السينما

مونولوج الحياة اليومية عبر نوافذ مفتوحة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حسن سلمان من دمشق:في تجربته السينمائية الثالثة "مونولوج"، يبدو المخرج السوري الشاب جود سعيد أكثر نضجا من حيث امتلاكه لأدواته الفنية والأفكار الهامة التي يطرحها عبر 13 دقيقة هي عمر فيلمه.ويرصد سعيد عبر كاميرته المثبتة في إحدى الغرف بدمشق القديمة، الحالة النفسية المضطربة لشاب انطوائي يعاني العزلة والإحباط نتيجة تجاربه الجنسية الفاشلة مع النساء، حيث يتعرض في بداية الفيلم للعقاب من أستاذه بعد تحرشه بإحدى زميلاته في الجامعة، ويفشل لاحقا بإقامة علاقة مع جارته الفرنسية التي لا يتقن لغتها.

وفي الفيلم يحاول الشاب،الذي يدرس المسرح، التدرب على مونولوج من مسرحية ريتشارد الثالث لوليم شكسبير، وخلال ذلك تنطلق الكاميرا عبر إحدى النوافذ لنرى فتاة تعزف على آلة التشيللو لتلفت نظره، فيما تحاول زميلتها التجسس على محاولاته الفاشلة للفت نظر جارته الفرنسية، عبر رسائله التي يتركها عند باب منزلها، لكن هذه الأخيرة لا تعيرها أي اهتمام.محاولاته الفاشلة تقوده إلى القضاء على ذكورة هره الذي ينجح في ممارسه الحب مع قريناته، فيما يفشل هو بذلك، وفي النهاية ترحل الجارة الفرنسية، ويلتفت الشاب إلى الوراء ليكتشف أن لديه جارتين أخريين، بعد سماعه للموسيقى التي تعزفها كلتا الفتاتين هذه المرة.ما يميز الفيلم هو اعتماده على الجانب البصري،مع الاهتمام الكبير بالديكور، كون الأحداث تجري بمعظمها داخل الغرفة الملونة بالأخضر الباهت، فضلا عن الإضاءة الخافتة التي تؤكد حالة التشتت لدى بطل العمل.

من الفيلم ويشير مخرج العمل إلى أنه حاول خلال الفيلم، كشف الخصوصية البصرية للعمارة الدمشقية القديمة، وإبراز التطور الجديد الذي حصل على بيوت دمشق القديمة التي تحولت من أماكن مغلقة، صممت عمارتها لإخفاء ما يدور داخل البيوت، إلى أماكن منفتحة على بعضها البعض من خلال عدد كبير من النوافذ، مشيرا إلى أن ذلك حدث بعد حركة الاستئجار الكبيرة من قبل الأجانب.ويضيف: "عملت خلال الفيلم ضمن مساحات بصرية مكشوفة على بعضها في إطار حيز مكاني ضيق، وهذا يظهر بشكل جلي في المشهد الأخير، حيث استطعنا عبر لقطة واحدة الجمع بين شخصيات الفيلم الأربعة في وقت واحد."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف