السينما

المخرج لموريتاني سيساكو يدخل المستشفى بعد مشاركته في كان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أشهر مخرج إفريقي ينتمي لبلد لا يصنع السينما
فازت أفلامه بعدة جوائز واختير ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان مرتين


سكينة اصنيب من نواكشوط:أصيب المخرج الموريتاني الشهير عبد الرحمن سيساكو بوعكة صحية في باريس التي زارها مؤخرا حيث تم اختياره عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان في دورته الستين. ونقل سيساكو (46 عاما) على الفور الى المستشفى ومازال يخضع لفحوص طبية لتشخص مرضه.
وتقول مصادر متطابقة أن سيساكو لا يزال فاقدا الوعي، ويخضع للعلاج داخل غرفة العناية المركزة بأحد مستشفيات باريس. وكان المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو قد تم اختياره عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان الدولي، وشكل اختياره في الاحتفالية الستينية للمهرجان المشاركة العربية الوحيدة، كما كرمه مهرجان روتردام الدولي للسينما في دورته السادسة والثلاثون التي أقيمت في يناير (كانون الثاني) الماضي، وعرض له ستة من أشهر أفلام.
ويعد سيساكو من أهم وأشهر المخرجين الأفارقة، ورغم أن بلده موريتانيا لا تملك صناعة سينمائية إلا أن سيساكو استطاع حفر اسمها في عالم الفن السابع، ورفض حمل جنسية أخرى غير الجنسية الموريتانية رغم أنه تلقى عروضا كثيرا من دول أوربية وافريقية.
وقد برز سيساكو في الساحة السينمائية الافريقية ككاتب ومخرج من خلال أفلام عالجت الهجرة، والبطالة، والمرض، والعولمة وديون العالم الثالث ومعاناة الدول الافريقية من العسكر، وقال حين سئل عن سر تميز المواضيع التي يعالج في أعماله قال سيساكو انه ليس على المخرج أن يختار بين المواضيع وإنما عليه أن يعطي صورة عن الواقع كما هو.

عبد الرحمن سيساكو وقد اختير عضوا في لجنة تحكيم مهرجان برلين قبل عامين، ثم اختاره مهرجان كان ليرأس لجنة تحكيم قسم "نظرة خاصة" عام 2004 وقد عرض له في عام 2003 بنفس القسم فيلمه الشهير "في انتظار السعادة" وفاز بجائزة النقاد "الفيبرسكي"، كما شارك كعضو في لجنة تحكيم مهرجان المغرب العربي للسينما.
وكان سيساكو على موعد مع النجاح والتألق في فيلمه الشهير "في انتظار السعادة" (انتاج 2002) حيث فاز الفيلم الذي كتبه وأخرجه سيساكو بالجائزة الكبرى للمهرجان السادس للسينما العربية بباريس، وجائزة النقاد لمهرجان كان، وجائزة الإخراج الأولى بأكبر مهرجان افريقي وهو "مهرجان افريقيا السينمائي" في دورته الثامنة عشر.
وبعد فيلم "في انتظار السعادة" الذي صور بمدينة نواذيبو الموريتانية، أخرج سيساكو فيلم "باماكو" الذي صور بمالي ويلخص فيلم باماكو (انتاج 2006) الذي كتبه وأخرجه سيساكو واقع القارة الإفريقية الواقعة بين فكّي التّداين والإصلاح الهيكلي، وفي مواجهة هذه المأساة، يقيم ممثلون من المجتمع المدني محاكمة للهيئات النّقديّة العالميّة. وتجري المحاكمة في باماكو (عاصمة مالي) في ساحة أحد المنازل بين السكّان المنشغلين بأمورهم والمهتمّين أحيانا بفصول المحاكمة واللامبالين أحيانا أخرى.
وحاول سيساكو من خلال هذا الفيلم الذي عرض في دبي ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي الأخير نقل معاناة الأفارقة بسبب الاصلاح الهيكلي الذي تفرضه المؤسسات المالية الكبرى على الدول النامية، حيث تعتبر هذه المحاكمة الفريدة من نوعها مواجهة بين المجتمع المدني في الدول الأكثر فقرا من جهة وبين مؤسسات النقد الدولي ممثلة في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية من جهة أخرى.
ولد عبد الرحمن ولد محمد يحي الشهير بسيساكو (أو سيساغو كما يحلوا للأفارقة تسميته) في مدينة كيفه الموريتانية (وسط) عام 1961، غير أنه أمضى طفولته في دولة مالي المجاورة وعاد لفترة وجيزة إلى موريتانيا عام 1980 وحصل على منحة دراسية بموسكو وتخصص في دراسة الفن السينمائي في معهد "في جي آي كيه" السينمائي الشهير بين عامي 1983و 1989.
بعد سنوات من الدراسة أخرج سيساكو أول أعماله "اللعبة" (1989) كمشروع للتخرج تم تصويره في تركمانستان ويحكي قصة الحرب من خلال لعبة أطفال يقضي معهم والدهم عطلته الأسبوعية قبل أن يعود لجبهة الحرب. وأشاد النقاد بهذا الفيلم واختير في مهرجان كان السينمائي وعرض ضمن فعاليات المهرجان في قسم "نظرة ما".
ثم أخرج فيلمه الثاني "أكتوبر" (1993) ويحكي الفيلم قصة شاب أفريقي "ادريسا" يستعد للرحيل عن موسكو وعن حبيبته الحامل والحائر بين الاحتفاظ بالجنين الذي تكرهه عائلتها لأنه من زنجي وبين الإجهاض الذي يمحو علاقة بكاملها، وقد حصل الفيلم على العديد من الجوائز في مهرجانات كان وبلفور، وقرطاج.
وفي عام 1994 أخرج سيساكو فيلمه الثالث "الجمل والعصا المترنحة" وهو عن إحدى قصص جان لافونتان، ثم الفيلم الرابع "صابريا" (1996) صور في صحراء تونس ويحكي قصة صديقين يمضيان كل الوقت في "لعبة الطاولة" قبل مجيء إحدى الفتيات التي تغير حياتهما، وقد حصل على جائزة "لا موسترا دوفنيس".
وأخرج فيلمه الخامس "من روستوف إلى لواندا" (1997) الذي يحكي قصة سفر مخرج يبحث عن صديقه الذي انقطعت عنه أخباره حينما عاد إلى وطنه أنكولا التي مزقتها الحرب والشريط يبين آثار هذه الحرب دون أن يصورها مباشرة، و قد حصل على جوائز في كل من مهرجان ميلان ولادوكمانتا دوكاسل ولافيسير ليدوك في مرسيليا.
كما حصل فيلمه السادس "الحياة على الأرض" (1998) وهو الفيلم يخلط الشعر بالسياسة على العديد من الجوائز في مهرجان كان، وتورنتو، وساندانس، ونيويورك، وقرطاج، وفسباكو في واغاداغو وفريبورغ، وميلان وبلفور.
وأسس سيساكو عام 1998 شركة إنتاج للأفلام الوثائقية والخيالية هي "ديو فيلم" التي أنتجت منذ إنشائها عددا من الانتاجات منها، كما أسس دارا للإنتاج في باريس تحمل اسم "شنقيط فيلم" وقد أنتجت هذا الدار أفلاما لمخرجين أفارقة من السنغال وتشاد والبنين ولآخرين من أرمينيا وإيران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف