فيلم من بطولة المخرج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد عبد العزيز من القاهرة:ماذا تفعل لو عرض عليك أحدهم مليون جنيه مقابل أن تسجن عدة سنوات مكانه؟ هل سترفض؟ أم أنك بمجرد رؤيتك للمال سوف ترضخ وتتنازل؟ إنها أشهر المقايضات في تاريخ البشرية، لعبة فاوست. أحمد عز فرض نفسه في السنوات الأخيرة كممثل جذاب ذو أداء ثابت في معظم أفلامه، وبعد أن قام من قبل بدور المحامي والضابط وغيرهم من الأدوار في أفلام قوبلت بصدى جيد، يعود من جديد في فيلم "الشبح" ليقدم نفسه في دور اللص أو النصاب الفاقد للذاكرة،من خلال سيناريو جيد ومتماسك ومنطقي، و إخراج متمكن متوازن من عمرو عرفة، وأداء تمثيلي مقبول من أحمد عز وزينة، تميز معتاد من صلاح عبد الله و أداء سلس مفاجئ لمحمود عبد المغني. عناصر متميزة في فيلم يعتبر هو الأكثر تكاملا حتى الآن في موسم رديء أشبعنا بالأفلام المخيبة للآمال، خلال موسم هو ربما يحتل مكانًا بارزا في قائمة "الأسوأ" في تاريخ السينما المصرية.
من بداية تيتر الفيلم وأنت تعرف أنك أمام فيلم مختلف، التيتر اعتمد على وضع الصور مع إيفيكت مختلف (؟) وفلاشات تضيء فجأةmdash; في مقاربة ما لتيتر فيلم SEVENmdash;تحفزك لبداية مثيرة عندما نجد سعد أو أسعد مستيقظا في غرفة بفندق بالإسماعيلية وبجواره شخص مقتول، ونكتشف أنه فاقد للذاكرة، هذه البداية المثيرة تضع المشاهد في حيرة وتساؤل، كيف سيخرج هذا الشخص الذي لا يتذكر حتى اسمه من هذا المأزق؟ ومن هنا تبدأ رحلة فاقد الذاكرة في البحث عن مخرج من مأزقه وعن نفسه أيضا.
ومن خلال أحداث كثيرة وشخصيات متعددة ينجح الكاتب والمنتج وائل عبد الله في عرضها عليك دون أن تستغربها أو تفاجأ بها، تتكشف الأسرار واحد تلو الآخر، وبعد تعقد المشكلة بشكل رهيب، وإحساسك بأن الورطة التي وقع بها أسعد لن تحل ومستحيلة، وفي الثلث الأخير من الفيلم الذي نجح فيه الكاتب والمخرج في حبس أنفاس المشاهدين ووضعهم تحت ضغط كبير، يقدم لك الحل، والذي يعد أضعف ما في الفيلم، فبالرغم من تعقد المشكلة إلا أن الحل جاء أبسط من اللازم، فقد كنا نعتقد بعد المشاكل والمؤامرات وغيرها أن يقوم بطل الفيلم بعمل تخطيط كبير متقن وغير متوقع للإيقاع بمن أوقعوه في هذه المشاكل، ولكن الكاتب من الواضح أنه لم يستطع أن ينسج خطة محكمة تبين ذكاء البطل الذي عرفنا عليه منذ البداية بأنه نصاب وذكي، فكان مجرد تهديده لسكرتير المحامي عبد الصمد أو صلاح عبد الله هو الطريق الذي أوصله للحل.
البطل الحقيقي في هذا الفيلم كان المخرج عمرو عرفة: نجح في الحفاظ على إيقاع الفيلم، و استطاع أن يسرع ويبطئ الإيقاع حسب الخط الدرامي بتخطيط مدروس. أضاف التصحيح الرقمي للصورة جمالا كبيرًا حيث نقلت صفاء لوني يصعب الحصول عليه في الواقع. تصوير الأغنية والمونتاج كانا في غاية التميز، وظهر ذلك جليا في تقطيع الأغنية على المطاردة بين أحمد عز وباسم سمرة في واحد من أفضل مشاهد الفيلمmdash; بالرغم من طولها النسبيmdash; من حيث الأداء لباسم سمرة والتصوير وموقعه المتميز في عزبة الصفيح في دمياط، والتي قد تشبه إلى حد كبير مدينة البندقية من حيث البيوت المبنية وسط المياه، ولكن الفارق أن أهل هذه المنطقة من أعنف وأشرس الشخصيات التي من الممكن أن تقابلها. أداء أحمد سعد أيضا كان مناسبا مع كلمات الأغنية المؤثرة.
الشبح فيلم من الواضح أنه بذل فيه مجهود كبير، إنتاجيا وفنيا على حد سواء، وبالرغم من أن قصة الفيلم وشخصياته قد تتشابه مع أفلام كثيرة مثل حب في الزنزانة أو MOMENTO إلا أن الفيلم نفسه قوي وله شخصية مستقلة ويرجع ذلك في الأساس لمخرج اسمه عمرو عرفة حرص على إمتاعنا بفيلم صعب بدراما غير معتادة في السينما المصرية.
قصة الفيلم : أسعد يتورط في جريمة قتل ولكنه يفقد الذاكرة فيحاول الخروج من مأزقه والبحث عن هويته.
معلومات عن الفيلم
إخراج : عمرو عرفة
تأليف : وائل عبد الله
إنتاج : أوسكار النصر الماسة
سنة الإنتاج : 2007
بطولة : أحمد عز _ زينة _ صلاح عبد الله _ محمود عبد المغني
نوع الفيلم : بوليسي أكشن
طول الفيلم : 120 دقيقة
الفيلم صالح للمشاهدة لفئة : PG12
muhammadabdelaziz999@hotmail.com