السينما

القلب القوي..أو السينما حينما تتصدى للارهاب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محمد الأمين من هولندا:لعل التعاون الفني بين نجمي هوليوود الأكثر شهرة براد بيت "كمنتج " وانجلينا جولي مع المخرج االبريطاني مايكل وينتربوتوم هو ما ضمن لفيلم القلب القوي النجاح في ايصال رسالة السلام للعالم عبر فيلم سيحتفظ بمكانة مهمة في تاريخ السينما نظرا لموقفه الواضح والجرئ من الارهاب. ففي هذا الفيلم تقوم انجلينا جولي بدور ارملة الصحافي الاميركي دانيال بيرل مراسل صحيفة وول ستريت جورنال والذي اختطفه تنظيم القاعدة وقتله بطريقة وحشية عام 2002 في كراتشي بباكستان أثناء قيامه بمهام صحفية تتعلق بارهابيين اسلاميين كان لهم دور في هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول في الولايات المتحدة.، والفيلم مقتبس من مذكرات ماريان بيرل وبالعنوان نفسه.

النجمة انجلينا جولي من الفيلم
واذا كانت انجلينا جولي قد خطفت الأضواء بحضورها مع النجم براد بيت في مهرجان كان السينمائي الاخير الى حد أعتبر فيه المراقبون أن حضورها طغى على فيلمها القلب القوي، الا أنها تتنازلت عن جزء كبير من جمالها الآسر لتجسد شخصية ماريان بيرل و من أجل ايصال رسالة السلام بلغة سينمائية.
قد أدت انجلينا دور ماريان بنجاح مذهل ونقلت الى الشاشة الفضية أحاسيس إمرأة عرفت كيف تقف متماسكة بين مشاعرها وحبها الكبير لزوجها وبين عزمها على مواصلة رسالة السلام والتسامح، فهي لاتغفل التعاطف مع الابرياء من ضحايا عمليات الدهم التي نفذتها الشرطة السرية الباكستانية لإنقاذ زوجها وهي ترفض في حوارات تلفازية أنجزتها قنوات وفضائيات شهيرة على اطلاق صفة الارهابيين على منتمين لمعتقد ديني ما، الارهابيون، تقول جولي في الفيلم موجودون في كل العالم ويسعون الى تنفيذ جرائمهم اينما استطاعوا.ورغم اللحظات الدرامية التي عاشتها جولي " بدور ماريان" وحملها بجنين في الشهر الخامس والتوتر العصبي الذي رافق ايام الاختطاف، فاننا نشاهد جولي وقد أبرعت في افتعال مشاعر ودية واطلاق بسمة بين حين وآخر، لتخفيف الضغط العصبي الذي تعرض له فريق عمل حاول اطلاق سراح زوجها دانييل من قبضة الارهابيين، واعتقد ان جولي قد نجحت في التواصل الانساني مع الآخر في سلوكها مع شخصيات الفيلم، ويعود هذا النجاح في جزء منه للطريقة الذكية التي عالج بها المخرج وينتربوتوم الكثير من المواقف، فجولي وفي لحظات شد عصبي كادت ان تفقد صبرها وتماسكها ونراها تغادر الصالة التي يقيم فيها فريق العمل، أو نراها تعبر عن مشاعرها وقد استدارت للكاميرا، وهي تبتسم اثر نوبة هستيريا تعرضت لها بعد تلقيها خبر اعدام زوجها، كما أنها تستضيف فريق العمل في بيتها بعد حادث الاعدام لتشكر له اخلاصه في العمل من اجل انقاذ زوجها وان لم يحالفه الحظ في مهمته.
وربما كان السبب في نجاح انجلينا جولي بتقمص شخصية ماريان بيرل يعود الى العلاقة الشخصية التي جمعتهما، تقول انجلينا " لقد تعرفت الى ماريان من خلال نادي التسلية الذي جمع أطفالي وأطفالها، لقد سحرتني نظرتها للحياة، انها إمرأة دفنت مشاعر الكراهية والانتقام، وسعت
لفهم الاحداث بموضوعية وخارج نطاق الانتقام الشخصي وهي رأت في قاتلي زوجها أفرادا بلاهوية ومؤمنين لايعون شيئا من معاني التسامح السامية، ان شخصيتها القوية جعلتها تحول لحظات الفاجعة والرعب الذي دهمها لحظة تلقي خبر اعدام زوجها الى دافع لاقامة حوار انساني بين الثقافت والأديان لنفهم بعضنا الأخر ونتعايش بسلام ".
وتؤكد حركة كاميرا في تنقلاتها في الأحياء التي يتواجد فيها الارهابيون، هذه النقطة تحديدا فهم أفراد يعانون من فقدان الخصوصية والتفكير المستقل وهذا مايدفعهم الى التطرف في الدفاع عن هوياتهم الزائفة.
واذا كان الفيلم يتجاوز هوية القتلة للدعوة الى التسامح والحوار، فهو رسالة بليغة الى طيف واسع من الانتلجنسيا العربية موه على هوية الارهابيين وجرائمهم الوحشية في العراق وفي افغانستان ومناطق عديدة من العالم في تواطئ قذر مع خطابات ايديولوجية ارهابية، فهل سمعنا ببيانات مضادة يصدرها مثقفون عرب تضع حدا لبيانات اكاديميين وشخصيات ثقافية شجعت العمليات الارهابية في العراق على سبيل المثال ؟؟؟



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الافلام الراقية
nadia -

نتمناان ترقى السينما العربية الى مثل هده الافلام و المواضيع الراقية.احب انجلينا جولي كثيرا.كل افلامها رائعة.

الافلام الراقية
nadia -

نتمناان ترقى السينما العربية الى مثل هده الافلام و المواضيع الراقية.احب انجلينا جولي كثيرا.كل افلامها رائعة.