السينما

فيلم خارج التغطية هل كان خارج التغطية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نعمة خالد من دمشق:يأتي فيلم خارج التغطية بعد عدد من الأفلام لعبد اللطيف عبد الحميد حازت على إعجاب الجمهور السوري، وإعجاب الجمهور العربي، أذكر من هذه الأفلام: ليالي ابن آوى، ورسائل شفهية، وقمران وزيتونة، وصعود المطر، وما يطلبه المستمعون، ونسيم الروح.
ولقد شكلت البيئة المحلية لأفلامه حاملاً جمالياً، أعطى للغة السينمائية والصورة ما تستحق من الإعجاب، كذلك شكلت بساطة الطرح وشفافيته ما يجعل من عبد اللطيف عبد الحميد صاحب مدرسة في الإخراج والتأليف.
وإن كان صعود المطر، ونسيم الروح قد خرجا من البيئة المحلية، فإن فانتازيا صعود المطر، وشفافية ورومانسية الطرح في نسيم الروح قد جعلا من الفيلمين علامة في مسيرة السينما السورية.إلا أن فيلم خارج التغطية، الذي حاز كما قلت على برونزية مهرجان دمشق السينمائي في دورته الأخيرة لم يكن له نصيب أشقائه مما أخرج عبد اللطيف من النجاح.
فالحدوتة الأساسية للفيلم لا تحتمل أن ينجز عنها فيلم روائي، مما اضطر عبد اللطيف إلى إقحام خطوط درامية لا علاقة لها في إطار صيرورة الحدث، بل يمكن القول أنها شكلت عبئاً على المسار الدرامي للفيلم، ولم تتعد كونها حشواً لا لزوم له.

من فيلم خارج التغطية وعبد اللطيف وعبر المسار الدرامي للقيلم أخبرنا عن عامر الذي يؤثر أسرة صديقه على حسابه، ولم يكن هناك من داع لمزيد من الشرح عبر حشو خطاً درامياً ليؤكد مقولته عن هذه الشخصية، عبر ما قدم عامر من خدمة ليارا صبري، التي مثلت دور مطلقة يطردها زوجها من البيت بعد زواجه من أخرى. ومتتبع الفيلم لن يجد مبرراً واحداً لحشو هذا الخط الدرامي، كذلك هو الحال بالنسبة للدور الذي أسند لعمر حجو.
وقصرت اللغة السينمائية سواء عبر الحوار أو عبر الصورة في التعريف على زوجة المعتقل، الذي أدته صبا مبارك، فنحن وعى مدى الفيلم لا نعرف عنها سوى أنها زوجة معتقل، تقع في حب صديق زوجها تحت ضغط حاجتها الإنسانية.

كما وقع عبد اللطيف عبد الحميد في فخ التكرار لبعض المشاهد التي لم تستطع أن تشكل لازمة في الفيلم تضيف في كل تكرار بعداً معرفياً أو نفسياً أو جمالياً. وقد يصل الحال بالمشاهد إلى حد الإشفلق على فايز قزق الذي ما فتىء يصعد مراراً إلى طابق عال وهو يحمل على ظهره ابنة صديقه السجين التي ناف وزنها عن الخمسة وعشرين كيلو.

ولم تمتلك أي شخصية خصوصيتها على مدار الفيلم، كما كان الحال في فيلم رسائل شفهية، ولم يضعنا الفيلم في ذروة الدراما إلا في القائق الأخيرة من الفيلم، حين تنشأ العلاقة بين عامر وزوجة صديقه السجين، ولا نكتشف أن زهير سجين رأي إلا في آخر الفيلم.وعب اللطيف لم يفرش أو يرمي أسساً يمكن أن تؤدي بالمشاهد إلى أسئلة عن حالة هذا السجين، بل ربما لم يدفع الفضول الكثيرين للسؤال عن سبب سجن زهير.
وفايز قزق الذي أبدع في رسائل شفهية، جاء أداؤه نمطياً، ومفتعلاً في أحيان كثيرة، كذلك كان أداء صبا مبارك، التي عرفناها في الدراما التلفزيونية أكثر إبداعاً في الأداء.
أما الإحساس بالمكان، الذي بلغ ذروته في أفلامه المحلية، فقد جاء في فيلم خارج التغطية باهتاً.
وفي اللغة السينمائية تأتي السيارة أو القطار، أو أي وسيلة نقل لتعطي المشهدية البصرية المزيد من الجمالية والعمق، إلا أن عبد اللطيف لم يفد من هذا على الرغم من عمل عامر سائق تكسي.
ولعل ما يوقع المشاهد في حيرة هو قدرة عامر الحلواني وسائق التكسي، ومعلم اللغة للشرق آسيوي، على فتح بيتين، دون أن ينقص عليهما شيئاً، والمطل على الحياة الاقتصادية، لن يقنعه ذلك، خاصة و؟أن العيش من خلال مسيرة الفيلم للأسرتين هو عيش فوق الوسط، هذا إذا حيدنا متطلبات زهير السجين والذي كان يلبيها عامر.
ولأن عبد اللطيف كان بارعاً في نقل حكايات البيئة المحلية ببراعة وجمالية، فإننا أمام فيلم خارج التغطية قد ذهلنل لا لجمالية فيلم، أو لبكة درامية منسوجة بعناية، ولا لأداء مميز للفنانين، بل لتلك الخلخلة في الفيلم، سواء أكان ذلك في سياق الحكاية، أو في سياق أداء الممثلين، أو في سياق الجمالية البصرية التي اعتدنا عليها في سينماه. كما افتقد الفيلم إلى تلك المصداقية العفوية التي تعتبر سمة لسينما عبد اللطيف. لذا جاء الفيلم بخيوطه المفككة، والتي حاول عبد اللطيف أن يلضمها إلى بعضها فخنقت الفيلم، وضاع صوته، أو كان خارج التغطية كما هو حال عامر معظم أحداث الفيلم مع زوجته.

قصة الفلم
والفيلم يتحدث عن صديقان هما زهير وعامر، الذي يؤدي دورهما فايز قزق بدور عامر، ونضال سيجري بدور زهير، يغيب زهير غياباً قسرياً فهو سجين رأي، يقضي في السجن سنوات عشر، ويقوم عامر بإعالة أسرة زهير طيلة فترة الغياب تلك، هذه الأسرة المكونة من أم تؤدي دورها صبا مبارك، وابنة، وخلال فترة الغياب تلك، ومن خلال الاحتكاك اليومي تنشأ علاقة بين عامر وزوجة صديقه السجين، وبتدخل من زوجة عامر، عبلا معارف لها في السلطة يتم الوعد بالإفراج عن زهير، مما يدفع عامر إلى العيش في حالة صراع، ما بين الحب والصداقة، فيلجأ إلى السلطة في محاولة لتمديد سجن زهير إلا أنه يحجم في اللحظة الأخيرة. يفرج عن زهير الذي لم يغادر زمنه قبل سنوات عشر، ويعود عامر إلى زوجته التي تنقطع معها كل خيوط الحب.
الفلم من بطولة فايز قزق، وصبا مبارك وفدوى سلمان ومحمد قنوع وسيروكي أوكازاكي ونضال سيجري، كان الفيلم خارج التغطية من تأليف وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد، الذي حاز على برونزية مهرجان دمشق السينمائي عام 2007 .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ياريت اشوف سينما
tamim -

انا اريد ان اوضح شى السينما السوريه محتاجه الى راس مال خارجى وليس الدول لان الاعتماد على الدوله لان يفعل شى المغرب العربى يعتمد على التمويل الاجنبى لذلك ترى افلامهم ذات طابع اجنبى ام فى مصر كانت الافلام التجاريه هى المسيطره لفتره وجيزه اما الان بدات بداية نهايه الانهيار لها وظهرت العوده المصريه مره اخرى اما سورى فيجب ان تهتم بذلك الموضوع كذلك هناك اقتراح ان الموسسه المصريه والسوريه للسينما ذا تعاونا بدل ينتج كل منهما فلمين او ثلاثه فى العم ننتج اكثر من فيلم مشترك فننمى الصناعت الوطنيه بدل من صناعت الافراد

السينما اين
حمد محمد -

اوقف النظام كل اشكال المساعدة عن المخرجين اللا علويين, و يحصل على الدعم من مؤسسة البعث السينمائية العلويين حصرا ( عبداللطيف عبد الحميد, اسامة محمد...) الى درجة ان اللهجة العلوية اصبحت لهجة السينما السورية, مع الاسفهذة ليست سينما بل اعلام بعثي وارهاب فكري تقوم به طائفة تتحكم بأقدار الشعب السوري و ثقافتهفاين اذا المخرجين امثال حقي و ملص و الاخرين الذين لا ينتمون الى ال الحكم؟ سؤال قد يجاوب عليةوزير االدعاية البعثي

wfh
صافي -

بحب صبا موت شو ما تعمل