السينما

بعد الفيلم (100) السينما العراقية تواجه أزمة خانقة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

غصون عزيز من بغداد:الحديث عن الحركة السينمائية في العراق حديث ذو شجون، فالعراق لم يكن حديث عهد في هذا الفن وصناعته فمنذ اربعينيات القرن الماضي وهو يحاول ان يترك اثراً في الذاكرة السينمائية العربية، سيما وان السينما المصرية سبقت من البلدان العربية الاخرى في هذا المجال، الا ان الفلم العراقي لم ينتظر طويلاً حتى يتحقق على ارض الواقع الفني، فقد أتاحت له التغييرات التي حدثت في البلاد من سياسية واجتماعية ان يختط بداية، ولو انها كانت اولية. فيعد فلم سعيد افندي الذي وضع اللبنة الحقيقية للسينما العراقية بعد افلام عديدة سبقته ولم تأخذ شهرته، (ابرزها فيلم "عليا وعصام") انتهاءاً الى اخر فلم الملك غازي الذي انتح في تسعينيات القرن الماضي يبقى ان نتذكر بان هناك العديد من الافلام التي بلغ عددها لغاية العام 2007 (الـ 101 فلم) بهذا الرقم اصبح معه الفلم مغيباً عبر سلسلة من التحديات والمعوقات التي وقفت في طريق ظهور فلم يتحدث عن حياة العراقيين وينقل احداث فترات توصف بالكارثية سيما مع الاحتلال الاميركي. الذي ترزح تحت وطأته البلاد حيث اتى على الكثير من المنجزات الفنية عبر سلسلة من النكسات اصابت اغلب مفاصل الحياة الثقافية قد يصلح هذا مدخلاً للحديث تفاصبل ليكون معها الفلم العراقي حاضراً في اهم فتراته.

من أحد الأفلام العراقية القديمة
عندما هممنا الذهاب الى دائرة السينما والمسرح لم يكن في بالنا ان بناية هذه الدائرة قد حولت من مكانها الاثير لدى المثقفين والمهتمين بالسينما والمسرح في منطقة الصالحية، وبعد طريق لا يخلو من المشقة دخلنا المسرح الوطني الكائن في منطقة الكرادة وسط بغداد والتي تعتر من اهم المناطق في العاصمة العراقية، ولدى السؤال عن المسؤول عن قسم السينما في الدائرة وجدنا من اخذنا الى مكتبه.. وهناك بدأنا الحديث.
يروي قاسم محمد سلمان، مدير قسم السينما في دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة العراقية، الاسباب التي ادت الى ركود هذه الحركة الفنية العريقة في البلاد، ويقول لـ (ايلاف) "كدائرة سينما لحد الان لم تنتج فلماً روائياً طويلاً بسبب عدم توفر التخصصيات المالية، سيما وان الدائرة ما تزال تعتمد نظام التمويل الذاتي وبالتالي فان من الصعوبة ان تكون هناك ميزانية تساعد على انتاج فلم متكامل" مؤكداً اعتماد السينما على عاملين مهمين هما (الفن والصناعة) والصناعة - بحسب رأيه - تحتاج الى ميزانية ينتج على اثرها الافلام.
وعن اخر الافلام التي انتجتها الدائرة اكد انه "وللاسباب التي ذكرتها توقفت السينما في العراق خصوصاً بعد انتاج فلم (الملك غازي) في العام 1991-1992، ومعه توقف المختبر السينمائي الملون".


ولادة السينما العراقية..
ففي العام 1942 بدأت السينما العراقية حركتها بانتاج اول فلم روائي طويل، واوضح مدير قسم السينما "لقد بدأت السينما العراقية في العام 1942 كقطاع خاص وبعدها دعمت السينما من قبل الدولة" واشار الى "ان هناك مختبر (المختبر السينمائي الملون) قد توقف عن العمل وهو الوحيد في العراق والمسؤول عن تحميض وطبع الافلام، ادى توقفه الى توقف السينما فضلاً عن توقف الافلام الوثائقية مما جعلنا بعيدين عن اجواء السينما العراقية".
وعن اهم الاجهزة التي اعتمدتها المؤسسة في انتاج افلامها قال "بعد توقف انتاج الافلام وتحديداً منذ العام 1991 ولغاية 2003 (سقوط النظام) لجأنا الى انتاج الافلام الوثائقية حيث انتجنا هذه الافلام عن طريق (السكرين) حتى ان انتاج الكثير من المسلسلات التلفزيونية تم عن طريق السكرين". وحول المشاركات الخارجية اكد ان "اكثر الافلام الوثائقية للفترة الانفة الذكر شاركت في مهرجانات منها مهرجان قرطاج وظهران سيما، وان العديد من الدول تقوم بدعوتنا للمشاركو بالافلام الوثائقية".

مرحلة بعد الاحتلال..
بعد الاحتلال سرقت كل اجهزة مؤسسة السينما والمسرح وتحديداً قسم السينما وبالتالي لم يعد لدى الدائرة اجهزة، واكد قاسم محمد سلمان: "لقد وصلت المؤسسة اجهزة عن طريق ما يعرف (بمذكرة التفاهم - الخاصة بالامم المتحدة) اجهزة تلفزيونية وليس سينمائية، الامر الذي جعلنا نصل الى ان نسأل انفسنا: كيف نفعّل حركة قسم السينما؟ سيما وان التخصيص المالي متوقف" وتابع "قامت على اثر ذلك دائرة السينما والمسرح بتخصيص مبالغ نقوم من خلالها بانتاج افلام وثائقية تلفزيونية وليست سينمائية لانها صورت بكاميرات تلفزيونية وذلك بسبب السرقات واعمال النهب التي حدثت بعد دخول القوات الاميركية بغداد" واشار الى "ان اول فلم انتج بعد الاحتلال كان (لا لليأس) وهو يصور عملية الدمار التي حصلت داخل البلاد ويبين كيف تم اتلاف الافلام الخاصة بقسم السينما وكيف اصبح الحال فيما بعد".
كما تم انتاج فلم وثائقي (كنوز تامخطوطات) قد شاركت به في مهرجان بالاميرو في ايطاليا، بالاضافة الى الفلم الروائي القصير (قطرات متصلة بيضاء) سيناريو واخراج صائب حداد، فضلاً عن انتاج فلم وثائقي يتحدث عن مرض الايدز (قتل مع سبق الاصرار) سيناريو واخراج هاشم ابو عراق.
في العام 2007 تم انتاج فلمين وثائقين هما (شهب توالت) اخراج مهدي ابو سيف، ويتحدث عن الضحايا من فناني السينما والمسرح الذين تم اغتيالهم من قبل الارهابيين، وايضاً انتاج سلسلة (بغداد حضارة) يتضمن افلاماً تنتج تباعاً كان اولها يتحدث عن (المدرسة المستنصرية) والثاني سيكون عن (القشلة) أو "سراي الحكومة" وهو من مباني بغداد العريقة ومن صروحها المعمارية".

حلول تعتمد التخصيص..
*فكيف نخرج بالسينما من ازمتها هذه؟ يجيب:
-ان صناعة الفلم اذا لم تتوفر لها التخصيص المالي فلا يمكنك بالتالي اعداد عمل يشارك في المهرجانات، هناك افلام - والقول لمدير قسم السينما- "انتجت خارج العراق تدعم من خلال قنوات تهتم بالفلم العراقي وتتمثل بفلمين اثاروا اكثر من علامات تعجب وهما فلم (احلام) و(غير صالح للعرض)".
وعن العدد الاجمالي للافلام العراقية المنتجة من العام 1942 ولغاية 2007 اكد سلمان "انه تم انتاج 99 فيلماً، منها 42 فلماً انتجتها دائرة السينما والمسرح، و44 فلماً انتجتها شركة بابل والباقي انتجه القطاع الخاص والتوجيه المعنوي بالقوات المسلحة العراقية السابقة، ليضاف اليها الفلمان اللذان لم تنتجهما دائرة السينما والمسرح الا انهما يعتبران فلمان عراقيان وهما: (احلام) و(غير صالح للعرض)".
وعن خروج الفنانين الى خارج البلاد جراء الاوضاع السائدة في البلاد لفت مدير السينما الى ان "الفنانين موجودون سواء داخل البلاد او حتى خارجها متى ما توفر التخصيص المالي وسيكون لهم دور ومحفل في عمل فلم سينمائي متكامل".

مسيرة وتاريخ...
يبقى القول: ان للسينما العراقية مسيرة وتاريخ: ففي
فترة الاربعينيات كانت افلام عليا و عصام - إخراج - أندريه شاتان 1948، والقاهرة - بغداد اخراج احمد بدر خان 1949، وابن المشرق - اخراج - نيازي مصطفى 1949،
ثم توالت الافلام خلال السنوات المتلاحقة ففي الخميسنيات كان هناك افلام عديدة هي: فتنة وحسن - اخراج - حيدر العمر 1950، وليلى في العراق - اخراج - احمد كامل، ومرسي 1950، وندم - اخراج - عبد الخالق السامرائي 1955، ووردة - اخراج - يحيى توفيق 1956، ومن المسؤول - اخراج - عبد الجبار توفيق ولي 1956، وتسواهن - اخراج - حسين السامرائي 1957، وأدبته الحياة - اخراج -مهند الأنصاري 1958، وسعيد افندي - اخراج - كاميران حسني 1958، وعروس الفرات - إخراج - عبد الهادي مبارك 1958، و الدكتور حسن - اخراج - محمد منير آل ياسين 1958،
فتأتي فترة الستينات: قطار الساعة 7 - اخراج - حكمت لبيب أواديس - 1961، القرار الاخير - اخراج صفاء محمد علي - انتاج ابراهيم الشيخلي، وتمثيل جمعة الشبلي و سلمى عبد الاحد 1962، ومشروع زواج - اخراج كاميران حسني 1962، ونبوخذ نصر - اخراج - كامل العزاوي 1962، ابو هيلة - اخراج - محمد شكري جميل يوسف جرجيس 1962، واوراق الخريف - اخراج - حكمت لبيب أواديس 1963، والحارس إخراج خليل شوقي 1967، والجابي 1968 قصه سيناريو وحوار جعفر علي بطولة :اسعد عبد الرزاق

اما الفترة التي تعد اكثر الفترات التي اصبح الفم العراقي فيها يحمل صبغة وحرفية، سيما وان هناك فنانين كبار اسهموا في تقدم الفلم العراقي فكان هناك اكثر من فلم واكثر من وفقة في فترة السبعينات:
bull; الظامئون إخراج محمد شكري جميل 1972
bull; المنعطف إخراج جعفر علي 1975
bull; فيلم الرأس إخراج فيصل الياسري 1976
bull; الأهوار إخراج قاسم حول 1976
bull; فيلم النهر إخراج فيصل الياسري 1977
bull; الظامئون إخراج محمد شكري جميل 1972
bull; المنعطف إخراج جعفر علي 1975
bull; بيوت في ذلك الزقاق إخراج قاسم حول 1977
bull; الأسوار إخراج محمد شكري جميل 1979
bull; يوم آخر اخراج صاحب حداد 1979
bull; القناص إخراج فيصل الياسري 1980

ومع بداية الثمنينات وفي خلال الحرب العراقية الايرانية انتج قسم السينما العديد من الافلام التي شارك في التمثيل فيها عدد من نجوم الفن العربي فكان اولها:
bull; الأيام الطويلة إخراج توفيق صالح 1980
bull; القادسية إخراج صلاح أبو سيف 1981
bull; فائق يتزوج إخراج ابراهيم عبدالجليل 1984
bull; المهمة مستمرة إخراج محمد شكري جميل 1984
bull; ساعات الخلاص إخراج طارق عبد الكريم
bull; الحدود الملتهبة إخراج صاحب حداد 1985
bull; المنفذون إخراج عبد الهادي الراوي
bull; صخب البحر إخراج صبيح عبد الكريم
bull; شمسنا لن تغيب إخراج عبد السلام الاعظمي
bull; الفارس والجبل إخراج محمد شكري جميل
bull; عرس عراقي إخراج محمد شكري جميل

bull; المهد إخراج ليث عبد الأمير 1985
bull; ستة على ستة - اخراج خيرية المنصور - 1988
فترة التسعينات.. حصار وافلام
bull; حقول الذرة الغريبة إخراج قاسم عبد 1991
bull; 100علي 100 - اخراج - خيرية المنصور 1992
bull; الملك غازي إخراج محمد شكري جميل 1992
bull; المرأة العراقية صوت من المنفى إخراج ميسون الباجه جي 1993
bull; حياة ساكنة إخراج قتيبة الجنابي 1997
bull; الخرساء إخراج سمير زيدان 1999
bull; مدخل إلى نصب الحرية إخراج عدي رشيد 1999
bull; شاعر القصبة إخراج محمد توفيق 1999
فيأتي القرن الواحد والعشرين ومعه بوادر الانقلاب العام في العراق..فكان له بعض الانجازات
bull; جيان إخراج جانو روشبياني 2002
bull; بغداد حاضرة غائبة إخراج سعد سلمان 2002
bull; إنسَ بغداد إخراج سمير جمال الدين 2002
bull; عائد إلى بابل إخراج عباس فاضل 2002
bull; زمان رجل القصب إخراج عامر علوان 2003
bull; 16 ساعة في بغداد إخراج طارق هاشم 2004
bull; نحن العراقيون إخراج عباس فاضل 2004
* غير صالح للعرض 2007، وأحلام إخراج محمد الدراجي 2007 هذان الفلمان لم تنتجهما دائرة السينما والمسرح وانما هو انتاج خاص ولكنهما يعدان من الافلام العراقية المميزة.

والسؤال المعلق..

ويبقى السؤال الذي يدور في اذهاننا هل سيكون للفلم المهاجر الذي اصبح معه الفن العراقي صادحاً بامتياز مع ما تعرض له المجتمع من حروب وانتكاسات جعلت منه فنان يلمس شغاف القلوب ولكن في بقاع غاب عنها الجمهور العراقي الذي أسره الاحتلال والظروف الامنية المتوترة وحرمته من متعة المتابعة حتى ولو لافلام غير عراقية عبر دور عرض غابت في خضم الحظر والممنوع.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف