مهرجان طنجة الخامس للفيلم القصير المتوسطي (1-3)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مهرجان طنجة الخامس للفيلم القصير المتوسطي(1-3)
استسلم ميشيل خليفة لديمقراطية عددية فجاءت الجوائز ضد أرائه
قصي صالح الدرويش: ليس من السهل متابعة مهرجان سينمائي للأفلام القصيرة متابعة يومية كما نفعل في مهرجانات للأفلام الروائية الطويلة. ولا يعود السبب إلى أن الفيلم القصير أقل أهمية من الطويل، فهناك أفلام ممتازة، جيدة، متوسطة أو ضعيفة كما هو حال الأفلام الطويلة، بل لأنه من الصعب تقديم كتابة نقدية عن فيلم قصير أو قصير جدا. نقول ذلك وقد استمتعنا بأفلام الدورة الخامسة لسينما الأفلام القصيرة المتوسطية الذي استضافته مدينة طنجة والذي اتسم بالتنوع والتفاوت. الطموح والحوار والحميمية سمات ميزت مهرجان طنجة وتجلت بحضور السينمائيين و النقاد المهمين من جهة، وبالغنى المتدفق الذي كشف عنه مخرجون شبان يحملون همومهم العامة أو الشخصية ومشاريع إبداعية مشحونة بالتفاؤل من جهة أخرى.
تعبر الجوائر بالطبع عن أذواق وشخصيات أعضاء لجان التحكيم، وهي مقاييس ذاتية تتفاوت في مختلف المهرجانات وفق تأثير رئيس لجنة التحكيم والتصالحات الرامية إلى إيجاد توازنات ترضي مختلف أطراف هذه اللجنة. المشكلة أن جوائز مهرجان طنجة الأخيرة لا تعبر إطلاقا عن موقف وأذواق رئيس لجنة التحكيم المخرج الفلسطيني المعروف ميشيل خيلفي والذي وجد نفسه بتناقض في آرائه وأذواقه مع باقي أعضاء لجنة التحكيم، فسلم نفسه لآراء أغلبية زملائه من دون أن يدافع عن مواقفه بعناد تمنحه له الصلاحية التي يتمتع بها رئيس لجنة التحكيم في مختلف المهرجانات المعروفة. أي أن ميشيل خيلفة تنازل بتسامح مبالغ أمام ديمقراطية عددية، رافضا جرح أي من أعضاء اللجنة أو فرض مقاييس الفن السينمائي كما يجب أن تكون. المخرج اللبناني فيليب اسكاف
وحين سألت إيلاف المخرج الفلسطيني عن تقويمه لنتائج لجنة التحكيم قال ميشيل خليفي: "أظن أن النتائج هي انعكاس لشقين، طبعا هناك الأفلام التي عرضت أمام اللجنة، وثانيا بنية لجنة التحكيم نفسها. فأعضاء هذه اللجنة آتون من أوساط مختلفة، أظن أكثر من اللازم، وهذا ما يخلق حكما مبنيا على الإحساس الذاتي أكثر منه على تكريم توجه فكري داخل الحركة السينمائية التي عرضت أمامنا من خلال الأربعين فيلما قصيرا. فالنتيجة موضوعية طبيعية تعكس في المقام الأول مشاعر أفراد لجنة التحكيم أكثر مما تعكس تقويما فكريا وفنيا للأفلام".
وحين سألته إيلاف إن كان يفهم من ذلك أننا نرى ميشيل خليفة وراء هذه النتائج؟ أجاب: "أنا أتحمل مسؤوليتي كرئيس لجنة التحكيم، لكن الجوائز هي نتيجة تصويت أو اقتراع بالأكثرية. هذا يعني أن الجوائز هي ترجمة لأغلبية أصوات لجنة التحكيم أكثر مما هي انعكاس لميشيل خليفي". يعني ذلك أن مسار لجنة التحكيم كان شديد الديمقراطية؟ "بالضبط، كان هذا هو الطريق الوحيدة للوصول إلى نتيجة".
وحول رأيه كمخرج كبير بأفلام مهرجان طنجة، أضاف خليفي: "أظن أن الأفلام التي رأيناها تمثل انعكاسا مصغرا لوضع السينما العالمية. فالمستوى المتوسط العام للسينما قد ارتفع نتيجة تطور التكنولوجيا والمعرفة الأولية السائدة في جميع أنحاء العالم للغة سماعية بصرية آتية من التلفزيون السائد. يمكن تشبيه الوضع ببطولة العالم لكرة القدم، فأنت ترى السينيغال تلعب ضد الولايات المتحدة الأمريكية والكامرون ضد ألمانيا وإيطاليا ضد السعودية، فالمستوى العام لكرة القدم تطور وهذا لا يعني شيئا. أظن أن ما رأيناه هو في حدود المستوى المتوسط العادي، أي أنني شخصيا لم أر أفلاما تبشر بموهبة استثنائية أو مميزة وهذا يزيد الاختيار صعوبة".
تجد الإشارة إلى أن ميشيل خليفي ولد عام 1950 في مدينة الناصرة وأنه درس في المعهد الوطني العالي للسمعي البصري في بلجيكا حيث حصل سنة 1977 على دبلوم الإخراج المسرحي والإذاعي والتلفزيوني، قبل أن يلمع اسمه كسينمائي موهوب حين أثار التصفيق بفيلمه الروائي الطويل "الذاكرة الخصبة" عام 1980 ثم تأكد نجاحه في فيلمه الروائي الطويل "عرس في الجليل" الذي عرض في تظاهرة "أسبوعي المخرجين" لمهرجان كان عام 1987 قبل أن يقدم فيلمه الجميل جدا "نشيد الحجر" عام 1995 ثم "حكايات الجواهر الثلاث" عام 1996 والذي عرض في تظاهرة "نظرة ما" لمهرجان كان. وهو يستعد لتصوير فيلمه الجديد في بداية الخريف القادم. وقد برز خليفي في السينما التسجيلية التي تقترب من السينما الروائية، وفقا لرأي أحد أساتذة المعهد العالي السينمائي في بروكسل.
وكانت لجنة تحكيم طنجة قد ضمت المنتجة السينمائية التركية سيبيل فوسكاي والممثلة المغربية خديجة أسد والفنان التشكيلي المغربي سعد الحساني والممثل المغربي عزيز سعد الله والمخرج المغربي شرف الدين عنبري بينما اعتذر المخرج السينمائي السينيغالي بين ديو كاي بييه عن المشاركة في آخر لحظة بسبب حدث طارئ.
المخرج المغربي محمد مفتكر
المخرج لواكيم ميلوناس