قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد نجيم من مهرجان كان السينمائي: لم تنس المخرجة اللبنانية نادين لبكي توجيه تحية حب إلى خطيبها الموسيقى خالد مزنر، وأوضحت المخرجة ليلة أمس الأحد بمهرجان كان السينمائي الستين، خلال تقديمها لفيلمها "بنات سكر" في "لاكانزان دي رياريزاتور"، أنها تحيي خطيبها وموسيقى حياتها، على دعمه لها في هذا الفيلم السينمائي الأول. نادين التي كانت ترتدي فستانا أسود، حضرت إلى كان رفقة بطلات فيلمها اللبنانيات ورفقة عائلتها. وقد بدت في البداية مرتبكة، قبل أن تسترسل في كلمة طويلة شكرت، وبالأسماء، الذين آمنوا بمشروعها وساندوها على إنجازه. فيلم المخرجة الأول شهد ولادة فكرته في مهرجان كان السينمائي، فقبل ثلاث سنوات شاركت نادين لبكي في محترف فني وتقني تنظمه "سيني فونداسيون" التابعة لمهرجان كان. لذا كان الاحتفاء به بعاصمة السينما كبيرا، فأزيد من 800 شخصا حضروا العرض، ولم يتمكن عدد كبير من ولوج القاعة وظلوا يحملون معهم تذاكرهم. فيلم المخرجة اللبنانية الأول اختارته أن يكون نسائيا. خمس لبنانيات متباينات على مستوى السن، يجمع بينهما صالون حلاقة ليال، في الثلاثينات ونسرين في الثامنة والعشرين وريما في الرابعة والعشرين وجمال زبونة المحل وجارتهم الجياطة روز. صالون الخلاقة فضاء الحرية الوحيد للبطلات، فهو ليس مؤمن قوتهم اليومي، بل نافذة الحرية الوحيدة في مجتمع محافظ ووصي على المرأة. فأسرة ليال المسيحية تنتظر عريسا لهذه البنت، بينما تفضل هي دور عشيقة لرجل متزوج، أما نسرين المسلمة فعليها أن تخرج من ورطة، فقبل أيام من زواجها، تحتاج إلى عملية جراحية كي تستعيد بكرتها الضائعة في لحظة حب سابق. زميلتهم الثالثة في صالون الحلاقة ريما، تواجه هي الأخرى مشكلة تتمثل في التسامح مع ميولاتها الجنسية المثلية، أما جمال العانس، فتحاول أن تكذب على نفسها وعلى المجتمع بصغر سنها، تخترع أكاذيب لتحقيق هدفها. الجارة روز تعيش مشكلتين، الأولى مع أختها إيللي الفاقدة لقدرات كبيرة من عقلها، ثم مع نفسها بعد أن بدأ قلبها ينبض من جديد لما التقت أحد الزبناء. نساء نادين لبكي يواجهن قدرهن بأنفسهن، فلا أحد سيحل لهن مشاكلهن، غير مساعدتهن لبعضهن البعض. تبدو الشخصيات شبيهة بلبنان، صراعات خارجية تتحكم في مصائر الشخصيات.
صراعات لم تفتعلنها، بل فرضت عليهن. لكن تحديهن كان أقوى وعزيمتهن أكبر، فلن، كل حسب استطاعتها، ما صبون إليه. في هذا المجتمع النسائي يغيب الرجل، حضوره يقتصر على عشيق خائن لزوجته ومتنكر لحبيبته، المخرجة لم تكشف عن وجهه، وظل نكرة، كما يحضر الرجل من خلال الشرطي الذي يبدي إعجابا بليال، بالإضافة إلى شخصية الأجنبي الذي يسعى إلى تفادي ما فاته وبناء علاقة حب مع الخياطة روز، بالإضافة إلى شخصيات رجالية أخرى. لكن هؤلاء الرجال لن يحلوا مشاكل النساء، وإن كان بعضهم سبب هذه المشاكل. فيلم "بنات سكر" أو "كاراميل" كما أطلق عليه بالفرنسية، يقحم المشاهد في عوالم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار. الممثلة ليال كانت أشبه ببينيلوب كروز في فيلم ألمودوفار الأخير "فولفير"، كما أن شخصيات الخياطة روز شديدة الشبه بشخصيات هذا المخرج الإسباني العاشق للنساء، المخرجة، لم تتعامل بنفس الرقة مع شخصيات فيلمها، وهذا أمر يبدو مقبولا، فهو أول فيلم سينمائي، طريقة لعب بعض الممثلات، رغم عفويتهن، ساهمت في التأثير على إيقاع الفيلم في بعض الأحيان. أما الرجل البطل الوحيد في فيلم "الدركي" فله تقاطعات مع الممثل الإيطالي مارشيلو ماستروياني، ليس على مستوى الشكل، لكن طريقة لعب هذا الممثل الذي كان أداؤه في المستوى، لتقليد النجم السينمائي الإيطالي الكبير. المخرجة لم تكتف بالإخراج وكتابة السيناريو بمعية جيهان حجيلي وروندي حداد، بل لعبت دور البطولة من خلال تقمص شخصية "ليال". تبدو تلك المشاركة توقيعا آخر من المخرجة على هذا الفيلم، توقيع تؤكد من خلاله أنها ورغم شهرتها في إخراج الفيديو كليبات، إلا أن حبها الأول للسينما.
حتى ولم تنل المخرجة أية حائزة في هذا المهرجان، فإنها كشفت عن ميلاد مخرجة سينمائية لها حساسية كبيرة لموضوع المرأة. أفلامها المقبلة ستكشف عن هذه المخرجة الجميلة والملتزمة.