السينما

الوثائقيات العربية، المضامين و العراقيل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيهاب الشاوش من تونس:رغم طفرة الأفلام الوثائقية، في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة و التي بدأت تتوج بظهور قنوات متخصصة، و مهرجانات و دورات تدريبية، إلا ان وضع الفيلم الوثائقي، لم يرتق بعد الى مستوى، نظيره، في الغرب. سواء من حيث الشكل أو المضمون. و قد ساهمت عديد العقبات في "تخلف"، الفيلم الوثائقي العربي، منها ما هو متعلق بغياب ثقافة الوثائقي، و منها ما هو مرتبط بالمناخ السياسي او بغياب الدعم الحكومي لهذا الجنس، الحديث على المجتمعات العربية. و ما زال المشاهد العربي يفتقد إلى قنوات متخصصة، و أفلام تخاطب همومه و مشاغله، على غرار ما يقدم في قناة"arte" او "tv5" الدولية او أخرى تهتم بالطبيعة مثل قناة " ناشيونال جيوغرافيك و بلانيت...
الملتقى الذي نظم على هامش الدورة 13 للمهرجان العربي للإذاعة و التلفزيون في تونس، و تحت عنوان" في سبيل النهوض بصناعة الوثائقيات العربية"، تناول قضية مضامين الفيلم الوثائقي العربي، إلى جانب، العقبات و المشاكل التي تواجهه.

من الفلم الوثائقي الخادمات الصغيرات
واقع الأشرطة الوثائقية العربية:

تقول المنتجة التونسية، هاجر بن نصر، في مداخلتها" ان الفترة التي سبقت العولمة اتسمت بغياب يكاد يكون تاما للأشرطة الوثائقية في القنوات العربية ما عدا ما يقع استيراده من دول أوروبا و أميركا من أشرطة تتم دبلجتها. و هذه الأشرطة تتناول في أغلبها، مواضيع اقتصادية او بيئية. تغيب فيها خصوصيات بيئتنا العربية. و لا تعكس واقعنا و لا تطرح مشاكلنا و لا تهتم بمشاغل المواطن العربي".
اما بشأن، مضامين الوثائقيات العربية، بعد العولمة، تشير المنتجة التونسية إلى ان التطورات التي أحدثتها العولمة، في كل المجالات، كان من المفترض ان تدفع مؤسسات الإنتاج العربية الى تطوير مضامينها، و تنويعها للتأقلم مع هذا الوضع الجديد، مثل البطالة و رصد اهتمامات الشباب و تعامله مع التكنولوجيات العصرية، و خاصة منها ما يتعلق بوسائل الاتصال الحديثة و التحسيس بمشاكل البيئة و التلوث و ندرة المياه، و عدة مواضيع أخرى هامة لها انعكاس مباشر على المواطن و المشاهد العربي أينما كان.
و تورد هاجر بن نصر بعد الإحصائيات تعكس قلة اهتمام التلفزيونات العربية بالفيلم الوثائقي. فاليمن لا تخصص سوى 30 ساعة بث سنويا للوثائقيات، و المغرب 62 ساعة و السعودية 50 ساعة و السودان 212 ساعة.

تزايد الإهتمام بالمادة الوثائقية:

أسباب الاهتمام، عديدة كما تؤكد على ذلك مخرجة الأفلام الوثاقية، المصرية هالة جلال، أهمها تنامي الوعي بأهمية الصورة الحقيقية، و الدور الذي تلعبه، بداية من إشباع الفضول الإنساني وصولا الى عمل أرشيف و ذاكرة للأفراد و المجتمعات كما الأمم.
و تضيف هالة جلال" و هذا الوعي بأهمية الصورة الحقيقية خلق في العالم كله اهتمام بالوثائقي، في كل أشكاله. فشركات الإنتاج السينمائية تنتج أفلاما تسجيلية، و المهرجانات الكبرى مثل "كان" تمنح الفيلم الوثائقي فرصة للتسابق مع الروائي...

العوائق التي تحول دون تطوير مضمون الوثائقيات العربية:

يعتبر العاملون في مجال الفيلم الوثائقي ان هذا الجنس، يعاني من أزمة دعم و إنتاج و توزيع، و غياب المناخ السياسي و الثقافي الذي يسمح بازدهار الوثائقيات.
الياس بكار، المخرج التونسي الشاب، يقول لإيلاف" ثلاث نقاط تنقص الوثائقيات. اولا القنوات التلفزيونية، لا تعطي مساحة مهمة للفيلم الوثائقي. ثانيا لا يمكن ان يكون الإنتاج عشوائيا، بل يجب إرساء خطة واضحة، فالوثائقي هو رؤية إخراجية و كتابة و هو ليس ريبورتاجا. كما يدعو المخرج التونسي الى اعادة تاهيل العاملين في المجال الوثائقي، و إعطاء حرية أكثر للمخرج. وهو حسب رأيه ما سيمكن من تواجد جميع الأجناس الوثائقية".
و تحدث اسعد طه، صحفي الجزيرة، عن نقص الكفاءات و ضعف الميزانيات المرصودة من قبل الهيئات و المؤسسات العربية لشراء و تبني الأعمال الوثائقية، هذا الى جانب ضعف الحريات و الرقابة و الرقابة الذاتية.

عوائق موضوعية:

و ترصد المنتجة التونسية هاجر بن نصر اهم عوائق و مشاكل الفيلم الوثائقي العربي، اذ ترى ان جل التلفزيونات العربية لم تقتنع تماما حتى الآن بأهمية الأشرطة الوثائقية. لذلك فهي لا تقبل و لا تشجع على إنتاجها إضافة لوجود صعوبات في ترويجها. و تضيف بن نصر" يمكن القول انه ليس هناك ثقافة للفيلم الوثائقي في العالم العربي حتى الآن لأنها مصدر خوف او إزعاج. لذلك فهي لا تحظى بأي اهتمام. و تبعا لذلك لا تخصص لها التمويلات اللازمة و لا تؤخذ بعين الإعتبار عند إعداد الميزانيات و لا يقرأ لها حساب في مخططات الإنتاج".
و تقول المخرجة المصرية هالة جلال" أما في عالمنا العربي، فهناك غياب للوعي بأهمية المادة الوثائقية لدى القيادات الإعلامية، و غياب للسياسات التي تدعم إنتاجها و توزيعها. ما ادى الى ما يشبه اختفاء هذه المادة التسجيلية من على الشاشات العربية، حتى ظهور قناة الجزيرة".

iheb_ch@yahoo.fr


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف