هل هي مرحلة جديدة في رحلة الزعيم ؟؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طارق عبد القادر من الأردن:هو ظاهرة فنية فريدة , استطاع ان يتربع على عرش قلوب المشاهدين لما يزيد عن ربع قرن , ليس في مصر فقط , بل في جميع انحاء الوطن العربي.هو العلامة الابرز خلال 3 عقود ظهر خلالها العديد من النجوم ,الا انه كان دائما نجم النجوم , انه الزعيم - كما يحب عشاقه ان يلقبونه - عادل امام. و لعل احد اهم اسباب هذا النجاح الكبير الذي لازم مسيرته الفنية , و بجانب موهبته الجبارة و عزيمته و ذكاءه الاجتماعي و الفني , هو القبول , و لعل اهم اسباب هذا القبول , هو احساس المواطن البسيط بان عادل امام يشبهه , فهو انسان عادي تجد الملايين منه تجوب شوارع القاهرة , لا يختلف عنهم في الشكل , او الكلام , او حتى الخلفية الاجتماعية التي اتى منها , فهو احد ملايين النازحين من الارياف الى المدينة بحثا عن العلم او الرزق , و هو ( غلبان ) كما يقول في مسرحيته الشهيرة شاهد ما شفش حاجة.. و لم يفارق المشاهد خلال معظم افلام امام شعور انه غلبان , فهو المتسول و المنسي و الهلفوت و المشبوه , و هو كراكون في الشارع , و هو المواطن البسيط الذي لعب مع الكبار , و الذي انقلبت حياته عندما حاول الدفاع عن حقه في الارهاب و الكباب.
الا ان امام يمر الان بمرحلة فنية , قد تكون سيف ذو حدين , ففي افلامه الاخيرة , التزم بعهده مع الجمهور بعرض قضاياهم و سلبيات المجتمع و مناقشة القضايا السياسية و الاقتصادية , الا انه خلع ثوب الرجل البسيط , و هو ما جعل الناس تفقد هذا الاحساس بأنه ( غلبان ) و بالتالي لم يعد المشاهد البسيط يشعر بان عادل امام - واحد منا -.
فهو الملياردير في مرجان احمد مرجان , و البرجوازي في يعقوبيان , و المهندس المرفه في السفارة , و رجل السياحة الغني في عريس من جهة امنية , و الوزير في التجربة الدينماركية , و رئيس المباحث في النوم في العسل , و الجنرال في امير الظلام.. و بالرغم انه يطرح هموم المواطنين خلال هذه الافلام , الا انه لا يعيشها خلال الاحداث و بالتالي فقد العامة الاحساس بان هذا الرجل يمثلهم. و قد رافق هذا التوجه الجديد في ادواره اختياره كسفيرفي الامم المتحدة للنوايا الحسنة , و ظهوره في الوسط السياسي المؤيد للحكومة كقائد رأي لامع , اضافة ال اصرا الاعلام مؤخرا على إظهاره كرجل ذو ثروة و نفوذ ,و بالرغم من ان هذا حق مشروع له بعد ( شقى السنين ) و حمله هموم المواطن المصري على اكتافه خلال رحلته الفنية , الا ان هذه الصورة الاعلامية قد تحدث هوة بينه و بين رجل الشارع. و هو الجانب السلبي لهذا التوجه.
الجانب الايجابي هو التجديد المطلوب من الفنان في اختياراته الفنية , فليس من المنطق ان يستمر عادل امام في الضرب على وتر واحد , فالخروج من ثوب الرجل البسيط ( الغلبان ) ضرورة فنية لاثبات انه قادر على تقمس كافة الحالات النفسية و الانسانية , و لعل دوره الرائع في فيلم يعقوبيان لخير دليل على بعد نظر عادل امام فنيا. و بالرغم من انه الرجل الاول في الكوميديا العربية , الا انه اثبت خلال رحلته الفنية انه قادر على اداء كافة انواع الادوار , حتى السوداوية منها. و اعتقد ان النخبة الثقافية تؤيد هذا التوجه الجديد , بالرغم من ان المشاهد العادي غير معني بهذه القضايا الفنية.
و السؤال هنا , هل ابتعاد عادل امام عن اداء دور المواطن البسيط سيسمح بسحب البساط من تحت قدميه ,و فتح الباب امام بديل يحتل هذه المكانة في قلوب المواطنين ؟؟؟
بالرغم من ان نجوم الجيل الجديد مازالوا يتخبطون بين صعود و هبوط و نجاح و فشل , و يسقطون في شرك الاختيارات السيئة للنصوص في ظل ازمة ثقافية تمر فيها السينما المصرية , الا انه من غير المستبعد ان يظهر من المجهول الشخص الذي سيمنح المواطن البسيط هذا الاحساس الذي فقده.. بانه ( غلبان )مثله. و بالتالي يتعلق به المشاهد لعله يصل و اياه الى بر الامان.
و هل يعتبر - في حال صحة الاخبار - اختيار امام لرواية الراحل الكبير نجيب محفوظ ( المسطول و القنبلة ) هي عودة لتقمص شخصية رجل الشارع , و اثبات من امام ان شخصيات المواطن البسيط قد سقطت سهوا عن افلامه الاخيرة ؟؟