وفاة الممثل الفرنسي الكبير ميشال سيرو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حياة فنية مدهشة تخللتها ثلاث جوائز سيزار و135 فيلما
باريس : توفي الممثل الفرنسي ميشال سيرو مساء الاحد عن 79 عاما بعد حياة فنية مميزة برع فيها في ادوار كوميدية وابرزها فيلم "لا كاج او فول" (قفص المجنونات)، كما في ادوار درامية. وبعد ان ادى العديد من الادوار الثانوية، اشتهر ميشال سيرو عام 1978 وحقق نجاحا استثنائيا في "قفص المجنونات" للمخرج ادواردو مولينارو، حاصدا اول جائزة اوسكار في حياته الفنية. وادى سيرو في هذا الفيلم دور "آلبين"، مثلي الجنس المرهف والسريع التأثر الذي يتحول في كاباريه صديقه ريناتو الى شخصية "زازا نابولي" الجذابة والهزلية. وكانت القصة اساسا مسرحية كتبها جان بواريه صديق سيرو واخرجها بيار موندي. غير ان النجاح الذي حققته وقد اداها الممثلان اكثر من 1500 مرة، حتم اقتباسها للسينما.
وقال بواريه عن سيرو "كان كثير الحركة على المسرح وكان كثيرا ما يرتجل الى حد كنا جميعا منهكين في نهاية العرض، وعلى الاخص انا".
وعلق مولينارو "لم يكن من السهل على هذين الممثلين شديدي الشغف بالنساء تجسيد مثليي الجنس".
وعلق سيرو عن فوزه بجائزة اوسكار "سررت كثيرا لفوزي بها ليس لمجرد حصولي عليها، بل لان محترفي السينما اجمعوا على تكريم الضحك".
وتبع هذا النجاح الاول جزء ثان من اخراج مولينارو عام 1980 وجزء ثالث من اخراج جورج لوتنيه عام 1985، غير ان الافضل بين الثلاث يبقى الاول.
وادى سيرو خلال مساره السينمائي الذي استمر اكثر من نصف قرن ادوارا في حوالى 135 فيلما والعديد من الافلام التلفزيونية وعمل بادارة بعض كبار المخرجين امثال كلوزو وشابرول وموكي واوديار وبلييه وزيدي وكاسوفيتز.
ولد سيرو في 24 كانون الثاني/يناير 1928 في برونوا في عائلة متواضعة وملتزمة مسيحيا ودخل في سن الرابعة عشرة الى مدرسة اكليريكية ساعيا للتوفيق بين امرين يهواهما وهما بحسب تعبيره "اضحاك الاخرين والاهتمام بالله". وكانت النتيجة انه اختار عالم الاستعراض ولكن بدون التخلي يوما عن ايمانه.
بدأ حياته الفنية عام 1948 في فرقة روبير ديري الكوميدية "لي برانكينيول" وتابع العمل بعدها مع صديقه جان بواريه (توفي عام 1992) فكان يظهر في الحانات الليلية الباريسية ويعود اول ظهور له على الشاشة الكبيرة عام 1954 في فيلم "آ لي بيل باكانت" للمخرج جان لوبينياك.
ادى ميشال سيرو خلال عشرين عاما كما من الادوار لم يكن يختارها فعلا وفق معايير نوعية. فكان يصف مشاركته في العديد من الافلام الفاشلة بانها "تمارين فنية".
وفي نهاية السبعينات، بدأ يظهر في ادوار ذات نوعية ومنها ادوار درامية مثل "غارد آ فو" (موقوف رهن التحقيق) لكلود ميلر عام 1981 والذي جعله يفوز بثاني جائزة سيزار و"اون نو مور كو دو فوا" (لا نموت سوى مرتين) للمخرج جاك ديري عام 1985.
وبعد دور "زازا"، كان له ادوار اخرى ملفتة في عدد من الافلام منها "لو دكتور بتيو" (الطبيب بوتيو) للمخرج كريستيان دو شالونج عام 1989 و"نيلي والسيد ارنو" لكلود سوتيه عام 1996، وقد فاز بثالث جائزة اوسكار عن دوره في هذا الفيلم الاخير. وتابع العمل المسرحي فلقي نجاحا كبيرا في مسرحية "لافار" (البخيل) عام 1986 مسرحية "نوك" عام 1992.كان متزوجا منذ 1958 وابا لابنتين فقد الكبرى منهما عام 1977 في حادث سيارة.
صدرت له ثلاثة كتب مذكرات بعنوان "لو كري ايه لا كاروت" (الصرخة والجزرة) عام 1996 و"ميشال سيرو، فو زافيه دي ميشال يرو؟" (ميشال سيرو، هل قلتم ميشال سيرو؟) عام 2001 و"لي بييه دان لو بلا" (هفوات) عام 2004. واثارت وفاة سيرو تاثرا كبيرا في فرنسا سواء في عالم الاستعراض او بين السياسيين، وكان الرئيس نيكولا ساركوزي من الاوائل الذين اشادوا به.وقال ساركوزي في بيان صدر خلال الليل "فارقنا احد كبار اسماء المسرح والسينما والتلفزيون" مبديا "حزنه العميق". وتابع البيان ان "هذا الفنان الشعبي الذي ترك اعمالا مذهلة تمكن من التاثير في نفوس جميع الفرنسيين بفضل موهبته العظيمة كممثل سواء في ادوار كوميدية او في ادوار درامية". كما حيا رئيس الوزراء فرنسوا فيون "ممثلا استثنائيا"، فيما اشادت وزيرة الثقافة كريستين البانيل ب"شعبيته الكبيرة" و"مهارته في اضفاء صدقية حقيقية الى الشخصيات التي احسن تجسيدها، ايا كان نوع الافلام".