قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد عبد العزيز من القاهرة:الأفلام عادة ما يكون لها تصنيف واحد أو تصنيفان على الأكثر، ولكن الفيلمين الأخيرين للسيناريست تامر حبيب غلب عليهما أن يدخلا في أكثر من تصنيف، ففيلمه السابق والذي عرض الصيف الماضي "عن العشق والهوى" انتقد كثيرا لأن به ثلاث قصص يصلحون أن يكونوا أفلاما منفصلة، وفيلمه الأخير "تيمور وشفيقة" مع نفس الأبطال أحمد السقا ومنى زكي يحمل نفس المشكلة.
فيلم تيمور وشفيقة يقسم في التصنيف إلى ثلاثة، الثلث الأول "لايت رومانس"، والثاني "رومانسي كوميدي"، أما الثلث الأخير فغلب عليه طابع الأكشن، وبدا الفيلم بالفعل وكأنه ثلاثة أجزاء منفصلة، الجزء الأول والذي يعتبر تمهيد للفيلم أصابه الكثير من الترهل، وإن كانت الشخصيات قد وضخت أبعادها وأهدافها وطباعها، والعلاقات بسيطة غير معقدة، فتيمور يحب شفيقة وشفيقة تحب تيمور، ولكن الاثنين عادة ما يتشاجران لاختلاف طباع كل منهما، فشفيقة متفوقة وهذا التفوق أعطاها منحة للدراسة في جامعية أجنبية، فأصبح أسلوب حياتها حر غير متزمت، أما تيمور فهو مثال للرجل الشرقي التقليدي والذي تعود على تنفيذ رأيه مهما كان، وزاد الأمر بدخوله كلية الشرطة وتعيينه في حراسة الوزراء.. وبالرغم من هذا الاختلاف إلا أن الأهل والأصدقاء والزملاء والجمهور وعمال الصالة تأكدوا تماما من أن تيمور يحب شفيقة وشفيقة تحب تيمور، ولم يكن هناك أي داع لأن يطول هذا التمهيد لينال ثلث وقت الفيلم تقريبا.
بعد مشاجرة كبيرة بينهما يقرران أن يصبحا أخوة - كأي خناقة عادية بين اثنين يحبان بعضهما - ولكن السيناريست تامر حبيب يحب دائما التأكيد دائما ومن خلال أي شيء على أن تيمور يحب شفيقة وشفيقة تحب تيمور، فقرر أن يعوض ذلك أثناء المشاجرة بالـVOICE OVER وذلك أثناء الثلث الثاني من الفيلم، والذي جاء من أروع ما يكون من حيث إيقاع وسرعة الأحداث، الحوار الرشيق الخفيف، الأداء التمثيلي المختلف من أحمد السقا ومنى زكي ومعهما هالة فاخر ورجاء الجداوي بخفة دم رائعة، حركة كاميرا وزوايا تصوير تتناسب مع كل مشهد، مونتاج مثالي، فهو قد يكون أفضل ثلث فيلم مصري منذ أعوام، حتى إننا نسينا كل العيوب الموجودة في الثلث الأول بعد أن عوضنا الثاني بما فيه الكفاية، فبعد اختلافهما واتفاقهما على أن يكونا أخوة في آخر الثلث الأول، يتم تعيين شفيقة وزيرة لشئون البيئة بعد حصولها على الدكتوراة، وبالطبع يتم تعيين تيمور كرئيس لحرس الوزيرة، مما فجر الكوميديا الخفيفة بينهما، وإن كان هذ الجزء يتشابه مع فيلم "مراتي مدير عام" إلا أننا لا نستطيع أن نقول إنه مسروق، فهو مجرد تشابه في التيمة بينهما.
وكعادة أفلام أحمد السقا الذي يحرص على أن يظهر بهيئة القلب الشجاع في أفلامه، فإن صناع الفيلم لم يتركوا الفيلم يمر دون تدخل من عصابة أجنبية وانفجارات ومطاردات وضرب وأكشن، لا نعرف إذا كان هذا إرضاءا لجمهور السقا أو إرضاءا للسقا نفسه، ففجأة تسافر الوزيرة للمشاركة في مؤتمر دولي وتخطف هناك، وينضم أحمد السقا إلى قافلة فان دام وأرنولد شواريزنجر ويوسف منصور أيضا، ويصارع العصابة ويقتلهم عن بكرة أبيهم وينقذ حبيبته ومن معها قبل انفجار القنابل بـ19 ثانية.. فهو البطل المصري المغوار الذي حارب العصابة ذات الغباء الشديد والتي قررت قتل الثلاثة وزراء مختلفي الجنسية، حتى بعد أن لبت الحكومة طلباتهم، معرضة نفسها لمجابهة ثلاثة أجهزة مخابرات لثلاث دول!!! ولكن لا ننسى فتيمور يحب شفيقة وشفيقة تحب تيمور ويجب أن ينقذها من الأشرار.
المونتير خالد مرعي في أول تجاربه كمخرج يتحمل خطأ وعيوب السيناريو الذي اختاره لخوض أول أفلامه، كما أن مشاهد الأكشن الموجودة خرجت مشابهة في رسمها وحركاتها مع مشاهد الأكشن في فيلم جيمس بوند الأخير "كازينو رويال"، والتقليد لم يأت بالطبع في صالح تيمور، ولكن الثلثين الأوليين من الفيلم خالد مع مدير التصوير سامح سليم والذي يثبت مع كل فيلم له أنه من أفضل مديري التصوير في مصر، الاثنان قدما مشاهد جيدة متناسقة وشيك جدا، واستطاع المخرج بصفته في الأساس مونتير الحفاظ على إيقاع المشاهد وتسلسلها ولم يستطع الملل أن يتملك المشاهدين في الثلث الثاني، أم بالنسبة للأداء التمثيلي فالفيلم لم يضف جديد إلى منى زكي فأدت الدور باعتيادية، ولكن أحمد السقا فقد استفاد كثيرا من الفيلم بعد أن وضح أنه يستطيع أن يقدم مشاهد كوميدية.
عموما فإن صناع الفيلم أضاعوا فرصة تقديم فيلم من أفضل ما يكون في مجال الأفلام الرومانسية الكوميدية بإقحام مشاهد الأكشن في غير مكانها الصحيح.
قصة الفيلم: تيمور يحب منذ الصغر لكنهما يتشاجران، تعين شفيقة كوزيرة وتيمور قائد الحرس لها، فيتفاهمان ويتزوجان.
البطولة: أحمد السقا - منى زكي - رجاء الجداوي - هالة فاخر
تأليف: تامر حبيب
مدير التصوير: سامح سليم
إخراج: خالد مرعي
إنتاج: الماسة - أوسكار - النصر
مدة الفيلم: 105 دقيقة
الفيلم صالح لـ PG12