السينما

حرب الشيشان في مكان ما وروسيا إمرأة عجوز!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد موسى من كان: لا يعرف تمامًا سبب غضب صيحات الإستهجان القليلة التي صدرت بعد نهاية الفيلم الروسي (ألكسندارا) والذي عرض اليوم في مسابقة الأفلام الرئيسة في المهرجان السينمائي. من الصعب معرفة إذا كان من صرخ، لم يعجبه في أن يقدم مخرج روسي شبه اعتذار عن بلده وحربها في الشيشان، أو أن الغضب كانبسبب الفيلم الذيلم "يشجب" بما فيه الكفاية حرب الشيشان والأشياء التي قام بهاالجيش الروسي في الشيشان.
على العموم صرخات عدم الرضا كانت قليلة جدًا، ولا تعادل صرخات الأعجاب من من جمهور المسرح الرئيس في كان هذا الصباح، الفيلم هو من يجعل مهرجان كان أفضل مهرجان سينمائي في العالم، سينما شديدة التميز ومخرج روسي كبير لا يخشى الدخول وتعرية التابو الشيشاني.
فيلم "ألكسندرا" هو فيلم عن الحرب، لكننا لا نرى الحرب أبدًا في الفيلم، علىالرغم من أن ظلها الشديد الثقل موجود في كل مشهد من مشاهد الفيلم، الحرب لا تظهر في معارك أو خراب بصري كبير، بل بأثر متكثف قاس ٍعلى أطراف الحرب من الجيش الروسي والشيشان.

من فيلم ألكاسندرافيلم المخرج الروسي ألكسندر سوكدروف، هوعن زيارة جدة روسية لحفيدها الذي يخدم الحرب في الشيشان. السيدة العجوز التي تذهب إلى زيارة حفيدها الضابط في الجيش الروسي لا تقطع فقط الطريق الطويل من بيتها الروسي إلى الشيشان حيث معسكر حفيدها، بل تقطع ما تبقى من الطريق الروسي المنهك، روسيا العجوز تزور أبناءها لكنها لا تطيبهم أو تمنحهم الأجوبة أو الأمان، هي لا تملك الأجوبة أصلاً بل تتشتت أفكارها في الكثير من التاريخ المتكبر والذكورية الطاغية.

لهاث السيدة العجوز وتعبها الذي ظهر على طول الفيلم في مشاهد متربة صفراء تشبه بدلات الجنود وأسلحتهم،هو تعب روسيا من التاريخ، وكأنالدور لم يعد يناسبها أو يناسب العالم. اللغة التي استخدمتها السيدة الروسية هي لغة الإيدولجيا الغابرة، ولغة الفكر الذي لا يريد أن يرى الأمور على حقيقتها.
بعد أن ينهك التعب السيدة العجوز، تقول إنها تتمنى لو أنها لم تحضر إلى هنا ويكاد هذا ما يلخص الفيلم...


الفيلم ليس متشائمًا أبدًا، فالصداقة التي عقدتها السيدة الروسية العجوز مع سيدة شيشانية هي شيء إيجابي وباعث للأمل، في أحد مشاهد الفيلم تأخذ السيدة الشيشانية العجوز الروسية إلى بيتها بعد أن شعرت العجوز الروسية بالتعب، السيدتان تمران بخراب الحرب من بيوت مهدمة وأطلال حياة انتهت. لا يبدو أن السيدة الشيشانية تحمل الكثير من الكره للروس، على الرغم من أن الحرب قد قتلت أكثر من نصف عائلتها. فالعجوز الروسية تردد أكثر من مرة في حوارها مع السيدة الشيشانية أن الأمور ليست بسيطة... ليست بسيطة، هل الأمور هيليست بسيطة حقًا؟
ترجع السيدة الروسية المسنة الى بيتها في روسيا، صديقاتها الشيشانيات يودعـنها إلى القطار، السيدة الشيشانية تبدو وكأنها لاتصدق دعوة روسية الصادقة الى زيارتها في بيتها. إذينتهي الفيلم في قطار للجنود يأخذ العجوز الروسية معه إلى بيتها...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف