السينما

النجم بين افليك يقدم اختفاء الطفلة الأميركية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد موسى من هولندا:وافقت السلطات البريطانية الاسبوع الماضي، على عرض فيلم "ضاعت الطفلة ضاعت " للمخرج النجم الاميركي "بن افليك"، بعد حوالى الشهرين من بدء عروضه العالمية، الفيلم الذي قيل ان مخرجه ومنتجه أخر عرضه في بريطانيا ، بعد نصائح من الرقابة البريطانية، لتشابه ملامح طفلة الفيلم، مع طفلة بريطانية يثير اختفاؤها منذ اشهر الكثير من الاهتمام والقلق في بريطانيا.
من الصعب التصديق، ان فيلم "ضاعت الطفلة ضاعت "، هو من اخراج نجم شعبي هوليوودي في تجربته الاولى خلف الكاميرا، ثيمة الهوس الجنسي بالاطفال في الفيلم، والتي لا تقترب منها السينما الشعبية بسهولة، هي بالحقيقة اقل سوداوية بكثير، من ذلك الاقتراب المخيف للفيلم ، من بعض الشخصيات فيه، والمسارات التي كان على تلك الشخصيات اختيارها او التسليم بها.

النجم بن افليك مع الممثل الكبير مورغان فريمان

في مقدمة الفيلم، تقدم طبقة اجتماعية، نادرة الظهور في هوليوود. الطبقة البيضاء العاملة،بتشكيلاتها الاقتصادية والطبقية،وعلاقتها الداخلية، تغيب عن افلام الاستديوهات الكبيرة في اميركا، ولا تحضر الا في بعض نتاجات السينما المستقلة.
احياء الطبقة البيضاء العاملة في ضواحي مدينة "بوستن" الاميركية، والتي يقدمها فيلم"ضاعت الطفلة ضاعت "، هي نفسها التي ظهرت في فيلم "مستيك ريفير" للمخرج الكبير "كلينت ايستوود" قبل خمس سنوات، قصتا الفيلمين مأخوذتان من اعمال الروائي الاميركي "
dennis Lehane" (دينس ليهان) والذي ولد ويعيش في المدينة نفسها.

"ليهان" يبدو مفتونا،بالمجتمعات الصغيرة التي تكونها هذه الطبقة، حياتها، العنف الكامن فيها، وعدم وضوحها الاخلاقي الكامل.في قصص "ليهان" تهز حوادث شديدة القسوة، النسيج الاجتماعي لهذه الطبقة البيضاء، وتدفعها الى مواجهات اخلاقية مؤجلة، والعودة الى ماض عنيف، لم ينس تماما، ويتهيأ للعودة في اي لحظة. في فيلم "مستيك ريفير"، "يلهم" القتل الوحشي لاحدى فتيات الحي، رغبات العنف بين الناس هناك. هو ايضا يدفعهم الى البحث عن تكوينة المجتمع والامان الذي تمنحه.
يقدم بطل فيلم "ضاعت الطفلة ضاعت"، الحي الذي يسكنه، تقديما يقترب من الشاعرية. لكنها تبقى شاعرية خاصة لا يمكن فهمها بالكامل، من خارج الحدود الجغرافية والتاريخية للحي. الحياة التي تقترب من الفوضى، العنف،قرب الناس الى بعضهم، البقاء على قيد الحياة هي اسباب يبدو انها كانت كافية لتجعل الحياة في هذا الحي خاصة، وملهمة لتقديم شاعري.
الحي "الخاص"، ينكشف لعشرات الصحافيين وكاميرات التلفزيون. فطفلة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات اختفت، ويبدو ان بوليس المدينة كله يبحث عنها.

الممثل الصاعدكيسي افليك من الفيلم

يقدم النصف الاول القوي من الفيلم، شخصياته العديدة، التي تتشابه كثيرا في افتقادها "اليقين" الخلاقي الصارم. لكن بدت مدججة بحضور درامي سريع ومؤثر.عندما يطول اختفاء الطفلة لايام تقرر احدى القريبات الاستعانة بمحقق خاص من ابناء الحي للمساعدة في البحث عن الطفلة.

تتجه شكوك البوليس قليلا الى الام المطلقة، والمدمنة على المخدرات،هناك مخاوف كبيرة ايضا، ان تكون الطفلة وقعت ضحية لعملية استغلال جنسي، و التي تنتهي غالبا بمقتل الأطفال المختطفين. في واحد من المشاهد القوية الاولى في الفيلم، يوصف احد ضابط الشرطة (يقوم بالدور مورغان فريمان) عمليات اختطاف الاطفال، بأن اليوم الاول شديد الاهمية، لعمليات البحث عن الطفل المختفي، فاذا لم يتم ايجاد الطفل والقبض على خاطفيه في هذا اليوم الحاسم،يتم قتل الطفل بالعادة، والتخلص من جثته في اليوم الثاني والثالث!
بعد ايام من البحث، يصل المحقق الخاص مع صديقته الى نتائج غير متوقعة صادمة. التصاعد الدرامي المثير في النصف الاول في الفيلم، تراجع في معالجات مستنزفة في النصف الثاني. صحيح ان الفيلم ماخوذ عن رواية ادبية، لكن كان بالامكان تقديم بعض المشاهد الضعيفة في النصف الثاني منه، تقديما مختلفا، يقترب الى الجهد الذي بذل في بداية الفيلم، من تقديم شخصيات، جريئة الى حد كبير، صادقة ولا تتزلف لكاميرات السينما الشعبية.

البحث عن "من الجاني" في النصف الثاني من الفيلم، اثر على "البوتريت" القاسي لمجتمع الفيلم وشخصياته والتي قدمت في النصف الاول، عن مجتمع يتأرجح بين العنف والطيبة والمشاكل العميقة. حتى موضوع الهوس الجنسي بالاطفال، والذي أوحى الجزء الاول من الفيلم، بانه سوف يقدم باسلوبية مختلفة وواقعية، غاب، ليعود في النهاية،بصورة مجردة من واقعه و تقترب الى النمطية.
"بين افيلك" في فيلمه الاول، بدا كمن يضع رجلا في السينما الفنية واخرى في هوليوود، من السهل الاشارة الى تاثيرات هوليودية في فيلمه الاول. هناك مشاهد بالكامل، بدت وكأنها قادمة من مسلسلات التحري الاميركية وافلام اميركية عادية.
مثلا، تتردد صديقة البطل وشريكته في العمل، في المساعدة في البحث عن الطفلة المختفية، الشابة الحسناء جدا، تعود لتوافق بعد ذلك في معالجة شديدة التكرار، فالجميع يعرف انها سوف توافق على المهمة، فلماذا تضيع الوقت هذا!!.
الروائي (دينس ليهان)، يميل الى دفع ابطاله الى مواجهات اخلاقية عديدة، بعضها مبكر، ولا ينتظر وصول الاحداث الى الذروة التقليدية. هناك "ذروات" عديدة في فيلم "مستيك رفير"، قدمها الممثل الكبير "شون بين" بتمكن رائع استحق عليه جائزة اوسكار افضل ممثل عام 2004، المواجهات الاخلاقية في فيلم "ضاعت الطفلة ضاعت "، كثيرة ايضا، لكنها بدت كانها ، تريد اشراك الجمهور في تعقيداتها وأوزارها. وهذا ما غاب في فيلم "مستيك رفير". الذي بدا العنف فيه شأن اصحابه وحياتهم وخياراتهم.
الممثل الشاب "كيسي الفيك "، قدم دور المحقق الشاب، ابن الحي، الذي يحمل سيرة سابقة لا تخلو من العنف. اداء الممثل الشاب الموهوب بدا قريبا جدا لروح الحكاية وابطالها في قصة (دينس ليهان)، نبرة الصوت الخافته، علاقته بالحي وساكنيه، بدت قابلة للتصديق كثيرا، ولم تتاثر بحضور الممثل الهوليوودي ونجوميته الصاعدة.

cinema@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
جميل
AOOZ -

فيلم جميل ويستحق المشاهدة وانصح القراء بمشاهدتها

مشكلة
وهج -

اخر لقطة في الفيلم رائعة جداً وتطرح اشكال قوي جداً, هل تستحق هذة الام المدمنة للمخدرات والتي ايضاً تعمل مع العصابات ؟. هل تستحق البنت الصغيرة .. لا احب ان احرق الفيلم ولكن البنت تم اخططافها من قبل مورغان فريمان رئيس شرطة المدينة ..تحت بند : هذة الام سوف تحطم حياة هذة الطفلة هذة الام مدمنة لا تستحق البنت ولن تربيها بشكل صحيح ؟. التحري الصادق والنزية يرفض هذة الفكرة ..كل ام تستحق طفلها .. ولكن بعد تسليم الطفلة إلى الام يزورها التحري الشاب ..ليجد الحال على ما هو علية ..الام تذهب مع صديقها الجديد وتترك الطفلة لوحدها مع دمية دب ؟؟. يسكن البطل والسؤال واجزم انه :ماذا فعلت.. هل هذة ام تستحق هذة الطفلة .. فيلم جميل وقدم حياة الضواحي البيضاء طبقة لم تذكر بكثرة في السينما الامريكة ..

ليه
ليه -

لماذا لا وهج حرقتي قصة الفيلم ، الكاتب لم يرد ان يشير الى ذلك ، حتى يستمتع الذين يشاهدون الفيلم بالقصة عتبي عليك ياوهح

مشكلة
وهج -

يا سيد (ليه) عندما تتجول في مدينة تحتاج إلى خارطة ,ولكن تلعن من رسم الخارطة لانه اوضح كل شيء فيها .. تحياتي الحارة وهج

فلم جيد
ابوحمزة -

فلم جميل وقد شاهدت احداثه وخصوصآ بموجود الممثل بن الفيك ......... ولو كان هناك تشابه كبير في عدد من لأفلام له

لا مشكلة
ماس -

فيلم يستحق المشاهدة- بدون زعل حرقتى اهم لقطة فى الفيلم يا وهج

خمس نجوم
عراقي -

فـيلم ممتاز وبـن افلك اثبت انو فنان متميز متعدد المواهب. انصح الجميع بمشاهدة الفيلم

اين بن افلك؟
may -

الاسبوع الماضي شاهدت الفيلم على شو تايم لكن بن افلك لم يكن من ابطال الفيلم. هل يعقل ان يكون للفيلم نسختين؟

كايسي افليك
وهج -

اخراج الفيلم من قبل بين افليك ..بطولة شقيقة (كايسي افليك) .. وهج

UK
عبادي -

بن افلك مخرج العالم وهذا الفرق مع السينما العربية التي ينسب العمل فيها للممثل وليس للمخرج

هولندا
ابو علي -

الفلم يعبر عن واقع يحدث منذ سنين طويلة في العالم الغربي . شكرا للمترجم محمد موسى ولكن نرجوا ان لا تكون ترجمته حرفية فيفقد المقال روحه خصوصا وهو ضليع بالعربية.