الفيلم الايراني درجة صفر، الانسان محكوم بفعل القتل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رانيه عقلة حداد: فيلمان من اصل ثلاثة افلام ايرانية تم عرضها في مهرجان الاردن للفيلم القصير تناولت قضايا فلسفية، فكان من الملفت ان يشكل تأمل الوجود هاجسا لصناعها المنحدرين من بيئة متزمتة دينيا تكثر فيها التابوهات، وكان "درجة صفر" احد هذين الفيلمين، وهو فيلم انيمشن قصير انتاج 2005، اخراج عوميد خوشنَزار.
"درجة صفر"... الاسم بداية يضعنا على العتبة الاولى لقراءة الفيلم، حيث درجة صفر هي نقطة الاصل ... النقطة التي تبدأ عندها ومنها الاشياء، سواء اكانت درجة صفر هي مؤشر للحرارة، او لقياس الزوايا، تبقى هي حالة السكون ... لحظة البدء، في المستوى الاول يتأمل الفيلم السُلطة البشرية والاشخاص الذين يقعون تحت تأثيرها فتُسيرهم، هذا ما نلمسه منذ بداية الفيلم حين يصوب الجندي بندقيتة الى شخص لا نعرفه، وبعد ان يطلق النار عليه يظهر لنا بأنه غير راضٍ عن فعلته هذه، انما ثمة قوى خفية تسيره، فيلقي ببندقيته محاولا الهرب من فعلته ...من اثمه، ومن القوى التي تسيره لكن دون جدوى فليس هناك مفر، حيث تقوده هذه السلطة/القوة في النهاية الى الهاوية.
تأمل الوجود والقوة الالهية وما اذا كان الانسان مسيرا او مخيرا في الحياة، ليست فكرة جديدة فقد تناولها الاوروبيون بعد فجائع الحرب العالمية الثانية، في وقفة مراجعة وتأمل للذات والمعتقد، تناولوها فنيا وادبيا وفلسفيا، لكن الجديد كما اسلفت ان تطرح هذه المسائل من اشخاص ينحدرون من ثقافة شرقية، ومن دولة متزمتة كـ ايران، كذلك الشكل المميز الذي يقدم فيه المخرج فكرته والذكاء في اختيار الجندي كنموذج لتناول السلطة فيواري خلفه الفكرة الاساسية المراد طرحها.
"درجة صفر" احد الافلام المميزة التي عرضت في اطار مهرجان الاردن للفيلم القصير2008، فارتأت لجنة تحكيم الناشطين الثقافيين الشباب - والذي كان لي الشرف ان اكون احد اعضائها- التنويه به كاحسن فيلم اصلي.
رابط الفيلم على شبكة النت
http://www.youtube.com/watch?v=J8keXu0pLQs