السينما

فلم 45 يوم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الغموض يكتنف كل شيء

محمد عبد العزيز- القاهرة:قد تكون الأفلام المصرية المعتمدة على الإثارة والغموض قليلة العدد أمام طوفان الأفلام الكوميدية وأفلام الوجوه الجديدة، والسبب في ذلك يرجع إلى صعوبة كتابة سيناريو معقد وله حل في نفس الوقت يقنع المشاهد بأنه منطقي، وهنا تكمن الصعوبة حيث عادة ما تصاب هذه النوعية من الأفلام في مقتل إذا لم يكن الحل منطقي.

ملصق الفيلم

فيلم 45 يوم من هذه النوعية من الأفلام التي يكتنفها الغموض والإثارة والبحث عن الحقيقة والأسباب طوال الفيلم، فهذا هو الشاب أحمد عز الذي يقوم بدوره (أحمد الفيشاوي) معترف بأنه قام بقتل والديه (عزت أبو عوف وغادة عبد الرازق) والأسباب مجهولة، تضطر المحكمة إلى تحويله إلى مصحة عقلية للتأكد من سلامة قواه العقلية، والمدة الزمنية 45 يوم فقط، فإذا ثبت أن عقله سليم فسوف يعدم، يبدأ من هنا الفيلم مع بداية رحلة الطبيب النفسي (هشام سليم) لمعرفة حالة هذا الشاب، الفيلم في الغالب يعتمد على تقنية الفلاش باك في سرد أحداث الفيلم، وإلقاء الضوء على قدر العذاب الذي كان يعانيه الابن من معاملة الأب القاسية، وإن كانت هذه المعاملة غير منطقية ويصعب تصديق التفسير الذي قاله الأب في نهاية الفيلم بأنه يريد أن يربي ابنه على الرجولة، ولكن هل تربية الرجل تجعل الأب يمنع ابنه من الالتحاق بأشهر أكاديمية للطيران في أمريكا؟! ظلت هذه المعاملة مثار تساؤل وغموض طوال أحداث الفيلم، بل أصبحت أكثر غموضا من عقد الفيلم نفسها، أضف إلى ذلك أن هذا الابن الوحيد مع أخته للأب صاحب الثراء الفاحش -وهو غير مبرر أيضا ولم نعرف مصدر ثروته هذه- وهو سبب أدعى لأن يعامله بطريقة أفضل، وليس ما حدث في الفيلم من تفرقة في المعاملة بينه وبين أخته.

من الفيلم يعتمد سيناريو الفيلم على فكرة شك الزوج في زوجته، ولكن السيناريست (محمد حفظي) لم يجهد نفسه بوضع تفسير لهذا الشك، بل كنا موقنين طوال أحداث الفيلم أن هذه الأم شريفة وعفيفة ولم نعرف من أين جاء هذا الشك، حتى إن الفرصة كانت أمامه للتفسير في مشاهد الفلاش باك التي توضح معاملة الأب لابنه منذ الطفولة ولكنه لم يستغلها، أضف إلى اللامنطقية أمر آخر وهو أن الأب الذي من المفترض أنه يعمل طيارا لم يغادر المنزل طوال أحداث الفيلم !!
هذه النقاط وغيرها كانت السبب في خروج الفيلم بعيدا عن المنطقية التي يقوم نجاح هذه النوعية من الأفلام عليها، وإن كان أداء بطل الفيلم أحمد الفيشاوي كان متطورا بشكل ملحوظ عن الفيلمين السابقين، وأظهر موهبة جيدة وخاصة أن الشخصية التي كان يؤديها صعبة وتحمل الكثير من الغموض والتطورات والتي أجاد الفيشاوي في التعبير عنها، كذلك فإن غادة عبد الرازق والتي قامت بدور الأم تغلبت على العيوب العديدة في رسم الشخصية في السيناريو عن طريق أداء راق أنسانا أن نبحث عن جذور هذه الشخصية، أما عزت أبو عوف فلم يستطع فهم الشخصية مثلنا فخرج أدائه كاريكاتوريا بانفعالات مبالغ فيها ولم يستطع أن يمسك بمفاتيح شخصيته.
أكثر من استفاد بهذا الفيلم هو مخرجه أحمد يسري في أول ظهور له، فرغم أنه يتحمل عيوب السيناريو لأنه اختاره ولم يستطع أن يمنطقه، إلا أنه نجح في فرض شخصيته وأسلوبه على الفيلم، فثبت لدينا ملامح مخرج موهوب يتوقع له مستقبل كبير في المجال السينمائي.


قصة الفيلم : شاب يعترف بقتل والديه ويحكم عليه بالإعدام ولكن يتم تحويله إلى مصحة نفسية للتأكد من سلامة قواه العقلية

معلومات عن الفيلم

إخراج :أحمد يسري


قصة:أحمد يسري - صلاح شكري سرحان
سيناريو وحوار:محمد حفظي

إنتاج:مصري - الشركة العربية للإنتاج والتوزيع
سنة الإنتاج : 2006

بطولة :أحمد الفيشاوي، عزت أبو عوف، غادة عبد الرازق، هشام سليم
نوع الفيلم :إثارة بوليسي

طول الفيلم :110 دقيقة

الفيلم صالح للمشاهدة لفئة PG-13

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف