المجتمع الأمريكي في عيون مايكل مور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نعمة خالد من دمشق:منذ قيلم فهرنهايت، أطلت العين العربية على سينما مايكل مورو الأمريكي، الناقد والساخر بطريقة لاذعة. وجاء فيلم "سيكو" ليكمل هذه السخرية المرة، وليضع أمام المتلقي، فعاليات حكومة الظل في أمريكا صاحبة القرار، والحاكم الفعلي في حياة الشعب الأمريكي. فبعد الاستكشاف للعنف الذي يهيمن على الحضارة الأمريكية في الفيلم التسجيلي (بولينغ فور كولمباين) الذي ينتقد فيه شغف الأمريكيين بالأسلحة النارية، ونظرته الانتقامية لأحداث 11 أيلول في فيلم( فهرنهايت 11/9) يعود صانع الأفلام والناشط السياسي مايكل اهتمامه بموضوع الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية، في فيلم تسجيلي يبين أزمة الأشخاص الذين يفتقدون للتأمين المتعلق بتجاوزو هامش أرباح الصناعات الدوائية، وأصحاب هذا التأمين أيضا الذين يضطرون لمواجهة إساءة شركات التأمين ذاتها. يجري مورو لقاءات مع عدد من الأشخاص الذين يأتون مفلسين جراء الفواتير الطبية المترتبة عليهم لارغم من حيازتهم للتأمين الكامل، ويبين كيف أدت النزعة نحو تحقيق الربح إلى خلق المشاكل المالية والطبية لعدد كبير من الأشخاص. ويجري نوع من التقابل مع عدد من الدول الأوروبية: إنكلترا، فرنسا التي يشمل المواطن قيها على ضمان صحي كامل، ونظام يحترم مواطنية المواطن، وإنسانيته، دون أن يرمى في الشارع كما حصل مع مرضى في مشافي أمريكية، ويتناهى إلى سمع مورو أن المعتقلين في سجن غوانتنامو لديهم إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية المجانية، لذا يقوم في الفيلم بجمع فريق ممن أنفذوا ضحايا مركز التجارة العالمي والذين يعانون من أمراض نتيجة قيامهم بذلك، لتوفير المساعدة الطبية لهم في السجن، وما أن يستشعر خطراً من حراس السجن، حتى ينتقل بمرضاه إلى كوبا، حيث يتلقون هناك المساعدة الطبيةاللازمة، وهناك يكتشف المرضى الفروق في أسعار الدواء بين البلدين، ويستشعرون حجم النهب الذي يتعرضون له من شركات الأدوية.
وفي معرض الفيلم يتعرض مورو لمشروع هيلاري كلينتون حول مسألة الضمان الصحي الذي قوبل بلوبي من شركات الأدوية والأطباء، وشركات التأمين ووصلت الأمور إلى حد الاتهام بالشيوعية، مما دفع هيلاري كلينتون للتخلي عن مشروعها، وينتهي الفيلم بشيكات مالية تقدم من حكومة الظل الاقتصادية صاحبة القرار، لشخصيات حقيقية تتمثل بأعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض ممثلاً بالرئيس بوش، والرقم المكتوب على كل شيك.
ولعل الرصد الذي اعتمده مورو في فيلمه والذي لم يتركه مورو دون تدخل، بل جعل من حالة الرصد هذه تندمج مع المرئي حيث يصبح العالم في هذه الحالة مضمون الراصد وحياته، ويتجلى ذلك من خلال وجود مورو في المادة التي كان يسجلها، ووجوده أضفى على الحدث والصورة نوعاً من الكوميديا السوداء. وكان مورو لايسجل فقط بكاميرته، بل يتلقى الواقع من أعماقه، ويشعر بحركته وصداه العاطفي بشكل حاد، وهذا ما ترجمته الصورة عبر حركة مورو، والشخوص السينمائية، اتي بدت وكأنها شخوص لاتمثل، بل تعيش حقيقة ما أراد مورو أن يبثه عبر الفيلم. ووجود مورو الجسدي ضمن الحدث، مكنها من التدفق وفق إرادتها بحرية واستقلالية.
واعتمد مورو الوقائعية التي يمكن أن تكتسبها أشياء حقيقية موجودة، وكانت خاصية الصورة تعيد تكوين المادة بكل علائمها وخطوطها وخصوصيتها الواقعية.
وجاءت الموسيقا التصويرية، تنتمي إلى ما أراده المخرج من تصنيف الفيلم في إطار التسجيلي، لذا نجد أن الموسيقا قد وثقت صوت السيارة والطائرة والبحر، والإسعاف، وهي كلها مواد تدخل في نسيج الفيلم. قد ابتعد مورو عن سكون اللقطة في التصوير، بل نجد في صوره الكثير من الحركة والمناورة، بل وصلت حدود حركة الكاميرا إلى ما يشبه العاصفة، خاصة عند انطلاق مرضاه إلى غوانتنامو ثم كوبا، وعند مرافقته لطبيب فرنسي يعمل في إطار الضمان الصحي. إذاً يمكن القول أن دينامية عالية كانت هي الأساس في تصوير مورو لفيلمه سيكو. بحيث يتيح للمتلقي أن يفكك الحدود الصارمة عبر فضاء اللقطة الكبير. وهذه الحركة للكاميرا، تفرض على المشاهد حياة قائمة يميناً شمالاً، أعلى أسفل، بحيث تقودنا الصورة إلى أعماق لا تنتهي، ليست مشابهة للحياة، بل هي الحياة.
وهكذا تمكن مورو وعبرفنية ترتيبه الدرامي للفيلم، وعبر تقابل التضادات، وعبر فنية صورته أن يشحننا بمقولاته، وأن نتماهى مع فضائه السينمائي، وإلى الإحساس بإيقاعية اللقطة كما إحساسنا بقصيدة، كما استطاع أن يأسرنا عبر تدفق الزمن الذي رسمه فيلمه، ةالذي بدا كبصمة واضحة ومستمرة، والحركة تتقمص جسد الأشياء وتستقر في مادتها التي تظهر على الشاشة كعملية مستمرة للحياة.
فيلم سيكو من إخراج السينمائي مايكل مورو وإنتاجه
عرض في مهرجان كان
الموسيقى: إيرين أوهاراتصوير توني هاردمون
الممثلون: مايكل مورو، جورج دبليو بوش ( من الأرشيف),
ريغي سيرفانتس
جون غراهام
ويليام ماهر
ريتشارد نيكسون (من الأرشيف) ،ليندا بينو
إضافة إلى شخصيات حقيقية كانت مادة التحقيق.
التعليقات
الوجه الآخر لآمريكا
عدنان احسان- امريكا -مايكل مور شخصيه عظيمه في امريكا , ومناضل يستحق كل الدعم والتقدير , وبمواقفه , واعماله يعبر عن الحقيقه الكامله لما يجري في امريكا , مايكل مور يستحق الدعم والإهتمام . ..
his name
abuhattan -is not mooro but moore!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
شيوعي
نبهان بن جهلان -مايكل مور هذا شيوعي امريكي و صوته اكبر منه و من اصحاب مبدا خالف تعرف و ما يقوله فيه الكثير من التهويل و المبالغة و لا يتمتع بادنى مصداقية فهو كابن البطة الاسود