لاوطن للمسنين ينافس على الذهبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إخراج قوي لفيلم طويل نوعا ما
لا وطن للمسنين ينافس على السعفة الذهبية
إقرأ في إيلاف
فيلم المخرجة اللبنانية دانييل رجل ضائع
جنس مجاني في فيلم متوسط المستوى
ازاحة الستار عن مهرجان كان في دورته الستين
قصي صالح الدرويش: ليالي التوتية يفتتح المسابقة الرسمية
زودياك يعرض في مهرجان كان هذا المساء
مهرجان كان.. 60 عاما من الإبداع
إحتفاء مميز بـ رحلة البالون الأحمر
: قصي صالح الدرويش من كان:يقول الناقد سمير فريد عن فيلم الأخوين كوهين "لا وطن للمسنين" إنه فيلم رائع، لكنه لا يصل إلى مرتبة التحفة. رائع على كافة المستويات. الروعة هنا تتعلق بقدرة المبدع على التعبير عن أفكاره ولا تعني موافقة الناقد عليها. في هذا الفيلم الذي تدور أحداثه على قطعة أرض قاحلة على الحدود الفاصلة بين تكساس والمكسيك، حيث حل تجار المخدرات محل لصوص الماشية وحيث ينتصر الشر على نحو مطلق ويبدو الإنسان كما لو أنه هبط لتوه من الجنة ملعونا ليسفك الدماء في الأرض.تدور الأحداث عام 1980 بين شخصين كلاهما خدم أكثر من مرة في حرب فيتنام، هذا البعد السياسي ليس أساسيا في الفيلم الذي يذهب إلى أبعاد ميتافيزيقية تتجاوز الواقع بالكامل. لويلين موس بطل الفيلم، وهو رجل باهت وطيب، يعثر على شاحنة متروكة تحيط بها الجثث الدامية، ودون أن يعرف شيئا عن أسباب المذبحة، يأخذ المليوني دولار التي يكتشفها داخل الشاحنة. بفعلته هذه لا يدرك أنه فتح بابا من العنف والانتقام وأنه سيصبح طريدا لقاتل لا يعرف الرحمة اسمه انتون ولرجل قانون يريد وضع حد للمجزرة. الفيلم المأخوذ عن رواية الكاتب كورماك ماكارتي يذكر برائعة الأخوين كوين "بارتون فينك" التي نالا عليها جائزة السعفة الذهبية عام 1991 من حيث تكامل العناصر السينمائية التي تشكل أسلوبا سينمائيا خالصا، وكأنه من صنع كافكا أو بيكيت أو هيتشكوك، أو بالأحرى كأنه خلاصة لعوالم المبدعين الثلاثة.
صحيح أن أسلوب الأخوين كوين على مهارة تقنية عالية في التصوير، لكن السيناريو طويل بشكل مبالغ فيه، ولا تخفف مقاطع الكوميديا التي تتخلل مشاهد العنف القاسية، من هذا الطول بل تبدو أحيانا ثقيلة وثقيلة جدا.
سيسكو صفعة لنظام الضمان الصحي الأميركي
بعد أن عالج قضية سوق السلاح في فيلم Bowling for Columbine يعود مايكل مور للتنديد مجددا بالنظام السياسي الأمريكي واضعا يده هذه المرة على ثغرات النظام الصحي الأمريكي وقسوة الطبقة الحاكمة حيال بؤس شريحة كبيرة من الأمريكيين، مركزا على نظام التعويض الصحي لحالات الأمراض العقلية. فيلمه الجديد أو حربه الجديدة "سيسكو" يعد صفعة لنظام يفتقر إلى العدالة والمساواة، تتحكم فيه شركات التأمين الصحي وصناعة الدواء بمصير البشر.
مسلحا بكاميرته وإحساسه السلم ومدعوما بعدد كبير من الشهادات، يفضح مور نفاق النظام الصحي في الولايات المتحدة وطبعا لا ينسى في طريقه انتقاد عدوه اللدود جورج دبليو بوش، ليخلص إلى أن نحو 50 مليون أمريكي يعجزون عن دفع تأمين المرض ويجدون أنفسهم دون حول إذا أصابهم مكروه، أكثر من ذلك فإن باقي الأمريكيين الـ 250 مليون الذين دفعوا التأمين يقعون غالبا ضحايا لقرارات اعتباطية من قبل شركات التأمين التي تسعى إلى عدم دفع تعويضات المشافي فتعمل على فسخ العقود بسبب تفاصيل خلافية، ليتحمل الزبون هذه النفقات. وبالنتيجة ترزح العديد من العائلات تحت الديون وتجد نفسها إما عالة على أولادها في أحسن الحالات أو في الشارع عندما لا تجد مفرا آخر.
الأكيد أن الفرنسيين حمدوا الله على نعمة ضمانهم الصحي الذي يعاني من خسائر كبيرة والذي قد يقترب مستقبلا من النظام الأميركي، فيما رأى البعض أن الصورة التي قدمها مايكل مور شديدة التشاؤم وأن النظام الصحي الأمريكي قد لا يكون بهذا السوء، بحيث يبدو النظام الصحي في كوبا أفضل منه بكثير.
قد يحاكم مايكل مور لأنه سافر إلى كوبا ولأنه دافع عن نظام كوبا في هذا الميدان لكن ذلك لن يخفف من شعبيته الكبيرة الواسعة ولا من نجاح فيلمه كعمل متكامل متميز المونتاج، ولا من نجاح مور كمخرج مبدع وذكي ورائج جدا.
فيلم فرنسي إسرائيلي ضعيف المستوى
من جهته بدا الفيلم الفرنسي الإسرائيلي "تهيليم" ضعيف المستوى من ناحية الجانب الفني ومن ناحية السيناريو ومن ناحية الموضوع الذي يبدو ناقصا. الفيلم الذي أخرجه رافاييل نجاري يتحدث عن عائلة يهودية هادئة مسالمة تتمسك بالطقوس الدينية.
لكن أثناء قيادة سيارته وإلى جانبه ولداه يحدث تصادم مع سيارة أخرى. وعندما يعود الولدان مع الشرطة والنجدة يجدون أن الأب قد اختفى. تمر الأسابيع دون أن يعرف أحد شيئا عن هذا الغياب الغامض، ويحاول كل فرد في العائلة مواجهة هذا الغياب وفق قدرته، الكبار يعمدون إلى الصمت أو التدين، فيما يحاول الأبناء إيجاد الأب على طريقتهم.
"نفس" العنف والألم في فيلم مثير ومتميز
الفيلم المثير والجميل في هذا المهرجان فيلم "نفس" للمخرج الكوري كيم كي ويك والذي حصل على جائزة أفضل مخرج في مهرجان برلين عام 2004 وبجائزة الأسد الفضي عن فيلم "سماريا" لمهرجان البندقية عن فيلم "المستأجر" في مناسبة ثانية لعام واحد.
فيلم نفس الذي يقدم في مهرجان كان وفي إطار المسابقة الرسمية يتكلم عن بداية غيرة زوجة جميلة مخدوعة تواجه زوجها الذي يعتدي عليها ويكاد يخنقها. لكنها تحتفظ بما تبقى لديها من نفس تستعيد عبره شعورها بالاضطهاد وتسعى إلى الانتقام أو إلى متنفس لها عبر محاولة الاتصال مع مسجون محكوم بالإعدام "شانج شن" لا يتوقف عن محاولة الانتحار في سجنه خاصة عبر طعن عنقه بفرشاة الأسنان.
تنجح الزوجة في مرادها وتنتهي إلى زيارة السجين الذي لا تعرفه بمساعدة مدير السجن الغريب الأطوار.
بين كائنين ضائعين وعلى حافة الاختناق، وتحت أنظار مدير السجن الذي يراقب لقاءاتهما عبر منظاره تبدأ صلة غريبة، فبينما تحاول البطلة إدخال شيء من البهجة إلى حياة السجين، يسعى هو إلى تقبيلها، ثم إلى أكثر من ذلك في مرحلة لاحقة. مدير السجن الذي يتابع الأحداث يقرر متى يتوقف الأمر عند قبلة ومتى يصل إلى اللقاء الجنسي الذي يصل إلى حد الألم، حيث نرى البطلة وهي تحاول التوقف عن التنفس وخنق السجين أثناء اتصالها الجنسي به وهو مقيد اليدين. الزوج الخائن يعلم يعلاقة زوجته الشائكة مع السجين ويحاول استرجاعها بعد أن ندم على ابتعادها . أما المسجون فيتعلق بها إلى درجة الهوس إلى درجة الحب إلى درجة الرغبة في الموت، لكن لا يموت على يدها وإنما على يد شريكه في الزنزانة الذي يعشقه والذي يخنقه غيرة.
الغيرة نفس يرهقنا
المغفرة نفس يريحنا
الأمل نفس يبقينا
الهوى نفس يحررنا
الأحداث تبدو غريبة وجديدة في الوقت نفسه حيث المشاهد الفجة واختلاط المتعة بالألم وحيث تتألق الممثلة بدورها إلى درجة تستحق معها جائزة أفضل ممثلة، هذا إذا لم يحصل الفيلم نفسه على هذه الجائزة.. في ثاني مشاركة له في كان يقدم المخرج الكوري الجنوبي فيلما قويا، علما بأنه أنجز في وقت قياسي ولم تتجاوز ميزانيته 300 ألف دولار.