نقاد مصريون يبدون اعجابهم بشريط بليغ لحن الشجن رغم اخطائه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رياض ابو عواد من القاهرة: اعتبر نقاد مصريون ان فيلم "بليغ لحن الشجن" الذي يتناول سيرة الموسيقار الراحل بليغ حمدي مغامرة انتاجية يجدر التوقف عندها، رغم ان الشريط لم يخل من الاخطاء والشوائب. والفيلم الذي الفه وانتجه واخرجه اشرف خليل يغلب عليه الطابع الوثائقي، باستثناء جزء يسير يتخذ المنحى الروائي، وشاهده النقاد والصحافيون في عرض خاص مساء السبت. وبين النقاد الذين شاهدوا الفيلم وابدوا اعجابهم به طارق الشناوي الذي اعتبر ان "انتاج الفيلم مغامرة لم تفكر فيها الحكومة المصرية رغم الحديث اكثر من مرة عن انتاج مسلسل وفيلم عن حياة الموسيقار الموهوب" بليغ حمدي الذي توفي عام 1993.
واضاف "رغم الاخطاء التي وقع فيها المؤلف والمخرج والمنتج من الناحيتين التاريخية والشخصية، يشكل الفيلم بداية جيدة لتناول حياة المبدعين الحقيقيين في مصر".
وقد لجأ اشرف خليل في شريطه الاول الى جانب روائي درامي قبل ان يدخل عالما من التوثيق لحياة بليغ حمدي، فاستهل فيلمه بمشهد لفتاة تسير وسط ازدحام القاهرة من دون ان يمنعها ذلك من الاستماع الى موسيقى اجنبية عبر مسجل موصول بسماعتين تضعهما في اذنيها.
ثم تدخل متجرا لبيع الاشرطة الموسيقية طالبة شريطا لمغنية اجنبية، لكن البائع العجوز يسمعها خطأ اغنية "الف ليلة وليلة" لام كلثوم التي تترك ارتياحا لديها، وحين يعتذر منها تبادره بابتسامة وتطلب منه الا يوقف الاغنية.
وهنا، يشرع البائع في الحديث عن الاغنية وملحنها بليغ حمدي (1932-1993)، فتبدأ رحلة بحث الفتاة عن الملحن وتشتري كتابا عن حياته وندخل معها عالم الموسيقار المتميز.
وتطرق المخرج الى شخصية بليغ حمدي "من خلال شخصيات لها علاقة مباشرة به مثل مرسي سعد الدين شقيقه الاكبر وابن شقيقه هيثم الذي لازمه في ايامه الاخيرة والملحنين حلمي بكر ومحمد نوح"، على قول الناقدة انتصار محمد.
واضافت ان المخرج "استطاع ان يعرف جيل الشباب المصري على زمن الملحن عبر التركيز على الاغنيات التي وضعها بليغ والمرتبطة بالحدث التاريخي، وخصوصا هزيمة حزيران/يونيو 1967 وانتصار حرب اكتوبر عام 1973".
ومن هذه الاعمال "موال النهار" التي لحنها للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ اثر هزيمة 1967 و"باسم الله الله اكبر" و"عاش اللي قال" و"يا حبيبتي يا مصر". وفي رأي الشناوي ان الاخطاء التي وقع فيها الفيلم "تعود الى عدم تركيز المؤلف في شكل كاف على الجوانب الفنية في حياة الملحن الراحل، مثل تجاهل الفترة الكلثومية التي كان لها اثر كبير على بليغ وام كلثوم في الوقت نفسه".
واضاف ان "ادراك ام كلثوم لهذا الامر دفعها الى التعامل مجددا مع بليغ بعدما قاطعته بسبب تأخره عنها في بروفة اغنية +بعيد عنك+. لكنها عادت اليه بعد سنوات لانها تدرك انه اضاف اليها كملحن مبدع كما في اغنية "حب ايه".
وكان الموسيقار الراحل كمال الطويل اشار الى ذلك بقوله ان "ام كلثوم غنت باسلوب بليغ، الا انها +كلثمت+ محمد الموجي".
كذلك، لم يركز الفيلم على بليغ حمدي مغنيا، وخصوصا انه بدأ حياته الفنية بالغناء لمجموعة من الملحنين واعتمد في الاذاعة المصرية كمطرب.
الا ان التحاقه بمعهد الموسيقى العربية كشف موهبته في التلحين، فانطلق الى عالم الشهرة ثم لفت ام كلثوم بعدما لحن لفايزة احمد اغنية ""ما تحبنيش بالشكل ده". من جهته، اكد اشرف خليل انه لجأ الى اختيار شخصية بليغ حمدي "لقيمته الفنية والابداعية الكبيرة في عالم الموسيقى في ظل جهل الجيل الشاب للثقافة العربية واتجاه فئة منه الى الثقافة الغربية". واذ انتقد الفن الهابط الذي تبثه الفضائيات، اعتبر ان شخصية بليغ حمدي وموهبته الفذة تشكلان "ردا مناسبا على هذا التدهور، وخصوصا انهما حاضرتان في كل مناسباتنا سواء سعيدة او حزينة".