قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الموت ثيمة جمعت معظمأفلام مهرجان التاغيت الذهبي
عبد الرحمن الماجدي من تاغيت جنوب الجزائر: يواصل مهرجان التاغيت الذهبي للفيلم القصير فعالياته لليوم الرابع على التوالي بعروض للأفلام القصيرة التي تميز عدد منها مقارنة ببقية الأفلام التي عرضت، باختزال الفكرة واحتوائها على قصة سينمائية تراوحت بين العالية والمتوسطة. واللافت أن
مهرجان التاغيت الذهبي يبدا عروضه وسط الصحراء
عددا من الأفلام التي برزت كمرحشة لاحدى جوائز المهرجان هي الأفلام التي تنطوي على شحنة من الحزن العالي إضافة الى جودة تنفيذها التي ترواحت هي الاخرى صعوداً ونزولاً دون أن تسقط في الرتابة والمباشرة. وبرز الموت كموحد لمعظمها حتى تلك التي لم ترشح لجوائز المهرجان.
كان فيلم محمد نظيف المرأة الشابة والمعلم للمغربي المقيم في باريس أول العروض التي برزت بين الافلام السبعة التي عرضت في اليوم الأول فهو يدور حول معلم يأتي لقرية نائية ويلتقيه وجهاؤها مع الشيخ. لينتبه لشابة مجنونة يعلو صوتها بكلمات باكية عن شخص سيعود. يتكرر لقاؤه معها في صدف كثيرة في القرية النائية بسكانها القليلين. ليكتشف من قبل شيخ ووجهاء القرية أن عقلها لم يتحمل خبر غرق حبيبها المسافر نحو أوربا، ولم تصدق موته وكل يوم تجلب ورقة أو يكتب لها رسالة له. فيتولى المعلم كتابة رسائل يومية لها نكتشف أنه يكتبها لحبيبته التي هجر القرية بسبب موتها الذي لم يحتمله. ويحتفظ بالرسالة التي تتحول ليومياته في القرية في صندوق خاص. وقد تم تنفيذ الفيلم بأداء وتصوير جيدين ومختزلين للوقت. لكن عنوان الفيلم دخل في المباشرة، ونهايته لم تكتمل بارسال رسائله لحبيته من خلال مجنونة القرية. لتكتمل القصة السينمائية. وهو الفيلم الثاني إخراجا للمثل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي محمد نظيف الذي عرف في المغرب وفرنسا كممثل. ويرشح لاحد جوائز المهرجان.
فيلم المشهد بينما كان فيلم المشهد للاردنيين رفقي عساف وحازم البيطار أكثر حبكة ولغة سينمائية وضغطا للوقت الذي يجب أن يميز الأفلام الروائية القصيرة. فمراقبة الحياة من خلال آلة الموت التي هي ناظور بندقية قناص إسرائيلي يتحدث عبر اللاسلكي بالعربية مع زميله في موقع القيادة ويراقب عبر الناظور شقة في عمارة سكنية هي كل كادر الفيلم المؤطر بخطوط ناظر البندقية. وكل الحوار باللغة العبرية حيث يعجب القناص ذي الأصل الهولندي بجمال المرأة التي تظهر من شرفة الشقة المستهدفة بحثاً عن أحد المطلوبين. وقبل أن يغادر القناص المكان يدخل شاب مسلح لم يكن هم المطلوب تصفيته يمكث قليلا ليدخل شاب مسلح آخر ليس هو الاخر الهدف المطلوب للقناص فيغادر ليبقى الشاب مع حبيبته يخبرها خبراً حزيناً يبكيها فيدير نظره من الشرفة مع تصاعد الحوار بين القناص وزميله البعيد ليقترب من اللغة الإنسانية إذ كان إعجاب القناص بالفتاة ورغبته بمقابلتها حرض المشاهد على أن يكون سبباً في محاولاته اقناع زميله في القيادة بالانسحاب لعدم توفر الشخص المطلوب قنصه. ليطلب زميل القناص منه الانسحاب لعدم توفر الهدف وان كان مسلحا فمعظم الاسرائيليين مسلحون. فنسمع صوت اطلاقتين وسط صياح زميل القناص مستعلماً ليرد القناص أن لاشيء. وقد قتلهما معا الشاب وحبيبته.
الفيلم كان متماسكا لولا الاطالة التي اثرت على المشهد الواحد بحديث بات بعضه مقحما على قصة الفيلم وبعض المشاهد التي كان بالامكان الاستغناء عنها لصالح مدة الفيلم القصير.. وربما سيكون متماسكا بشكل اكبر لو انسحب القناص دون قتل الفسلطينييَن اذ هي النتيجة المتوقعة من هكذا قصة وان تم تنفيذها بحرفية جيدة. وهو الاخر مرشح لاحدى جوائز المهرجان.
الفيلم الصربي تهليلة طفل الفيلم "تهليلة طفل" للصربي ميلوس بوسيك هو الابرز وبين افلام الموت في المهرجان حيث جمع الصورة الماساو ية لموت معتقل شاببيد مفتش شرطة كان يستجوبه بتهمة بكتابة العديد من الشعارات على جدران المدينة.وفي أثناء ذلك تكون زوجته بالمنزل إلى جانب ابنهما المريض، وبين الألم الجسدي الذي يتعرض له الطفل السجين وعلاج ابنه المريض ليخلق الفيلم تعلاقة غريبة بين ابن المفتش الموشك على الموت والسجن الذي يوشك بين يدي المحقق على الموت. وفي اللحظة التي يقتل فيها المحقق ضحيته ينجو ابنه من نوبة المرض الخطيرة. وسيكون اداء المحقق الاحترافي سببا في فوزة باحدى جوائز المهرجان.
و كان الفيلم التجريبي كالنحلة للمخرج والمنتج الجزائري الشاب مؤنس خمار الذي عرض في اليوم الثالث، مكثفاً فيلم كي النحلة ومغايراً لبقية الأفلام. فبطلته نحلة محصورة في شقة مغلقة النوافذ تبحث عن مخرج صوب الازهار لتتناول غذاءها. ولم يظهر سكان الشقة بشكل مباشر. وهو خال من اي حديث سوى من طنين النحلة المسكينة. فنسع نشرة أخبار عن حل ازمة الغذاء عام 2011 ليكون الرد عليها بطريقة ساخرة جدا بصوت من مؤخرة ساكن الشقة النائمن وخبرآخر عن حرب أميركا في العراق والزمة العالمية المالية في الثلاثينات. وكلها أخبار لاتستحق تعليقا سوى ذات الصوت الخارج من المؤخرة الذي ينهي الفيلم.
فالمخرج يرى أن من شن الحرب وتسبب بالازمة المالية العالمية هم القادة نفسهم فلا يمكنهم حل أزمة الغذاء العالمية التي تحصد أرواح الالاف يوميا في العالم. وصور ومالنحلة الا صورة لروح الانسان الجائع الذي لو قيض له الخروج من أزماته التي يتسبب بها السايسة الكبار لكان مبدعاً وفاعلاً له وللاخرين.
فيلم بنت مريم أما فيلم بنت مريم للاماراتي سعيد سلمان الرميفهو حمل ثيمة الموت الفسلجي والسيكولوجي. حيث يدور حول الزواج المبكر لفتاة صغيرة تزوجت اكثر من مرة برجل مسن تشهد تغسله بعد موته ليتم تزويجها بمسن أعمى. تجد شبية بروحهخا المسجونة في عالم الزواج المبكر والمجتمع الذكوري إمراة يسجنها شقيقها في بيتهم الكئيب الذي يجد صاحبه في الشجرة التي يحملها الطفل الطفل للصبية نذير شؤم. وحين تموت امه ذلك الطفل تتيبس الشجرة. وقد احسن صنعا المخرج باعتماده على شاعر لكتابة الحوار والسيناريو اذ ساهم الحوار في رفد الفيلم بقصة سينمائية.
أما فيلم "ليلة عيد" للتونسي أشرف لعمار فهو صورة لحبن الإنسان وقسوة الموت، من خلال حوار مع ملاك الموت فيلم ليلة عيد عزرائل في فجر يوم العيد حيث يحضر عزرائيل بصفة رجل على عجلة من أمره لغرفة رجل مسن ليقبض روحه. فلديه مهمة يجب ان ينفذها في بغداد حد أنه يؤجل سلب روح جار الرجل المسن ريثما يعود من بغداد. فيوقف المشهد على صوت الراديو الذي كان شغله المسن قبيل نومه. ويظهر خروفا ينتظر الذبح خارج الغرفة بينما يعلن مذيع الأخبار عن اعدام الرئيس.... في أول يوم عيد الأضحى.فكرة الفيلم ليست جديدة لكنها جمعت بينموت الانسان والحيوان كمخلوقين بمشهد واحد.وقد اختزل المخرج الوقت إلى أبعد حد معتمداً على تقنية متواضعة. وهو أول فيلم له.
ومن المنتظر أن تنتهي فعاليات المهرجان يوم غد السبت باحتفال توزيع الجوائز التي تتوزع بين جائزة التاغيت الذهبي لأفضل فيلم قصير وجائزة أفضل إخراج وجائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل تمثيل نسائي وجائزة أفضل تمثيل رجالي وجائزة أفضل فيلم قصير جزائري
ولا تمنح لجنة تحكيم المهجران الجوائز مناصفة.