السينما

نجوم السينما الهندية في المتحف الوطنيّ للفنون الآسيوية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

صلاح سرميني من باريس:تميّز مهرجان كان السينمائي في عام 2002 ، بوفدٍ هندي كبير جاء لدعم سينما بوليوود، وبالإضافة إلى أول اختيارٍ رسميّ ـ خارج المُسابقة , للإنتاج البوليوودي الأكثر تكلفةً (Devdas) لمخرجه(Sanjay Leela Bhansali)، كانت الهند حاضرةً في ذلك العام من خلال عرض ثلاثة أفلام طويلة تكريماً للسينمائيّ الراحل (Raj Kapoor)، بالإضافة إلى مشاركة ثلاثة أفلامٍ قصيرة : واحدٌ في (المُسابقة)، وآخرٌ في (قسم أفلام الطلبة)، وثالثٌ في (أسبوعيّ أفلام المخرجين).
في السابق، لم يصل الوفد الهنديّ أبداً لذاك العدد في (كان) مع مائة شخصية تقريباً، من بينهم وزيرة الإعلام، والاتصالات (Sushma Swaraj)، والتي جاءت إلى (كان) بشكلٍ خاص للمُشاركة في ذاك التكريم بحضور عائلة المخرج.
في تلك المُناسبة قالت الوزيرة :
(المنتجون الهنود راضون تماماً عن ارتياد الجمهور للأفلام في الهند، إذاً، فهم لا يحتاجون أبداً للبحث عن تصدير أفلامهم إلى الخارج، ولكن، اليوم، الهند جزءٌ من اقتصاد العولمة، ومن المنطقي بأن تنظر صناعة السينما إلى الخارج، ولهذا الهدف، تبقى سوق الفيلم في (كان) المكان الأفضل، مع حصة كاسحة من التوزيع المحلي، فإنّ السينما الوطنية في الهند في حالةٍ جيدة جداً، فقط، 5% من السوق مشغولة بالسينمات الأجنبية، نحن لا نشعر أبداً بأننا مهددون من الإنتاج الهوليوودي) .

من فيلم "Chaudhvin Ka Chand" وكانت (Hindija Group) واحدةٌ من بين الشركات التي جاءت إلى (كان)، وهي مُمثلةٌ في كلّ قطاعات الاتصالات بشكلٍ عام، والسينما بشكلٍ خاص، تمتلك واحدةً من أكبر الكتالوغات في بوليوود، مع 3500 فيلم، وكانت تقترح دزينةً من الأفلام الجديدة التي يمكن أن تعجب المُشترين الأجانب .
من جهةٍ أخرى، كانت تستعد لعقد اتفاقٍ مع شركةٍ إنكليزية لإصدار 250 فيلماً في شرائط فيديو،..
تشرح (Nina M. Mamnani) المُلحقة الإعلامية للمجموعة :
(إذا كانت انكلترا، والولايات المتحدة أسواقاً خارجية حقيقية بسبب أهمية الجالية الهندية التي تعيش فيها، فقد بدأت فرنسا بالاهتمام بـ(بوليوود)، سوف يكون العرض التجاري لفيلم (Lagaan) لمخرجه(Ashutosh Gowariker) بمثابة تجربة، لقد جئنا إلى (كان) أيضاً بهدف اللقاء مع شركاء أجانب للاتفاق حول فيلمٍ ذي توجهٍ عالميّ أنجزه أحد كتاب سيناريو ستيفين سبيلبيرغ)(1).

الصيف الهنديّ

ووُفق موسوعة(Wikipedia) الإلكترونية، فإنّ (الصيف الهنديّ)، أو(صيف الهنود سكان أميركا الأصليين) هو تعبيرٌ من أصلٍ أميركي وكنديّ، يشير إلى فترةٍ زمنية مُشمسة بعد البدايات الأولى لبرد الخريف، وقبل حلول فصل الشتاء، وتحدث خلال شهر أكتوبر، أو بدايات نوفمبر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وخلال أبريل، أو بدايات مايو في النصف الجنوبيّ منها.
المُبرمجة السينمائية الفرنسية(Martine Armand) التي عملت مع المخرجيّن (Shaji Karun), و(Satyajit Ray), تخيّرت هذا التعبير, وأطلقته على أهمّ تظاهرة فرنسية مُخصصة لسينما(ت) شبه القارة الهندية، والتي تنعقد سنوياً في المتحف الوطني للفنون الأسيوية (Guimet) في باريس خلال الفترة من بداية سبتمبر، وحتى بداية نوفمبر.
كانت الدورة الأولى في عام 2004 تمهيدية، واقتصرت على عرض 11 فيلماً تُعتبر علاماتٍ متألقة منحت المتفرج فرصة التعرف إلى ثراء السينما(ت) الهندية ماضياً وحاضراً، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً.
الدورة الثانية في عام 2005 نقلت المتفرج إلى البنغال الغربية ( إحدى الولايات الهندية, وتقع في شمال شرق الهند, وعاصمتها كالكوتا), كما احتفت بمرور 50 عاماً على تاريخ إنتاج (Pather Panchali)/1955 لمُخرجه (Satyajit Ray), هذا الفيلم الذي اعتبر من دون جدال تحولاً في تاريخ السينما الهندية, كما تضمنت التظاهرة وقتذاك 12 فيلماً كانت نماذج متقاطعة من السينما الناطقة باللغة البنغالية لبعض مخرجيها البارزين :
(Riturpano Ghosh),( Ritwik Ghatak), (Mrinal Sen), و(Aparna Sen),..
وكانت مناسبة أيضاً للتعرّف إلى الممثلين الكبار في تلك السينما :
(Soumitra Chatterjee), ( Uttam Kumar), (Robi Ghosh), (Anil Chatterje), (Madhabi Mukherjee), ( Mamata Sankar), وبالطبع من دون نسيان (Sharmila Tagore) التي كانت بداياتها في عام 1959مع (Apur Sansar) لمُخرجه(Satyajit Ray).
الدورة الثالثة في عام 2006 اقترحت تيمةً تحت عنوان (هنديّ القلب), وعرضت أفلاما لمخرجين, ومخرجات يعيشون خارج بلادهم مثل : (Mira Nair) التي تعيش في الولايات المتحدة، و(G. Chadha) التي تعيش في إنكلترا,..
كما خصصت تكريماً مزدوجاً للمخرج, والمُنتج (Ismail Merchant) الذي توفيّ في عام 2005, وصديقه, وشريكه المخرج الفرنسي ـ الأميركي(James Ivory) الذي تعاون معه خلال 45 عاماً.
الدورة الرابعة في عام 2007 احتفلت بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الهند (1947), وتخيرت مشواراً سينمائياً من خلال 19 فيلماً, وكانت البرمجة تاريخية, وروائية بالآن ذاته, ونقلت المتفرج من الهند المُستعمرة مع فيلم (The Rising: Ballad of Mangal Pandey)/2005 لمخرجه(Ketan Mehta), وحتى الهند المُستقلة في فيلم(Gandhi)/1982 لمخرجه البريطاني(Richard Attenborough) .

الصيف الهندي 2008
نجوم السينما الهندية

شعار التظاهرة في الدورة الخامسة لتظاهرة (الصيف الهنديّ), والتي بدأت في 8 سبتمبر, وتستمر حتى 5 نوفمبر 2008, تخيّرت (Martine Armand) بأن تتمحور حول النجوم, والذين لا يمكن أن تتواجد السينما الهندية من دونهم, وخلال تاريخها تمتع هؤلاء بأهميةٍ مُعتبرة, وأصبحوا من المعبودين في بلدٍ تتموقع صناعتها السينمائية في الصف الأول عالمياً.
وتقترح البرمجة الحالية اكتشاف جوانبها المُتنوعة من خلال 23 فيلماً, ويعتبر فيلم الافتتاح (Guide) بمثابة تكريم للممثل(Dev Anand), وسوف تتطرق التظاهرة للأعمال الجديدة الناجحة ل(Yash Chopra), و(Karan Johar),...ومن ثم تعود إلى العصر الذهبي للسينما الهندية فترة الخمسينيّات مع (Shree 420), (Awaara), و(Mr and Mrs 55), ..
وسوف تسمح للمُتابع باسترجاع ذكرياته عن النجوم الكبار في السينما الهندية الذين لم ينسهم التاريخ, ولا العاشق الشغوف :
(Waheeda Rehman), (Nargis),( Meena Kumari),( Madhubala), ...
كما سوف يبتهج بالمُتألقين دائماً :
(Shabana Azmi),(Aishwarya Rai), (Madhuri Dixit), (Kajol), (Amitabh Bachchan), (Shah Rukh Khan), (Hrithik Roshan),...

قائمة الأفلام المعروضة في الدورة الخامسة لتظاهرة الصيف الهندي 2008(2):
(Andaz) إخراج(Mehboob Khan)/1949
(Awaara) إخراج(Raj Kapoor)/1951(فيلم الختام)
(Aan) إخراج(Mehboob Khan)/1952
(Mr and Mrs 55) إخراج(Guru Dutt)/1955
(Shree 420) إخراج(Raj Kapoor)/1955
(Jagte Raho) إخراج(Amit Mitra / Sombhu Mitra)/1956
(Pyaasa) إخراج(Guru Dutt)/1957
(Kaagaz Ke Phool) إخراج(Guru Dutt)/1959
(Chaudhvin Ka Chand) إخراج(Mohammed Sadiq)/1960
(Sahib, Bibi aur Ghulam) إخراج(Abrar Alvi)1962
Guide)) إخراج (Vijay Anand ) /1965(فيلم الافتتاح).
(Bombay Talkie) إخراج(James Ivory)/1970
(Pakeezah) إخراج(Kamal Amrohi)/1972
(Bobby) إخراج(Raj Kapoor)/1973
(Sholay) إخراج(Ramesh Sippy)/1975
(Bhumika) إخراج(Shyam Benegal)/1977
(Maya Memsaab) إخراج Ketan Mehta))/ 1992
(Fire) إخراج(Deepa Mehta)/1996
(Dil Se)إخراج (Mani Ratnam)/ 1998
(Kabhi Khushi Kabhie Gham) إخراج (Karan Johar)/ 2001
(Devdas) إخراج /( Sanjay Leela Bhansali)2002
(Veer-Zaara) إخراج (Yash Chopra)/2004
(Raincoat) إخراج (Rituparno Ghosh)/2004

هوامش :
ـ (1) عن تقريرٍ كتبته الصحافية الفرنسية (Sarah Drouhaud) في النشرة اليومية لمجلة (الفيلم الفرنسي) خلال دورة مهرجان كان لعام 2002.
ـ (2) معظم الأفلام المُشار إليها أعلاه متوفرة في أقراص د ف د, ويمكن الحصول عليها من المحلات المُتخصصة في جميع أنحاء العالم, أو شرائها عن طريق الأنترنت.
ـ العنوان الإلكتروني للمتحف الوطني للفنون الأسيوية في باريس
http://www.guimet.fr


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكرا صلاح
فائز الساعاتي -

مرة أخرى يتحفنا الرائع صلاح سرميني من باريس بمقال عن مدى تاثير السينما الهندية التي تحتل مكان الصدارة على الصعيد العالمي إنتاجا ومشاهدة بقصصها التي تُخرج المشاهد من عالمه الضيق إلى رحاب عالم جذاب مليء بالرقص والموسيقى. المشاهد العربي يعرفها جيدا لقرب العادات والتقاليد والمشاهد الغربي بدأ يكتشفها في السنوات الأخيرة. تحتل السينما الهندية المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الأفلام كما في عدد المشاهدين، حيث تنتج حوالي 1000 فيلم روائي طويل سنويا إضافة إلى الأفلام الوثائقية، وتباع حوالي 800 مليون بطاقة للأفلام الهندية عالميا. ويبلغ عدد صالات السينما في الهند عشرة آلاف صالة، ويُقدر المشاهدين بحدود خمسة ملايين يوميا. انتشرت السينما الهندية في الآونة الأخيرة وأصبح لديها شريحة عريضة من المتابعين لأفلامها في مختلف بلدان العالم ومنها الدول العربية حيث يرجع السبب في انتشار ها واستقطابها لجمهور عريض لكونها تقدم قصصا مسلية رائعة وشيقة تجعل المشاهد يسبح في عالم الخيال ويحلم مع أبطال الأفلام بحياة أفضل. معظم الأفلام الهندية ميلودرامية، موسيقية، غنائية وتستهدف قصص العنف والمطاردات إضافة المزيد من عناصر التشويق إلى قصص المغامرات العاطفية والأساطير بما في ذلك من ثأر وانتقام وخيانة وتمرد وغيرها. وعلى العموم تبقى قصص الأفلام الهندية متشابهة الى حد ما لا تتغير فيها سوى الوجوه والأسماء وبعض التفاصيل المشهدية. فهناك دائما شابة فقيرة مغرمة بشاب غني أو العكس والحبيبان دائما على قدر كبير من الوسامة والجمال وموهبة في الغناء والرقص ونهاية القصص عادة ما تكون محزنة ومفجعة. إلا أن هذه النهايات الحزينة لا تقلل من نجاح هذه الأفلام بل على عكس ذلك فهي تزيد الفيلم متعة وتشويقا وتعطي لأفلام بوليود طابعا خاصا ومتميزا. شكرا صلاح مرة أخرى على هذه المعلومات القيمة والتي ستزيدني اصرارا على محاولة متابعة بعض هذه العروض على الرغم من ضيق الوقت حتى أستطيع أن أسترجع بعض من ذكريات الزمن الجميل لهذه السينما الجميلة التي طالما أمتعتني في سنوات مراهقتي وشبابي بعد ذلك أي خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي .. تحياتي

بوليوود
سوسن القاضي -

لصناعة السينما في العالم عاصمتان هوليود الأميركية وبومباي الهندية، والتي يسميها أبناء المهنة (بوليوود) (بومباي/ هوليوود). ولا مبالغة إطلاقا في هذه التسمية، لأن بومباي لا توازي هوليود في الإنتاج السينمائي فقط بل تتفوق عليها بمعدلات عالية. إذ يعتاش حوالي العشرة ملايين هندي إضافة إلى الآلاف من كبار نجوم التمثيل والإخراج من صناعة السينما، حيث للنجومية مقاييس خاصة في الهند، أكبر بكثير مما في الولايات المتحدة أو أوروبا وإن كانت أقل منهما بمقياس الشهرة العالمية، ذلك أن السينما وتوابعها من تليفزيون وفيديو هي التسلية الشعبية الأولى على الإطلاق في الهند.

نجوم الهند
عمران السعيد -

الملفت للإنتباه في صناعة السينما الهندية أن عددا كبيرا من كبار نجومها ونجماتها يتقاضون رواتب سنوية خيالية من استديوهات بومباي سواء صوروا أفلاما أو لم يصوروا. يصل إعجاب جمهور السينما الهندية بنجومه المحبوبين إلى درجة التقديس، وهذا ما يفرض على نجوم السينما الهندية أن يعيشوا نمط حياة محدد، سواء على الشاشة أو في حياتهم الفعلية، يراعون فيه المقاييس المفروضة عليهم من الجمهور. ولهذه الأسباب حرص نجوم ونجمات الشاشة الهندية على تجنب أي عمل يمس بالقيم والأخلاق الشعبية الهندية، خشية أن يخسروا شعبيتهم، وعلى النجم أن يكون في حياته الفعلية متواضعا بعيدا عن مظاهر البذخ شعبيا يتجول في شوارع المدينة كالعامة وسخيا معطاء للفقراء المعوزين. ومن بين إحدى الظواهر الفريدة من نوعها والتي لا مثيل لها حتى في السينما الأميركية أو الأوروبية أو غيرها، فإن أسماء كبار النجوم والنجمات لا تظهر على الملصقات الدعائية لأفلامهم حيث يكفي ظهور صورتهم على ملصق الفيلم لكي يتهافت إليه ملايين المشاهدين.

تقرير آخر جميل
جمال الدين - الجزائر -

هذا تقرير آخر جميل من إمضاء الأستاذ صلاح سرميني. نتمنى رؤية المزيد من المقالات حول بوليود باللغة العربية.