السينما

الوجة الآخر للفلسطنين في فيلم وثائقي فرنسي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رام الله- علي صوافطة:"ليس هذا بسلاح" فيلم وثائقي لمخرج ومخرجة من فرنسا يحاولان من خلاله اظهار الوجه الاخر لحياة الفلسطينيين بعيدا عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من خلال التركيز على الحياة الثقافية.قالت هيلينا كونتيل المخرجة الفرنسية الشابة بعد عرض الفيلم مساء الخميس في المركز الثقافي الفرنسي الالماني في رام الله بالضفة الغربية والذي اخرجته الى جانب زميلها المخرج الفرنسي بيير دوران لرويترز "هذا اول فيلم اشارك في اخراجه وبما ان فلسطين في قلبي حاولت ان أجعل الناس تشاهد الوجه الاخر للفلسطينيين من خلال هذا الفيلم الذي يتحدث عن تعليم الموسيقى في فلسطين."واضافت "لقد قمنا بالتصوير على مدار ثلاث سنوات للنشاطات الموسيقية في الاراضي الفلسطينية."
ورغم ان الفيلم يحاول تصوير تعليم الموسيقى في المخيمات والمدن والقرى الفلسطينية من خلال مرافقة الموسيقار الفلسطيني الشاب (رمزي ابو رضوان) من مخيم الامعري في رام الله وزملائه الاجانب من فرنسا والمانيا في جولاتهم في عدد من المدن الفلسطينية ومخيماتها لاقامة ورش العمل لتعليم الموسيقى الا ان اثار الاحتلال تبدو واضحة في هذا الفيلم من الحواجز العسكرية والجدار العازل واعمال الهدم وانتشار الجنود في المدن الفلسطينية.

وقالت كونتيل "لا يمكنك ان تصور فيلما في فلسطين وان تفرض مشاهد الاحتلال نفسها ومع ان رسالة فيلمنا عن الموسيقى في فلسطين وان هناك من يريد ان يتعلم الموسيقى وكما شاهدت كان الاحتلال دائما موجودا."وعلقت كونتيل على ضحك الجمهور على بعض المشاهد عندما كان يحاول اعضاء الفرق الموسيقية الالتفاف على الحواجز او السير الى جانب الجدار قائلة "عندما شاهد الجمهور في فرنسا هذه المقاطع كان يصرخ من الحزن على المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني."ويترك الفيلم المجال واسعا للاطفال للتعبير عن انفسهم في مشاهد تعكس اثر العنف على تفكيرهم فعندما تسال فتاة لاتتجاوز العشر سنوات ماذا تريد ان تصبح عندما تكبر تقول مدرسة وعندما تسألها لماذا تقول لتضرب الطالبات.
ويخصص الفيلم مساحة واسعة لفتى فلسطيني اسمه (عدي خطيب) قال ان عمره اربعة عشر عاما ولكنه يبدو اضغر من ذلك بكثير لصغر حجمه وعندما طلب منه ان يغني غنى بصوت جميل أغاني تتحدث عن الاحتلال وعن المعاناة.


وكان هذا الفتى بمثابة اكتشاف من قبل الموسيقار رمزي وزملائه فانتقل هذا الشاب من الغناء في مخيم الفوار في بيت لحم الى احياء حفلات فنية في القدس وبيت لحم وبعد ذلك في باريس ليعتمر الكوفية الفلسطينية ويغني لفلسطين وقد شارك مؤخرا في احياء حفلات في دبي.
وتدافع كونتيل عن مشهد في الفيلم يحاول فيه رجل يظهر بلحية بيضاء ان يمنع اطفال من تعلم الموسيقى ويخاطبهم قائلا "ألستم مسلمين" ويبدأ باخراجهم وقالت "لم اقصد الاساءة الى الاسلام ولكن هذا ما حدث ورأيت مسلمين كثيرين يسمعون الموسيقى ولكن هذا جزء من المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني."
وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حاضرا في هذا الفيلم الوثائقي عندما استقبل فرقة موسيقية قدمت امامه معزوفة موسيقية لفرقة كانت تتنقل بين المدن والمخيمات الفلسطينية وقد التقط جميع اعضاء الفرقة صورا تذكارية مع عرفات الذي تمنى لهم رحلة موفقة في الاراضي الفلسطينية.
ويعكس هذا الفيلم طبيعة المرحلة التي صور فيها في الأعوام من 2003 حتى 2005 والتي شهدت مواجهات دموية بين الفلسطينيين والاسرائيليين كادت أن تودي بحياة عدد من الموسيقيين بينما كانوا في طريقهم الى جنين حيث تعرضوا لاطلاق نار من مقاتلين فلسطينيين باتجاههم ظنا منهم انهم وحدات اسرائيلية خاصة تحاول الدخول الى مخيم جنين في الوقت الذي كانوا متوجهين فيه للترفيه عن اطفال مخيم جنين.
ويصور الفيلم جزءا من مراحل ترميم مبنى قديم في مدينة رام الله حول الى (مركز الكمنجاتي) والذي اعادت الموسيقى الحياة اليه ويتعلم فيه مئات الاطفال الموسيقى اضافة الى انشائه مدرسة متنقلة لتعليم الاطفال في المخيمات الفلسطينية الموسيقى ليحقق بذلك الموسيقار رمزي ابو رضوان حلمه باقامة مدرسة لتعليم الموسيقى لكل الاطفال الفلسطينيين.

وقالت كونتيل "اتمنى لو اتمكن من عرض الفيلم في مدن اسرائيلية ليشاهد الاسرائيليون الوجه الاخر لحياة الفلسطينيين مع اني ساعرضه غدا في الناصرة وهناك الكثيرون الذين يعتقدون ان الاوضاع في الاراضي الفلسطينية قتل ودمار فقط."
وقال سائد كرزون عازف العود في مركز الكمنجاتي لتعليم الموسيقى الذي يظهر اكثر من مرة في الفيلم لرويترز "الموسيقى سلاح للحياة والثقافة والابداع وهي لغة العالم وتبين الوجه الاخر لنا نحن الفلسطينيين." وسيستمر عرض هذا الفيلم في العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بعد عرضه في عدد من الدول الاوروبية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف