وفاة المخرج السويدي انغمار بيرغمان، احد آخر عمالقة السينما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ستوكهولم: توفي المخرج السويدي انغمار بيرغمان، احد آخر عمالقة السينما العالمية، الاثنين عن عمر 89 عاما في منزله في جزيرة فارو السويدية حيث صور العديد من افلامه.واعلنت ابنته (اكرر ابنته) ايفا بيرغمان لوكالة الانباء السويدية الاثنين انه توفي "بهدوء".
وذكرت صحيفة "داغنس نيهيتر" كبرى الصحف السويدية ان بيرغمان توفي قرابة الساعة السابعة (الخامسة تغ) صباح الاثنين.
ولد انغمار بيرغمان في 14 تموز/يوليو 1918 في اوبسالا شمال ستوكهولم واخرج اكثر من اربعين فيلما طوال حياته الفنية الطويلة، بينها "صرخات وهمسات" (1972) و"مشاهد من الحياة الزوجية" (1974) و"سوناتة الخريف" (1978) و"فاني والكسندر" (1982) وهو فيلم بمثابة وصية.
واختار المخرج في خريف حياته العيش وحيدا ومعزولا عن العالم ومكث غالب الوقت في جزيرة فارو (جزيرة الخراف)، وقد عجز عن تخطي وفاة زوجته الاخيرة انغريد فون روزن عام 1995. ووصف حياته بانها "جحيم يمكن احتماله"، ملمحا في مقابلة اجراها معه التلفزيون السويدي الى انه لا يخشى الموت. وقال في المقابلة "ان الحياة بحد ذاتها ثقيلة. لن ارى انغريد مجددا بعد اليوم". وكتب في سيرته الذاتية بعنوان "لاتيرنا ماجيكا" "فارو كانت حبي السري"، راويا ولعه التلقائي في الستينات بهذه الجزيرة المسطحة التي تمتزج في افقها السماء بالبحر.
وشيد في هذه الجزيرة المنزل الذي توفي فيه وجعله في الوقت نفسه استديو صور فيه عددا من روائعه ومنها "كما في مرآة" و"الصمت".
وبموازاة الاخراج السينمائي، شمل ابداع بيرغمان المسرح ايضا وقد اخرج العديد من المسرحيات ولا سيما مسرحيات لاوغوست ستريندبرغ، مثاله الاعلى في شبابه. بدأ عمله المسرحي في الاربعينات بدورة في الاخراج المسرحي في اوبرا ستوكهولم وفي 1960 انضم كمخرج الى المسرح الملكي للفن المسرحي "دراماتن".وفي 1945، استخلص ان الوسيلة الحديثة الوحيدة للتعبير عن الافكار هي السينما وقال بهذا الصدد "ان اخراج الافلام هو بالنسبة لي غريزة، حاجة مثل الحاجة الى الاكل والشرب والحب".
وغطى نتاجه السينمائي كل النصف الثاني من القرن العشرين وكان من معاصري فيديريكو فيليني ولويس بونويل واكيرا كوروساوا. كما كان من كبار محبي السينما وكان يهوى السينما الاميركية في حقبة الاربعينات والسينما الفرنسية في الثلاثينات والاربعينات. وطبع نتاجه اجيالا متعاقبة من هواة السينما والمخرجين وفي طليعتهم المخرج الاميركي وودي آلن المولع بافلامه.
وشهد العام 1955 اول نجاح دولي لبيرغمان من خلال فيلمه "بسمات ليلة صيفية" الهزلي، غير ان افلامه ازدادت سوداوية اعتبارا من نهاية الخمسينات وقد عالج فيها بارهاف كبير صعوبة العلاقة بين الرجل والمرأة وتساؤلات الانسان عن وجود الله ومواجهة الموت، كما تغنى بسحر الحياة وتفاصليها الصغيرة.
وكانت المرأة طاغية في افلامه، وقد قدم لنجمات امثال ماي بريت نيلسون وهارييت اندرسون وايفا دالبيك واولا جاكوبسون وليف اولمان اجمل ادوارهن.وربطته علاقات غرامية بالعديد من ممثلاته وقد تزوج خمس مرات ورزق تسعة اولاد مع اعترافه بانه لم يشعر باحساس ابوي قوي جدا.
وازاء جدية المواضيع التي تطرق اليها بيرغمان في افلامه، تاخر في تشكيل جمهور له في بلده حيث لم يتم الاعتراف به كاحد كبار المخرجين في العالم الا حديثا وتخصص حاليا جائزة تحمل اسمه لتشجيع المواهب السينمائية الشابة، ضمن توزيع الجوائز السينمائية السويدية.
ويغيب بيرغمان اليوم تاركا فراغا كبيرا في السويد وقالت المديرة السابقة لدار السينما السويدية آسي كليفلاند الاثنين "لم يحقق اي فنان سويدي آخر في اي مجال هذا القدر من الاعتراف والنجاح". واعتبرت وكالة الانباء السويدية ان السينما والمسرح السويديين فقدا "اسطع نجومهما عبر التاريخ".