أنا أول من خرج من الإستديوهات و نزلت إلى الكهوف.
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لقاء مع المنتجة التونسية هاجر بن نصر
-أعتبر هذه الأفلام أحسن ردّ على من يزعمون أن المرأة لا تصلح إلا للقيام بشؤون البيت وتربية الأبناء.
- هذا النوع من الأشرطة لم يجد حظه في التلفزات العربية.
إيهاب الشاوش من تونس:المنتجة التونسية، هاجر بن نصر، صاحبة الفيلم الوثائقي،"عبد الرحمان ابن خلدون، المتوج في الدورة 13 للمهرجان العربي للإذاعة و التلفزيون، بالجائزة، الأولى، من اول المنتجين التونسيين الذين اختصوا في الفيلم الوثائقي. رغم صعوبة هذا الجنس، سواء في طريقة إنجازه او في ترويجه. لكن هاجر بن النصر المرأة المفعمة بالحيوية، المحبة للمغامرة و التجديد، راهنت على الفيلم الوثائقي، و انتجت العديد منها. و لها عديد الأعمال حول البئية و المرأة و الطفولة، الى جانب آخر أعمالها، حول العلامة ابن خلدون. عن حبها للفيلم الوثائقي. و أعمالها، كان هذا اللقاء مع ايلاف.
بداية لو نتحدث، عن سبب اهتمامك بالفيلم الوثائقي؟
-دراستي الأصلية كانت الحقوق غير أن العمل الإعلامي عموما والتلفزيوني بصفة خاصّة، مثل هاجسا كبيرا على امتداد حياتي الدراسية. فتفرغت لدراسة الصحافة، وبعد نجاحي قررت اقتحام التجربة والتوجّه إلى كل ما له علاقة بالصورة. و كان اختياري للوثائقي نابعا من قناعة بداخلي تتمثل في أن الذي سأقدّمه للجمهور، يجب أن يحمل رسالة، وإضافة ويكون صالحا لكل زمان ومكان. فالفيلم الوثائقي يضمن للمشاهد الإضافة ويسمو به نحو الأفضل ويوفر له المتعة ويحلق به في آفاق رحبة.
لمذا راهنت على الفيلم الوثائقي، رغم علمك ان هدا الجنس ما زال يتحسس طريقه في سوق الأفلام العربية؟
أعتقد أن هذا النوع من الأشرطة لم يجد حظه في التلفزات العربية. و لسنوات طوال ظل الفيلم الوثائقي يعاني من التهميش. لكن ما لمسته في السنوات الأخيرة، هو اتجاه لرد الاعتبار لهذا الجنس من الأفلام. و العديد من المهرجانات أصبحت الآن تخصص حيزا هما للفيلم الوثائقي. الى جانب بروز قنوات متخصصة.
ما رأيك في تزايد الاهتمام بالفلم الوثائقي في تونس؟
هناك اتجاه كبير في شركات الإنتاج لإنجاز الأفلام الوثائقية. و هذا أمر جيد. و لا يقتصر الأمر على القطاع الخاص. بل العمومي أيضا. افلام عديدة انجزت، في تونس خلال السنوات الأخيرة، و كلها مختلفة عن بعض.
هل يمكن اليوم ان نتحدث عن تيارات فنية في الفيلم الوثائقي التونسي؟
ليست تيارات بالمعنى العام. هناك اتجاهات مختلفة. لأن الفيلم الوثائقي لا ينحصر في فكرة او شكل معين.فالواقع هو مغذي الفيلم الوثائقي. لذلك فإن لكل منتج او مخرج طريقة طرح معينة. تختلف عن الآخر. و هذا مصدر ثراء الفيلم الوثائقي
بعد سلسلة من الأفلام حول البيئة و المرأة. اخترت ابن خلدون. يعني هناك تغير في الشكل و المضمون. الا ترين ان العمل حول علامة في حجم ابن خلدون يعد، مجازفة؟
في الواقع، العمل لم يكن سهلا. استغرق التحضير قرابة السنة. و قمنا بكتابة السيناريو مرتين. و عملنا جاهدا من اجل جمع المادة التاريخية و توثيقها. و في كل ذلك كنا نعتمد بالأساس على أنفسنا. لكنني تحديت كل هذه الصعاب. و أردت إنتاج مادة توثيقية مصورة و ليست مكتوبة. كما أن إنجاز الفيلم تم خلال سنة احتفال تونس بالمائوية السادسة لذكرى وفاة ابن خلدون. و حتى تكون الشخصية سهلة الهضم، و يشد الفيلم المتفرج و لا تكون مادة تاريخية بحتة. كان الفيلم وثائقي-روائي.
ما هي الرسالة التي اردت إبلاغها من خلال اهتمامك بالمرأة، في العديد من أفلامك؟
لقد اخترت التحسيس بمكانة المرأة التونسية خاصّة والعربية عامّة، ونضالها في سبيل المساهمة في نهضة ورقي أمتها. وفي رصيدي مجموعة من الأشرطة أبرزت تألق المرأة في عدّة مجالات نذكر منها "امرأة من كيرانيس" ويروي هذا الشريط مسيرة امرأة من جزيرة قرقنة بالبلاد التونسية، امرأة مكافحة ومتحدية لمصاعب الحياة والتقاليد في مجال الصيد البحري، إنها مثال المرأة العصامية كواحدة من آلاف التونسيات اللائي تفخر وتزخر بهن تونس. وشريط "عائدة عبق الماضي وإشراق الحاضر" الذي يعني بقصة امرأة تونسية شابة مهندسة في الإعلامية دخلت ميدان صناعة الشاشية باعتبارها وريثة أمين هذه الصناعة السابق، فطوّرت العمل بفضل تمكنها من العلم الحديث وفتحت أسواقا جديدة خارجية باستعمال تكنولوجيات الاتصال العصية. وهكذا استطاعت هذه التونسية كغيرها من بنات وطنها إحداث وصنع معادلة صعبة ألا وهي تحقيق التوازن بين الأصالة والحداثة.
وشريط "أنامل الخير" الذي يعنى بقصة شابة تونسية وظفت العلم الحديث لتطوير فلاحة والدها، فأصبحت ضيعتها ضيعة نموذجية تقصدها الوفود الأجنبية وبعض الطلبة المختصين في العلوم الفلاحية للاستفادة من تجاربها المتطوّرة.
وأعتبر هذه الأفلام أحسن ردّ على الافتراءات المغرضة التي تبث عبر بعض وسائل الإعلام التي عادة ما تقدّم صورة متدنية وغير حقيقية عن أوضاع المرأة العربية. وكذلك على من يزعمون أن المرأة لا تصلح إلا للقيام بشؤون البيت وتربية الأبناء.
في الحديث عن المرأة، أين تضعين مكانة المبدعات في تونس ؟
من البديهي ودون مبالغة أو أي شيء آخر ما بلغته المرأة التونسية وخاصّة المبدعات لم يعد محل شك. فهي تتصدر مثيلاتها في العالم العربي وتتألق في كل المجالات سواء في تحمل المسؤوليات العليا ومواقع اتخاذ القرار. بفضل ما بلغته من مستوى علمي وثقافي متميّز ورفيع يضاهي مستوى المرأة في البلدان الغربية وربما يفوته في بعض المجالات.
في شريطك "جبل السرج مغارة المنجم"، لمسنا ارادة في التجديد و المغامرة. لو تحدثينا عن هذه المغامرة؟
أنا أول من خرج من الاستوديوهات و نزلت إلى أعماق الكهوف. هناك مغامرة وروح تجديد. ففي شريط "جبل السرج مغارة المنجم"، نزلت كمنتجة رفقة فريق التصوير إلى عمق 120 مترا في باطن الأرض. وفي عمق جبل السرج بالوسلاتية من ولاية القيروان. وتمكنا من تصوير مناظر ومشاهد رائعة. و قد لا يصدق الكثيرون ان هذه المشاهد موجودة تونس الجميلة.
هل هناك مشاريع بصدد الإنجاز؟
كما تعلمون حصلت شركتي مؤخرا على الجائزة الأولى من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون عن شريط "عبد الرحمان ابن خلدون" وهو ما يعطيني دفعا وحماسا وفي نفس الوقت واجبا للارتقاء بعملي نحو الأفضل والأجود.
انا الآن بصدد إعداد وإنجاز مجموعة من الأشرطة عن عدّة أعلام تونس وعلماء من البلدان العربية قدّموا انجازات كبيرة للعالم في الطب والعلوم والفقه وهم محل احترام وتقدير من كل البلدان (الإمام ابن سحنون، ابن الجزار، ابن الشباط الرازي والخوارزمي...) وبعض العلماء المعاصرين. وذلك حتى نساهم، في تقديم صورة ناصعة عن حضارتنا وأعلامنا وعلمائنا سواء في الماضي أو الحاضر. هذا إلى جانب شريط عن القيروان باعتبارها عاصمة ثقافية سنة 2008.
iheb_ch@yahoo.fr