السينما

سينما الضواحي ترصد أسئلة المنفى والهجرة والذاكرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كامل الشيرازي من الجزائر: آثرت الدورة الثالثة لمهرجان "السينما المغاربية" المنظمة حاليًا بضاحية سان دوني الباريسية، رصد أسئلة المنفى والهجرة والذاكرة، وشهدت التظاهرة المختصة بـ"سينما الضواحي" عرض تسعة أفلام من الجزائر وتونس والمغرب، على غرار فيلم "الحطاب" للمخرج الجزائري الراحل محمد بوعماري، وفيلم "نفايات" للتونسي لطفي عاشور و"مانكان" و"آخر الشهر" و"سارة" للمغاربة "بوسلهام ضعيف" و"محمد مفتكر" و"خديجة ليكلير" على التوالي.

وتركزت عموم المواضيع الفيلمية على وقائعية المنافي وأحلام الأوطان البعيدة، بجانب محاولة مخرجين تتبع تحولات المجتمعات المغاربية أثناء فترات احتلالها من طرف فرنسا وبعد استقلالها، بهذا الشأن، افتتح المهرجان بعرض فيلم "الحطاب" لـ"محمد بوعماري" الذي رحل قبل سنتين، ورأى المنظمون أنّ الفيلم المذكور يمثل قيمة موضوعاتية بارزة في سماء السينما الجزائرية، من حيث أنّ انتاجه مطلع سبعينيات القرن الماضي، شكّل في حينه مؤشرًا على ولادة ما عُرف لاحقًا بـ"سينما الضواحي"، من خلال تطرق "الحطاب" إلى نسقية العالم الريفي وموجة التصنيع الذي صنع طبقية اجتماعية أسهمت في تكريس الفروق والدفع بالمعذبين في الأرض إلى الهجرة بكثافة إلى عاصمة الجن والملائكة منذ أربعة عقود.

ويُرتقب أن يتمتع متتبعو مهرجان "السينما المغاربية" بجديد خاص من خلال فيلم "سفر ناديا" لكارمين غارسيا وناديا زاوي، "طنجة حلم الحراقة" لليلى كيلاني، فضلاً عن "أمينة أو اختلاط المشاعر" لـ"لوريت أرزقي" و"الجانب الآخر" لـ"فلورنس نعيمة بينوا"، ناهيك عن فيلم "أرزقي المتمرد" للمخرج الجزائري جمال بن ددوش، الذي يتناول مرحلة غير معروفة في منطقة القبائل الجزائرية بحر القرن التاسع عشر، وهو ما يُعنى أيضًا بإظهاره المخرج "بوعلام غيرجو" في "العيش في الجنة" و"ميمزان" لعلي موسوي، حيث يصور الأول سيرة أحد المغتربين الجزائريين العاملين في قطاع البناء، ومعاناته المزمنة من بعبع الوحدة ، بينما ارتضى الثاني رواية إحدى الحكايا الأمازيغية في قالب نوستالجي، في حين فضّل التونسي "المنصف ذويب" نمطا كوميديا في "التلفزة جاية".

وسيتوالى عرض أفلام "الآن الأحد" للمخرجة الجزائرية المغتربة يمينة بن قيقي، و"شاشة الخريف" لعلاء الدين سليم، و"3 سويتات" لخالد بن غريب، إضافة إلى أفلام وثائقية على غرار "بجانب بيتنا" لـ"رحمة بن حمو مدني" التي تقترح مقاربة لأوضاع مواطنيها في فرنسا وتسعى لاستطلاع بقايا ذاكرة بلادها، تمامًا مثل فيلم المغربية فريدة بليزيد "كازانايدا" الذي ينطرح فيه الهاجس الثقافي، والسعي الشبابي لتحريكه وتخليصه من الشوائب والطابوهات، وعلى المنوال ذاته نسجت "دليلة النادر" في فيلمها "أريد أن أحكي لكم" الذي يعالج المسكوت عنه في مسألة الحقوق النسائية في المغرب، وارتهانها بسطوة التقاليد.

وصار مهرجان "السينما المغاربية" بسان دوني، محطة سنوية مهمة في عيون عشاق الفن السابع، من حيث نهوضه بتعريف المهاجرين وأبنائهم من الجيل الرابع، وكذا الفرنسيين بسينما الضواحي، ويواكب محفل هذا العام نحو خمسة آلاف شخص، ولا تقتصر التظاهرة على العروض فحسب، بل تعنى أيضًا بإقامة ورش وندوات حول السينما والمجتمع في المنطقة المغاربية، بجانب تسليطها الضوء على مسارات وأشخاص مخرجين وممثلين مغاربيين بارزين، كما يهتم المهرجان في طبعته الحالية بصناعة الفيلم القصير التي تنامت على نحو لافت في المغرب العربي في السنوات الخمس الأخيرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف