السينما

مساجلات أكاديمية في الجزائر حول أفق النقد السينمائي والتلفزوني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من الجزائر:حفل "ملتقى النقد الفني في السينما والتلفزيون"، المختتم الخميس بالجزائر، بمساجلات أكاديمية عديدة حول أفق النقد السينمائي والتلفزي هناك، وقارب نقاد ومختصون إشكاليات "النقد علم أم فن؟"، "مستويات النقد الفني بين السينما والتلفزيون"، إضافة إلى "النقد الفني بين التكوين، الممارسة والهواية".ورأى الناقد الجزائري د/محمد بن صالح، إنّ واقع النقد السينمائي والتلفزي في بلاده لا يبشر بالخير، في ظل انعدام فضاءات خاصة بالنقد، فضلا عن افتقاد الجامعات لأقسام نقدية متخصصة، علما إنّ المعهد الجزائري العالي للفنون الدرامية أقدم على شطب تخصص النقد من مقرراته.

من الندوة وألّح الأستاذ محمد بوكراس على أنّ الناقد ليس ذلك الذي يصدر أحكاما وكفى، مشددا على وجوب امتلاك النقاد لخبرات وإلمامهم بمعارف الفن السابع قبيل خوضهم في أي مقاربات، وأضاف:"فهم ميكانيزمات النقد وتفسيرها للجمهور ليست بين أيدي الجميع".
واستهجن الدكتور مصطفى فتحي، تعاطي النقاد وكذا الإعلاميين مع المنتجات الفنية، وفق نمط قطعي جاهز ينشطر بين المدح التام أو الذم الكبير، ورأى "يوسف مجكقان" إنّ النقد السينمائي والتلفزي ينبغي أن يكونا مرادفان برأيه للذكاء والاحترافية، وركّز على "تفسيرية النقد" وقيام النقاد بإيضاح آرائهم وتعليلها بالشواهد، بدل السقوط في فخ الأحكام العارضة فحسب.
وألّح الناقد السوري البارز د/"رفيق الصبان" على حتمية "ترشيد مسارات النقد السينمائي" والوصول بالأخير إلى خانتي الجودة والنوعية، مضيفا في مداخلته:"الناقد المقتدر والفعّال هو ذاك الذي يمسك بيد الجمهور ويدخله صروح العمل الجميل، كما تصورّ إنّ الناقد الحقيقي هو الذي يستطيع اقتحام الأسوار التي يقيمها المبدع حول نفسه ونتاجه، بحيث يأكل مما أسماها "الفاكهة السرية".
ولاحظ الصبان إنّ السينما فن عجيب وعالم ساحر، ومقاربته ينبغي أن تحتكم إلى أصول بناءها وموسيقاها وتراقصاتها وأحاسيس العاملين فيها، موضحا:"النقاد غالبا ما يجدون أنفسهم أمام كتل مختلفة الألوان والأشكال، فتثير فيهم مثيرات لرؤى ذاتية وموضوعاتية مغايرة تقود بالناقد المتفرد إلى ابتكار خلق إبداعي آخر.
وأيّد الدكتور محمد جمعي من جامعة الجزائر، رأي الصبان، وزاد بقوله إنّ النقد الحقيقي هو إبداع ينطلق من إبداع آخر، ومن الأهمية بحسبه أن يتصف المحور النقدي بالروح العلمية الموجوبة، وينساق بألق فني وراء تلمّس دروب الجمال، فهو كمن يسعى للعثور على مفتاح لغز جميل عن طريق العشق.
من جانبها، دعت الناقدة السينمائية المصرية "خيرية محمد إبراهيم البلشاوي"، إلى ضرورة تسلح جمهور النقاد بأدوات علمية صميمة، تستبعد انعكاسات الأنا والعاطفة والذاتوية وما يتصل بها من انطباعات وارتجال، وقدّرت الناقدة المصرية إنّ كل عنصر من عناصر الفيلم له نظريات علمية مرتبطة به، ومن ثمّ "لا يمكن التعامل باستغفال مع فيلم هو صناعة وتجارة وفن"، طالما أنّ هذا الأخير هو "فيض من الانفعالات والقضايا المتداخلة"، ورددت خيرية البلشاوي، إنّ الفيلم السينمائي لم يعد مجرد منتوج ثقافي فقط، بل أصبح منتوجا صناعيا وتجاريا، ومن هنا يتسم دور الناقد بقدر مضاعف من الأهمية، تبعا لكونه وسيط جماهيري قوي جدا، ينقل المشاعر ويصنع الذائقة العامة بقوانين علمية محضة.
وانتهت الندوة إلى تبني مقترحات، رأى عرّابوها أنّه في حال العمل بها سيمكن الوصول بمرتبة النقد إلى مصاف الجودة الرفيعة، التي باتت تعتبر مطلبا استعجاليا، سيما وأنّ الجمهور الجزائري صعب الاستمالة وقاس في أحكامه، خاصة فيما يتعلق بالمنتوج الفني المحلي، بحكم بحثه المستميت عن الأفضل دائما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النقد ببساطة
السيناوي -

( النقد فن وعلم فى ذات الوقت والأساس الذى يقوم عليه علم النقد هو تحليله لافضل الأعمال فى اى فن ، وهى تلك الاعمال التى تخضع لبعض القواعد المتعارف عليها والتى يمكن تحديدها ثم تطبيقها على الاعمال المختلفة عند تحليل التاثير النهائى الذى تتركه هذه الاعمال فى نفوسنا .)هكذا يعرف النقد ببساطة!