الإسكندرية تكرم أبناءها من نجوم السينما المصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد الحمامصي من الاسكندرية:في أجواء حميمة دافئة، احتفلت مكتبة الإسكندرية أمس، بميلاد الفن السابع في الإسكندرية، وكرمت نجوم السينما السكندريين في أمسية كانت أشبة بعيد للسينما المصرية حشدت عدد كبيرا من نجوم الفن المصري. حيث قدمت شهادات التقدير والجوائز، لبعض النجوم السكندريين لعطائهم البارز في السينما المصرية:وعلي رأسهم الفنانة هند رستم، عمر الشريف، ويوسف شاهين، وسمير صبري، شادي عبد السلام، محمود قابيل، محمود عبد العزيز، توجو مزراحي، وأخوان بهنا، وأسماء البكري، و توفيق صالح، ومحمد بيومي .
ويتضمن المعرض شاشات عرض عملاقة تعرض لقطات من أهم الأفلام المصرية، وتعرض احدي الشاشات لقطات من فيلم "بنات الليل" لـ هند رستم، ولقطات أخري للفنانة الأمريكية ريتا هيوارث - من مواليد الاسكندرية - وتبرز مدي التشابه بينهما. وقد تم تنظيم المعرض بحيث يحتوي علي أقسام خاصة بكل ممثل علي حدة كتوثيق لمسيرته الفنية،، كما أن هناك جزء خاص بالاسكندرية في السينما العالمية، حيث ضم مجموعة من صور أفلام مثل فيلم كليوباترا، وصور لجميع النجمات العالميات اللاتي قمن بأداء دور كليوباترا منهن: اليزابث تايلور، و باسكال بيتي عام 1963، وفيفيان لي مع أوليفر ماسويل عام 1945، وسارة برنارد، وثيدا بارا عام 1917 و كلوديتو كولبرت ووارن وليامز في فيلم كليوباترا عام 1934.
ضم المعرض أيضاً أجزاء من أقدم دور العرض بالإسكندرية منها أقدم ماكينة عرض أفلام والتي تعود لسينما بلازا، و مقعد من سينما أوديون، ومجموعة من بلانات سينما أوديون و سينما الامباسادور، مسرح الهمبرا وكوزموجراف، بالإضافة لمجموعة صور نادرة لسينما مترو وريو وأوديون وكوزموس وأمير. ويكتشف الزائر من خلال المعرض أن أول مسرح أقيم في الإسكندرية وكان مسرح استعراضي علي شاطئ رأس التين، وأول دار سينما في أسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وهي سينما الكوزموجراف. كما ضم المعرض أيضا فاترينه عرض لوثائق ومكاتبات إبراهيم وبدر لاما، ومجموعة من الصور لهم، وبوستر كبير للفنانة أمينة رزق مع الفنان بدر لاما من فيلم " قيس وليلي".
ومن أهم أقسام المعرض قسم استوديو مصر الذي يضم مجموعة من ديكورات فيلم " اخناتون " من مراكب شمسية وملابس و إكسسوارات و اسكتشات رسمها المخرج شادي عبد السلام، كما ضم أيضا ماكينة تصوير أفلام، وأدوات الإضاءة الخاصة بالإستوديو والتي تعود إلي بداية تأسيسه.
عقبها قدم احتفالية مكتبة الإسكندرية الفنان سمير صبري، واستعاد خلالها ذكرياته مع مدينة الإسكندرية، وأهم دور العرض التي كانت بها، حيث كانت بها أفلام لعرض الأفلام الفرنسية والايطالية واليونانية، والتي كانت جزء من ثقافة الإسكندرية، وقال أنها كانت بوتقة انصهرت فيها الجاليات العربية والأوروبية، لذا لها مكانة لدي الكثيرين في شتي أنحاء العالم. وطلب سمير صبري من مدير مكتبة الإسكندرية أن يكون يوم 13 يوليو عيد سنوي للسينما المصرية.
وتحدث الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية الذي أكد أن الفن السابع لم يكن وحدة أول وليد بالإسكندرية، بل أنها شهدت ميلاد جريدة الأهرام، و أول جريدة نسائية، وأول سكة حديد، وهذا ما تظهره أحدي لوحات المعرض والتي توضح تاريخ الإسكندرية وعظمتها. فقد كانت الإسكندرية لمدة 6 قرون بلا منازع، العاصمة الفكرية للعالم كله. وأعرب عن أسفه لأن الكثير من الشباب المصري ورغم ما تمثله مكتبة الإسكندرية من محراب للفنون والتراث والرياضيات والعلوم والآداب، لم يكن يعلم شيئا عن المكتبة القديمة.
ثم أعطي الدكتور سراج الدين الكلمة للسيد نيكولا بيلومو، ممثل المفوضية الأوروبية بالقاهرة، الذي أعرب عن سعادته بأنه يشارك في الاحتفال بالقرن الأول للسينما المصرية التي مثلت في عصرها الذهبي التقارب بين الحضارات وعبرت عن الاندماج والانصهار الذي أخرج العديد من الأعمال الإبداعية التي شهدتها السينما والمسرح. وقال انه يصر علي التعاون الوثيق الثقافي، والفن وسيلة للتسامح وتقبل الآخر والتعايش مع الآخر.
وقدم الدكتور محمد عوض، مدير مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط، عرضا للانجازات التي تمخض عنها مشروع Alex Cinema أو ميلاد الفن السابع، وقام بتدشين الموقع الالكتروني وتصفحه، وهو الذي يحتوي علي العديد من المعلومات الثمينة عن تاريخ السينما المصرية وإرهاصاتها.
ويمكن من خلال الموقع مشاهدة مقاطع أفلام نادرة لكل من بدر لاما و استيفان روستي و غيرهم، كما يمكن من خلاله التعرف علي السيرة الذاتية الكاملة لرواد السينما المصرية، والاستمتاع بصور رائعة لهم منهم :فوزي الجزايرلي وحسن فايق وزينات صدقي واستيافني روستي وفاطمة رشدي، كما يتضمن تعريف بالذين عملوا خلف الكاميرا من منتجين ومخرجين ومصورين ومهندسي ديكور وغيرهم. ويعرض الموقع الالكتروني لقاعات العرض السينمائي بالإسكندرية قديما وحديثا والاستوديوهات التي كانت موجودة بالمدينة قبل انتقالها للعاصمة، وشركات الإنتاج والتوزيع التي ظهرت لأول مرة في مصر بالثغر على يد الأجانب في الغالب. ومن الشركات المشهورة آنذاك "إخوان بهنا" والتي أسسها كل من ميشيل وجورج بهنا واللذان جاءا من عائلة سورية الأصل استقرت في الإسكندرية حيث عملت بتجارة التبغ.
كما دشن كتالوج المعرض الصادر باللغة الانجليزية، وهو يقع في 389 صفحة من القطع الكبير، ويضم صورا نادرة لأهم الفنانين والسينمائيين الذين أثروا مسيرة الفن السابع بالثغر، وعرض أفيشات بعض الأفلام ولقطات منها، إلى جانب بعض الخطابات الخاصة بشركات الإنتاج والتوزيع آنذاك. وينقسم الكتالوج لثمانية أجزاء، حيث يبدأ أولا بعرض خلفية تاريخية عن مدينة الإسكندرية وأهميتها الإستراتيجية كبوابة بحرية لمصر تربطها بالعالم الخارجي، وما يستتبع ذلك من تنوع الأعراق والثقافات والحضارات وانتشار التسامح بها، مما جعلها أول مدينة مصرية وعربية تتعرف على اختراع السينما.وعرض د. عوض فيلماً نادراً ليوسف شاهين أثناء دراسته بمدرسة فيكتوريا كوليدج، مع زملاؤه وأستاذه في الفصل الدراسي، والذي قام الدكتور عوض بالحصول عليه من أحد أصدقاء زملاء المخرج يوسف شاهين بألمانيا.
ثم تحدث سامي حلمي، مؤلف كتاب " الشخصية السكندرية في السينما المصرية " عن ما اشتمله الكتاب والذي اعتبره مجرد محاولة للإجابة عن تساؤل طرحه المخرج السكندري يوسف شاهين من خلال فيلمه " إسكندرية ليه ؟ "
فقد حاول أن ينقب من خلاله عن خصوصية وهوية هذه الشخصية السكندرية في تاريخ السينما المصرية. ويلقي الضوء علي مدينة الإسكندرية سينمائياً، ويقدم تحليلا يفك شفرات الأفلام التي تتناول الإسكندرية كمكان وأشخاص يكتسبون سمات الأفق المفتوح تجاه العالم.وأشار الي أنه قدم من خلاله رحلة عبر تاريخ الإسكندرية منذ العصور الأولي و حتى العصر الحديث، ثم انتقل إلي علاقة الإسكندرية بالسينما التي كانت أول محطة ذهبت إليها بعثات لوميير الأولي، وعبر بواباتها لكونها الميناء الهام الذي يطل علي البحر المتوسط، إضافة إلي طبيعة تكوين المدينة من تنوع جنسياتها، وأوضح أن تاريخ المدينة عبر العصور يسبق اسمها في كافة المحافل الحضارية والثقافية. هناك أيضا حركة تجارة نشطة عريقة في تاريخها بينها وبين الموانئ الأخرى المطلة علي المتوسط، والتي أصبحت طوال تاريخها سوقا تجاريا في كافة أنواع البضائع، وعلي وجه الخصوص كل ما هو مستجد علي الساحة التجارية.
وكان الجزء المميز من الحفل هو لحظة تكريم الفنانين السكندرين، حيث قام مدير مكتبة الإسكندرية و د. محمد عوض بتسليم شهادات تقدير تكريماً لهم وتقديرا لمسيرتهم، وهم : هند رستم، عمر الشريف، ويوسف شاهين، وسمير صبري، شادي عبد السلام، محمود قابيل، محمود عبد العزيز، توجو مزراحي، وأخوان بهنا، وأسماء البكري، و توفيق صالح، ومحمد بيومي. و قد حالت الظروف دون حضور البعض منهم لذا قامت الدكتورة سحر حموده باستلامها. وقد تسلمت جائزة الفنانة هند رستم ابنتها السيدة بسنت، وقد تحدثت الفنانة هند رستم إلي جمهورها عبر الهاتف الخيلوي لتحييهم علي تقديرهم لها.
كما قام الناقد السينمائي أحمد الحضري، بالحديث عن مولد السينما المصرية، وعن اهتمام الجاليات الأجنبية بنقل فن السينما لمصر، وكانت كل البدايات في الإسكندرية،ففى عام 1927 كانت البداية التاريخية الحقيقية للسينما المصرية حيث تم إنتاج وعرض أول فيلمين شهيرين هما " قبلة فى الصحراء"، والفيلم الثاني هو "ليلى", ومن أشهر الأفلام في السينما الصامتة في تلك الفترة كان فيلم " زينب " الذي أخرجه محمد كريم أحد رواد السينما المصرية. وقال أن علاقة الإسكندرية بالسينما قد تحددت عام 1896 وظلت وطيدة حتى عام 1939، لينتقل بعد ذلك النشاط السينمائي بالكامل من الإسكندرية إلي القاهرة عام 1939.
بينما تحدثت الإعلامية اللبنانية مني الغندور، عن رائدات السينما المصرية، وهو ما تضمنه كتابها الأخير "سلطانات السينما المصرية"، وبدأت بالإشارة إلي الإسكندرية وتاريخها ومبدعيها، وخصت بالحديث عزيزة أمير، وفاطمة رشدي و بهيجة حافظ، اللاتي حاربن المستحيل وأثبتن ذاتهن في مجال السينما المصرية، في مطلع القرن الماضي بالمدينة حيث يتجاور اليهودي والمسلم والمسيحي والأرمني وفي تناغم لا تحسن صياغته سوي مدينة الإسكندرية، ومن أفقها المفتوح علي المغامرة وتزاوج الحاضرات اكتمل مجدهن حين اعترفن بالآخر دون خوف أو خجل، فالشخصية السكندرية ذات خصوصية شديدة، إنها شخصية مركبة بين الأنوثة التي تتسم بالدلال والجدعنة، التي لا يضيرها استعمال قوتها الجسدية في خوض الصراعات.
وأضافت " عزيزة أمير ابنه الصياد السكندري الذي ابتلعه البحر، سمعت صوت حلمها، وسافرت إلي أوروبا وتعلمت الفن السابع وحققت الانجازات في المسرح والسينما كمنتجة وممثلة. أما بهيجة حافظ ابنه الذوات، فلم تمنعها أصولها الارستقراطية من عشقها للفن، فهي محيط من المواهب، جمعت ما بين الإنتاج والإخراج والمونتاج والتأليف الموسيقي إلي جانب صالونها الثقافي الذي قدم العديد من المواهب الفنية في السينما والمسرح والموسيقي. وصولا إلي فاطمة رشدي، فقد تحولت من بطاطا اليتيمة التي تتغني بالطقاطيق في مقاهي الإسكندرية إلي سارة برنار المسرح المصري والعربي، والي لقب " صديقة الطلبة " الذي اشتهرت به فيما بعد وقد نجحت في تقديم عبقرية بني جنسها في خدمة المجتمع. وينضم إلي صناع مجدها كمال حلمي حين يهديها فيلم " العزيمة " أول فيلم واقعي في السينما المصرية، أمير الشعراء أحمد شوقي، الذي أمدها بمسرحتين "مصرع كليوباترا"، " مجنون ليلي ".
واختتمت كلمتها قائلة" أن رائدات السينما السكندرية كن المُنتج والمَنتج فهن اللواتي اخترن صورتهن وفضلنها علي حياتهن الشخصية و نفخن فيها من أموالهن، واليوم نلقي عليهن التحية و نعيد لما تركوه من موروث إبداعي يمتد إلي مالا نهاية، علينا أن نحميه برموش أعيننا. ونأمل أن تبقي مدينة الإسكندرية نقطة ضوء في عتمة هذا العالم".
وخصصت الجلسة الأولي لأعمال شادي عبد السلام الغير منتهية: "إخناتون، الحصن، الدندراوية"، حيث تناقش فيها المخرج صلاح مرعي، رئيس جمعية محبي شادي عبد السلام، وكريم جمال الدين من ستوديو مصر، حول المشاكل الإنتاجية التي تقف كفواصل مانعة أما كبار المخرجين وأمام طموحاتهم، وركز بشكل كبير علي فيلم الحصن الذي تم تصوير جزء بسيط منه، وهو يتحدث عن فترة اليونان والرومان في مصر والتي قاربت 10 قرون، منذ دخول الاسكندر مصر، وأشار إلي أن هناك حقيقة تاريخية تقول أن مصر تعرضت للكثير من الغزوات منذ العهد الفرعوني، ويأتي فرعون مصري قوي يطرد الغزاة ويحمي البلاد، ولكن في هذه الفترة التي تم فيها هذا الاحتلال فقدت مصر ثقافتها وهويتها ونظم الحكم بها، حيث يعتبر أنه بدخول الاسكندر وضع بذرة للغزو الثقافي في المناطق التي احتلها والتي شكلت الإمبراطورية العظمي في ما بعد، واتبع سياسته من تبعه من الحكام و حتى نهاية هذه الحقبة التاريخية. وقد حدثت مقاومة في الأدب الديموطيقي من خلال النبؤة ضد هذا الغزو.
وعرضت لقطة تسجيلية كمداخلة من الفنان الكبير محمد صبحي تحدث خلالها عن فيلم أخناتون الذي لم يري النور، والذي كان يدور حول أول معاهدة سلام في العصر الفرعوني. كما تطرق الفنان سمير صبري للحديث عن فيلم " المومياء"، الذي اختير ضمن قائمة أحسن مئة فيلم على مستوى العالم. وأشار الفنان سمير صبري إلي المجهودات العظيمة التي قام بها كريم جمال الدين في تجديد أستوديو مصر، ووجه الدعوة إلي وزارة الثقافة لكي تقوم بمساندته ودعمه لإنتاج أفلام عالية الجودة.
وتحدث كريم جمال الدين ومنال بركات في الجلسة الثانية، عن "مستقبل إنتاج الأفلام في الإسكندرية وستوديو إسكندرية". ومشكلة استديو الإسكندرية القائم ببرج العرب، ولكن القائمين عليه يعانون من مشاكل مادية.
واختتمت الاحتفالية بالجلسة الثالثة التي تعرضت لتجربة الجزويت، والتي قدمها كل من: محمد صلاح، وهديل نظمي، وإسلام كمال، وإسلام العزازي، حيث تحدثوا عن تجربة جراج الجزويت، الذي شهد مولد أعمالهم المسرحية، و من بعدها تجربة صناعة الأفلام الديجيتال، كما أشاروا إلي ورش العمل بالجراج التي تتضمن الإنتاج والإخراج والمونتاج والتصوير.