روتانا و السينما... الى اين ؟!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طارق عبد القادر من الأردن:بدأت شركة روتانا بعرض باكورة انتاجاتها السينمائية (عندليب الدقي) في دور السينما المصرية و العربية , فاتحة ابواب التكهنات للدور الذي من الممكن ان تلعبه هذه الشركة في الصناعة التي احتكرها المنتج المصري عربيا منذ البداية , باستثناء بعض التجارب لبعض الشركات , و التي لن تخرج عن وصف (تجارب).. ،في صناعة الموسيقى , يوجه العديد اصابع الاتهام لروتانا بانها قامت بابراز مطربي الخليج على حساب المطربين المصريين المنضمين اليها , و الذين اغرتهم عقود روتانا وما تحوي بنودها من اجر متميز و وعود بحملات اعلانية ضخمة , اضافة الى التركيز على بث اغانيهم و حفلاتهم , و هو ما لم تلتزم به روتانا , مما دفع العديد من المطربين المصريين الى الهروب منها بمجرد انتهاء عقودهم , و لعل خير مثال على ذلك هو ما حصل الفترة الاخيرة مع الفنان عمرو دياب - هو احد ابرز نجوم الغناء- و التجاهل الواضح لالبومه اعلاميا و تكرار مأساة تسريب الشريط الى الاسواق قبل موعد طرحه رسميا و للمرة الثالثة , في الوقت الذي يصاحب نزول اي شريط لاي مطرب خليجي - حتى الجديد منهم - حملة اعلانية ضخمة و تركيز عال على بث اغانيه و اشراكه في المهرجانات التي تمتلك روتانا حق بثها حصريا. و بالتالي تتحكم في اختيار المطربين المشاركين فيها..
و اذا اتبعنا سياسة الحتمية التاريخية لوضع التكهنات , فان العديد من الخبراء يرون بان روتانا تسعى الى اقتحام عالم السينما بالفبلم الخليجي ,و تكرار السيناريو الذي لعبته في عالم الموسيقى و الدراما التلفزيونية , فقد قامت روتانا العام الماضي بعمل حملة اعلانية ضخمة صاحبت طرح فيلم (كيف الحال) و هو اول انتاجاتها خليجيا , كما و قامت بعرضه على محطة ال (ال بي سي) بعد شهر من نزوله الى دور السينما لسببين , الاول ان ايرادات الفيلم من دور العرض كانت شبه معدومة , و السبب الثاني هو الرغبة في استقطاب المشاهد السعودي داخل المملكة العربية السعودية , و التي تمنع قوانينها وجود دور عرض سينمائية.
و يبدو ان روتانا قد ادركت بانه من الصعب فرض العنصر الخليجي في عالم السينما بهذه الطريقة المباشرة , فقررت ان تقوم بذلك تدريجيا.. و كانت البداية مع فيلم محمد هنيدي الجديد (عندليب القي). محمد هنيدي يقوم بأداء شخصيتين احدهما خليجي , الجزء الاكبر من الفيلم تم تصويره في دبي. العديد من الوجوه الخليجية شاركت في الفيلم على رأسها الفنان داوود حسين. و من الواضح ان روتانا قد وفرت كافة الامكانيات الانتاجية للخروج بفيلم منافس في موسم الصيف الذي ستظهر نتائجه خلال الاسابيع القليلة القادمة.
و السؤال هنا.. هل تدرك روتانا ان صناعة السينما تختلف عن صناعة الموسيقى و الدراما التلفزيونية , هل تدرك ان المردود المادي لهذه الافلام لا يأتي من اعلانات مساحيق الغسيل و صابون الجلي و زيت القلي.. و باقي اعلانات المنتوجات التي تلقى رواجا في دول الخليج وبالتالي تغطي تكاليف انتاج الدراما التلفزيونية الخليجية , بل ان المردود الاكبر يأتي من ريع تذاكر دور العرض , و أن المشاهد المصري يشكل السواد الاعظم لجماهير السينما العربية. و هل تدرك روتانا بأن هذه الصناعة تديرها شركات عملاقة ورث اصحابها خبراتهم عن ابائهم الذين كانوا من رواد صناعة السينما منذ بدايتها , و ان نجوم السينما يحصلون على اعلى الاجور و الظروف الانتاجية الملائمة , اضافة الى ان افلامهم يصاحبها حملات اعلامية ضخمة , و بالتالي فانهم لن يقعوا في الشرك الذي وقع فيه مطربي مصر.
هناك خبراء اخرون يرون في روتانا اضافة هامة لصناعة السينما , سواء أكان في الدور الذي لعبته قنواتها التلفزيونية في الترويج للافلام العربية الحديثة , اضافة الى برامج الحوارات السينمائية و ما تحمله من اراء و تحليل مضمون الافلام الحديثة منها و القديمة ,اضف الى ذلك امتلاكها لمكتبة متميزة لاهم انتاجات السينما العربية عبر تاريخها الطويل , او من خلال وجودها كشركة منتجة تمتلك امكانيات ضخمة قد تفيد في تحقيق خطوات ايجابية في صناعة السينما و تطويرها. و يرى هؤلاء الخبراء ان لا يد لروتانا في اخفاق المطربين المصريين الذين انضموا اليها , بل ان سوء اختيارات هؤلاء المطربين كان وراء فتور استقبال الجمهور لجديدهم.و سواء صدقت توقعات الفريق المؤيد لروتانا او توقعات الفريق المعارض , فان طبيعة انتاجات روتانا القادمة و الدور الذي ستلعبه سواء انتاجيا , او اعلاميا خلال محطاتها التلفزيونية , سيحمل في طياته الاجابة على كافة التكهنات..