السينما

عقائد باتمان ، الجوكر والجمهور!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد موسى - إيلاف:بمشهد هروب جماعي لسكان مدينة اميركية ، وآخر لتفجير وانهيار مباني عالية ، ومنطقة خراب ، تشبه الدائرة الصفر في مدينة نيويوك بعد ارهاب الحادي عشر من سبتمبر ، وحوارات بدت برموزها المعاصرة كانها مناكفات زعماء احزاب سياسية . يعلن فيلم "فارس الظلام" ، البداية السينمائية لانتخابات الرئاسة الاميركية القادمة ، والتي تبدو انها تتجه الى وجهة اقل دراماتيكية وحدة عما كان متوقعا ،وعلى العكس من الفيلم الذي تركت نهايته مفتوحة لكن شديدة القتامة.

باتمان والجوكر هو الصراع بين اليمين والليبرال مجددا ، يقدمان سويتا ، بترسانة بلهاء متكلفة ،وعتمة تستمر الى المشهد الاخير من الفيلم ، ،والذي لا يتوقف عن اشاراته الى زمننا الحالي. ، ويحيطها بالكثير من الجدل والريبة ،ويطرح معضلات مربكة ، ويقدم جمل حوارية مستنفذة ، عن الملك والرعية.مثل المشهد الذي يتحدث فيه "باتمان" الى صديق ، عن ملوك الاغريق الذين يزيحون الديمقراطيات جانبا وقت الازمات ، ويسنون قوانينهم الخاصة.
الفلم جعل ايضا بطله الطيب العادل (لنسميه هنا مجازا ، بالمرشح الديمقراطي!) يقضي الجزء الآخير من الفيلم بوجه نصفه محترق ومشوه ،ورغبة مسعورة بالانتقام ، تشابه تلك التي يملكها "الباتمان" ، وربما بتعاطف اكثر مع "الباتمان" ، وسلطتة التي يجب تعلو القانون والناس.

نعرف الآن ان حكاية "باتمان" ، هي اكثر قصص"السوبر هيرو" تطويعا وملائمة لازمان مختلفة ،هذا ليس بالضرورة خبر جيد للفيلم الجديد ،فحتى اكتاف باتمان نفسه ، لا تتحمل كل هذا الظلام وكل هذه الاوزار ، والتي أثقله بها المخرج الانكليزي الاصل "Christopher Nolan" (كريستوفر نولان) في هذه النسخة من فيلم "باتمان" الجديد والتي تعرض في معظم دول العالم الآن.
الحمهور الذي يبحث عن بطولات حاسمة و يقين سينمائي ، لن يجد المهمة سهله في فيلم ، يقدم تعذيب السلطات الجسدي ، جنبا الى جنب مع شرائط فيديو "ارهابية" يرسلها مجنون الفيلم الشديد الخطورة ،والذي يريد ان ينشر الفوضى ويقتل ما يستطيع قتله من البشر.هذه الثنائيات المربكة في الحياة ، مربكة ايضا في السينما ، وخاصة اذا ارتبطت ببطل خارق او ابطال آخريين ، يقتربون هذه المرة بمسافة غير مريحة من الجمهور ، ويصدعون العلاقة "المطمئنة" المعتادة مع ابطال الحكايات المصورة ، حتى يغدو انتصارهم او هزيمتهم ، شانا مغلفا بالقلق واحيانا بالكثير من اليأس.

"باتمان" لا يريد ان يقتل "الجوكر" ، هذا بدا مفهوما تماما من الفيلم ، وربما "الجوكر" لا يريد ان يقتل "الباتمان" ، وهذا شأن اقل اهمية ، لان "باتمان" هو السلطة او حليفها او محركها، وهو الاقرب الى القانون الذي نعرف. "باتمان" لا يريد ان يقتل "الجوكر" ، لانه غير مستعد في الوقت الحاضر ، ان يتخلى عن زي المحارب والمنتصر او نشوة كسر القانون الذي يقوم به في كل مرة يلبس تلك البدلة السوداء ، والتي كان يمكن ان تزين في هذه المرة ، بكل النياشين الدينية والوطنية دون ان تثير الكثير من الانتباه.
ولكي لا يظلم "باتمان" تماما ، من المهم التذكير بحيرته واستعداده في هذا الفيلم ، بالتخلي عن دوره ومجده عندما يكتشف ، أن "الجوكر" ، يستطيع ان يصل الى مايريد ويتقل من يشاء. "باتمان" يتوقف عن المحاولة ، بعد احداث ارهابية مروعة تهز مدينة " غوثام " (هل يبدو الامر مالوفا؟) ، ليرجع "باتمان" الى المعركة.

باتمان تفاصيل القصة الاخرى ، ليست مهمة أبدا ، كان يمكن ان يكون الفيلم كله ، "منولوج" طويل بين "الجوكر" و"باتمان" ، ليس بالضرورة بتلك الصورة العنيفة التي قدمت في الفيلم ، بل بطرق اقل سلمية ، كان يتمشيان سويتا في حديقة المدينة ، او يشربان القهوة في مكان ما! ، فهما في النهاية الشخصيتان صاحبتا المشاكل الاكبر في الفيلم.وعقدة الفيلم ترتبط بمواقفهما هما فقط.
يقدم شخصية "الجوكر" النجم الشاب الراحل "هيث ليجر" ،هو انجز هذا الفيلم ونصف فيلم آخر ورحل في بداية هذه السنة ،بعد تناوله جرعة كبيرة من الادوية المنومة والمهدئة. هيث ليجير الذي كان يعتبر بحق واحد من اكثر النجوم الشباب جدية على الاطلاق والذين مروا على هوليوود في الثلاثين عاما الاخيره ، فقد طريقة الى النوم في السنة الاخيرة من حياته ، وكما ينقل المقربين عنه. من المؤكد ان شخصية "الجوكر" التي قدمها بشكل مذهل في هذا الفيلم (الذي لم يشاهد نسختة الكاملة) ، كانت معه الى يومه الآخير.وربما وصلت كوابيسها الى قلبة.
هيث ليجر يقدم من تحت المكياج الثقيل والفم المشقوق والجنون الغير مسبوق ، الشخصية الانسانية الوحيدة في الفيلم ! ، المشهد الذي يروي فيه قصة (ربما تكون غير حقيقية بالمرة) عن والده ، الذي قام بتشويه ، هو ربما المشهد الانساني المؤثر الوحيد في الفيلم.هذا التقديم الجديد المبتكر لشخصية "الجوكر" ، هو شيء من العسير جدا ان تتجاوزه افلام "باتمان" القادمة.لكن حتى مع اداء هيث ليجر الرائع ،لا يحرك الفيلم الكثير من المشاعر المتعاطفة ، هو بالحقيقة لا يحرك اي من المشاعر على الاطلاق. وهذه هي مشكلة الفلم الكبيرة ، والكافية للبعض ، الذين لا يهنئون بسينما ، بدون حماس او التي لا تدفع الدموع الى العيون.

قصة الفيلم
صراع جديد آخر بين "باتمان" و "الجوكر" ، يتحالف "الجوكر" ، مع مافيات مدينة "غوثام" الخيالية لسرقة اموال والسيطرة على اقتصاد المدينة ، لكنه غير معني كثيرا بالاموال ، هو يريد هزيمة باتمان. باتمان هو الاسم الآخر لرجل الاعمال الغني ، الذي يقوم بالاتفاق مع اغنياء المدينة ، بالتنكر بزي "الباتمان" ، لمحاربة الفساد في المدينة ، بطرق لا تستطيع الشرطة القيام بها. "باتمان" ، يفكر بالتخلي عن هذه المهمة ، خاصة ان صديقته السابقة على علاقة عاطفية مع رجل شرطة شريف. لكن "الجوكر" لا يريد ان يتركه لشانه.

معلومات عن الفيلم

أخراج
Christopher Nolan
أنتاج
أمريكي
سنة الأنتاج : 2008

بطولة
Christian Bale ، Heath Ledger ، Aaron Eckhart ، Michael Caine ،Gary Oldman ،Morgan Freeman
نوع الفيلم :اثارة ، دراما ، افلام ابطال قصص ورقية

طول الفيلم :152 دقيقة

الفيلم صالح للمشاهدة لفئة PG-13

cinema@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بات مان
هاملد اسكندر -

تحية للكاتب الالمعي محمد موسى عثمان الذي يتحفنا بكل هذه الاخبار الجميلة حتى نسي اصدقاءه من اجل هذه المقالات الفنية الجميلة والادب الرفيع.

بات مان
هاملد اسكندر -

تحية للكاتب الالمعي محمد موسى عثمان الذي يتحفنا بكل هذه الاخبار الجميلة حتى نسي اصدقاءه من اجل هذه المقالات الفنية الجميلة والادب الرفيع.

تعليق جميل
محمد بخيت -

انا احب فلم باتمان وجميعالعاملين بهذا الموقع