السينما

بيرسيبوليس: إيران بعيون الأطفال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أحمد نجيم من المغرب:يستمر فيلم "بيرسيبوليس" للمخرجين مارجان ساترابي وفانسآن بارونو في إثارة الانتباه إلى جماليته وقوته، قبل أيام عرض هذا الفيلم القوي الصادم في مهرجان "كازا سينما" المنظم بمدينة الدار البيضاء المغربية. الفيلم كان قد تألق شهر مايو الماضي بمهرجان كان السينمائي وحاز على جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع فيلم "النور الصامت" لكارلوس ريغاداس.

من الفيلم يبدأ فيلم التحريك هذا بالأيام الأخيرة لشاه إيران، بطلة الفيلم المصور بالأبيض والأسود طفلة صغيرة تدعى مارجي "يسقط الشاه..يسقط الشاه". عائلة الطفلة الصغيرة متحررة ومناضلة من أجل حقوق أكثر للإيرانيين تشاطر الطفلة أحلامها، لكن هذه الأحلام ستتحول إلى واقع، إذ سيسقط نظام الشاه المستبد، لتعم الفرحة قلوب الإيرانيين عموما وقلب عائلة مارجي. في هذا الفيلم بالأبيض والأسود، ينقل المخرج مآسي الشعب الإيراني، فالأمل ، في غد أكثر ديموقراطية، سرعان ما أصبح مجرد سراب مع حلم رجال الدين الذين أصبحوا يحكمون الشعب بقبضة من حديد. بكوميديا سوداء استطاعت المخرجة أن تنقل إخفاقات الثورة الإسلامية الإيرانية، إذ ركزت على حرب الحكام الجدد ضد كل ما هو مخالف لذوقهم. إعدامات بالآلاف وتجنيد إجباري للمعارضين وقمع دائم للحريات الخاصة ولحرية التعبير. هذه هي الثورة التي كانت تنتظرها مارجي وعائلتها. أمام هذا القمع المتزايد ستبعث العائلة طفلتها الصغيرة إلى النمسا، هنا ستصدم بالآخر بثقافته المغايرة ليحدث لها صدمة ليست أقل عنفا من صدمتها من التحولات التي تعيشها البلاد، وتقرر العودة إلى البلاد شرط أن لا يثير العائلة موضوع إقامتها بالنمسا.
فيلم "بيرسيبوليس" يصور الغربة في أشكال مختلفة، غربة داخل الوطن من خلال معاناة الطفلة ومعها الشعب الإيراني، من حصار يجعلهم يلجأون إلى الاستمتاع بملذات الحياة خلسة، وغربتها في أوربا من خلال فشلها في إقامة علاقة سوية مع الآخر (الغرب)، لتعود إلى البحث عن هويتها وذاتها في بلدها الأصلي. هذا الفيلم هو دفاع عن الحرية، كذلك، من خلال التركيز على الحريات الفردية التي وأدها الإيرانيون. المخرجة وكاتبة القصة المصورة التي حملت نفس الاسم وصدرت قبل سنوات في أربعة أجزاء، استطاعت أن تغير شيئا ما من نظرة الناس إلى المجتمع الإيراني، هذا الأمر كان مطمحها، فقد سبق أن قالت "إذا ما استطعت بفيلمي هذا أن أغير من النظرة النمطية التي ينظر بها الغربيون إلى الشعب الإيراني فسأكون قد حققت مرادي".
najim3@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف