جهدا كبيرا، فعمل على إنقاص وزنه وتحمل أعباء التمارين لأشهر قبل بقية الممثلين، الذين إنطلقوا في التمارين منذ شهر مارس الماضي.
bull; بقية الأدوار الرئيسية أسندتها لممثلين شبانّ : ماهر الحفيظي (الشابي)، وليد النهدي (الدوعاجي)، الفلسطيني رامي حفّانة (محمد علي) وغانم الزرلي (الحبيب بورقيبة)، أنت تحملهم مسؤولية كبيرة لأن من تقدمهم في هذا الفيلم هم من أعلام تونس المعاصرة ويعتبرون من المشترك الجمعي بين كل التونسيين؟
bull; أنا كما ترى غزى الشيب رأسي وبتعويلي على أكثر من 200 عنصر من الشباب في التمثيل مساهمة منّي لمنحهم المشعل، ووجدت لديهم حماسا كبيرا وتضحية غير مسبوقة حيث أنهم واظبوا على التمارين لأشهر دون أن يتقاضوا منح مالية لقاء حضورهم التمارين، وأعوّل على وجوه غير مستهلكة حتى لا يكون للمشاهد حكم مسبق لها أو عليها، لأنه عندما يخرج المشاهد من وضعية الحكاية في الفيلم نكون قد فشلنا في مهمتنا، لأننا نريد إقناعه بالحكاية حتى نحقق غايتنا.
bull; أنت ممن يرون بأن السينمائي يقدم قراءة للتاريخ ولا يكتب التاريخ.
bull; نعم، ومن يزعم عكس ذلك هو مغرور.
bull; لكنّ سياق الفيلم يتناول جزء من تاريخ تونس، يستعرض جانبا من تاريخنا المهم؟
bull; نحن نعمل على الجزئيات، فعلى سبيل الذكر نهتم بالصحن الذي يتناول فيه علي الدوعاجي وجبة الفول، الفيلم يعود إلى تلك المرحلة، نحاول في هذا العمل أن نكون معاصرين لتلك الفترة لعلّنا نقنع المشاهد بصدق الأداء والسرد ومختلف المكونات في المشهد السينمائي... لذلك كنّا مضطرين للدخول إلى الأستوديو لأنّ المدينة العتيقة تغيّرت بأسواقها وأنهجها ومقاهيها. وأحداث الفيلم تجري سنة 1924، وهي السنة التي توفي فيها المناضل الدغباجي، وتنطلق أساسا بالإجتماع الأول الذي أشرف عليه محمد علي الحامي بفندق الحرايرية، مع ثلة من العمال الذين جاؤوا من مختلف الجهات من أجل إحداث جامعة عموم العملة التونسيين.
bull; تراهن على الدعاية الإعلامية للفيلم بقوة، لماذا؟
bull; وليس غريبا أن أتحدث معك في إيلاف التي لها نجاح واسع حتى يصل العمل إلى أكبر عدد من الناس من مختلف الأجيال وخاصة الشباب التونسي الذي أريده أن يقترب أكثر من تاريخه عبر عمل فني.
bull; وماهي مراجعكم في هذا العمل؟
bull; عندما توّد الحدث عن شاعر أنجليزي تجد العديد من المراجع حوله، وعندما تسأل عن الشابي شاعر تونس الكبير صاحب رائعة : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابدّ ان يستجيب القدر، لا تجد الكثير من المعطيات حوله.
bull; بامكانكم العودة إلى عائلات هؤلاء
bull; أكيد نحن عدنا إلى عائلاتهم لمساعدتنا على الإقتراب أكثر من هذه الشخصيات، لذلك ذهبت إلى الحبيب بورقيبة الإبن لنعرف أشياء كثيرة عن الزعيم الحبيب بورقيبة كيف كان يعيش وماذا يلبس، نفس الشيء مع الحداد وغيره عدنا إلى النصوص المتوفرة وأصدقاء الشخصيات ممن هم على قيد الحياة.
bull; تعوّل على فريق عمل تونسي سبق أن تعودت العمل معه، أنت ممن لايغيّرون الفريق الرابح؟
bull; إنشاء الله نكون موفقين، أكيد يكون التواصل أسهل مع من تعودت العمل معهم.
bull; وتضمن السيطرة على بلاتوه التصوير، لايناقشك أحد؟
bull; (ضاحكا) نقاش دائم حول مختلف الجزئيات، أنا أعمل مع أناس محترفين لا يتركون شاردة أو واردة يدققون في كل شيء وهذا هو هدفنا.
bull; وكيف تتفاعل مع وجهات النظر المختلفة؟
bull; أنا تربيت على الحوار والتفاعل بين الأفكار وأقبل بالفكرة الجيّدة مهما كان مصدرها.
bull; أغلب الصور التي يوزعها المكتب الإعلامي للفيلم تقدم الفاضل الجزيري وهو باسم أو يفكر ويوجه، ولم نرى لك صورة واحدة وأنت متوتر أو منفعل، هل تخشى على صورتك عند الناس لذلك تسعى أن تلقاهم وأنت متجمّل؟
bull; لا، ذلك هو طبعي وأسلوبي في العمل، لا أتوتر بسهولة ولا بدّ من التريث في مثل هذه الأعمال.
bull; من طموحاتك وصول هذا العمل ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان 2008، لماذا؟
bull; سنعمل على تحقيق المواصفات العالمية في صناعة الفيلم وهذا ممكن مادامت قد توفرت لدينا الإمكانيات التقنية والفنية وهذا هدفنا، لأنه لابدّ لنا من قطع خطوات إضافية تتقدم بالسينما التونسية.
bull; تجربة فنية لأكثر من ثلاثين سنة ماذا غيّرت فيك؟
bull; (ضاحكا) شاب شعري.
bull; وماذا على مستوى الأفكار والقناعات؟
bull; في البداية كنت أعتقد أن الأمور سهلة وبسيطة لبلوغ المستويات العالمية، اليوم أصبح بالإمكان في تونس تحقيق مثل هذه الطموحات في مختلف المجالات الفنية، من ناحية الكم توفرت لدينا عديد الخبرات، أما في مستوى الكيف لابدّ لنا من العمل أكثر لتطوير أدائنا، كنت أظنّ أنّ الأمور أسهل ممّا هي عليه.
bull; على الرغم من تقديمك لعرض الزازا في قرطاج 2005 لكنه لم يحقق النجاح الذي بلغته عروضك الفنية السابقة : الحضرة والنوبة، لماذا؟
bull; الزازا سينتبه إليه الناس مع الأيام لأنه عرض سابق لأوانه، متطور موسيقيا. وبالتعوّد سيزداد الإقبال عليه. أما الحضرة والنوبة فهي عروض حركت ماكان كامنا فينا من تراثنا، لذلك حققت نجاحا سريعا.
bull; موسيقى فيلم ثلاثون ستكون بإمضائك؟
bull; نعم، وتجربتي في الحضرة والنوبة من أجل البحث في موسيقانا وسأعمل على تقديم الموسيقى التي تساعد الصورة على إيصال المعنى المراد. ولا يمكن أن ننسى أن سنة 1932 شهدت ولادة الرشيدية المؤسسة الموسيقية الكبرى التي بقيت مؤتمنة على حفظ وتجميع التراث الموسيقي التونسي والأندلسي. ولنا في الفيلم مشهد عن ذلك. ولأن شخصيات العمل التي كانت تعمل في الميدان السياسي هي نفسها لتي تعمل في المجالات الثقافية والفنية وقريبة من بعضها البعض. أما اليوم فكلّ يعمل في ميدانه.
bull; عنوان "ثلاثون" هو من نوع الإستثمار الجيّد لنجاح مسرحية "خمسون" للفاضل الجعايبي، أليس كذلك؟
bull; "الله يهديه الجعايبي" لأنه كان يعلم بمشروع الفيلم الذي سبق مشروع المسرحية بسنوات، وليس في الأمر مشكل.
bull; هل شاهدت "خمسون"؟
bull; للأسف، لم أتمكن من مشاهدتها إلى حدّ الآن، لكنني أعرف أن الجعايبي فنان كبير ويتقن صناعة المسرح.
bull; من يقنعك من السينمائيين التونسيين؟
bull; (يصمت)
bull; لا يعجبك أحد؟
bull; السينما مهنة صعبة، ولدينا من هم بصدد التأسيس لتجربة مهمة مازالوا في مرحلة البحث أمثال النوري بوزيد وعبد اللطيف بن عمّار ولا يمكنني أن أفضل واحدا عن الآخر أضف إليهم المنصف ذويب والمرحوم إبراهيم باباي وغيرهم. وفي مختلف تجاربنا نحلم بأشياء لكننا مازلنا نصرّ على بلوغ الهدف الذي هو المقياس العالمي.
bull; وهل ستستعيد التاريخ من خلال أغاني هذا الفيلم؟
bull; هو من قبيل الإدعاء القول بأننا سنعيد كتابة الواقع كما هو، نحن سنحافظ على الروح، وعلى كلمات الأغاني كما هي، لكننا سنقدمها وفق كتابة موسيقية جديدة بمقاييس فنية جديدة وعالية الجودة، نفس الشيء بالنسبة للشعر، سنعمل على تقديم صياغة شعرية لنصوص لم تصلنا من الشابي.
bull; معنى هذا، أنكم ستكتبون عوضا عن الشابي؟
bull; نعم، سنتحدث عنه بشعر لم يكتبه هو، لكن كتب بنفسه هو وحساسيته الشعرية المرهفة.
bull; هل سيتضمن العمل وثائق مصورة تاريخية؟
bull; بعض الصور مادامت الوثائق متوفرة، سنتحدث عن الإستعمار وماذا فعل فينا، لأننا نسينا اليوم حال ذلك الوقت المتمثل في الفقر والأمراض المعدية، وكذلك سنطرح سلطة المعمّر على الشاشة، سنقدم صورا عن عذابات الناس وهمومهم ومعاناتهم في ذلك الزمن.
bull; من يعجبك من الفنانين اليوم؟
bull; الجعايبي، بوشناق، سمير العقربي، زبير التركي ...
bull; لم تذكر المسرحي محمد ادريس؟
bull; (يتردد) نعم هو أيضا جيّد.
bull; تقولها باحتراز؟
bull; (يضحك)
bull; الفيلم ورشة كبيرة لجيل جديد من الشباب، هل هذا مقصود؟
bull; ورشة الديكور بها 80 طالبا وأستاذا مختصا في المجال لأن العمل يتطلب هذا الكم الهائل من الناس، فالعمل يطرح قضية عامة وتنجز بأموال عمومية... نحن نعمل والشباب الذي يشاركنا العمل يساهم في هذا العمل بحيوية ويتعلم دون أن يكون ذلك هو هدفه المباشر. ونحن نعمل في شريط مكلف وميزانية العمل محترمة لكنها لا تفي بالحاجة لذلك هذا الشباب يتقاضى أجرا زهيدا لقاء مساهمته.

من الفيلم
bull; هل سنشاهد هؤلاء الأعلام بمثل ما قدمتهم لنا كتب التاريخ، والبرامج الدراسية؟
bull; سنقدم هؤلاء بشكل جديد وربما مختلف من خلال رؤيتنا للتاريخ لكن بنفس الحب والإحترام لمجموعة من رموز الحركة الوطنية التونسية. سنشاهدهم في وضعيات مختلفة في عملهم الثقافي والسياسي وكمواطنين في حياتهم العائلية.
bull; ماذا تقول للجمهور؟
bull; ماأحلم به أن يشاهد التلاميذ الفيلم، وسنعرض الشريط على قناة تونس 7 يوم خروجه للقاعات التجارية.
bull; هذا منطق معكوس في ترويج السينما؟
bull; إنطلاقا من تجربتي عندما أقدم عملا فنيا في التلفزة يزداد الإقبال عليه في المسارح، وأحباء السينما يريدون مشاهدة الأفلام في إطارها الطبيعي الذي هو قاعة السينما، وآمل أن تكون قاعات السينما في حالة جيّدة كما وعدونا.
bull; لكن حالها يشكو إنتشار القرصنة وتوزيع الأفلام على محامل رقمية بشكل سريع؟
bull; القرصنة في خدمة الإبداع والجمهور وتساعد على تقريب الأعمال من الناس وتعمل على إنتشارها، أقول هذا لأنه ليست لي طموحات مادية.
bull; هل هنالك نية لإستثمار الستوري بورد Story board لنشره في كتيب حول العمل؟
bull; هذا ما أرجوه، لكن لابدّ من الإشارة إلى أن الفيلم هو جهد يومي ومازال لم ينته الإشتغال عليه بعد، لذلك أنا في صراع دائم مع هواجسي الفنية حتى ننتهي من العمل.

كادر فني
المخرج: الفاضل الجزيري
مدير التصوير : علي بن عبد الله
المصوّر: محمد المغراوي
الصوت: معزّ الشيخ محمد ومنذر الديماسي
السيكريبت: نجمة الزغيدي
سكريبت النصّ: أسماء شيبوب
التركيب: عربي بن علي، جيهان السبعي
الديكور: رجاء شورو، محمد بهلول، محمد جزيري، محمد موحلي
الملابس: رجاء بن عيسى، فاطمة عيساوي
مساعدي الإخراج : أمير ماجولي، هالة الصوّي، أمين شيبوب
الستوري بورد : الرسم : لطفي محفوظ، التلوين : آمنة جزيري، رضوان خمير
أدارة الإنتاج : هادية بن عمّار
ملحقة صحفية: نائلة الغربي



ali_brahim@yahoo.fr


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
برافو
عبير -

لو كان مقالا حول شمس الغنية او سلطان الطرب لكانت التعاليق كثيرة لكن لا يهم....الفيلم يبدو جيدا و كانت فرصة جميلة اننى اطلعت على تجربة مبدع تونسي اخر ....شكرا الاف

روعة
سميرة من تونس -

السيد فاضل الجزيري رجل فنان حتى النخاع ونحن كتونسيون وكعرب نفتخر أن لدينا فنان مثله ولقدرته على التحدي فإنه سيعرض فلمه في قناة سبعة قبل السينما يا للروعة ... أحبك يا فاضل الجزيري