السينما

ستة أفلام تونسية قصيرة في الكرافان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محمد عبد العزيز من القاهرة:عرض مؤخرا ضمن كارافان السينما العربية الأوروبية والتي تنظم في مصر 6 أفلام روائية قصيرة من تونس، في تجربة إنتاجية جديدة وتستحق الإشادة في تونس، حيث يقوم المنتج والمخرج إبراهيم الطيف هو وشريكه في الإنتاج رياض ثابت باختيار عشرة أفلام سنويا من أجل إنتاجها، مع وجود بعض الاشتراطات أهمها ألا يزيد عمر المتقدم عن 26 سنة، وأن يكون هذا العمل هو الأول له، وقد بدأت هذه التجربة منذ هذا العام، وأنتج بالفعل عشرة أفلام قصيرة تحت عنوان "عشرة قصار .. عشر رؤى"، وهو الشعار الذي رفعه المنتجان لأجل هذا المشروع.

من تظاهرة الأفلام التونسية

وقد تم عرض ستة أفلام في ثالث أيام الكرافان وهي أفلام "فرايجي" إخراج جلال بالسعد، وفيلم "عين الشماتة" إخراج وسام التليلي وفيلم "حديث" إخراج محمد قيس زايد، وفيلم "القطار" إخراج توفيق باهي، وفيلم "بهجة" إخراج وليد الطايع، وفيلم "غصرة وتعدت" إخراج عفاف بن محمود.
الأفلام الستة قوبلت بإشادة جماهيرية من الجمهور الذي حضر العرض، وقد وضح ذلك في الندوة التي أقيمت بعد العروض، والتي حضرها منتج وصاحب فكرة المشروع إبراهيم الطيف، وكذلك إحدى مخرجات الأفلام الستة عفاف بن محمود.
إبراهيم لطيف أكد في حواره معنا أن الفكرة جاءته عندما وجد أن الإنتاج السنوي من الأفلام التونسية قليل جدا، وذلك بسبب عدم وجود منتجين مغامرين يستطيعوا أن يصرفوا على الأفلام بشكل كاف، كما أن وزارة الثقافة تقوم فقط بدعم 5 افلام سنويا، وهو عدد قليل جدا، وأضاف "ولذلك فنحن الآن لا نستطيع أن نقول إن هناك سينما توسية مثلما يقال أن هناك سينما مصرية أو سينما فرنسية أو بريطانية أو أميريكية، حتى أن المغرب حاليا نستطيع أن نقول إن لديهم سينما خاصة بهم، أما في تونس فالتارخ ليس في صالحنا، وبالرغم من وجود مخرجين تونسيين كبار مثل نوري بوزيد ومفيدة تلاتلي وغيرهم، إلا أننا لا نستطيع أن نقول إن هناك سينما تونسية ، بل هناك حاجة ملحة إلى ضخ دماء جديدة وجيل جديد في السينما التونسية، ومن هنا جاءت فكرة إنتاج الأفلام القصيرة للشباب، وذلك من أجل اكتشاف وجوه إخراجية جديدة، بل واشترطنا أن يكون العمل احترافي، ولذلك تمت الاستعانة بممثلين محترفين وكبار من أجل أن يأخذوا بأيدي المخرجين الصغار في أول أعمالهم، كما أن الأفلام والسيناريوهات التي تم اختيارها من حوالي 100 سيناريو تم التقدم بهم عند الإعلان عن هذا المشروع، تم اختيارهم بواسطة صحفيين وكتاب ونقاد، من أجل اختيار السيناريوهات الأفضل"
ويضيف إبراهيم الطيف عن مسيرة المشروع أنه بعد اختيار المشاريع العشرة تم عقد ورشة كتابة من أجل العمل سويا على هذه السيناريوهات وتعديلها وتنقيحها، وذلك لمدة 3 أسابيع اجتمع فيهم المخرجين العشرة مع بعضهم البعض من أجل التناقش وتبادل الآراء، وكانت هذه الورشة بتمويل من المركز الثقافي الفرنسي، أما بقية المشروع فقد كان بتميل منا، حيث اشترطنا على المخرجين أن يكون التصوير لمدة ثلاثة أيام ، وذلك في مرحلة التنفيذ التي تلت ورشة الإخراج والتقطيع التي نظمت للمخرجين.
إبراهين يقول إن الأفلام تكلفت حوالي 350 ألف دولار، ولكنه استطاع أن يسترد هذا المبلغ بعد أن تم عرض الأفلام في مهرجان كان السينمائي الدولي، ولاقت نجاحا كبيرا هناك، كما أنه باع عدة أفلام منها لقنوات فضائية، وكذلك وزارة الثقافة التونسية التي قامت بشراء عرض هذه الأفلام مقابل 200 ألف دولار، وأكد إبراهيم الطيف أنه حاليا يستعد لخوض التجربة مرة أخرى مع عام 2008
عفاف بن محمود التي قامت بإخراج فيلم "غصرة وتعدت" كانت لها مشاركة تمثيلية من قبل في فيلم نوري بوزيد الأخير "Making Of" وكذلك كموديل في الفيديو كليب الأخير لكاظم الساهر، وهي تقوم هنا بالإخراج لثاني مرة بعد أن قامت من قبل بإخراج فيلم روائي قصير في مدرسة السينما التي تدرس بها الآن، وفيلم غصرة وتعدت يدور حول امرأة عصرية نتابعها في رحلتها بالسيارة ونجد أنها تعاني من شيء نجهله، فتركن سيارتها في أحد المزارع وتنزل فتجد كلابا تجري ورائها فتعود إلى السيارة، فتتجه إلى أحد المقاهي، لتجد الرجال تنظر إليها بشكل يعريها، فتتركهم وتعود إلى السيارة وتجري بها لتصل إلى دار الثقافة، فتحاول الدخول ولكنها تجد الأبواب مغلقة، فتعود مرة أخرى للسيارة وتجري بأقصى سرعة في طريقها إلى منزلها وتحاول إحدى سيارات الشرطة إيقافها من أجل سرعتها ولكنها تهرب منهم وتدخل إلى منزلها وهي تتعثر، لنجد أنه تريد فقط دخول الحمام.
تقول عفاف في حوارها معنا إنها حاولت من خلال هذا الفيلم تقديم صورة المرأة الحالية في المجتمع العربي، ومدى معاناتها من أجل الحصول على حقوق بسيطة لها، فهي هنا لا تدعو إلى حرية المرأة أو أن تأخذ حقوقها السياسية والقيادية، أو حتى إقامة جمعية ضد الرجال، إنها تبحث عن أبسط حقوقها البيولوجية، فهذه المرأة لا تستطيع أن تدخل إلى الحمام، في حين أن الرجل يستطيع أن يفعل ذلك وقتما يريد وفي أي مكان، وكذلك فهي وجهت انتقادا إلى دور الثقافة في تونس التي تغلق أبوابها في القرى والمدن البعيدة عن العاصمة، وكأن الثقافة فقط في العاصمة.
عفاف قالت إنها تريد أن تمضي في مسيرتها المزدزجة بين الإخراج والتمثيل، حيث شجعها المخرج نوري بوزيد على الإخراج، وأنها دخلت هذا المجال من أجل أن تقول ما تريد أن تقوله هي، فهي كممثلة تقدم بكل أمانة الرسالة التي يريد المخرج والمؤلف تقديمها للجمهور، وهي شعرت أن لديها ما تقدمه للجمهور، ولديها رسائل خاصة بها تريد أن تقولها، فقررت أن تتجه إلى الإخراج في نفس الوقت الذي تستعد فيه للمشاركة كممثلة في فيلم جديد للمخرج نوري بوزيد، كما أنها تحضر حاليا لفيلم روائي قصير انتهت من كتابته واسمه "ضحكة" مدته 26 دقيقة، وتحاول أن تبدأ فيه بعد الانتهاء من دراستها في مدرسة السينما التي تلتحق بطلابها حاليا.


muhammadabdelaziz999@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من جد وجد
Dorra -

إنشاء الله يزيد الخير ويتحسن الإنتاج السينمائي التونسي أكثر فأكثر ويرقى إلى مواضيع تلامس الواقع التونسي وتكشف عن أفكار وتطلعات التونسيين ولم لا المشاهد العربي عموما